الرد على شبهات يونان

الآيات: "7 وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً" يونان 3.
الاعتراض: كيف يصور كتابك نينوى وكأنها دولة؛ هي مجرد مدينة في مملكة أشور! فكيف ظهر في الأحداث الملك في نينوى!؟
الرد: جميع النصوص الكتابية تؤكد أن نينوى كانت مدينة عظيمة، وأحد أبرز مدن أشور. حيث تظهر في كل الآيات كالمدينة العاصمة؛ وذلك على الأقل من الألفية الرابعة قبل الميلاد:
"11 مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى نِينَوَى وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ" التكوين 10.
وهي كانت موطن الملك سنحاريب، الذي عاش 850 ق.م.، أي قبل بحوالي مئة عام من قصة يونان:
"36 فَانْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعًا وَأَقَامَ فِي نِينَوَى. الملوك الثاني 19.
وأيضًا ذكر هذا الحدث إشعياء:
"37 فَانْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعًا وَأَقَامَ فِي نِينَوَى" إشعياء 37.
وحتى النبي ناحوم، الذي أتى بعد يونان بحولي 80 سنة؛ تكلم عن الرؤساء وملك أشور الذي في نينوى:
"7 .. خَرِبَتْ نينوى...17 رُؤَسَاؤُكِ كَالْجَرَادِ، وَوُلاَتُكِ كَحَرْجَلَةِ الْجَرَادِ الْحَالَّةِ عَلَى الْجُدْرَانِ فِي يَوْمِ الْبَرْدِ. تُشْرِقُ الشَّمْسُ فَتَطِيرُ وَلاَ يُعْرَفُ مَكَانُهَا أَيْنَ هُوَ. 18 نَعِسَتْ رُعَاتُكَ يَا مَلِكَ أَشُّورَ. اضْطَجَعَتْ عُظَمَاؤُكَ. تَشَتَّتَ شَعْبُكَ عَلَى الْجِبَالِ وَلاَ مَنْ يَجْمَعُ" ناحوم 3.
فلا يوجد أي خطأ في النصوص؛ نعم نينوى هي المدينة العاصمة، وفيها يسكن ملك أشور. ونرى من الآيات إشعياء وناحوم، امتداد لملك ملك أشور في نينوى قرابة قرنين ونصف على الأقل. وفي نصف هذه المدة تقع نبوءة يونان. فلا إشكالية في سفر يونان، بل هو متناغم مع تاريخه تمامًا.

باسم أدرنلي