الآيات: "11 وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ."
مقارنة مع يوحنا 3 "13 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ."
مقارنة مع تكوين 5 "24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ"
الاعتراض: إن المسيح هنا يقول أنه ليس أحد صعد إلى السماء إلى هو، لكن في تكوين 5، نرى أن أخنوخ صعد للسماء، وفي 2 ملوك 2، إيليا صعد للسماء؛ فهل المسيح أخطأ في هذا القول!؟
الرد: أكيد قول المسيح بأقصى درجات الدقة، ونعم لم يخطئ بالقول. للرد على هذا الاعتراض المنطقي جدًا، نقول:
أولا: يوجد اختلاف شاسع بين إيليا وأخنوخ والمسيح، إيليا وأخنوخ أصعدا من الله إلى السماء؛ ولم يصعدا إلى السماء بذاتهما. فيقول عن أخنوخ: "اللهَ أَخَذَهُ"، أي أصعده. ويقول في آية أخفاها الناقد من أول الأصحاح نفسه الذي استشهد منه: " وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.." (2 ملوك 2: 1). أي أن كلا أخنوم وإيليا، الله هو من أصعدهما، ولم يصعدا من ذاتهما. أما المسيح فيقول آية يوحنا 3، أعلاه: "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.."، فلم يقل "وليس أحد أصعد إلى السماء..." فالمسيح ذاته من صعد ونزل، لم يصعده الله. فكلام المسيح في أقصى درجات الدقة.
ثانيًا: إن المسيح هنا أراد يبرز أنه هو الله المتجسد؛ فبعد أن أعلن لنقوديموس بدرايته الكاملة بالأمور السماوية والأرضية، التي تفوق مستوى للأنبياء والبشر. وذلك بقوله قبل الآية أعلاه:
"11 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12 إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟" يوحنا 3
بعدها يُعلن المسيح أنه هو الله مستخدمًا آية معروفة، ومن المفترض أن نيقوديموس يعرفها جيدًا؛ من سفر الأمثال 30، عن الله:
"4 مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ (الجواب البديهي: الله) مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ (الله) مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ (الله) مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ (الله) مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ (أقنوم الكلمة، الابن)" أمثال 30.
الآية تعكس أسلوب أدبي معروف للأمم السامية؛ فيه يطرح النص أسئلة بديهية وجوابها بديهي (لذلك أضيف الجواب في اللون الأزرق).
نعم ذاك هو الله الذي نزل وصعد، كناية لظهوره في العالم بشخص أقنوم الابن. إن الله له اسم، وابنه له إسم، وهو ابن الإنسان. فشتان بين إيليا وأخنوخ والمسيح؛ إيليا وأخنوم لم يصعدا للسماء، بل أصعدا من قبل الله إلى السماء، بخلاف المسيح، أقنوم الكلمة، الابن.
ثالثًا: المسيح صعد بالماضي!!
انتبه أخي الكريم لآية يوحنا أعلاه، هو يقول أنه صعد للسماء في الماضي:
"وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ.."
فمتى صعد المسيح إلى السماء في الماضي، وهو على الرض؟ إلا إذا صعد قبل تجسده؟
لذلك يؤكد الوحي أن أقنوم الابن ظهر مرارًا وتكرارًا على الأرض، بطرق عديدة. وهو أيضًا في السماء؛ كما قال الوحي من خلال يوحنا في بداية وحيه؛ أن المسيح هو النور الحقيقي، الذي كان آتيًا للعالم؛ لكنه في نفس الوقت، "كان في العالم"، أي قبل تجسده!!
"9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. 10 كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ" يوحنا 1
وعندما أعلن صعوده للسماء، قال شيء في غاية الأهمية:
"62 فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً!" يوحنا 6.
نعم عندما صعد المسيح للسماء، صعد حيث كان أولا (قبل التجسد)، أي في السماء. فهنا يقول تمامًا ما يقوله في آية يوحنا 3، لكن بالعكس. هو سيصعد، حيث كان – أي في السماء.
لأنه ليس أحد صعد إلى السماء، إلى الذي نزل من السماء – أقنوم الكلمة، الابن!
وهذا يقودنا للنقطة الأخيرة:
رابعًا: المسيح يتميز عن أخنوخ وإيليا، ليس فقط أنه صعد للسماء بذاته، بل أيضًا في أنه نزل من السماء!! حيث قال أعلاه: "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ.."
فبالإضالة لجميع الامتيازات السابقة، لم ينزل من السماء أحدٌ قط، منذ خلق آدم، سوى المسيح، أقنوم الابن. وها آيات تؤكد هذا:
"9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ" يوحنا 1
"35 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا... 38 لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي... 51 أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ»... 62 فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً!" يوحنا 6.
باسم أدرنلي
الآيات: "25 فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 26 وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ."
