The Open Church

الرد على شبهات Mark

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 2

الآيات:  " 2  كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ."

بالمقارنة مع ملاخي 3 " 1 هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي..."

الاعتراض:  إن كاتب مرقس أخطأ في اقتباس آية ملاخي، ففي متى يقول "طريقك قدمك" وفي ملاخي الله يتكلم عن نفسه، قائلاً: "أمامي"؛  لماذا؟

الرد في آية مرقس، الوحي قدم اقتباسًا تفسيريًا، وفيه كما قلنا في تعاليق سابقة، طالما لا يضح الاقتباس في علامات الاقتباس "..."، الكاتب غير ملزم بأن ينقله حرفيًا. فالاختلافات التفسيرية التي أوردها الوحي في نقل آية ملاخي؛ هي الانتقال من شخصيتين، إلى ثلاث شخصيات.  ففي ملاخي يقول أن الله سيرسل أمام وجهه ملاكه، ليهيئ الطريق أمامه؛ أي أمام الله. أما في مرقس، فأدخل الوحي شخصية ثالثة، وهي المسيح، ليبرز أنها متداخلة مع شخص الله نفسه بلا انفصال. فالثلاث شخصيات التي أوردها مرقس هي: شخصية الله الذي يتكلم: "ها أنا أرسل"؛ يوحنا المعمدان، بقوله: "ملاكي" (وتعني أيضًا في العبري رسولي)؛ والمسيح، بقول الوحي: "وجهك.... طريقك قدامك"؛ لأنه لو كانت تلك الكلمات تتكلم عن الله، لقال "وجهي....طريقي أمامي" لأن الله يتكلم في الآية بصيغة الـ "أنا" (كما في ملاخي).  أي أن الله يقول أنه سيرسل يوحنا، أمام وجه المسيح؛ ليهيء طريق المسيح (التي غيرها الوحي من طريق الله إلى طريق المسيح).  وذلك لكي يبرز الوحي ما ابتدأ به مرقس وحيه:  "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ"، وابن الله تعني الأقنون المرئي والإعلاني الذي يظهر الله، والذي لا يمكن فصله عن الذات الإلهية.

باسم أدرنلي

1: 10

الآيات:  " 10  وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ"
مقارنة مع متى 3  " 16  فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَليه"
ومع لوقا 3 " 21  وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ..."
الاعتراض:  كل النصوص السابقة متناقضة من جهة وقت ظهور الروح القدس بهيئة حمامة؛ فمتى يقول أنه ظهر بعدما المسيح صعد من الماء: "صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ"؛  ومرقس يقول وهو صاعد: " وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ"؛  ولوقا يقول وقت الصلاة:  " وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي " ؟؟
الرد:  لا يوجد أي تناقض بين النصوص، فالصعود من الماء لا يحدث في لحظة بل يأخذ نصف دقيقة على الأقل؛ لذلك يوضح متى ويقول: "صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ"، فلم يقل بعدما صعد المسيح من الماء، ولو قصد أن السماء انفتحت بعد صعوده لضفة النهر، لقال هذا.  لذلك ما قاله يؤكد أنه يقصد في أثناء صعود المسيح من الماء.  مرقس يحدد اللحظة التي فيها السماء انفتحت، وهي في اللحظة التي ظهر فيها المسيح بعد التغطيس. أما لوقا فيضيف جزئية هامة على باقي البشراء، وهي أن المسيح في لحظة ظهوره بعدما غطس في الماء، كان يصلي.  يجب أن نتذكر دائمًا أن الخبر الجزئي، لا يناقض الخبر المفصل، طالما لا يوجد تعارض بينهم. إذًا انفتحت السماء، وظهر الروح القدس، في لحظة ظهور يسوع بعد التغطيس، فظهر وهو يصلي.

باسم ادرنلي

2: 1 - 3

الآيات:   " 1  ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2  وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3  وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ."
مقارنة مع متى 9  " 1  فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَاجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ. 2  وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ»."
الاعتراض:  نرى هنا أن متَّى يقول أنه لما دخلَ المسيحُ مدينةَ الناصرة، كانَ هناكَ المفلوج وأبرأه؛  أما مرقس فيقول أن المسيح كان في كفر ناحوم عندما أبرأ المفلوج؛ أليس هذا تناقض واضح؟
الرد:   إن المعترض افترض من عبارة "وجاء إلى مدينته"  (في متى أعلاه)، أن متى يتكلم هنا عن الناصرة؛ المدينة التي نشأ فيها المسيح.  لكن هذا خطأ، فالنص لم يقل الناصرة؛ بل وحي النص قصد بكلمة "مدينته" عن كفر ناحوم، لأنها أصحبت هي موطن المسيح بعدما رُفض من الناصرة مرتين.  ونرى هذا بوضوح من النصوص نفسها؛ فبينما استخدم متى كلمة "مدينته" ليدل على كفر ناحوم (باليونانية "بوليس")؛ استخدم كلمة مختلفة تمامًا عن الناصرة، وهي "وطنه"؛ حيث قال: "ولما جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ"  (باليونانية "باتريس" في متى 13: 54).  فواضح إذًا أن كلمة "مدينته" في متى 9، لا تتكلم عن الناصرة "وطنه" (راجع أيضًا مرقس  6: 1).
أسباب أخرى لاعتبار كفر ناحوم مدينة المسيح:
إن النصوص توضح أن المسيح بعدما بدأ خدمته، ذهب إلى الناصرة فقط مرتين؛ وفي المرتين رُفض هناك. مرة عندما بدأ خدمته (لوقا 4: 16-30)؛ والمرة الثانية زار الناصرة وتحدى تعاليم اليهود فيها، فرفضوه (مرقس 6: 1-4  ومتى 13: 54-58). فكانت المدينة التي قبلت المسيح هي كفر ناحوم؛ وذلك لعدة أسباب:
الأول: عدد البيوت المفتوحة له هناك؛ ففيها يسكن بطرس، حماته التي شفاها ونام مرة عندها، أندراوس، يعقوب، يوحنا ومتى؛ ومعظم تواجده كان فيها.
ثانيًا:  كان مقبول هناك بشكل كبير؛ فنرى أن شيوخ اليهود قد طلبوا منه أن يخطب عدة مرات في مجمع اليهود هناك (مرقس 1: 21  و3: 1).
ثالثًا:  لقد أقام المسيح هناك ابنه رئيس مجمع كفر ناحوم من الموت؛ وعلى الأرجح كان رئيس مجمع كفر ناحوم مؤمن به، وتابع له (راجع مرقس 5: 36-42)؛ لذلك ممكن أن نعتبر أن كفر ناحوم هي من أول المدن المسيحية في بلاد فلسطين؛ وهي المدينة التي احتضنت المسيح، طوال فترة خدمته.

باسم ادرنلي

2: 26 - 27

الآيات:  " 26  كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إلاَّ لِلْكَهَنَةِ وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضاً؟ 27  ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ."

بالمقارنة مع 1 صموئيل 21 " 1  فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ .... فَأَجَابَ الْكَاهِنُ دَاوُدَ: «لاَ يُوجَدُ خُبْزٌ مُحَلَّلٌ تَحْتَ يَدِي, وَلَكِنْ يُوجَدُ خُبْزٌ مُقَدَّسٌ إِذَا كَانَ الْغِلْمَانُ قَدْ حَفِظُوا أَنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّمَا مِنَ النِّسَاءِ». 5  فَأَجَابَ دَاوُدُ الْكَاهِنَ: «إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ مُنِعَتْ عَنَّا مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ عِنْدَ خُرُوجِي وَأَمْتِعَةُ الْغِلْمَانِ مُقَدَّسَةٌ.  وَهُوَ عَلَى نَوْعٍ مُحَلَّلٌ, وَالْيَوْمَ أَيْضاً يَتَقَدَّسُ بِالآنِيَةِ». 6  فَأَعْطَاهُ الْكَاهِنُ الْمُقَدَّسَ, لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ خُبْزٌ إِلَّا خُبْزَ الْوُجُوهِ الْمَرْفُوعَ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ لِيُوضَعَ خُبْزٌ سُخْنٌ فِي يَوْمِ أَخْذِهِ"

الاعتراض:  كما نرى من النصين، إما المسيح أخطأ في إسم الكاهن الذي أتاه داود ودعاه أبياثار، بدلاً من أخيمالك؛ أو الكاتب مرقس هو الذي أخطأ في إنجيله؛ لكن الخطأ موجود وواضح، لا يقبل الجدل؟

الرد:  يجب أن نعلم أنه  في العهد القديم، الكثير من الشخصيات كانت تسمى بإسمين أو أكثر. فنرى من النصوص أن الكاهن المذكور، الذي دعي أخيمالك بن أخيطوب ( 1 صموئيل 22: 9)، دعي أيضًا أخيا (1 صموئيل 14: 3)؛ ودعي أيضًا أبياثار في  2 صموئيل 8 " 17  وصادوق بن أخيطوب وأخيمالك بن أبياثار.."؛ أي أن الوحي هنا يسمي الأب أبياثار والابن أخيمالك أيضًا؛ مما يبرهن أن الابن والأب، كانا يحملان الاسمين معًا: أخيمالك وأبياثار.

