كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات هوشع

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 2-3

الآيات: "2 أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ». 3 فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا"
وأيضًا هوشع 3 "1 وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ»"
بالمقارنة مع لاويين 21 "13 هذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14 أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً"

الاعتراض: أليس آيتي هوشع متناقضتين مع آيات لاويين؛ الله يقول لهوشع أن يتزوج امرأة زنى؛ واللاويين ينهى عن الزواج بزانية، بل عذراء؛ أليس هذا تناقض واضح؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيات. يحتاج الناقد أن يفهم كل نص يتكلم عن أي قضية بالضبط؛ ولمن مُوجَّه:
نصوص هوشع: 
لا يوجد أي نهي في العهد القديم عن الزواج بامرأة مطلقة أو زانية إطلاقًا. وهذا نراه ببعض الأحكام، مثل:
"1 «إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَقٍ وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، 2 وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ، 3 فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَقٍ وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَةً" التثنية 24.
لاحظ الآيات، تعلم أن المرأة إذا طلقها زوجها وصارت لرجل آخر؛ لا يقدر أن يتزوجها نفس الزوج إطلاقًا. لكن لا ينهى عن الزواج بمطلقة!
أما عن السبب الذي جعل الله يطلب هذا من النبي هوشع. للرد المختصر، نجد في الكتاب المقدس الله دائمًا يجعل الأنبياء يختبرون الألم والإهانة، لسببين:
الأول: لكي يدركوا القليل عما يشعر به الرب من جهة ترك الشعب عبادته وعبادة الأوثان. فيجعل الله هنا النبي هوشع يعمل شيء مهين جدًا له، بأن يتزوج امرأة، قد عاشرت رجال آخرين!!! ليدرك القليل عن مدى بشاعة عبادة الأوثان في عيون الله. 
الثاني: لكي يجعل الله النبي يختبر الذل والإهانة، كعلامة عن ماذا سيكابد الشعب من الذل والإهانة كنتيجة لعقاب الرب، إذا استمر في العناد والتمرد وعبادة الأوثان!! لذلك يستخدم الله تعبير "الزنى عن الرب"، عندما يعبد شعبه الأوثان. وفي النهاية يسلمه لذل أعظم من المحتلين: الأشوريين، الآراميين، البابليين، الفرس...إلخ.
تفاصيل أخرى عن هذا الأمر، ستجدها في الشرح الموسع.
نصوص لاويين 21:
أما النهي الذي تتكلم عنه آيات لاويين أعلاه، فهو فقط لنسل الكهنة، أبناء هارون، الذين يكهنون أمام الله نهارًا وليلاً فقط. فيبدأ الأصحاح 21 من لاويين بهذه الكلمات:
"وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ الْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ وَقُلْ لَهُمْ..." (اللاويين 21: 1).
فجميع التعليمات الموجودة في هذا الأصحاح، هي تعليمات للكهنة فقط، وليس لعامة الشعب (أي لأحد الأسباط الاثني عشر فقط – سبط لاوي). فلا علاقة بين نصي هوشع ونص لاويين إطلاقًا، ولا تناقض بينهما!!

