كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات التثنية

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
13: 6-9

الآيات: "6 «وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ 7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، 8 فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، 9 بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا" تثنية 13.
الاعتراض: لماذا يعترض العالم على قتل المرتد في الإسلام؛ ألا تظهر الآيات السابقة بدون أي أدنى شك الحكم على قتل المرتد عن اليهودية؟ وذلك بقوله " بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا"
الرد: للإجابة على مفهوم المعترض الخاطئ للنص الذي أورده، أحتاج أن أوضح الآتي:
أولا: ليس المقصود بالآية الحكم الفردي الهوجائي، يعني أن يأت الشخص ويقتل الذي أغواه بعبادة الوثن حالا، دون شكواه إلى أحد القضاة الشرعيين الذين عينهم موسى والحكم الشرعي عليه (كما هو مبين في تفصيل عملية الحكم، في سفر العدد 11: 16-17 و25). فيجب أن يشتكي الشخص للقضاة ويحكموا على الشخص الذي أغواه علنًا، وهذا نراه في قوانين الشريعة.
ثانيًا: النص لا يدعو لقتل المرتد عن الدين، أو كما يسميه وحي الشريعة، الذي ترك الرب وعبادته؛ بل شخص يغوي آخرين ليعبدوا الأوثان، وهذا شيء خطير جدًا لأنه قد يدمر قبيلة أو مدينة بأكملها. لأن الله كان صارمًا جدًا في قضائه على الشعب إذا ترك الرب وعبد الأوثان، حيث يقول الرب أيضًا لموسى، في تكملة النص الذي ورد أعلاه وهو يظهر سياقه:
"12 إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13 قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ (أي يهود) وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا 14 وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ، 15 فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ 16 تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاًّ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ" تثنية 13.
فتخيل الكارثة التي ممكن أن تحدث كنتيجة لتفشي عمل ذلك الشخص الذي أغوى شخص آخر ليعبد الأوثان ومنه تفشى لباقي المدينة – إبادة مدينة بأكملها!! لهذا عقاب الله له صارم وغير متهاود.
ثالثًا: إن شريعة موسى تختلف عن الشرع الإسلامي كنظام حكم في عالمنا اليوم اختلافًا جذريًا، وذلك باختفاء على الأقل 4 أعمدة من 5، في إسلام اليوم بالمقارنة مع شريعة موسى؛ وهذه الأعمدة هي كما يلي:
1) الذي يحكم هو الله وليس شرع الله:
وهنا الاختلاف الأول الجذري، الله الذي يحكم، أي هو الذي يشرف على القضاء وعلى تطبيق شرعه بذاته. لأنه متصل بشعبه بشكل مستمر عن طريق الأنبياء. فبدون وجود أنبياء تسمع صوت الله، مستحيل أن يطبَّق شرع الله. وهنا نرى أنه ليس فقط موسى يحكم بوحي إلهي، بل القضاة الذين عينهم، وضع الله عليهم من روح موسى، ليروا وحي الله من جهة الحكم الإلهي فقط:
"17 فَأَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ الشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ" العدد 11.
فلا يوجد أي احتمالية ولا 1 من 1000 لخطأ القضاة في الحكم، لأن الله من خلال وحيه، يرشد القاضي هل الكلام صحيح أم لا؟ هل فلان مذنب أم بريء؟
2) الله يحاسب القضاة والقادة:
وهي نقطة أيضًا ضائعة في إسلام اليوم؛ من يحاسب القائد؟؟ فنرى أن حساب القادة في التاريخ الإسلامي كله، كان يكمن في طريقة واحدة فقط؛ انقلاب واغتيال!! لكن في شريعة موسى، كان الله بذاته يحاسب القائد الذي يخطئ. كحساب موسى وهارون (تثنية 32: 51)؛ وحساب الله لأولاد هارون ناداب وأبيهو، حيث أماتهما الله مباشرةً، وفي الحال (لاويين 10: 1-2)؛ حساب الله لشاول وداود ...إلخ.
3) لا وجود لفتاوى بشرية:
في الحياة تأت مستجدات، فمن الذي سيفتي بها؟ في شريعة موسى، كان موسى يسأل الله، والله يرشده في الأمر. فلا وجود لفتاوى أو تحزير البشر، بل الله الذي يبت في كل المستجدات. فمهما علم البشر الشريعة، يظلوا بشر ناقصين وليسو بمعصومين، وبالتأكيد كلامهم ليس وحيًا إلهيًا؛ فمن الذي يضمن صحة ما يقولوه بجميع تنوعه وتضاربه؟
4) الله كان يكشف الفساد:
مهما علم الإنسان عن حالة شعبه، يظل علمه ناقص ووضعي لأنه إنسان محدود ولا يرى الجميع. عندما يمسك رجل يزني، ويقاضى بالرجم، هل يرى الإنسان المحدود جميع الزناة في الشعب؟؟ وأين العدل هنا في محاسبة شخص زنى، وترك مئات يزنون، لكن لم يُفضح أمرهم؟؟ لكن نرى الله من خلال وحيه، أنه يرى جميع الشعب. فيرى الخطية الفردية كخطية عاخان، ويفضحه ويقاضيه (يشوع 7)، داثان وأبيرام (العدد 16)؛ ويرى أيضًا الخطايا الجماعية، كمقاضاته لشعب إسرائيل العامة، في سفر القضاة مثلا مرارًا وتكرارًا.
5) الشريعة الإلهية:
أما الشريعة الإلهية وحدها غير كافية إطلاقًا؛ لأنه كيف يصح تطبيق شرع الله، وأقناع نفسك بأن تطبيقه صحيح وسليم وإلهي، وهناك 4 عناصر من 5 غير موجودة؟؟ فجميع الأعمدة الواردة 1-4 السابقة، ليس لها وجود في إسلام اليوم، ولا في يهودية اليوم، لذلك لا يقتل اليهود أي يهودي يتعبد بالبوذية ويدعو لها مثلا، ومنهم كثيرين؟ لأنهم يعلمون أن زمن الأنبياء انتهى، وزمن حكم وإشراف الله عليهم انتهى. طبعًا هذا لا يعني أن استخدام الشريعة كقيم ومبادئ في الحكم، السياسة، التربية والمجتمع، هي شيء سيء، بالطبع لا. لكن دون أن يخدع الإنسان نفسه بأنه إذا طبق شرع الله، وهو إنسان ناقص وفاسد، ذات نفس أمارة بالسوء؛ ستكون هي الحل، وسيكون حكم الله على الأرض فعلا!! بل سيكون حكم بشري ناقص وفاسد ذات قناع أو صبغة إلهية مزيفه.