لماذا لا يكون أخيمالك المذكور ابن أبياثار فعلاً، أي حفيد أخيمالك؟

لأن النص يتكلم عن الكهنة الذين كانوا على وقت داود؛ ونعلم أن أبياثار وحده الذي نجى من مذبحة الكهنة ولم يذكر أنه نجى هو وابنه أخيمالك مثلاً (1 صموئيل 22: 20).  ونعلم أن داود عين أبياثار كاهنًا، عندما ملك على جميع إسرائيل (2 صموئيل 8: 15-17)، أي بعد قتل عائلة الكهنة بمدة لا تزيد عن العشرين عامًا. فليس هناك وقت كاف، لينجب أبياثار ولد، ويكون عمره على الأقل 30 عامًا (العمر الأدنى للكهنة)!!  ونعلم أيضًا أن أبياثار ظل بعدها كاهنا على طوال وقت داود، إلى أن عزله سليمان ابن داود بعدها بأكثر من 30 عام (1 ملوك 2: 27)؛ فلم يذكر الكتاب وجود أي ابن له ككاهن على وقت سليمان. إذًا يكون أخيمالك ابن أبياثار؛ هو في الحقيقة أيضًا أبياثار ابن أخيمالك؛ أي أن أبوه أخيمالك الذي أخذ داود الخبز منه، كان يدعى أيضًا أبياثار؛ فلم يخطئ الوحي، ولم يخطئ المسيح في تسميته أبياثار، كما في مرقس 2: 26 تمامًا.

باسم أدرنلي

3: 16 - 19

الآيات:  "16  وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ. 17  وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ (أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ). 18  وَأَنْدَرَاوُسَ وَفِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ وَمَتَّى وَتُومَا وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَتَدَّاوُسَ وَسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ 19  وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ."

مقارنة مع لوقا 6 "13 وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: 14 سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. 15 مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. 16 يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً."

راجع أيضًا متى 10: 2-4   و أعمال 1: 13  ومرقس 3: 16-19.

الاعتراض:  في أسماء التلاميذ بحسب مرقس، يوجد تلميذ اسمه "تَدَّاوُسَ"؛ أما في لوقا، فاسمه "َيَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ"؛ أليس هذا تناقض واضح، فشتان ما بين يهوذا وتداوس؟

الردإن هذه ليست مشكلة إطلاقًا، فالكثير من اليهود على زمن المسيح كان عندهم إسمين أو أكثر؛ فمثلاً صفا، كان عنده إسم بطرس وسمعان (يوحنا 1: 42)؛ وبولس كان له اسم شاول (إعمال 13: 9)؛ ومتى دعي أيضًا لاوي (لوقا 5: 27)؛ وبرنابا اسمه أيضًا يوسف (أعمال 4: 36). فواضح أن الوحي أراد أن يميز ذلك التلميذ الذي اسمه يهوذا، عن يهوذا الاسخريوطي الذي خان المسيح. فمتى يستخدم إسمه اليوناني وإسم اللقب؛ ومرقس يستخدم لقبه فقط (تداوس)؛ ولوقا يستخدم إسمه العبري "يهوذا"، لكن يميزه بإدراج إسم أباه؛ أما يوحنا، فيميزه بتسميته يهوذا ليس الاسخريوطي (يوحنا 14: 22).  لهذا السبب نجد اختلافًا في اسمه، بسبب أن له نفس إسم يهوذا الخائن.  فإذا هذا ليس تناقض؛ لأنه كما قلنا، كان عند اليهود أمر عاد استخدام الألقاب، ووجود أسماء أخرى. حتى عند العرب في الجاهلية والإسلام، فعند الصحابة ونبي الإسلام مثلا، كان أكثر من إسم؛ وألقاب كثيرة؛ وهذا لا يعني أنه يوجد تناقص أبدًا.

باسم أدرنلي

5: 1

الآيات:  " 1 وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ2 وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ."

بالمقارنة مع متى 8 " 28 وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ"

ومع لوقا 8 " 26 وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ الَّتِي هِيَ مُقَابِلَ الْجَلِيلِ. 27 وَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الأَرْضِ اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ وَكَانَ لاَ يَلْبَسُ ثَوْباً وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ بَلْ فِي الْقُبُورِ."

الاعتراض الأول: الوحي في متى يقول أن الحدث قد تم في كورة الجرجسيين، ومرقس ولوقا، في كورة الجدريين، لماذا؟

الرد: قبل أن نرد على الاعتراض، من الضروري أن نفسر كلمة "كورة"، وتعني في اليونانية "خورون"، ممكن أن تعني منطقة للدلالة على بلدة صغيرة؛ وممكن أن تعني أيضًا بلد أو محافظة. فالمسيح نزل عند قرية صغيرة تسمى جدرة، على الشاطئ الشرقي من بحيرة طبريا، حيث تبعد عن المدينة الكبيرة جرجس حولي ٩ كم، وهي ليست على الشاطئ [1]. فجدرة هي قرية في محافظة جرجس؛ وكما يبدو متى ذكر كورة الجرجسيين بخلاف مرقس ولوقا، لأنه يذكر في النص جزئية تضيف على ما أورده مرقس ولوقا؛ وهي عبارة "لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ"، ويبدو أن متى يفصل أن المسيح كان يريد أن يذهب إلى مدينة الجرجسيين الكبيرة، من هناك (التي تبعد حوالي ٩ كم من قرية الجدريين، التي نزل المسيح مع التلاميذ، على شاطئها). وكان ذلك المجنون يمنع أي أحد ليجتاز من الطريق المؤدي إلى كورة الجرجسيين؛ وهي أحد أهم المدن العشر التي زارها المسيح فيما بعد. إذًا متى مع البشيرين مرقس ولوقا، لم يوردوا أي تناقض؛ مرقس ولوقا ذكروا أين حدث الحدث، ومتى ذكر كورة الجرجسيين، بمعنى محافظة الجرجسيين، لأن المسيح كان مزمع أن يذهب إلى هناك؛ ووجد ذلك المجنون عند الطريق الذي كان يحجب فيه كل من أراد أن يجتاز. وممكن جدًا أن يكون المجنون والرعاة من كورة الجرجسيين، ويرعون قرب قرية الجدريين مع قطيع الخنازير. لكن جميع سكان القرية طلبوا منه أن ينصرف عن كورتهم (عدد ٣٤)؛ فلم يذهب إلى كورة الجرجسيين، بل رجع مع التلاميذ لبلدته. فممكن أن يذهب شخص إلى منطقة سلوان؛ ويدونها الكاتب أنه ذهب إلى منطقة سلوان، أو إلى منطقة أو محافظة القدس؛ لا تناقد بين الاثنين.

الاعتراض الثاني: في متى يقول أن المسيح قابل مجنونان هناك، وفي مرقس ولوقا يقول أنه قابل مجنون واحد؛ فما الأصح؟

الرد: إن النصين لا ينقض أحدهما الآخر؛ فيبدو أن المسيح قابل مجنونين، لكن الوحي اختار أن يسرد لنا قصة أحدهم الذي كانت فيه كمية هائلة من الشياطين، والذين سمح لهم المسيح بأن يدخلوا في قطيع الخنازير، فسقط كل القطيع في البحر. فكون الوحي اختار أن يركز على قصة هذا المجنون، هذا لا يعني أن المسيح لم يشفي مجنون ثاني أو أكثر في المنطقة. فعندما تقابل في حياتك اليومية ثلاثة أشخاص، وتتكلم مع أحدهم في موضوع معين؛ أحيانًا تسرد الخبر وتقول: "قابلت أحد الأشخاص اليوم، ودار بيننا حوار كذا وكذا" ؛ أو تقول: "قابلت ثلاث أشخاص اليوم، ودار حوار مع أحدهم، كذا وكذا"؛ فلا يوجد تعارض بين الروايتين إطلاقًا.

باسم أدرنلي

[1] Keener, Craig S.Bible Background Commentary, IVP Academic; First edition (February 1994).

5: 22 - 23

الآيات:  " 22 وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ عِنْدَ قَدَمَيْهِ 23 وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا"
مقارنة مع متى 9  "18 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:  إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ لَكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا"

ومع لوقا 9 " 41 وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يَايِرُسُ قَدْ جَاءَ - وَكَانَ رَئِيسَ الْمَجْمَعِ - فَوَقَعَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ 42 لأَنَّهُ كَانَ لَهُ بِنْتٌ وَحِيدَةٌ لَهَا نَحْوُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ فِي حَالِ الْمَوْتِ. فَفِيمَا هُوَ مُنْطَلِقٌ زَحَمَتْهُ الْجُمُوعُ....49 وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلاً لَهُ: قَدْ مَاتَتِ ابْنَتُكَ. لاَ تُتْعِبِ الْمُعَلِّمَ». 50 فَسَمِعَ يَسُوعُ وَأَجَابَهُ:  لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ فَهِيَ تُشْفَى."

الاعتراض:  في متى يقول أن البنت ماتت، وفي مرقس يقول أنها على وشك الموت؛ أليس القصتان متناقضتان !؟

الردعادة النقاض عندما يقدمون نقدهم لهذه القصة، لا يوردون النص الذي في لوقا، بل يوردون نصوص متى ومرقس فقط؛ كما في الآيات أعلاه. لكن النص الذي في لوقا هو الذي يوضح ماذا حدث بالضبط؛ لذلك أوردناه أيضًا.  فالرجل كان معه الخبرين؛ أنها مريضة جدًا على وشك الموت؛ وأنها ماتت فعلا. فكما يبين لوقا في عدد 42، البنت كانت في حال الموت؛ وهذا ما نقرأه في مرقس 23، وهكذا قال الرجل للمسيح. وبينما هو مع المسيح، جاءه خبر أن ابنته ماتت، كما نرى في نفس الرواية في لوقا 49؛ ومتى ينقل لنا كلامه للمسيح بعدما سمع خبر موتها، حيث قال له: "18..إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ لَكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا". إذا لا تناقض بين الروايتين؛ فالرجل كان معه الخبرين؛ أنها مريضة مشرفة على الموت؛ وأنها ماتت فعلا؛ وهذا يوضحه لوقا وضوح الشمس؛ فمتى نقل لنا كلامه مع المسيح بعدما سمع خبر موتها، ومرقس نقل لنا كلامه للمسيح قبلما سمع خبر موتها.