الشرح الموسع:
الله طلب من معظم الأنبياء أن يعملوا أشياء غريبة، معظمها مؤلمة؛ وذلك لسببين: 
الأول: لكي يشعروا القليل عن حزن الرب على خطية شعبه وابتعاده عنه بعبادة الأوثان.
الثاني: لكي يُفَهِّم الله النبي القليل عن العقاب المزمع أن يحل على الشعب. فيتألم النبي لتحذيرهم من الألم الأعظم الآتي عليهم، إذا استمروا بالبعد عن الرب وعبادة الأوثان!
فيما يلي نبذة عن هذا الجانب من حياة بعض الأنبياء:
الأنبياء إشعياء وميخا:
طلب من إشعياء أن يلبس مسوح الحزن والحداد، وأن يسير حافيًا لثلاث سنين!! ليحذر الشعب بما هو مزمع أن يحدث لمصر ولكوش؛ ليحذره أن لا يتكل عليهما، بل يتكل على الرب ويتوب (إشعياء 20: 1-5).
كذلك النبي ميخا، طلب منه الله أن يسير حافيًا كعلامة للشعب بأن الله سيسمح لأشور بأن تخرب مملكة إسرائيل الشمالية، السامرة! (ميخا 1: 6-8).
النبي إرميا:
* طلب من إرميا أن يشتري حزامًا من كتان، ويطمره في شق صخر عند نهر الفرات! وبعدها بأيَّام أمره بأن يخرجه، ليرى أنه فسد! وذلك كإشارة لإفساد الرب لكبرياء شعبه!! (إرميا 13: 1-11).
* ثم يأتي به لبيت الفخاري، ليريه أنه لا يمكن أن يرمي أي طين؛ بل إذا فسد وعاء وهو يعمله، يستخدم نفس الطين لعمل وعاء آخر. ليظهر لإرميا الرجاء الإلهي العظيم. أنه مهما عاقب الله إسرائيل، لن ييأس منهم؛ بل سيستمر ويحاول عمل وعاء آخر جديد منهم (إرميا 17).
* ثم يطلب منه شراء إناء خزف فاخر، ليكسره في وادي ابن هَنُّوم أمام سكان يهوذا وأورشليم؛ كعلامة على عقاب الله الآتي عليهم من مملكة بابل (إرميا 19).
وطبعًا لأن كل حياة إرميا كانت حياة عذاب وألم، لم يطلب منه الله علامات فيها عذاب وألم إضافي له، كباقي الأنبياء.
النبي حزقيال:
* الله يطلب من حزقيال أن يبني مدينة محاصرة، مذلولة، من لبن، لكي يراها شعب إسرائيل كل يوم؛ ليدركوا أن العقاب آتٍ، ليتَّعِظوا ويتوبوا (حزقيال 4: 1-3)
* يطلب الله منه أن ينام فقط على جنب واحد، لكي ما كلما يتعب، يتذكر أن يصلي لأجل الشعب (حزقيال 4: 4-8).
* الله يأمر حزقيال بأكل محدد وكمية محدد؛ ليشعر بذل الشعب عندما يحدث السبي والاحتلال (حزقيال 4: 9-11).
* الله يطلب من حزقيال أن يطبخ طعام على زبل البقر أمام الشعب. كعلامة تحذيرية له، على الضيق والذل القادم عليهم من جيش الكلدانيين؛ إذا استمروا بعبادة الأوثان ورفضوا التوبة والرجوع للرب (حزقيال 4: 13).
* الله يأمر حزقيال بأن يقص شعره ولحيته! ربما سيثير هذا سخرية الناس، لكن تحتاج الناس أن تدرك الإذلال القادم عليهم إذا تمادوا برفص التوبة وترك الأوثان (حزقيال 5: 1-12).
* سيمرر الله حزقيال بأقصى درجات الألم، ليشعر بألم الشعب. حيث سيرى الشعب أورشليم، مدينته الجميلة، تُحرق وتُهدم. فستزول شهوة عيني الشعب؛ أي سيُدمَّر الهيكل وأورشليم. وليُشْعِر الله حزقيال بألم الشعب قبلما يحدث، يميت زوجته التي كان يحبها جدًا!!! (حزقيال 24: 16-21).
النبي هوشع:
يطلب منه أن يتزوج من امرأة زانية عاشرة رجالاً كثيرين؛ ويعيش في هذا الحالة المذلة والمهينة. وذلك ليدرك القليل عن حزن الرب على شعبه الذي تركه وعبد أوثان! (هوشع 1: 2-3  و3: 1).
أرأيت أخي العزيز هذه النبذة عن سيرة الأنبياء الحقيقيين، لتدرك ماذا تعني دعوة النبوة الحقيقية. كم دعوة النبوة هي دعوة إنكار وإنفاق كلي للذات، ألم، عذاب، تضحيات، فقر، تقشف؛ ومع هذا كله، في معظم الأحيان، اضطهاد مستمر من الشعب!!