فشرع الله يطبَّق، عندما يشرف عليه الله بذاته، بواسطة أنبياءه. لكن الشريعة طبعًا عنصر هام جدًا لضبط مسار الشعب، لكنه عنصر من خمس عناصر. كصاحب شركة مثلا، عندما يترك شركته بيد موظفين؛ لا يقول لك مثلا: "أنا وضعت لهم قوانين كاملة وواضحة، وهي كافية لتسيير الشركة بشكل كامل بعيد عن الفساد!!" كلام ساذج سيضحك عليه أسوأ رجل أعمل!
فالقوانين المتكاملة هي ليست العنصر الوحيد الذي سيضمن تسيير الشركة بشكل كامل خالي من الفساد. بل يجب بالإضافة لها، أن يُشرف صاحب الشركة على الموظفين بذاته، هل يطبقون القوانين التي وضعها أم لا؛ ليحاسب الفاسدين، ويكافئ الأمناء...إلخ. هكذا كانت شريعة موسى بالضبط، قائمة بإشراف الله ذاته!
إذا لا قتل للمرتد عن شريعة موسى إلا بشرطين: إذا تبين بواسطة القضاة الذين يحكمون بالوحي الإلهي أنه يُغوي الآخرين ليعبدوا الأوثان؛ وفقط إذا أشرف الله شخصيًا على تطبيق الشريعة. فلا يصح التطبيق بإشراف البشر الفاسدين والناقصين أبدًا؛ لهذا السبب رفض المسيح رجم الزانية (في يوحنا 8).