باسم أدرنلي

5: 30 - 31

الآيات:  " 30  فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31  فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟»"
مقارنة مع  متى 9  " 20  وَإِذَا امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ 21  لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ». 22  فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ"
ومع لوقا 8 " 44  جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. 45  فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي!» وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ قَالَ بُطْرُسُ وَالَّذِينَ مَعَهُ: «يَا مُعَلِّمُ الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ وَتَقُولُ مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي! 46  فَقَالَ يَسُوعُ: «قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي»."
الاعتراض:  في متى يقول أن المسيح التفت للمرأة وأبصرها وقال لها: "ثقي يا ابنه إيمانك شفاك"؛ أما في مرقس ولوقا، التفت المسيح إلى الوراء ولم يعرف من لمسه، فسأل الجمع "من لمسني؟"؛ أليس هذا تناقض واضح؟
الرد:  كما سبق وقلنا في تعليقات سابقة، إن السرد المختصر للأحداث، لا يتناقض مع السرد المفصل للأحداث.  فمرقس ولوقا يفصلان ماذا حدث بالضبط؛ ويفصلان بأن المسيح شعر بقوة تخرج منه لشفاء المرأة (هذا لم يذكره متى)؛ وفصل أن المسيح سأل من لمسه؛ ومن ثم أتته المرأة واعترفت لماذا لمسته وكيف شفيت؛ فقال لها "ثقي يا ابنه إيمانك شفاك"؛ وهذا القول للمسيح في نهاية الحدث، مذكور في الثلاث أناجيل.  أما متى، فلم يفصل إطلاقًا، لكنه يذكر فقط خلاصة ما حدث؛ وهو أن المرأة شفيت؛ ويذكر آخر القصة، بأن المسيح نظر إليها، وقال لها أن إيمانها قد شفاها؛ فقول متى: " فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا"، لا يعني أنه عرفها.  فلا يوجد أي تناقض بين النصوص؛ فذكر جزئية من الحدث (كما في متى)، لا يناقض ذكر تفصيل الحدث (كما في مرقس ولوقا).

باسم ادرنلي

6: 5

الآيات: " 5 ولمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ."

مقارنة مع متى 28: "18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ"

الاعتراض الأول: إن أية مرقس متضاربة، فمن الناحية الأولى تقول أنه لم يقدر أن يصنع هناك أي معجزة؛ لكن مع هذا شفى بعض المرضى؟ كيف لم يفعل، لكنه فعل؟

الرد: إن النص واضح أنه في بلدة الناصرة نفسها، لم يشفي المسيح أي مرضى بسبب عدم إيمانهم؛ وكما يبدو، الكثير من المرضى الذين كانوا يؤمنون به، أنتظروه خارج المدينة ليشفيهم؛ لأنهم ربما كانوا يخافون اليهود. كما يوضح الكتاب مثلاً عن أبو الأعمى الذي شفاه المسيح الذي خاف أن يعترف بالشفاء خوفًا من اليهود؛ يوحنا 9: "22 قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ."

الاعتراض الثاني: كيف آية مرقس تقول أن المسيح لم يقدر أن يفعل ولا قوة واحدة، لكن في نفس الوقت، الآية التي في متى تقول، أنه دفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض؟؟؟

الرد: إن عبارة "لم يقدر"  تحمل معنيين، يجب أن نميز جيدًا بينهم:

الأول، يعني أن الإنسان لا يقدر بحسب إمكانياته؛ فعندما يطلب مني شخص مبلغ عشرة ملايين دينار وأقول له، لا أقدر. هنا عدم قدرتي مبني على قصور إمكانياتي لتدبير مبلغ هائل كهذا.  

والثاني، عدم القدرة بناء على صفاته؛ وهو عندما تطلب من شخص تقي ومستقيم يعمل في دائرة حكومية، أن يزور لك ورقة قانونية، ويقول لك: "لا أقدر أن أفعل هذا"؛ فعدم قدرته هنا غير مبنية على قصور إمكانياته؛ أي عدم تمكنه من فعلها، فهو يقدر أن يزور.  لكن عدم قدرته ينبع من طبيعته المستقيمة التي من الغير ممكن أن تفعل جناية كهذه. هذا بالضبط ما يقصده الكتاب بعبارة "لم يقدر"، أي أنه بحسب طبيعة الله وقوانينه وثوابته، سوف لا يشفي أي إنسان بدون إيمان منه؛ فمهما حدث، الله لن يغير طبيعته، وقانونة وهو أنه "بدون إيمان لا يمكن إرضائه" عبرانيين 11: 6. كما قال المسيح  لأبو الولد المقيد بالشياطين، والذي لم يكن مؤمنًا بالحقيقة من قلبه بقدرة المسيح: "23فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ». 24 فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي." مرقس 9؛ بعدها شفى المسيح ابنه في الحال.

باسم أدرنلي

6: 8

الآيات:  " 8 وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصاً فَقَطْ لاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ نُحَاساً فِي الْمِنْطَقَةِ."
مقارنة مع متى 9 " 9 لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ 10 وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ."
أيضًا مع لوقا 9 "3  وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ لاَ عَصاً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ."
الاعتراض:  في متى ولوقا يدعوهم أن لا يأخذوا عصا، وفي مرقس أن يأخذوا عصا، ما هو التفسير لهذا التناقض ؟
الرد:  إذا انتبها جيدًا إلى النصوص، سنجد أن كلاً من متى ومرقس، يستخدمان فعلان مختلفان كل الاختلاف عن بعضهم البعض.  الوحي في متى يقول: "لاَ تَقْتَنُوا"، (في اليونانية – كتوماييه) أي لا تدبروا، تشتروا؛ وفي مرقس يوصي أن "لا يحملوا"، (في اليونانية – أهيرو) الواحد يقول لا تشتري، والثاني يقول لا تحمل.  إذًا الوحي في مرقس، يتكلم عن ماذا يجب أن يحملوا معهم، مما عندهم؛ وماذا يجب أن لا يحملوا. والجواب هو فقط عصا؛ حتى دون مال، دون مزود ولا أكل...إلخ.  أي أن المسيح في متى 10 ينهاهم عن أن يشتروا أي شيء إضافي غير موجود عندهم.  
أما من جهة لوقا 9، فما يقوله في متى 10، يفسر ما يقوله في لوقا 9؛ حيث كلاهما يصفان نفس القائمة: عصا، مزود، ثوبين، أحذية، طعام... إلخ؛ لذلك يجب أن أفهم ما يقوله في لوقا 9 على ضوء ما يقوله في متى 10 (وحتى لو قال "لا تحملوا" مثل مرقس)؛ وهو أن لا يشتروا هذه الأشياء ليجهزوا أنفسهم لهذه الإرسالية.  وهذا طبيعي جدًا، فعندما يقدم أي إنسان عاقل على السفر، يجهز نفسه له؛ وهذا يشمل اكتساب أو شراء أشياء للسفر. والفكرة العامة هنا هو أن لا يأخذوا أي شيء خارج عن ما يأخذوا في حياتهم العادية، عندما يذهبوا لأي مكان قريب؛ ليعلمهم بأن "22 بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا" أمثال 10؛ لكي يتعلموا أن لا يتلكوا على أمكانياتهم، بل يتكلوا فقط على الرب ويثقوا بأن الرب قادر أن يتمجد بكل شيء موجود عندهم، مهما كان بسيط.  
فإذا أردنا أن نجمع بين النصوص، نقول أن المسيح دعاهم أن لا يشتروا أي شيء ليس عندهم (عصا، مزود، ثوبين، أحذية، طعام...)؛ ومما عندهم دعاهم أن يحملوا فقط عصا للطريق كما يفعلوا دائمًا؛ وهي ضرورية جدًا في ذلك الوقت للعبور بين الأشواك، وللحماية من الحيوانات المتوحشة.  فعندما يسافر أحد الأصدقاء؛ ومعه حقيبة سفر، وأقول له: " لا تشتري حقيبة سفر"؛ هذا القول لا يعني أني أقول له أن لا يحمل حقيبة سفر؛ فممكن أن يكون معه حقيبة؛ لكن أطلب منه أن لا يشتري حقيبة إضافية؛ وهذا ما قصده الوحي من خلال وحيه في متى ولوقا، فلا تناقض بين النصوص أبدًا.

باسم ادرنلي

6: 45 - 46

الآيات:  "45 وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ. 46 وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ."

مقارنة مع متى 14 " 22 وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ. 23 وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ." 

ومع يوحنا 6 "16 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ نَزَلَ تلاَمِيذُهُ إِلَى الْبَحْرِ 17 فَدَخَلُوا السَّفِينَةَ وَكَانُوا يَذْهَبُونَ إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ. وَكَانَ الظّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ.18 وَهَاجَ الْبَحْرُ مِنْ رِيحٍ عَظِيمَةٍ تَهُبُّ. 19 فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثلاَثِينَ غَلْوَةً نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِباً مِنَ السَّفِينَةِ فَخَافُوا."