باسم أدرنلي

1: 11

الآيات:  " 11 لما كانَ إسرائيلُ غلامًا أحببتُهُ، ومن مِصرَ دَعوْتُ ابني."
مقارنة مع متى 2  " 15 وكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي."
الاعتراض:  إن النصوص الكتابية تبين بوضوح، أن المسيح الآتي، سيدعى عبد الرب، ويدعى أيضًا إسرائيل: " 3 وَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدِي إِسْرَائِيلُ الَّذِي بِهِ أَتَمَجَّدُ ...6 .. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (أشعياء 49) وشعار أن المسيح هو النور لجميع الأمم، هو شعار قائم في كتاب أشعياء ومعروف، يبدأ بتقديمه في أشعياء 9: 2؛  وهي الآية التي استشهد فيها متى 24 " 16 الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ"؛ ومن ثم يربطه أشعياء بالمسيح بالآيات المعروفة "6  لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7  لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا." (أشعياء 9).  إذًا يوضح أشعياء فيما بعد (في أصحاح 49 أعلاه)، أن المسيح هو إسرائيل، وأيضًا سيكون مُكمِّل لشعب إسرائيل، أي شعب الرب؛ لأنهم فيما بعد سيكونون جسده، وجزء منه؛ أي كنيسته (أفسس 1: 22-23).  كما تشير نبوات أشعياء؛ لذلك يدعوه هو إسرائيل، في الوقت الذي يدعوا به شعبه إسرائيل الله أيضًا،  وذلك في نفس العهد الجديد، يهودًا وأممًا؛ في غلاطية 6 " 16 فَكُلُّ الَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ هذَا الْقَانُونِ عَلَيْهِمْ سَلاَمٌ وَرَحْمَةٌ، وَعَلَى إِسْرَائِيلِ اللهِ". إذًا يُظهر الوحي باستخدامه لهذه الصيغة، أن المسيح هو ممثل إسرائيل، دقة متناهية في ربط النبوات معًا، لم يفهمها إنسان الله في القديم؛ لكنه يوضحها بعدما يظهر المسيح؛ والذي كان غاية جميع ما هو مكتوب في الكتب (رومية 10: 4).  فلا يوجد أي خطأ في استشهاد متى إطلاقًا، بل بالعكس، يظهر إعجازًا غيبيًا عن معنى كل ما هو مكتوب عن المسيح.

باسم ادرنلي

3: 1

الآيات: "2 أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ». 3 فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا"
وأيضًا هوشع 3 "1 وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ»"
بالمقارنة مع لاويين 21 "13 هذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14 أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً"