باسم ادرنلي

18: 9-10

الآيات: "9 مَتَى دَخَلتَ الأَرْضَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لا تَتَعَلمْ أَنْ تَفْعَل مِثْل رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. 10 لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ."
مقارنة مع متى 2  " 1 ولَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2  قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ."
الاعتراض:  نلاحظ هنا أن الله دعى المجوس بواسطة رؤية نجمه في المشرق؛ أليس هذا يناقض نهي الله عن العيافة (وهي التنجيم)؟
الرد:  للرد على هذا الاعتراض، يجب أن ننتبه لثلاث نقاط:
أولا:  إن التنجيم أو العيافة، هي شيء آخر كليًا؛ هي نوع من أنواع السحر، ليدل على المستقبل. أما في هذه الحالة، لم تدل رؤيتهم للنجم عن شيء سيحدث بالمستقبل، بل ولادة المسيح التي رؤوا نجمه الذي ظهر لهم، حال حدوثها (عدد 7).
ثانيًا:  إن العيافة، هدفها أن يستبدل إبليس من خلالها، الله؛ وليس لكي تقود البشر لله
ثالثًا:  العلامات في السماء هي أمر هام يصنعه الله لكي يدل على عمله وأزمنته؛ والكتاب يتكلم عن علامات في السماء عند مجيئه الثاني أيضًا (مثل متى 24: 29 وأعمال 2: 19)؛ فالوحي يؤكد أن الله ليس ضد علم الفلك، لكن هدفه من عظمة الفلك والخلق أن يقود الإنسان للإيمان بالله، وليس لاستبدال الله:  "1 اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ." مزمور 19. وذلك لكي يكتشف الإنسان من خلال الفلك مجد الإله؛ وليس لكي يبتعد عن الله، ويتطاول على خلقه؛ ويصبح مثل الفئة التي يتكلم عنها الوحي في رومية 2  "20 لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. 21 لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ."

باسم ادرنلي

20: 10-18

الآيات:  "10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11  فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12 وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15 هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. 16 وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17 بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18 لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ."

الاعتراض الأول:  ما هذه الوحشية! الله يأمر بذبح كل ذكر بحد السيف وكذا يأمر بالإبادة الجماعية والسبي؟