الاعتراض:  نرى أن المسيح في آية متى لم يحدد المسيح إلى اين يذهبوا، وفي يوحنا، ألزم التلاميذ لأن يذهبوا إلى كفر ناحوم؛ وفي مرقس، إلى بيت صيدا؛ فأيهما صحيح؟

الرد:  إن الوحي في متى لم يحدد إلى اين يذهبوا، بل طلب أن: "يَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ"، لكن هذا لا يعني أنه لم حدد المكان الذي طلب منهم الذهاب إليه.  آية يوحنا لم تقل أن المسيح طلب منهم أن يذهبوا إلى كفرناحوم، بل تقول أنهم كانوا يذهبون إلى كفر ناحوم. أما في آية مرقس، فتقول أن المسيح ألزمهم أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى بيت صيدا (التي تبعد خمسة كيلومترات مائية عن كفر ناحوم). فلا تعارض بين الاثنين؛ فالمسيح طلب منهم أن يذهبوا إلى بيت صيدا، أما هم فقرروا أن يذهبوا إلى كفر ناحوم؛ وربما هذا كان سبب في حلول العاصفة والتعب - عصيان المسيح. لأن الكتاب يقول أنهم رجعوا تعبين، وأرادوا أن يستريحو (مرقس 6: 31)؛ لكن تبعتهم الجموع ولم يعطوهم فرصة للراحة؛ فأطعموهم، مما أخذ الكثير من الجهد والتعب؛ فألزمهم المسيح أن يذهبوا إلى بيت صيدا. أما هم، فقرروا أن يذهبوا إلى كفرناحوم؛ أي إلى موطن معظمهم، إلى بيت بطرس وإندراوس ويعقوب ويوحنا ومتى، لكي يستريحوا ويبيتوا تلك الليلة. لكن أراد الله أن يعلمهم درسًا، وهو إن الراحة تكمن في طاعة وتبعية المسيح، مهما كانت تبدو صعبة. أما إذا قررنا أن نتبع طرقنا، سنتعب أكثر بكثير؛ كما رأينا في اختبار الرسل، وهم يجدفون أكثر من خمس ساعات؛ فلم يتمكنوا من إيجاد أي راحة بعيدًا عن المسيح. أما المسيح، فعندما صعد إلى السفينة، فوجدوا الراحة والأمان معه في الحال.

باسم أدرنلي

7: 31 - 32

الآيات:  31  ثُمَّ خَرَجَ أَيْضاً مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ الْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ. 32  وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ."
مقارنة مع متى 15 " 29  ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ الْجَلِيلِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. 30  فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ"
الاعتراض:  ذكر مرقس أن المسيح لما جاء إلى بحر الجليل أشفى شخصاً واحداً كانَ أصمَّ أعقدَّ، أما متى فذكر أنه شفى عند بحر الجليل جمعاً غفيراً من العرج والعميان والخرس والمشلولين؛ أليس هذا تناقض واضح!؟
الرد:  إن المعترض يبدو أنه لا يقرأ جيدًا النصوص؛ إن مرقس لم يقل أن المسيح شفى شخصًا واحدأ فقط؛ بل قال " وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ" فاختار مرقس، بوحي من الله، أن يذكر ذلك الشخص بالتحديد.  لكن هذا لا يعني إطلاقًا أن المسيح لم يشفي مرضى أخرين. فعندما تذهب إلى حفل معين وتقابل به عشرات من الأصدقاء، وتقول "وجاء إلي شخص، وسألني كذا وكذا" هل هذا يعني أنك قابلك شخصًا واحدًا فقط؟ فمرقس لا يقول أن المسيح شفى مريض واحد فقط؛ بل يقول "وجاءوا إليه بأصم" وهذا لا ينفي شفائه لمرضة آخري؛ فلا تناقض بين النصوص إطلاقًا.

باسم ادرنلي

8: 11 - 12

الآيات:  " 11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12 فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ:  لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً! "

مقارنة مع متى 12 " 39 فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ." أيضًا  16: 4.

الاعتراض: مرقس يقول أنه لم تعط لهذا الجيل أي آية؛ ومتى يقول لن تعطى له إلا آية يونان؛ أليس هذا تناقض؟

الرد: إن مرقس أراد أن يبرز نقطة، لم يبرزها الوحي في متى، وهي عبارة  "لكي يجربوه"؛ أي أن الفكرة التي أراد الوحي إبرازها هي أنهم لم يأتوا للمسيح بإيمان، بل لكي يمتحنوه.  فالمسيح أولا، لا يصنع آيات للاستعراض، بل تجاوبًا مع إيمان الناس به وبالله.  وهو لم يطلب إكرامًا ولا منصبًا أرضيًا أبدًا؛ حيث أراد الناس في وقت أخر أن ينصبوه ملكًا، فهرب منهم: "15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ." يوحنا 6.  ثانيًا؛ المسيح لم ولن يقبل شهادتهم، لأنه يعرف رأي الله الآب به، وهذا كاف له؛ كما قال أيضًا: "5 وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ" يوحنا 5.  إذًا المسيح لم يعطي لهذا الجيل الفاسق أيَ آية، إلا الموت والقيامة (أي الخلاص)، وهي ليست آية لهم، إلا إذا تابوا وآمنوا.  إذا ليس تناقض بين الآيتين؛ فبكلمات أخرى، كأنه يقول لهم، سوف لا أعطيكم آية، إلا آية الخلاص؛ وبالتالي وجه لهم دعوة للتوبة بدلا من أي آية لإثارة اندهاشهم  (راجع أيضًا ما كتب تحت متى 12: 39).

باسم أدرنلي

8: 35

الآيات: "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا"
الاعتراض: أليست الآية تفترض دعوة واضحة وصريحة للمؤمن بأن ينتحر "يهلك نفسه"؟
الرد: إن الآية مُقطتعة من سياقها، وهو الآية التي تسبقها؛ وهي: 
"34 وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي" (مرقس 8). 
وهي دعوة للمؤمن أنه إن أراد أن يتبع المسيح، "فلينكر نفسه"، أي ألا يعيش لذاته فيما بعد، بل للمسيح، لأجل ملكوت الله. "ويحمل صليبه" أي أن يكون مستعدًا لأن يعيش حياة المسيح المستمرة كل حياته (ثقافة الصليب). وفي الاية الواردة أعلاه، عدد 35، يوضح المسيح للمؤمن السبب لهذه الدعوة؛ وهو أن المسيح المنقذ هو الوحيد القادر على حفظ أنفسنا من الهلاك، فمهما حاولنا أن نحافظ على نفسنا من الهلاك؛ سواء بحفظ دين، شعائر، أو بأعمال صالحة أو غيرها، في النهاية سنخسرها ونهلك. لأن نفس الإنسان تحتاج لمنقذ ينقذها من الخطية والموت. وعملية الإنقاذ هذه تأتي عن طريق تسليم تام لحياتنا للمسيح "وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا". وقول المسيح هذا جاء ليواجه فكرة طبيعية للإنسان الخاطئ بنفسه الأمارة بالسوء؛ وهو أنه ربما يظهر أنه فقد حياته وشهوات العالم وملذاته إذا قرر أن يتبع المسيح؛ وقبِل الألم والاضطهاد، وكأنه أتلف نفسه وذاته وحياته. لكن المسيح يعلن لنا أنه في الحقيقة هو الوحيد القادر على حفظ حياتنا وأنفسنا. 
إذا طريقة حفظ أنفسنا، هي تسليمها للمسيح، وليس محاولتنا البشرية لإنقاذها. كما أكد والوحي في أماكن أخرى:
"20 مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" غلاطية 2.
"12.. لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ." 2 تيموثاوس 1.

باسم ادرنلي
 

9: 2

الآيات: "2 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،"
"مقارنة مع لوقا 9 "28 وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. 29 وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً."
أيضًا متى 17 " 1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ."
الاعتراض: الوحي في متى يقول "وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ"؛ وفي لوقا يقول "وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ"؛ لماذا ؟
الرد: الوحي في في لوقا، يحدد متى صعد المسيح إلى الجبل، فيقول: "وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ"، أي بعد تعاليم المسيح عن حمل الصليب وتبعيته (لوقا 9: 23-27)؛ بنحو ثمانية أيام، صعد المسيح مع ثلاثة من تلاميذه إلى الجبل. أما مرقس ومتى، فيبدو أنهم بشكل غير مباشر، كأنهم يقولون أن يسوع بعدما علم التلاميذ بتلك التعاليم، مكث يومين في المكان؛ وبعدها بستة أيام صعد إلى الجبل. فهذا لا يضفي أي تناقض بين الثلاثة، ككون لوقا حدد اللحظة التي عد منها متى صعد للجبل، ومرقس ومتى لم يحددا؛ لكن واضح أنهما لم يعدا من نفس اللحظ التي عد منها لوقا.

باسم ادرنلي

9: 48

الآيات: " 48حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ."

