الآيات: "8 أَلاَ أُبِيدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْحُكَمَاءَ مِنْ أَدُومَ، وَالْفَهْمَ مِنْ جَبَلِ عِيسُو؟ 9 فَيَرْتَاعُ أَبْطَالُكَ يَا تَيْمَانُ، لِكَيْ يَنْقَرِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَبَلِ عِيسُو بِالْقَتْلِ. 10 «مِنْ أَجْلِ ظُلْمِكَ لأَخِيكَ يَعْقُوبَ، يَغْشَاكَ الْخِزْيُ وَتَنْقَرِضُ إِلَى الأَبَدِ" عوبديا 1.
الاعتراض: لقد ظلم يعقوب أخاه عيسو، وكذب على أبيه إسحاق وسرق البركة منه! فكيف ربكم يجعل المظلوم ظالم والظالم مظلوم؟
الرد: ردًا على هذا النقد المنطقي والشرعي؛ نقول الآتي:
أولا، الوحي لا يتكلم عن أولاد إسحاق الحرفيين:
الوحي في آيات الناقد أعلاه، لا يتكلم عن أولاد إسحاق الحرفيين، يعقوب وعيسو؛ ولم يقل مَنْ ظالم ومَنْ مظلوم. بل يستخدم أسمائهم كرموز ليتكلم عن شعب أدوم وشعب إسرائيل. لقدت شمتت أدوم بإسرائيل، وتنبأ الرب عن دينونة أدوم، وهو شعب يعيش عبر الأردن، على حدود الأرض المقدسة، جنوب البحر الميت (حول منطقة البتراء).
ثانيًا، أدوم تعد أخوة مع إسرائيل:
الله يذكرهم بأن نسل عيسو (أدوم) إخوتهم، ودعا إسرائيل لا يهاجموا عليهم أو يأخذوا أي شيء من أرضهم:
"4 وَأَوْصِ الشَّعْبَ قَائِلاً: أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخْمِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سِعِيرَ، فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ فَاحْتَرِزُوا جِدًّا. 5 لاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ، لأَنِّي لِعِيسُو قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثًا" التثنية 2.
وحث الله دائمًا بيت إسرائيل أن يحبوا بني عيسو، الأدوميين:
"7 لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا لأَنَّهُ أَخُوكَ. لاَ تَكْرَهْ مِصْرِيًّا لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ" تثنية 23.
لكن شعب أدوم شمت في شعب إسرائيل، عندما سبي إلى بابل؛ لذلك أنزل عليهم الرب دينونة كبيرة:
"7 اُذْكُرْ يَا رَبُّ لِبَنِي أَدُومَ يَوْمَ أُورُشَلِيمَ، الْقَائِلِينَ: «هُدُّوا، هُدُّوا حَتَّى إِلَى أَسَاسِهَا" مزمور 137.
"12 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَدُومَ قَدْ عَمِلَ بِالانْتِقَامِ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا وَأَسَاءَ إِسَاءَةً وَانْتَقَمَ مِنْهُ، 13 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ" حزقيال 25
هذا هو المقصود بأن عيسو، أي أدوم، ظلم يعقوب؛ يقصد بهذا القول نسلهم؛ أي الشعوب التي عاشت مئات السنين بعد الحدث. وليس القصد شخص عيسو ويعقوب بشكل حرفي.
باسم أدرنلي