الاعتراض: أليس آيتي هوشع متناقضتين مع آيات لاويين؛ الله يقول لهوشع أن يتزوج امرأة زنى؛ واللاويين ينهى عن الزواج بزانية، بل عذراء؛ أليس هذا تناقض واضح؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيات. يحتاج الناقد أن يفهم كل نص يتكلم عن أي قضية بالضبط؛ ولمن مُوجَّه:
نصوص هوشع: 
لا يوجد أي نهي في العهد القديم عن الزواج بامرأة مطلقة أو زانية إطلاقًا. وهذا نراه ببعض الأحكام، مثل:
"1 «إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَقٍ وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، 2 وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ، 3 فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَقٍ وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَةً" التثنية 24.
لاحظ الآيات، تعلم أن المرأة إذا طلقها زوجها وصارت لرجل آخر؛ لا يقدر أن يتزوجها نفس الزوج إطلاقًا. لكن لا ينهى عن الزواج بمطلقة!
أما عن السبب الذي جعل الله يطلب هذا من النبي هوشع. للرد المختصر، نجد في الكتاب المقدس الله دائمًا يجعل الأنبياء يختبرون الألم والإهانة، لسببين:
الأول: لكي يدركوا القليل عما يشعر به الرب من جهة ترك الشعب عبادته وعبادة الأوثان. فيجعل الله هنا النبي هوشع يعمل شيء مهين جدًا له، بأن يتزوج امرأة، قد عاشرت رجال آخرين!!! ليدرك القليل عن مدى بشاعة عبادة الأوثان في عيون الله. 
الثاني: لكي يجعل الله النبي يختبر الذل والإهانة، كعلامة عن ماذا سيكابد الشعب من الذل والإهانة كنتيجة لعقاب الرب، إذا استمر في العناد والتمرد وعبادة الأوثان!! لذلك يستخدم الله تعبير "الزنى عن الرب"، عندما يعبد شعبه الأوثان. وفي النهاية يسلمه لذل أعظم من المحتلين: الأشوريين، الآراميين، البابليين، الفرس...إلخ.
تفاصيل أخرى عن هذا الأمر، ستجدها في الشرح الموسع.
نصوص لاويين 21:
أما النهي الذي تتكلم عنه آيات لاويين أعلاه، فهو فقط لنسل الكهنة، أبناء هارون، الذين يكهنون أمام الله نهارًا وليلاً فقط. فيبدأ الأصحاح 21 من لاويين بهذه الكلمات:
"وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ الْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ وَقُلْ لَهُمْ..." (اللاويين 21: 1).
فجميع التعليمات الموجودة في هذا الأصحاح، هي تعليمات للكهنة فقط، وليس لعامة الشعب (أي لأحد الأسباط الاثني عشر فقط – سبط لاوي). فلا علاقة بين نصي هوشع ونص لاويين إطلاقًا، ولا تناقض بينهما!!

الشرح الموسع:
الله طلب من معظم الأنبياء أن يعملوا أشياء غريبة، معظمها مؤلمة؛ وذلك لسببين: 
الأول: لكي يشعروا القليل عن حزن الرب على خطية شعبه وابتعاده عنه بعبادة الأوثان.
الثاني: لكي يُفَهِّم الله النبي القليل عن العقاب المزمع أن يحل على الشعب. فيتألم النبي لتحذيرهم من الألم الأعظم الآتي عليهم، إذا استمروا بالبعد عن الرب وعبادة الأوثان!
فيما يلي نبذة عن هذا الجانب من حياة بعض الأنبياء:
الأنبياء إشعياء وميخا:
طلب من إشعياء أن يلبس مسوح الحزن والحداد، وأن يسير حافيًا لثلاث سنين!! ليحذر الشعب بما هو مزمع أن يحدث لمصر ولكوش؛ ليحذره أن لا يتكل عليهما، بل يتكل على الرب ويتوب (إشعياء 20: 1-5).
كذلك النبي ميخا، طلب منه الله أن يسير حافيًا كعلامة للشعب بأن الله سيسمح لأشور بأن تخرب مملكة إسرائيل الشمالية، السامرة! (ميخا 1: 6-8).
النبي إرميا:
* طلب من إرميا أن يشتري حزامًا من كتان، ويطمره في شق صخر عند نهر الفرات! وبعدها بأيَّام أمره بأن يخرجه، ليرى أنه فسد! وذلك كإشارة لإفساد الرب لكبرياء شعبه!! (إرميا 13: 1-11).
* ثم يأتي به لبيت الفخاري، ليريه أنه لا يمكن أن يرمي أي طين؛ بل إذا فسد وعاء وهو يعمله، يستخدم نفس الطين لعمل وعاء آخر. ليظهر لإرميا الرجاء الإلهي العظيم. أنه مهما عاقب الله إسرائيل، لن ييأس منهم؛ بل سيستمر ويحاول عمل وعاء آخر جديد منهم (إرميا 17).
* ثم يطلب منه شراء إناء خزف فاخر، ليكسره في وادي ابن هَنُّوم أمام سكان يهوذا وأورشليم؛ كعلامة على عقاب الله الآتي عليهم من مملكة بابل (إرميا 19).
وطبعًا لأن كل حياة إرميا كانت حياة عذاب وألم، لم يطلب منه الله علامات فيها عذاب وألم إضافي له، كباقي الأنبياء.
النبي حزقيال:
* الله يطلب من حزقيال أن يبني مدينة محاصرة، مذلولة، من لبن، لكي يراها شعب إسرائيل كل يوم؛ ليدركوا أن العقاب آتٍ، ليتَّعِظوا ويتوبوا (حزقيال 4: 1-3)
* يطلب الله منه أن ينام فقط على جنب واحد، لكي ما كلما يتعب، يتذكر أن يصلي لأجل الشعب (حزقيال 4: 4-8).
* الله يأمر حزقيال بأكل محدد وكمية محدد؛ ليشعر بذل الشعب عندما يحدث السبي والاحتلال (حزقيال 4: 9-11).
* الله يطلب من حزقيال أن يطبخ طعام على زبل البقر أمام الشعب. كعلامة تحذيرية له، على الضيق والذل القادم عليهم من جيش الكلدانيين؛ إذا استمروا بعبادة الأوثان ورفضوا التوبة والرجوع للرب (حزقيال 4: 13).
* الله يأمر حزقيال بأن يقص شعره ولحيته! ربما سيثير هذا سخرية الناس، لكن تحتاج الناس أن تدرك الإذلال القادم عليهم إذا تمادوا برفص التوبة وترك الأوثان (حزقيال 5: 1-12).
* سيمرر الله حزقيال بأقصى درجات الألم، ليشعر بألم الشعب. حيث سيرى الشعب أورشليم، مدينته الجميلة، تُحرق وتُهدم. فستزول شهوة عيني الشعب؛ أي سيُدمَّر الهيكل وأورشليم. وليُشْعِر الله حزقيال بألم الشعب قبلما يحدث، يميت زوجته التي كان يحبها جدًا!!! (حزقيال 24: 16-21).
النبي هوشع:
يطلب منه أن يتزوج من امرأة زانية عاشرة رجالاً كثيرين؛ ويعيش في هذا الحالة المذلة والمهينة. وذلك ليدرك القليل عن حزن الرب على شعبه الذي تركه وعبد أوثان! (هوشع 1: 2-3  و3: 1).
أرأيت أخي العزيز هذه النبذة عن سيرة الأنبياء الحقيقيين، لتدرك ماذا تعني دعوة النبوة الحقيقية. كم دعوة النبوة هي دعوة إنكار وإنفاق كلي للذات، ألم، عذاب، تضحيات، فقر، تقشف؛ ومع هذا كله، في معظم الأحيان، اضطهاد مستمر من الشعب!!