الاعتراض: ماذا يقصد المسيح بوجود الدود الذي لا يموت، في جهنم؟

الرد: إن المسيح بهذه العبارة لم يقل أنه في جهنم يوجد دود؛ بل كان يتكلم بشكل رمزي عن جسد الإنسان السماوي الذي لا يموت.  نعرف هذا من عبارة "دودهم لا يموت"، التي ترجع للناس الذين سيطرحون في جهنم، وليس لجهنم نفسها؛ لأنه لم يقل "دودها لا يموت". المقصود بهذا القول، هو أن الذين يرفضون يد الله الممتدة لهم بخلاص المسيح، سيقومون يوم القيامة، ويلبسون جسد سماوي لا يموت (1 كورنثوس 15: 40-42  ورؤيا 20: 11-15)؛ ويطرحون في ذلك المكان المظلم، أي الجحيم، حيث لا يموت دودهم؛ أي أنهم سوف لا يموتون أبدًا؛ بل يعيشون في عذاب أبدي يكمن في الانفصال الأبدي عن الله، الذي هو مصدر كل حياة وخير وسلام وفرح.  وهذا يسميه الكتاب، الموت الثاني (رؤيا 2: 11  و20: 6).

باسم أدرنلي

10: 17 - 18

الآيات: " 17 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 18 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ."

الاعتراض: أليس هذا إعلانًا واضحًا صارخًا على أن المسيح ليس الله؟

الرد: من جهة قول المسيح "لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ"، المسيح اعترض على إيمان هذا الإنسان، لسببين:

الأول: هو يعتقد أنه من الممكن أن يعمل الإنسان لكي يرث أو يربح الحياة الأبدية، وهذا غير صحيح، فالحياة الأبدية هي عطية للبشر بنعمة الله، وليس بأعمالهم.

ثانيًا: أيضًا يعتقد أنه إذا عمل أي إنسان أعمال صالحة، يصبح صالحًا بأعماله. فبحسب تعاليم الكتاب المقدس، الله هو مصدر الصلاح وليس الإنسان مهما كان تقي. حتى الإنبياء، فهم ليسو بمعصومين؛ لذلك المسيح قال له، إن الله وحده المعصوم (الصالح). لكن هذا لا يعني أن المسيح قال عن نفسه أنه ليس صالح؛ بل عرف أن هذا الشخص لا يقول عنه أنه صالح لأنه يعرف أن الله تجلى فيه؛ بل يقولها لأي إنسان يعتقد أنه صالح.

مثال:  فلو تخيلنا أن ملك معين تنكر ، وجال في المدينة ليحتك بالناس، وجاء إليه شخص وقال له:  "كيفك أيها الملك"؛ سوف يغضب ويقول له:  "لا يوجد ملك إلا فلان (عن نفسه)". سيقول هذا لأنه يعرف أن ذلك الرجل لا يقل له ما قال، لأنه يعرف أنه الملك؛ بل هو معتاد أن يقول تلك العبارة لكل إنسان يريد أن يمدحه.

لذلك نرى في نفس الوقت، أن المسيح قال عن نفسه أنه صالح في موقع آخر، عندما شبه نفسه بالراعي الصالح الذي يموت لأجل خرافه: "11 أنَا هُوَ الراعِي الصَّالِحُ، وَالراعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" يوحنا 10؛ والتي كانت جزء من تصريحات كبيرة أعلنها المسيح للفريسيين، وفهموا منها جيدًا أقواله، بأنه يدعي أنه الله؛ لذلك رفعوا حجارة ليرجموه، وعللوا ذلك بقولهم: " 33  لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا"  يوحنا 10.

باسم أدرنلي

10: 35 - 37

الآيات: "  35  وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا 36  فَسَأَلَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» 37 فَقَالاَ لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ"

مقارنة مع متى 20  " 20 حينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً21  فَقَالَ لَهَا: مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ".

الاعتراض:  في متى تتقدم للمسيح أم ابني زبدي؛ وفي مرقس يتقدم إليه ابني زبدي مباشرةً؛ فأين الصح؟

الردالرد مشابه لتعليق متى 8: 5، عندما تقدم قائد المئة للمسيح، بواسطة الشيوخ. فواضح جدًا من نص متى، أن ابني زبدي تقدما إليه بهذا الطلب. نرى هذا بوضوح من النص؛ حيث قام المسيح بخاطبتهما مباشرة، بعدما طلبت منه أمهم هذا: "22   فَأَجَابَ يَسُوعُ: لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ..". إذًا الذي تقدم إلى المسيح، كان إبني زبدي، متى يوضح لنا كيف تقدما للمسيح – بوساطة أمهما، ربما لكي يحرجاه ليقبل طلبهما.  ومرقس، كما قلنا سابقًا، الذي كتب إنجيله باختصار شديد، لا يُفَصِّل لنا كيف تقدما للمسيح.

باسم ادرنلي

10: 46 - 48

الآيات:  " 46 وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي 47فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي !» 48فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي"

مقارنة مع متى 20 " 29 وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ 30  وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ" 

ومع لوقا 18 " 35  وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 36 فَلَمَّا سَمِعَ الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37 فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ. 38 فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!"

الاعتراض الأول:  في متى ومرقس شفى الأعمى وهو خارج من أريحا؛ أما في لوقا، فشفاه وهو داخل أريحا؛ ما هو الصح؟
الرد:  إن الوحي في متى ومرقس، يتكلم عن حادثتين مختلفتين عن لوقا؛ لوقا يروي لنا ماذا حدث أثناء دخوله لأريحا، وفي متى ومرقس يتكلم عن الشفاء أثناء خروجه من أريحا؛ وذلك لعدة أسباب واضحة من النصوص:

أولا:  لوقا يقول، أنه في دخول المسيح لأريحا، سمع الأعمى "الجمع مجتازًا"؛ أما في خروجه من أريحا، يتكلم الوحي في متى ومرقس عن "جمع كثير" أو "جمع غفير".  وهذا يجعلنا نعرف أن المسيح بعدما شفى الأعمي وهو داخل لأريحا؛ ولقائه مع زكا العشار، وخروجه من أريحا؛ الجمع الذي معه، تحول إلى جميع كثير؛ وهذا أمر طبيعي ومنطقي.

ثانيًا:  إن الأعمى في لوقا، لم يكن يعرف أن يسوع مجتاز، لأنه جاء إلى أريحا فجئةً. لذلك سأل عن سبب تواجد الجموع على مدخل أريحا: " 36  فَلَمَّا سَمِعَ الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ:  مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟"؛ أما في متى، فالأعميين كانا عالمين أن يسوع سيخرج من أريحا، ولم يسألا عن سبب وجود الجمع: "فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا"؛ أيضًا في مرقس: " 47  فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ابْتَدَأَ يَصْرُخُ"؛  فالشفاء في خروجه من أريحا، كان متوقع من الأعميين، بسبب ما سمعاه عن شفاء رفيقهم الأعمى، وما حدث مع زكا.

ثالثًا:  البعض يحتار في القصتين، بسبب تطابق السؤال بين لوقا (وهو داخل)؛ وبين متى ومرقس (وهو خارج): "مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟" لكنه سؤال طبيعي تسأله لشخص يناديك، أو يتوجه إليك. سأله المسيح لإبني زبدي عندما توجها إليه:  "مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟" (مرقس 10: 36)؛ وسأله لتلميذي يوحنا عندما تبعاه: "مَاذَا تَطْلُبَانِ؟"  (يوحنا 1: 38)...إلخ.  فالمسيح يعرف ماذا يريدا، لكن يريد أن يطلبا هذا منه بأنفسهما.

تلخيص للقصة:  في أثناء دخول يسوع إلى أريحا، سأل أحد العميان الناس، عن سبب تواجد الجمع؛ فقالوا له أن يسوع مجتاز، فصرخ وطلب منه الشفاء؛ فشفاه. وعندما كان في أريحا، صار خلاص في بيت زكا، وذاع سيطه في كل أريحا؛ لذلك الجمع الذي معه، تحول إلى جمع كثير.  فسمع الأعميين أن رفيقهم الأعمى شفي، فاختارا أن يقابلاه وهو خارج من أريحا.  وذلك لأنه أذا أرادا أن يقابلانه في المدينة، سيكون ذلك صعب جدًا عليهما، وسيحتاجان إلى رجال أقويان ليساعداهما للوصول إليه.  أما مقابلته وهو خارج من أريحا على الطريق، فتكون أسهل للأعميين.  خاصة إذا اختارا أن يقفان في منطقة من الطريق ضيقة، فتكون لهما فرصة أفضل أن يكونا قريبين من المسيح عندما يجتاز.  وهذا ما فعلاه فعلا، والمسيح شفاهما.

الاعتراض الثاني: في متى قابل المسيح أعميين؛ وفي لوقا ومرقس أعمى واحد؟

الرد:  كما قلنا سابقًا، المسيح عند خروجه من أريحا، قابل أعميين؛ لكن في مرقس، قصد أن يحدد قصة شفاء أعمى محدد؛ لذلك حتى ذكر أسمه وفسر معناه:" كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي". مما لا ينفي وجود أعمى آخر، لكن مرقس حدد ذكر أعمى واحد منهما يسمى بَارْ- تِيمَاوُسُ، ويفسرها بابن (أي "بار"بالآرامية)؛ تيماوس وتعني النجس ("تميه"  بالعبري)أي أن ذلك الأعمى كان معروف في أريحا، ويسمونه ابن النجس؛ فجاء المسيح، وشفاه؛ ليدل على شخصية المسيح الخادم، الذي جاء ليخدم الجميع دون تمييز، وليغير مصير الإنسان، مهما كان خاطي أو محتقر.

باسم أدرنلي

[1] Strong's Hebrew and Greek Dictionaries.