الرد:  للرد على الاعتراض، نحتاج أن نعتبر أمور عديدة جدًا، منها:
أولا: إن قضاء الله الذي أمر به موسى للشعب، ليست له علاقة بنشر دين أو آلية توسع لشعب الله  ضد الكفار، كما تعلم ديانات أخرى.  بل مرتبط بعقاب الله لشعوب أرض كنعان، بسبب خطاياهم. لذلك قال الله لموسى في عدد 12 "وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ" (راجع تثنية 18: 9-12).  فلم تكن دعوة لنشر دين، لأن الله لا يحتاج لفتوحات ليفعل هذا، فالله فعل هذا بقوته المعجزية فقط دائمًا، فهو الله كلي القدرة! كما قالت أحد نساء أريحا الوثنيات، للاسرائيليين اللذين أتيا ليستكشفا الأرض: "9 ... «عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ،  وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا، وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ، 10 لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْر .َ.." يشوع 2.
ثانيًأ: إن واحدة من أهم الأخطاء التي يعاني منها الكثير من النقاد، هي أنهم يعتبرون أن حقوق الله مساوية تمامًا لحقوق البشر!!  فيفترضون أنه بما أنها جريمة لإنسان أن يقتل إنسان آخر،  إذًا هي جريمة لله أن يأخذ حياة البشر!!!  لكن لله الحق أن يعطي الحياة، وأن يأخذها أيضًا: "10 الَّذِي بِيَدِهِ نَفَسُ كُلِّ حَيٍّ وَرُوحُ كُلِّ الْبَشَرِ" (أيوب 12)  "21.. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا" (أيوب 1). وهاذا يقودنا للنقطة القادمة التي تجيب على أهم سؤال:
ما الذي يؤكد أن الله هو من أمر شعبه بهذا القضاء فعلا، وليس مجرد ادعاء بشر؟؟
ثالثًا: نرى من النصوص أن الله أكد لشعبه ولجميع الشعوب أنه هو شخصيًا وراء هذه العملية؛ فيبس مياة نهر الأردن من أمام يشوع والشعب، لكي يعبروا دون أن يبلوا أرجلهم:
"10 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ: «بِهَذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ الْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ, وَطَرْداً يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ.." (راجع يشوع 3: 10-17).
ليعلم الشعب وباقي الشعوب، خاصة أهل كنعان أنفسهم؛ أن القضية هي ليست أن يشوع أتى وادعى أن الله أمره أن يحارب الكفار.  كلا وألف كلا، بل الله شخصيًا أكد لجميع الشعوب، أنه هو القائم وراء هذه العملية، لإدانة جميع الشعوب الساكنة في أرض كنعان، لأن القضية تختص بمصير شعوب، ولا تحتمل أي شك أو ادعاءات غير مبرهنة.
رابعًا: الله حدد لشعب إسرائيل الأرض بالتدقيق؛ لأن دخولهم لها، كان مرتبط بعقاب شعوب الأرض، فقال لهم قبل دخول الأرض: "4 وَأَوْصِ الشَّعْبَ قَائِلاً: أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخُمِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ (قرب الخليل) فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ. فَاحْتَرِزُوا جِدّاً. 5 لا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ. لأَنِّي لا أُعْطِيكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلا وَطْأَةَ قَدَمٍ ... 9 «فَقَال لِي الرَّبُّ: لا تُعَادِ مُوآبَ (الكرك) وَلا تُثِرْ عَليْهِمْ حَرْباً لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثاً.." تثنية 2 (إرجع لسفر يشوع 15، هناك وصف دقيق لحدود الأرض التي سمح الله لشعب إسرائيل أخذها، بأقصى درجات الدقة والتحديد). فلم يدعوهم الله للقتال والتوسع غير المحدود لينشروا دينه كما قلنا.
