الآيات: " 2 أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ."
مقارنة مع متى 2 " 6 وأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ."
الاعتراض: نلاحظ هنا أن الآية غير مقتبسة بدقة؛ متى يقول "أرض يهوذا"، وميخا يقول "أَفْرَاتَةَ"؛ متى يقول "لست الصغرى" وميخا يقول "أنت صغيرة"؛ ، فما الصح؟
الرد: أولا: الاقتباس نوعين؛ اقتباس حرفي؛ ويجب أن يأتي بداخل علامات اقتباس "" . والثاني هو الاقتباس التفسيري؛ فهذا النوع من الاقتباس، فيه يفسر ما يفهمه الكاتب من القول المقتبس؛ ولا يكون طبعًا داخل علامات اقتباس. فالوحي هنا قدم تفسيرًا وشرحًا للاقتباس. لذلك ممكن يتضمن أمور تزيد على معنى النص، لكي يفهم القارئ: كيف تمت النبوة؟ وما كان المقصود منها بالضبط؟ فالوحي أراد أن يبرز أن إفراتة، هي أرض لسبط يهوذا، التي كان الوعد أن يأتي منها المسيح (تكوين 49: 8-10)؛ وأنه بالرغم من أن النبوة قالت عنها أنها من أصغر المدن؛ بولادة المسيح منها، سوف لا تكون صغرى فيما بعد؛ بل ستأتي لها الشعوب من جميع أنحاء الأرض، إكرامًا للمسيح الذي خرج منها. أما عبارة "وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ"، التي تتكلم عن لاهوت وأزلية شخص الكلمة المتجسد، فحذفها الوحي، لأنه أبرزها في الأصحاح الأول، كالحقيقة الثالثة لشخصية ذلك المولود؛ وهي أنه الله الظاهر في الجسد. *
* الأولى هي أنه الملك المسيح - ابن داود – 1: 1؛ والثانية هي أنه هو المخلص لخطايا البشرية – 1: 22؛ والثالثة هي أنه الله معنا؛ أي الله الذي تجلى في شخص المسيح – 1: 23.
باسم ادرنلي