11: 2

الآيات:  "2 وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِفَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ"

مقارنة مع متى 21  " 1 وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2 قَائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَالرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَافَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4 فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5 «قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَهُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ."؛ ومع لوقا 19 " 30 قَائِلاً: اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ،  فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ."

الاعتراض الأول:   الوحي في متى يقول أن المسيح دخل إلى أورشليم على جحش، وكان معه الجحش أتان (أبو الجحش)، بينما في مرقس ولوقا، يذكر أن المسيح دخل فقط على جحش؛ لماذا؟

الرد: إن المسيح دخل على جحش، وكان مع الجحش أتانمرقس ولوقا لم يجدا أهمية لذكر هذا بناءً على موضوع إنجيلهمأما متى، كما قلنا لأنه كتب لليهود، الذي أراد أن يبرهم لهم بحسب النبوات، أن يسوع هو المسيا المنتظر؛ ركز على أن المسيح دخل على جحش، ومعه أتانليبرز نبوئة زكريا 9 " 9 اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَهُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِهُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ." (أنظر أيضًا لتكوين 49: 11).  فمتى الوحيد الذي ذكر تلك النبوة (21: 5)؛ وفعلاً مع ذكرها، نعرف لماذا أبرز وجود الحمار أبو الجحش؛ ليؤكد للقارئ اليهودي أن هذا هو فعلاً المسيح المنتظر.

الاعتراض الثاني:  ألا تعتبر قضية إيجاد أتان وجحش، حلهما، والإتيان بهما للمسيح؛ دون أن يُطلب إذن من صاحبهما، عملية سرقة!؟
الرد:  بحسب ما نستنتجه من الوحي الإلهي، لا يوجد أي سرقة لجحش والأتان، وذلك للأسباب التالية: 
أولا: المسيح لم يقل لهما أسرقاهما!! بل حلاهما، ولا يمكن بناء أتهام وجريمة على الهواء، دون وجود جريمة واضحة!!! 
ثانيًا: النص لا يفصل خلفية وجود الجحش والأتان هناك، لكن يؤكد أن المسيح بطريقة أو بأخرى قد نسق هذا الأمر من قبل. وهذا واضح من النص، لأنه عرف تمامًا أين يجدا الجحس والحمار؛ وعرف أنهما سيكونان مربوطين، دون أن يكون هو هناك ليرى هذا. 
ثالثًا: أيضًا ممكن أن يكون الجحش والأتان قد أنزل للمسيح من السماء بواسطة الملائكة؛ لأن قول الوحي: "لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ"، يستبعد جدًا الاحتمال بأن يكون جحش غير بري ومربوط، لكن في نفس الوقت لم يجلس عليه أحد من الناس من قبل!! فكيف يمكن أن تجتمع هذه الاحتمالات معًا، إلا إذا كان قد أنزل للمسيح من السماء، أو قد نسق المسيح مسبقًا مع أحد الأشخاص على تحضير الجحش والأتان البريين، وتركهما هناك مربوطين؛ وكلا هاذان الاحتمالان ينفي قطعيًا ادعاء الناقد.
رابعًا: أيضًا من جهة قوله: " وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا»." متى 21، فهو يؤكد هذه الفكرة، لأنه يتكلم عن الناس الذين يرون التلاميذين يحلان الجحش والأتان، يتسائلون فقط فيما إذا كان التلاميذ أصحابه أم لا!! هذا يؤكد أنه ليس صاحب للجحش والأتان، بل مجرد تسائل أناس يرون التلميذين يحلان الجحش والأتان. 
بناء على ما سبق، لا يوجد أي أساس أو مصداقية لادعاء المعترض أبدًا.

باسم أدرنلي

11: 11 - 21

الآيات: " 11  فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13 فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاًفَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ14 فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَد. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.  (بعدها طهر المسيح الهيكل)... "20 وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ 21 فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي انْظُرْ التِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ."

مقارنة مع متى 21 " 12 ودَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللَّهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ...17 ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَبَاتَ هُنَاكَ. 18 وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19 فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْفَقَالَ لَهَا:لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَد. فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20 فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟"

الاعتراض الأول:  الوحي في مرقس يقول أن المسيح لعن شجرة التين قبلما طهَّر الهيكل؛ ومتى يقول أن المسيح لعن شجرة التين بعدما طهَّر الهيكل؛ وليس في نفس اليوم كمرقس، بل في اليوم الثاني؛ أليس هذا تناقض واضح؟
الرد:  إن متى ومرقس يذكران أن المسيح ذهب إلى الهيكل مرتين متتاليتين؛ يوم بعد الآخر. ففي مرقس، وعدد 11، يقول أنه دخل أورشليم ومن ثم ذهب لبيت عنيا؛ وفي اليوم الثاني، جاء لأورشليم مرة أخرى ولعن شجرة التين وبعدها طهَّر الهيكل.  أما متى، فيذكر دخول المسيح لأورشليم في اليوم الأول وتطهيره للهيكل؛ وفي العدد 18 يذكر دخوله لأورشليم في اليوم الثاني أيضًا كمرقس؛ لكنه لا يذكر تطهير الهيكل في اليوم الثاني، بل في اليوم الأول فقط.  أي أن أحداث متى التي بين الأعداد 12-17، تكمن في العدد 11 من مرقس. وتطهير الهيكل الذي يذكره مرقس هو ما حدث في اليوم الثاني، الذي لم يذكره متى؛ إذًا المسيح طهر الهيكل على يومين متتاليين.  بكلمات أخرى، مرقس يفصل الزيارة الثانية للهيكل مع لعن شجرة التين في اليوم الثاني؛ حيث هذه الزيارة تكمن في متى بالأعداد (18-19) "َ18  وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ (أي أورشليم) جَاعَ (ولعن شجرة التين)...". أما متى فيذكر تطهير الهيكل في اليوم الأول فقط، ويذكر لعن شجرة التين في اليوم الثاني كمرقس (ولا يذكر تطهير الهيكل في اليوم الثاني).  إن مرقس ذكر وفصَّل تطهير الهيكل في اليوم الثاني، ليبرز لنا أن الشعب لم يتعظ من تطهيره للهيكل في اليوم الأول، بل رجع جميع التجار والصيارفة ليمارسول التجارة فيه كعادتهم. مما جعل المسيح يطهر الهيكل مرة أخرى. لذلك حنق الكهنة والكتبة عليه، وقبضوا عليه وصلبوه؛ بعدها بحوالي خمسة أيام فقط.
الاعتراض الثاني:  لماذا لعن المسيح شجرة التين، ألا يعلم أنه ليس موسم التين؛ فكيف غضب لأنه لم يجد ثمر في الشجرة؟ كما وضح الوحي في مرقس أعلاه: ؟
الرد:  من جهة شجرة التين، بالتأكيد المسيح يعلم أنه ليس موسم التين؛ وهذا ليس سر، فالوحي يؤكد على هذا في مرقس "13... لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ". لكن الموضوع هو أن المسيح أراد من خلال شجرة التين أن يبرز أمرين نبويين:
الأول: إن شجرة التين تعبر عن عمل الإنسان لكي يرضي الله، كما فعلا آدم وحواء بعد السقوط، بأنهما خاطا أوراق تين لكي يغطيا عوراتهما (تكوين 3: 7).  لكن الله رفض عملهما، وقام بإلباسهما أقمصة من جلد (عدد 21). وبجفاف شجرة التين، أعلن المسيح نبويًا أنه لا قبول من الله للإنسان من خلال الناموس، بعدما يقدم المسيح فدائه للبشر.  
ثانيًا: إن التين يرمز أيضًا لشعب إسرائيل (إرميا 24: 1-10). فالمسيح بعدما رأى حالة أورشليم وبكى عليها (لوقا 19: 41)؛ ورأى حالة الشعب في الهيكل؛ أعلن أنه كما أنه من المستحيل أن تحمل شجرة التين التي في موسم الربيع، هكذا لا يمكن أن يأتي شعب إسرائيل بأي ثمر، إلا من خلال قبوله لكفارة المسيح؛ التي كان مزمع أن يقدمها للبشر بعد تلك الحادثة بأقل من أسبوع. لذلك لعن التينة من قبل المسيح؛ أتى كعمل دلالي نبوي على رفض اليهود للمسيح، الذي سيؤول بهم إلى النشفان. أي إلى مزيد من الشتات والألم والضياع. 
كما يصف الحالة الله في سفر هوشع: "16 أَفْرَايِمُ مَضْرُوبٌ. أَصْلُهُمْ قَدْ جَفَّ. لاَ يَصْنَعُونَ ثَمَراً.." هوشع 9. 
وأيضًا يقول النبي إرميا عنهم: "13 [نَزْعاً أَنْزِعُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ عِنَبَ فِي الْجَفْنَةِ وَلاَ تِينَ فِي التِّينَةِ وَالْوَرَقُ ذَبُلَ وَأُعْطِيهِمْ مَا يَزُولُ عَنْهُمْ." إرميا 8.

الاعتراض الثالث:   لماذا متى يقول أن التينة يبست في الحال؛ بينما في مرقس يقول أنها يبست بعدها بيوم؟
الرد:  إن مرقس لا يذكر أن التينة يبست في نفس اللحظة؛  لكن هذا لا ينفي جفافها؛ بل يقول ما قاله مرقس هو أنه في الصباح (وهو اليوم الثالث، وليس الثاني؛ أي يوم لعنها) رأوا أن التينة يبست من الأصول: " 20 وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ". فقوله أنها "يبست من الأصول"، يعني أن التينة يوم لعنها المسيح جفت (في اليوم الثاني كما يقول متى)؛ أما في اليوم الثالث (في الصباح)، فرأوا أنها استمرت في اليبسان، حتى وصل نشفانها للأصول، أي الجذور؛ وكأنها يابسة منذ سنين؛ فلا يوجد أي تناقض بين النصوص.