خامسًا: الله ليست له معايير مزدوجة فتعامل مع شعبه كما تعامل مع شعوب أرض كنعان؛ وفي الواقع أدان الله شعبه ونقاهم في البرية قبل أن يستخدمهم كأداة لإدانة شعوب أرض كنعان.
فأوصى أيضًا موسى الشعب أن يعمل نفس الشيء إذا خرج عبدة أوثان يهود في أي مدينة في وسطهم:
"12 إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13 قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا....15 فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ" تثنية 13.
فالرب يعطي الحياة، وهو الوحيد الذي له سلطان على على أخذها؛ وتعامل مع شعبه بنفس المعايير التي تعامل بها مع باقي الشعوب. وهذه الخلقيات لله الحقيقي هنا، لن تجدها في أي ديانة أو مذهب عبر كل العصور؛ وهي دليل قاطع على أن الله الموحي بها فعلا. فدائمًا الديانات المزيفة، تعطي ذاتها امتيازات فوق غيرها؛ وتميز ذاتها، دون حسيب أو رقيب، صالحة أم طالحة، لأنه ليس لله علاقة بها!! فحاشا أن يكون الله هكذا، بل هو عادل وكامل، ليس عنده تمييز أو محاباه.
سادسًا: عندما لم يطع شعب إسرائيل الله، أوقف تلك العملية وقال لشعبه، أنه سوف لا يطرد باقي الشعوب من الأرض ولن يسمح لهم بأن يمسوهم من ذلك الحين؛ لأن طردهم وتحريمهم لم يكن هدف بحد ذاته.  وعندما تغيرت الخطة، بسبب تمرد شعب إسرائيل، ألله أعلن لشعبه أنه غيرها، بأن ملاكه شخصيًا وقف أمام جميع الشعب وكلمهم بهذا الأمر:
"1  وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآِبَائِكُمْ, وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 2  وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ سُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ 3  فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً». 4  وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكُوا" قضاة 2.  
فلم يأت يشوع مرة أخرى مدعيًا بأن الله أمره أن لا يطرد الشعوب فقط؛ أو أن ملاك الرب ظهر له وقال له هذا!!  بل أكد الله هذا بشكل معجزي أمام جميع الشعب بواسطة ملاكه مباشرة!! لكي لا يترك أي ذرة شك في إرادة الله. فلأن القضية تختص بمصير شعوب، أكدها الله بشكل قاطع لا يحتمل أي شك. وهذا لن تراه في أي حرب دينية عبر كل العصور والديانات.
سابعًا: من جهة الاحتمال الأول في النصوص أعلاه؛ وهو أن تسالم المدينة شعب إسرائيل، لم يحدث هذا ولا مرة، فهذا أيضًا احتمال غير وارد في الأحداث التي يدونها الوحي، إلا الحويين:
"19 لَمْ تَكُنْ مَدِينَةٌ صَالَحَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ الْحِوِّيِّينَ سُكَّانَ جِبْعُونَ، بَلْ أَخَذُوا الْجَمِيعَ بِالْحَرْبِ" يشوع 11.