مقارنة بـ 2 أخبار 22 "1 وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا 2 كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي"
الاعتراض: كيف يقول في نص 2 ملوك أن أخزيا كان عمره 22 سنة حين ملك؛ وفي 2 أخبار، يقول أن عمره كان 42 سنة حين ملك!! أليس هذا تناقض واضح؟
الرد: إن النصين يحملان معنيين مختلفان تمامًا عن بعضهما البعض، وذلك بحسب عدة مبادئ، منها:
أولا: يجب أن نتذكر دائمًا أن سفر الملوك ينقل أحداث وسنوات تاريخية دقيقية صارت. أما سفر أخبار الأيام الذي كتبه الكهنة وليس الملوك، أحيانًأ لا ينقل تفاصيل دقيقة تاريخيًا بل فقهيًا (أي لاهوتيًا) على أحداث سفر الملوك. فهو ينقل تفسير الله وردوده على الأحداث؛ وليس هدفه نقل الأحداث ذاتها، كسفر الملوك.
ثانيًا: بناء على النقطة الأولى، يجب أن ندرك بشكل مطلق دون أي أدنى شك، أن عمر الملك أخزيا الحقيقي عندما ملك، كان 22 سنة؛ وهذا منطقي، إذا كان عمر أبيه عندما مات 40 سنة (32 سنة عندما ملك، وملك 8 سنوات؛ راجع 2 ملوك 8: 17).
ثالثا: فما هو المقصود في سفر الأخبار الثاني من أن عمره كان 42 سنة، وليس 22 سنة كما في سفر الملوك؟؟؟
في 2 أخبار؛ تعني حرفيًا: "ابن اثنين وأربعين سنة أخزيا في ملكه"؛ وممكن فهم النص بطرق عديدة. لذلك إذا أخذنا الآية التي بعدها تمامًا، وهي تقول: "2 ... وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي 3 وَهُوَ أَيْضًا سَلَكَ فِي طُرُقِ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ الشَّرِّ" (2 أخبار 22)؛ يمكن أن نفهم النص بأنه يعني أن أخزيا جلس على العرش، في السنة الـ 42 من بدء سلوك ملوك يهوذا بحسب شر الملك عمري، الذي كانت ابنته (والدة أخزيا)، تحثه عليه. لأن الإشارة والمقارنة بين ملك من مملكة يهوذا (أخزيا)؛ مع ملك من مملكة إسرائيل (عمري، وابنه آخاب)؛ هي شيء لا نجده إطلاقا في كل سيرة ملوك يهوذا!!! فهو يشير هنا بروح غريبة وثنية دخلت على ملكوت يهوذا، من خلال ملوك إسرائيل الذين كان أشرار جميعهم. لأن عمري يقول عنه النص: "25 وَعَمِلَ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. 26 وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ.... (وبعده تأتي أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل، الملك آخاب!!) 29 وَأَخْآبُ بْنُ عُمْرِي مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَالثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا.." 1 ملوك 16. ومنه انتقل الوبأ من عمري ملك إسرائيل (المملكة المنفصلة المتمردة) إلى أخزيا ملك يهوذا المملكة التي أقامها الرب!!
وهنا إذا حسبنا أن عُمري ملك في السنة الـ 31 لآسا ملك يهوذا (1 ملوك 16: 23)؛ إذا الملك آسا حكم 9 سنوات بعد تولي عمري المُلك (لأن آسا حكم 40 سنة، أي مات في السنة الحادية والأربعين من ملكه - 2 أخبار 16: 13)؛ وبعده حكم الملك يهوشافاط 25 سنة (1 ملوك 22: 42)؛ وملك يهورام 8 سنين (2 أخبار 21: 20)؛ فيكون المجموع: 9+25+8= 42 سنة.
إذا المقصود في سفر الأخبار الثاني، أن أخزيا، ملك في السنة الثانية والأربعون من سلوك حكام ملوك يهوذا بحسب شر الملك عمري، ملك إسرائيل؛ بينما في سفر الملوك، أورد عمره الدقيق، وهو 22 سنة. فلا تناقض بين النصوص.
الآيات: "27 فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَمِ؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟" 2 ملوك 18
الاعتراض: كيف ينقل كتاب مفترض أن يكون مقدسًا، كلمات بهذه الوساخة؟
الرد: إن الآية السابقة، ليس لها علاقة بقول الله أو بأمر الله، بل هي نقلا لقول الملك المعادي لشعب إسرائيل، وهو سنحاريب ملك أشور، كما يقول النص في الآيات قبلها:
"13 وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، صَعِدَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ وَأَخَذَهَا (أي حارب كل مدن يهوذا الحصينة واحتلها)" 2 ملوك 18.
فيهدد سنحاريب، عن طريق قائده ربشاقى، الملك حزقيا وجميع سكان أورشليم. ويطلب منهم أن يستسلموا له، وإلا سيحاصرهم، كما تقول آية المعترض: "لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ"؛ أي سيجعلهم يأكلون برازهم من الجوع، ويشربون بولهم من قلة الماء. كطريقة أثيمة لتخويفهم وإسقاط عزائمهم.