باسم أدرنلي

11: 22 - 24

الآيات: "  22  فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللَّهِ. 23 لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي لْبَحْرِ وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. 24 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ."

مقارنة مع 2 كورنثوس 12 " 8مِنْ جِهَةِ هَذَا (مرض بولس) تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. 9 فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ.."

الاعتراض:  هل الإيمان هو الشرط الوحيد لاستجابة الصلاة!! فلماذا لم يستجب الله لصلاة بولس، كما في الآية الثانية؟

الردإن عبارة "فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ"، لا تعني أن الله سيعطينا كل ما نطلبه منه مهما كان؛ فإذا طلبت منه أن يقتل فلان، أو يخرب بيته، كما يصلي ذوي ديانات أخرى، سوف لا يسمع لصلاتنا. لأنه قال أيضًا: "14 وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا" 1 يوحنا 5. فإن الآيات الواردة، تركز على أهمية الإيمان في الصلاة، عندما نطلب من الله أي طلبة؛ لكنها لا تدعي أن الإيمان هو الشرط الوحيد لاستجابة الله؛ الله يستجيب لنا، إذا طلبنا بإيمان طلبات بحسب مشيئته. فلم تكن إرادة الله لشفاء بولس، وذلك لكي لا يفتخر بسبب عظمة الإعلانات التي أراه اياها الله؛ فلا يوجد أي تناقض بين الآيتين؛ نعم بولس طلب بإيمان، لكن لم تكن إرادة الله أن يشفيه؛ لذلك لم يشفي جسده، لكن شدد روحه ونفسه وشجعه؛ وفسر له لماذا لم يشفيه، كما تبين آية  2 كورنثوس.

باسم أدرنلي

12: 25

الآيات:  " 25 لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ."

مقارنة مع لوقا 24 (المسيح بعد القيامة) " 39 اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي"

ومع عبرانيين 1 "(عن الملائكة)14 أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ."

الاعتراض: كيف سنصبح مثل ملائكة الله في القيامة، لكن عندنا أجساد سماوية؟ وبحسب عبرانيين، الملائكة هي أرواح؛ أي ليس لها أجساد؟
الرد: إن جميع اللغات السامية، تعتمد على التشبيه كأحد الأعمدة الأساسية في الوصف اللغوي.  وفي أي تشبيه، يوجد مُشبَّه، مُشبَّه به، ووجه الشبه. لقد شبهنا المسيح البشر بالملائكة؛ وكان وجه الشبه واضح؛ وهو أنه في القيامة سوف لا يكون هناك تزاوج وتكاثر كالأرض. فبحسب قواعد البلاغة والتشبيه، لا يحق لنا أن نسقط على التشبيه، ما لم يعطه القائل في أوجه الشبه. فعندما نشبه شخص بالقوة كالأسد؛ لا يحق لنا أن نسقط على التشبيه أنه مفترس كالأسد أيضًا؛ فهذا لم يلزم وجه الشبه الذي طرحه القائل في التشبيه. أيضًا قول المسيح "متى قاموا لاَ يُزوجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ"، يشمل عدم وجود أي علاقة جنسية في السماء، بخلاف ما تظن بعض الديانات. لأن الله لم يؤسس متعة العلاقة الجنسية للذة الإنسان بدايةً، أو ليسيء الإنسان استخدامها ويجعلها هدف للذته، بدلا أن تكون وسيلة للتكاثر، كما أسسها الله قبل سقوط آدم. وبما أنه لا يوجد تزاوج وتكاثر نسلي في السماء، إذا لا يوجد علاقة جنسية بين الرجال والنساء في الملكوت. طبعًا هذا ليس قمعًا للذة الإنسان، لكن عملية إسترجاع الإنسان للتغيير الذي سيحدث على ملذاته، بعدما يلبس الجسد السماوي الكامل المخلوق بالبر وقداسة الحق: " 9 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ:  مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" 1 كورنثوس 2.

باسم أدرنلي

12: 29

الآيات:  "29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ."
أيضًا أعمال 2 "39 لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا
الاعتراض:  كما نرى بوضوح من آية مرقس 12، المسيح يتكلم عن الله كإلهه، فيقول "الرب إلهنا"!! وهو يستخدم نفس الصيغة التي يستخدمها بطرس مثلا في عظته للناس في أعمال 2 "الرب إلهنا"؛ فكيف تدعون عنه الألوهية؟
الرد:  إن آية مرقس 12، ليس لها علاقة بالمسيح! بل هو ببساطة يستشهد بالآية قائلا " إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ .."؛ ويستشهد بها كما وردت في توراة موسى: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4)! فليس لقوله هذا أي علاقة بحقيقة من هو المسيح؛ بل هو مرتبط بالآية كما وردت في توراة موسى!!!
تفسير موسع:
حتى لو قال المسيح أن الله الآب إلهه، فهذه ليست مشكلة أبدًا؛ لأن الوحي يعلم أن أقنوم الله الابن الذي تجلى في شخص المسيح الإنسان (يسمى أيضًا أقنوم الكلمة؛ يوحنا 1: 1 و14)، أخضع نفسه كإنسان بشري، وعاش تحت جميع القوانين البشرية مثلنا.  فمن جهة قوله "الرب إلهنا" (مرقس 12: 29)؛ أو قوله "إلهي وإلهكم" (يوحنا 20: 17)؛ أو تصريحات كثيرة مثل: "لست أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا"  (يوحنا 5: 30)؛ وحوالي 12 آية مشابهة في إنجيل يوحنا؛ الكتاب يوضح بأن المسيح وهو على الأرض، كان إنسان مئة بالمئة مثلنا، لكن بلا خطية.  وأنه أخلى نفسه من سلطانه الإلهي، وأخضع نفسه لجميع قوانين البشر (فيلبي 2: 7)؛ فكان يجب أن يصلي إلى الله الآب لكي تنجح خدمته كباقي الأنبياء؛ وعمل معجزاته بسلطان ومشيئة الله الآب. لذلك يؤكد الوحي أن الآب الحال في المسيح، هو الذي كان يعمل المعجزات (يوحنا 14: 10).  ويؤكد الوحي أيضًا أن الله الابن الذي تجلى في يسوع المسيح الإنسان، لم يستخدم أبدًا سلطانه الإلهي في حياة يسوع الخاصة؛ بل فيها عاش يسوع كإنسان مثل باقي الأنبياء معتمد على سلطان الله الآب.  طبعًا عيشه كإنسان يعيش تحت سلطان الله الآب، لا ينفي إعلاناته المستمرة عن حقيقة لاهوته؛ أي لاهوت الله الابن (صرح قوليًا فقط، لكنه لم يستخدم سلطانه الإلهي لحياته الخاصة كما قلنا).  وهذه التصريحات كثيرة جدًا؛ وهي حوالي 280  آية من الأناجيل فقط؛ مثلاً عندما يصرح أنه معطي الحياة (يوحنا 10: 28)؛ وأن له حياة في ذاته، أي أن حياته غير مستمدة من الله الآب كباقي البشر (يوحنا 5: 26))؛ أو أنه يستحق نفس الإكرام كالآب تمامًا (يوحنا 5: 23)؛ أو مجد المسيح الابن قائم في ذات الله الآب من قبل خلق العالم، كما قال: "والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ" (يوحنا 5: 17)؛ أو تأكيده بأن الآب قد أعطى كل الدينونة والحساب للإبن (يوحنا 5: 22)...إلخ.  إذًا المسيح كإنسان، كان عابد لله الآب؛ لكنه هو أقنوم الكلمة الأزلي الموجود في ذات الله المثلث الأقانيم منذ الأزل، الذي تجلى في شخص يسوع المسيح البشري؛ فهذا لا يتعارض مع ذاك.
جدير بالذكر أيضًا أمرين:
أولا: كما قلنا، أن أقنوم الله الابن الذي تجلى في شخص يسوع المسيح الإنسان، لم يستخدم سلطانه الإلهي في حياة المسيح البشرية الخاصة، بل عاش يسوع المسيح كإنسان معتمد على الله الآب كباقي البشر والأنبياء. لكن هذا لا يعني أن لاهوت الله الابن قد فارق المسيح الإنسان في فترة حياته بالجسد.  فالاهوت بقي ملازم للمسيح الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته بالجسد؛ لكنه أخلى ذاته من ذلك السلطان في حياته الخاصة، فلم يستخدمه في حياة المسيح الإنسان الخاصة.
ثانيًا: عندما يعلم الكتاب أن أقنوم الابن أخلى نفسه من سلطانه الإلهي في حياة يسوع المسيح الإنسان في فترة حياته على الأرض قبل القيامة (فيلبي 2: 7)؛ هذا لا يعني أنه أخلى نفسه من دوره الكوني كأقنوم الله الابن. ودور أقنوم الله الابن هو الإعلان عن الذات الإلهية (مثل أقنوم الجسد في الإنسان، هو الذي يعبر عن أقنومي النفس والروح، وهو أيضًا الذي ينفذ تعليمات النفس والروح)، كما يقول: "18 اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" يوحنا 1. وأيضًا دور أقنوم الله الابن هو الذراع التنفيذي للذات الإلهية: "3 الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ..." عبرانيين 1. ونرى ممارسة الدور الكوني لأقنوم الابن أيضًُا في الأناجيل بدون توقف.  لكن كما قلنا، ممارسة الدور الكوني لأقنوم الله الابن، كان خارج دائرة إخلائه لذاته في حياة يسوع المسيح البشرية الخاصة.  أمثلة عليها، هو أعطاء المسيح سلطانًا لتلاميذه، أن يشفوا مرضى يطهروا برصًا وحتى ليقيموا موتى (متى 10: 8). أيضًا منحه ذات مرة للمفلوج غفرانًا لخطاياه ... إلخ (متى 6: 9  ومرقس 2: 10  ولوقا 5: 24)؛ ففي الحالتين، استخدم المسيح سلطان الله الابن، خارج عن نطاق إخلائه لذاته، أو خارج عن نطاق حياته البشرية الخاصة؛ أي أدى دوره الكوني كأقنوم الله الابن المستمر منذ الأزل وإلى الأبد.