الاعتراض الثاني: كيف يأمر الله شعبه بسبي النساء واغتصابهم؟

الرد:  الله أمر بسبي النساء هذا صحيح، لكن حاشا أن يحلل لشعبه ممارسة الجنس معهم خارج إطار الزواج كالديانات الزائفة. ففي هذه الممارسة الرجسة الله صارم وقدوس. لقد سبق وأباد من شعبه 24 ألف شخص بالوبأ الإلهي، لأنهم زنوا مع بنات موآب!! وهذا شيء لن تجده في أي ديانة أو مذهب على مر كل العصور:
"1 وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ، وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ 2 فَدَعَوْنَ الشَّعْبَ إِلَى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ، فَأَكَلَ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لآلِهَتِهِنَّ..9 وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا" العدد 25.
يا له من إله قدوس طاهر؛ لم ولن يسمح بالفحشاء كباقي الديانات التي تشحن الرجال بإدمان الجنس مع ما تملك أيديهم من سبايا الحرب؛ فيجعل قادتهم الإنسان الطاهر الذي خلقه الله، كالكلب المسعور وراء الجنس؛ منتظر الحرب المُقبلة بفارغ الصبر، لعله يسبي نساء أجمل وأجمل ليزني معهُنْ!!

باسم ادرنلي

28: 30

الآيات: "30 تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجِعُ مَعَهَا. تَبْنِي بَيْتًا وَلاَ تَسْكُنُ فِيهِ. تَغْرِسُ كَرْمًا وَلاَ تَسْتَغِلُّهُ"
الاعتراض: كيف يسمح الله بهذه الفواحش في وسط شعب إسرائيل؟؟
⁠الرد: إن الآية أعلاه، ليس لها علاقة بالرب، وليس فيها دعوة منه للفواحش إطلاقًا! فبعد أن استعرض الرب للشعب البركات التي سيبارك بها شعبه، إذا تبعه وعبده بأمانه وصدق قائم على حبه لله (1 إلى 14 من تثنية 28). يستعرض الآيات التي تتكلم عن اللعنات التي ستصيب الشعب إذا ترك الرب وتبع الشر وعبادة الأوثان. وأحد هذه اللعنات هي الآية أعلاه، أنه سيأتي شعب غريب، سيحتل شعب إسرائيل ويتسلط عليه ويعتدي على عرضه وكل ما له! 
سياق النص، فيه يبدأ الله بهذه التحذيرات إذا ترك الشعب الرب والتصق بالشر وعبادة الأوثان؛ فيبدأ كما يلي:
"15 وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، تَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتُدْرِكُكَ: 16 مَلْعُونًا تَكُونُ .. 17 مَلْعُونًا تَكُونُ .. 18 مَلْعُونًا تَكُونُ .. 19 مَلْعُونًا تَكُونُ .." تثنية 28 (من العدد 15 إلى العدد 68!)
وكالمعتاد، يجذب الناقد الشرقي فقط قضايا الجنس والشرف!! لذلك عادة يأتون بآيات، مثل آية الناقد أعلاه، التي تمس شرف النساء!
إن هذه التحذيرات من اللعنات التي ستصيب شعب الرب كنتيجة لترك الرب وعبادة الأوثان، نفهمها بحسب المبادئ التالية:
أولا، ليس الله من يسلم فتاة لمغتصب!!
آية الناقد لا تعني أن الله هو من يسلم امرأة رجل مخطوبة لرجل محتل غريب. بل إذا أخطأ الشعب، الله يرفع يد الحماية عنه، فيتسلط عليه شعوب أخرى كثيرة، ويكون مصيره الخزي والعار؛ نرى تحذير مشابه في إرميا 8: 10. 
إذًا الله يسمح بالشر أن يصيب شعبه، لكن لا يرسل هو الشر بشكل مباشر لهم؛ لأن: "الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ" (مزمور 145: 17).
وأيضًا: "13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا" يعقوب 1.
نرى هذا السيناريو المتكرر في سفر القضاة مثلا:
"7 فَعَمِلَ بَنُو إسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَنَسُوا الرَّبَّ إِلهَهُمْ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالسَّوَارِيَ. 8 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إسْرَائِيلَ، فَبَاعَهُمْ بِيَدِ كُوشَانَ رشَعْتَايِمَ مَلِكِ أَرَامِ النَّهْريْنِ لمدة ثماني سنين...12 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ... 14 فَعَبَدَ (أي خدم) بَنُو إِسْرَائِيلَ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً" القضاة 3.
ثانيًا، الله يدين شعبه، كما يدين شعوب آخرى!! 
لكي يفهم شعبه وكل العالم، أن معاييره التي تنطبق على شعبه وعلى جميع الشعوب سيان. لأنه ليس لدى الله في وحيه الحقيقي أي محاباه (رومية 2: 11). لذلك قال في موضع آخر للشعب:
"24 بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ... 28 فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ" لاويين 18
أي لكي لا أطردكم من الأرض بسبب الشر وعبادة الأوثان، كما طردت الشعوب التي قبلكم؛ أي مثلكم مثلهم، أنتم لستم أفضل منهم!! وهذا أحد عشرات الأدلة المنطقية التي تؤكد صدق وحي الله الحقيقي – الكتاب المقدس. فلو قارناه في القرآن المكرم لدى المسلمين مثلا، سنجد أن "الله" بحسب القرآن، ينصر المسلم على جميع غير المسلمين، مهما عمل!! وهنا الفرق الشاسع.
ثالثًا، الله سيرد الشر عن الشعب، إذا تاب ورجع إليه:
أما إذا تاب الشعب عن الشر وعبادة الأوثان، وقرر أن يرجعوا للرب من كل قلوبهم، سيعود الرب ويرد عليهم كل الخير مرة ثانية:
"7 تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ، 8 فَتَرْجعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا، فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. 9 وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، 10 فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ." إرميا 18.
فالآية السابقة تتكلم عن الحالتين، رجوع الله عن عقابه للشعب، إذا تبع الشر. وأيضًا رجوع الله عن بركته للشعب، إذا فعل الشر وتركه.
فكما نرى مما سبق، إن آية المعترض أعلاه ليس لها علاقة بالله. بل الله بساطة، يحذر شعبه من العواقب الأرضية التي ممكن أن تحدث له، كنتيجة لتركه لعبادة الرب وتبعيته للشر أو عبادته للأوثان. حيث سيسلمه الرب للشر، عن طريق رفع يد الحماية عنهم.
باسم أدرنلي