فلا علاقة لله في هذا القول الساقط؛ الوحي ينقل قول قائد الملك سنحاريب الأثيم، ومن ثم ينقل قصاص الله له عليه؛ وذلك في الشرح الموسع، كما يلي:
شرح موسع:
الرب طبعًا سمح لشر ملك أشور من أن ينال من شعب إسرائيل؛ بسبب ابتعادهم عنه، وتقديسهم للأوثان. وبعدما لا يعدل الملك سنحاريب عن محاربة مملكة يهوذا، فيقول الوحي:
"17 وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ تَرْتَانَ وَرَبْسَارِيسَ وَرَبْشَاقَى مِنْ لَخِيشَ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَصَعِدُوا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا صَعِدُوا جَاءُوا وَوَقَفُوا عِنْدَ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا الَّتِي فِي طَرِيقِ حَقْلِ الْقَصَّارِ" 2 ملوك 18.
فتاب وصلى الملك حزقيا إلى الرب، فأرسل له الرب أشعياء النبي، ليشدده، ويطمنه:
"6 فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَا: «هكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِكُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَخَفْ بِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَهُ، الَّذِي جَدَّفَ عَلَيَّ بِهِ غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ. 7 هأَنَذَا أَجْعَلُ فِيهِ رُوحًا فَيَسْمَعُ خَبَرًا وَيَرْجعُ إِلَى أَرْضِهِ، وَأُسْقِطُهُ بِالسَّيْفِ فِي أَرْضِهِ»... (بعدها الرب نفسه يضرب أشور وجيشه) 35 وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ خَرَجَ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلْفٍ وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. وَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيْتَةٌ" أشعياء 37.
(جميع النص السابق مكرر في أشعياء 36 و37)
باسم أدرنلي
الآيات: "8 كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نَحُوشْتَا بِنْتُ أَلْنَاثَانَ مِنْ أُورُشَلِيمَ"
مقارنة مع 2 أخبار الأيام 36 " 9 كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"
الاعتراض: كيف يقول سفر الأخبار، أن عمر يهوياكين كان 8 سنين حين مَلك؛ أما سفر الملوك، يقول أنه عمره كان 18 سنة!! أليس هذا تناقض واضح؟؟
الرد: إن سفري الملوك أوحي بهما على يد الملوك، ليركزا على التاريخ الرسمي لأحداث الملوك. أما سفري الأخبار، فأوحي بهما على يد الكهنة، لكي يركزا على وجهة نظر وتعقيب الله على التاريخ والأحداث. فعبارة "حين ملك" في 2 أخبار، أتت هنا ليؤكد الكهنة أن اشتراك يهوياكين في المُلك أتى بسن مبكر جدًا ويعني حين ملك مع أبيه.
والسبب في إبراز هذه الجزئية الهامة في سفر الأخبار، أتى ليبرز أن يهوياكين ليس عنده عذر على الشر الذي ارتكبه؛ لأننا إذا قرأنا النص جيدًا في السفرين، نلاحظ أنه عمل الشر في عيون الله (عدد 9)؛ لذلك جعل الله ملك بابل يأسره هو وجزء كبير من الشعب. فكلي لا يقول القارئ أنه شاب طائش عمره 18 سنة، ملك فقط ثلاث أشهر وعشرة أيام، فلماذا لم يعطه الله فرصة أكبر ليتغير؟ فأبرز سفر أخبار الكهنة، أنه اشترك في الحكم منذ الثامنة من عمره، لذلك ليس له أي عذر لأن يكون شريرًا؛ خاصة بعدما رأى الله يعاقب أباه الشرير ويسلط عليه نبوخذناصر، الكلدانيين، الآراميين، والموآبيين، وبين عمون؛ ويؤكد له الله بواسطه الأنبياء، أن جميع تلك الفواجع التي أصابته، أتت من الله لتأديب يهوذا، بسبب خطاياه وخطايا الملوك الذين سبقوه (2 ملوك 24: 1-2). فنرى أن يهوياكين رآى كل هذا بعينيه منذ سن الثامنة كن عمره، لكنه لم يتعظ ويسلك باستقامة مع الله؛ ففعل الشر في عيون الله (2 أخبار 36: 9 و 2 ملوك 24: 9).
لكن من الناحية الثانية، يبرز سفر الأخبار فترة حكمه الدقيقة جدًا، لكي يؤكد أن قضية حكمه لمدة 8 سنين، لم تأت بالخطأ؛ ولا تنفي دقة الوحي؛ فيدقق أكثر من سفر الملوك بأن حكمه الرسمي كان 3 أشهر و10 أيام؛ في الوقت الذي قرَّب فيه سفر الملوك حكمه وقال 3 أشهر.
باسم ادرنلي