الآيات: "10 وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحًا، وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ الأَحْقَاءِ مِسْحًا، وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ قَرَعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ الْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْمًا مُرًّا! 11 «هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعًا فِي الأَرْضِ، لاَ جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلاَ عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لاسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ" عاموس 8.
مقارنة مع مزمور 107 "20 أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ، وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ."
الاعتراض: آية 10 تبدو لي متضاربة مع آية 11؛ الأولى تنبئ بدينونة الله لبني إسرائيل؛ و11 فيها الله سيرسل جوع لاستماع كلمته! لماذا لا يرسل كلمته أولا ليشفيهم، كما في مزمور 107، لكيلا يكابد شعب إسرائيل دينونة!؟
الرد: هناك عدة مبادئ أخفق عنها المعترض، منها:
أولا، افتراض أن كلمة الله كانت غائبة:
المعترض يفترض أن الله لم يكلم الشعب مرارًا وتكرارًا بكل الرسائل التحذيرية التي تخطر على البال، قبل إجراءاته التأديبية لهم. فتصور مثلا، الله أرسل النبي يوئيل لإسرائيل ليحذر يهوذا من السبي، قبلها بأكثر من قرنين من الزمان!! ودعاهم بأن يقدسوا صومًا ويصلوا ويرجعوا عن طرقهم (يوئيل 1 و2)...إلخ.
ثانيًا، التأديب، هدفه طلب الرب وكلامه أصلا!
كما يوضح وحي حزقيال:
"26 سَتَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى مُصِيبَةٍ، وَيَكُونُ خَبَرٌ عَلَى خَبَرٍ، فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ النَّبِيِّ، وَالشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ الْكَاهِنِ، وَالْمَشُورَةُ عَنِ الشُّيُوخِ" حزقيال 7.
وهذا ما يقوله نفس نص الناقد، في الآية التي أخفق عنها:
"12 فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ، يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا" عاموس 8.
فأحد طرق الدينونة للشعب، هو اختفاء الشريعة وكلمة الرب. لكن عندما يتوب الشعب، والرب يشفي الأرض، يرسل كلمته ويشفيهم.
باسم أدرنلي