34: 5-8

الآيات: "5 فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. 6 وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ 7 وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ 8 فَبَكَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا. فَكَمُلَتْ أَيَّامُ بُكَاءِ مَنَاحَةِ مُوسَى" تثنية 34
الاعتراض: كيف يكون موسى من أوحي له بأسفار موسى الخمسة (التوراة - من تكوين لتثنية)، وهي تذكر موته؟؟ فهل ممكن اعتبار هذه الآيات ليست موحاه، بل تعقيب البشر على موته مثلا؟؟ 
الرد: إن كناية أسفار موسى الخمسة، تعني أنه هو الذي أوحي له من الله ليكتبها؛ مثبت نبوته بالمعجزات التي لا يمكن إنكارها. لكن أيضًا لا تعني بالضرورة أن الله لم يوحي لغيره كتابة أجزاء منها، طالما من يكتب هو أيضًا مخول لنقل وحي. لتوضيح هاذان الجانبيان، نقول ما يلي:
أولا: الله فعلا أوحى لموسى، وطلب منه أن يكتب ما يقوله له الرب:
"14 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ»." خروج 17
"1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ، فَأَكْتُبَ أَنَا عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا... 27 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ.." خروج 34 (كذلك تثنية 10: 2  و11: 20).
ثانيًا: كانت التوراة مكتوبة بعد وفاة موسى. نعلم هذا من قول الله ليشوع:
"8 لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً.." يشوع 1
"לֹא-יָמוּשׁ סֵפֶר הַתּוֹרָה הַזֶּה מִפִּיךָ.."
فمن كلمة "هذه"، اسم الدلالة (بالعبري الأحمر أعلاه)، نعلم أنه كان يدل على التوراة الكاملة الموجودة على مرئى عينيه.
ثالثًا: بحسب لاهوت الوحي الكتابي، لا يقدر أن يكتب وحي أي إنسان، إلا أذا كان مخولاً لهذا. وذلك بطريقتين، منفردتين أم مجتمعتين. المعجزة الواضحة التي يفهمها ويدركها أبسط الناس، وأقلهم علمًا. وشهادة النبي المعاصر له، المشهود له (كموسى في هذه الحالة). لذلك ذكرنا في مقدمة الرد، قضية إشراف موسى. وطبعًا الذي يوحى له، يجب أن يحل فيه روح الله، كجميع الأنبياء، ويعطى موهبة التنبؤ.
فنعلم أن الله حث موسى أن يفرز 70 شيخ، من شرفاء الشعب، وحل عليهم بروحه، كما علي موسى، فتنبأوا:
"24 فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَأَوْقَفَهُمْ حَوَالَيِ الْخَيْمَةِ. 25 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا." العدد 11.
نرى أيضًا أن الرب كلم عدة مرات هارون الكاهن، أخو النبي موسى؛ ممها يبين أنه من الأنبياء أيضًا وطبعًا يحل له أن يكتب وحي، مثل:
"8 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: .." العدد 18؛ "8 وَكَلَّمَ الرَّبُّ هَارُونَ قَائِلاً: .." لاويين 10.
رابعًا: نرى أيضًا كما يطلب الله من موسى كتابة وحيه، موسى يطلب من الشيوخ الذين فيهم روح الله، أن يكتبوا كلامه، مما يجعلهم مكلفين بكتابة جزء من الوحي، ومخولين لهذا:
"19 فَالآنَ اكْتُبُوا لأَنْفُسِكُمْ هذَا النَّشِيدَ، وَعَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِيَّاهُ. ضَعْهُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِكَيْ يَكُونَ لِي هذَا النَّشِيدُ شَاهِدًا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ" تثنية 31
باسم أدرنلي