باسم أدرنلي

13: 16

الآيات:  " 16  تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ"
أيضًا أشعياء 13 "16  وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ."
الاعتراض:  ما هذا التوحش، تحطم الأطفال وتُشق الحوامل؟؟ هل يعقل أن يكون هذا كتاب من الله، ويأمر بوحشية كهذه؟؟
الرد: إن كلا النصين أعلاه، لا تعبر عن أمر الله أو حتى إرادته أو مشيئته؛ بالعكس، نرى في النصين الله يحذر الشعوب من الشر الآتي عليهم لكي لا يصيبهم أو لكي يحميهم منه. فالشر المذكور في النصين هو ليس من الله إطلاقًا، بل من الأشوريين في نص هوشع ومملكتا بابل ومادي وفارس في نص أشعياء.  في النص الأول، الله يحذر شعب إسرائيل في المملكة الشمالية، بأنهم إذا تمادوا في عبادة الأوثان واستمروا برفض نداءات الأنبياء لهم بالتوبة؛ وذلك بعبارة " لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا "؛ فسيأتي وقت فيه الله سيرفع حمايته عن شعبه، فيسلموا ليد الأشوريين الأشرار، فيأتي الأشوريين ويحطموا أطفالهم، ويشقوا النساء الحوامل من الشعب. أما النص الثاني، فالله فيه أيضًا فيه يحذر البابليين،  لأن الله سيدينهم على شرهم؛ وذلك قبل حدوث الأمر بـ 150 سنة على الأقل.  يكمن هذا التحذير في الآية 11 من نفس فصل أشعياء 13: " وَأُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ". لكن طبعًا ليس الله الذي سيفعل هذا الشر؛ بل سيرفع يد الحماية عنهم، ليأتي الفارسيين والماديين (وهم الأكراد اليوم) ويحطموا أطفالهم ويفضحوا نسائهم؛ فيقول الرب: 
"17 هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18  فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ. 19  وَتَصِيرُ بَابِلُ بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ كَتَقْلِيبِ اللَّهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. 20  لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ." أشعياء 13.
جدير بالذكر أيضًا أن النصين يصوران شيئًا هامًا عن طبيعة الله؛ وهي كم هو إله عادل ليس عنده تمييز في القضاء بين شعبه الموحِّد وباقي الشعوب الوثنية.  فيتعامل مع شعبه (كما في النص الأول) بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع باقي الشعوب (مع البابليين في النص الثاني). وهذا يظهر لنا كم هو عادل وإله حق؛ فلم ينصر شعبه صالحًا وطالحاً، بل قاضاهم وعاقبهم بالرغم من أنهم شعب موحد، بنفس الطريقة التي عاقب بها باقي الشعوب الوثنية. وهذا يعلم المؤمنين بأننا يجب أن لا نميز في القضاء والحق بين المؤمن والكافر.
شرح موسع:
إن الله لا يفعل الشر بل يأذن أحيانًا به، لأنه أعطى الإنسان إرادة حرة أدبية ليختار.  فالكتاب المقدس يميز بين مبدئين هامين بخصوص الحدث الذي يحدث في حياة الإنسان: إذن الله ومشيئة الله.  فلا شيء يحدث في العالم دون أن ياذن الله بحدوثه؛ كما يقول في متى 10: " 29  أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ (أي بدون إذن الله)".  لكن هناك أشياء هي ليست بحسب مشيئته، لكنه بسبب الإرادة الحرة التي استأمن الإنسان عليها، يأذن أو يسمح بحدوثها.  مثلا عندما يقتل مجرم شخص بريء؛ هذا ليس بحسب مشيئة الله، لكن الله يأذن به أحيانًا، لأنه أعطى الإنسان إرادة حرة أدبية، سواء استخدمها للشر أم للخير.  كما قال لشعبه: " 15 «اُنْظُرْ، قَدْ جَعَلتُ اليَوْمَ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالخَيْرَ وَالمَوْتَ وَالشَّرَّ ... 19... قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ" تثنية 30. فعندما يختار الإنسان الشر، الله يأذن أحيانًا بحدوثه؛  لكنه ليس بحسب مشيئته الصالحة للإنسان؛ فإرادة الله أو مشيئتة ليس فيها أي شر؛ بل هي صالحة وكاملة ومرضية للإنسان ولله؛  كما قال في رومية 12: " 2  وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ".  وهذه الإرادة الصالحة،  تكمن في اختيار الإنسان للخطة التي أعدها الله لإنقاذ الإنسان، عندما يختار قبول يده الممتدة له، خلال كفارة المسيح؛ ويعيش خيارات مبنية على المحبة في كل حياته؛ كما يؤكد الوحي: " 23 وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً" 1 يوحنا 3.
لتفسير الفرق بين الإذن والمشيئة، سنأخذ مثالاً كثيرًا ما يختبره الآباء.  فعندما يُصر الابن مثلا على الارتباط بفتاة غير مناسبة له، بحسب نظرة الأب؛  ويحاول أقناعه وتفهيمه عن الأسباب. فبعد إصرار الابن على عدم السماع لنصيحة أبوه، ربما يأذن الأب للابن بأن يرتبط بها؛ لكن إذنه  هذا، لا يجسد مشيئة وإرادة الأب لإبنه.  بل يوافق على الزواج، لأن الأب قد أعطى ابنه إرادة حرة ليختار شريكة حياته، وليس لأنه موافق فعلا على خيار ابنه.  وخيار ابنه لا يجسد مشيئة أبوه، بالرغم من أن أبوه أذن له بأن يرتبط بها. هكذا الفرق بين إذن الله ومشيئة الله.

باسم ادرنلي