باسم ادرنلي

13: 32

الآيات: " 32  وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ."

الاعتراض الأول:  إذا كانت ساعة مجيء المسيح الثاني غير معروفة للمسيح نفسه، أليس هذا دليل على أن المسيح هو ليس الله، حيث يبين أنه أقل من الله الآب بمعرفته؟

الرد: للرد على هذا الاعتراض المنطقي والشرعي نقول:
ما الذي قصده المسيح من قوله في مرقس 13: 32؟
من جهة قول المسيح أنه لا يعلم ساعة رجوعه، كما يقول المعترض، فهذا غير صحيح إطلاقًا. فالكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه، ولا يجوز أخذ آية دون توسيع الدائرة للبحث في نفس الموضوع من باقي الآيات. وتفسير قول المسيح ببساطة، أنه أراد أن يقول للتلاميذ أن الآب لا يريد أن يعلن لهم موعد رجوع الابن؛ وحتى الابن كإنسان، بكل قداسته وكماله، لن يكن الآب سيعلن له هذا أيضًا. طبعًا هذا كلام رمزي، ولا يعني أنه لا يعرف فعلا موعد مجيئه! بل أراد المسيح أن يصرف نظرهم تمامًا عن الانشغال بموعد مجيئه، ويركزوا على أن يكونوا مستعدين دائمًا لمجيئه. لذلك نقول:

(1) النظر لسياق الآية نفسها!
فلو أخذنا فقط الآية التي اقتبسها المعترض في مرقس 13، والتي بعدها فقط:
32 وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ 33 اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ" مرقس 13.
لنلاحظ آية 33، المسيح يستخدم ضمائر المُخاطَب دون أن يشمل ذاته معهم: "أنظروا اسهروا وصلوا، لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت."
فنرى هنا المسيح يتكلم وهو على الأرض؛ فلماذا لم يقل "لنسهر ولنصلي" (ألم يكن أيضًا هو يصلي؟). 
أيضًا بعدها نلاحظ إن المسيح لم يقل: "لأننا لا نعلم متى يكون الوقت"؛ بل قال هذا عن المؤمنين فقط: "لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت". أي إن عدم معرفة ساعة مجيئه تخص فقط الإنسان، وليس المسيح ذاته، الابن!

(2) المسيح، وهو على الأرض، كان كلي العلم أيضًا:
هناك آيات كثيرة تؤكد أن المسيح بالجسد، كان كلي العلم:
"64 .. يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ" يوحنا 6.  
ففي هذه الآية نرى، نرى تعقيب الله شخصيًا (الراوي) على الأحداث بكل وضوح؛ أن المسيح، كأقنوم الابن، كلي العلم كالله: 
(1) ماضيًا "من البدء"؛ (2) حاضرًا "مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ"؛ (3) ومُستقبلاً "وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ"!! 
أي لديه معرفة لكل ما سيفعله البشر، قبل خلقهم من الأزل وإلى الأبد!!
أيضًا قول الوحي عن المسيح: "3 الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ." كولوسي 2.
لاحظ في الآية كلمة جميع، "جميع.. الحكمة والعلم"؛ والتي بها يعلن أن فيه الحكمة والمعرفة المطلقة. وهذا يؤكد هنا أن أقنوم الله الابن، الذي تجلى في المسيح، له معرفة نفس ذات الله الواحد نفسه، الذي لا إله غيره. 
أيضًا تأكيد رسول المسيح بطرس على كمال معرفة المسيح: "يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ" يوحنا 21: 17.

(3) التفسير المباشر لآية مرقس 13: 32
وبقصد وضعنا هذه النقطة بعد الأولى والثانية، لكي نؤكد للقارئ أننا لا نفسر آية بمعزل عن باقي وحي كتابنا المتناغم، المتكامل، القائم على ذاته، الذي يفسر نفسه بنفسه. 
فالآيات السابقة واضح فيها أن المسيح، كأقنوم الكلمة، الابن، هو كلي العلم؛ ولا فصل بينه وبين ذات الآب. لذلك يُستَثنَى من المعنى أنه هو أيضًا لا يعلم ساعة مجيئه، كما ادعى الناقد. وتفسير قول المسيح ببساطة، أنه أراد أن يقول للتلاميذ أن الآب لا يريد أن يعلن لهم موعد رجوع الابن؛ وحتى الابن كإنسان، بكل قداسته وكماله، لن يكن الآب سيعلن له هذا أيضًا. طبعًا هذا لا يعني أنه لا يعرف فعلا موعد مجيئه، بل أراد المسيح أن يصرف نظرهم تمامًا عن الانشغال بموعد مجيئه، ويركزوا على أن يكونوا مستعدين دائمًا لمجيئه. كما قال في مكان آخر:
"36 اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ»" لوقا 21.
وليصرف نظرهم عن الأزمنة والأوقات، كما قال لهم في مكان ثاني: "7.. لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ" أعمال 1.
مثل مدير مؤسسة، ذات يوم يعطي أوامر للجهاز الأمني؛ وبعدها، ليؤكد مدى صرامة الأمر، يقول لهم: "حتى لو أنا بنفسي جئت إليكم وقلت لكم كلام آخر، لا تستمعوا لي"! فهو لا يقصد هذا بشكل حرفي، بل ليؤكد على مدى صرامة الأمر، والتأكيد على أنه لا يوجد أي أدنى استثناءات فيه.
وهذا متناغم مع أسلوب المسيح المعروف بالتمثيل المتطرف. نرى هذا من عدة نماذج: 
"مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ" (متى 19: 24)؛ "يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ" (متى 23: 24)؛ القذى والخشبة (متى 7: 3)؛ نعنع، شبث، كمون، مقابل الحق، الرحمة، الإيمان (متى 23: 23)...إلخ. كذلك عندما قال لهم في آية مرقس 13: 32 "وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ"، ليبرز مدى صرامة كتم الآب لهذا الأمر. ولا يعني المسيح أنه هو نفسه لا يعلم الساعة فعلا!

للتوسع في دراسة الآية، بإمكانك الاطلاع على مقالة للدكتور القس حنا كتناشو

الاعتراض الثاني: الله يقول عن نفسه أنه ليس إنسانًا وليس ابن إنسان: "19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ" العدد 23.
وقال الله أنه لا يتغير أبدًا: "6 أَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا" ملاخي 3.
ويعلم الله كل الأزمنة والأوقات من البدء للنهاية: "10 مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي" أشعياء 46
أما المسيح، فقال عن نفسه أنه إنسان: "أَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ" يوحنا 8: 40.
وقال عن نفسه أنه ابن إنسان 82 مرة! وقال إنه لا يعلم اليوم والساعة لعودته وانتهاء العالم، أي أنه ليس كلي العلم كالله!! "32 وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ" مرقس 13.
ومن هذه الصفات الجوهرية لله، والتي تتضارب كليًا مع طبيعة المسيح؛ نستنتج أن المسيح مستحيل أن يكون هو الله؛ فما رأيكم؟
الرد: بالإضافة للرد أعلاه الذي يظهر أن تفسير المعترض خاطئ كليًا للآية: "تِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ". وأن المسيح فعلا كلي العلم، ويعلم كل شيء، الماضي، الحاضر والمستقبل؛ وفيه تكمن كل كنوز المعرفة والفهم. لكن المعترض أيضًا أساء فهم جميع الآيات التي استشهد بها عن الله. لذلك نقول:
أولا: من جهة آية "لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ"، فقد أخرجها المعترض من سياقها كليًا. هي لا تقول أن الله لا يقدر أن يتجلى في بشر، بل أن الله ليس مثل البشر يكذب، ويغير أحكامه؛ أي ينسخها. ولو فهم المعترض الآية، لترك الإسلام ورفض القرآن، حيث يروع العكس تمامًا عن الله! ينزل آيات، ومن ثم ينسخها ويبدل أحكامه!!
ثانيًا: المسيح نعم قال عن نفسه أنه إنسان، لكن هذا لا يعني أنه لم يتجسد به الله!! عندما الملك محمد السادس ملك المغرب مثلا، يقول عن نفسه أنا رئيس أركان جيش المغرب؛ هذا لا يعني أنه ليس الملك، أو أن هذا يناقد هويته كملك! فهو الاثنين معًا. فقوله المسيح أنه إنسان، لا ينافي لاهوته أبدًا، بأدلة قاطعة كثيرة.
ثالثًا: المسيح أيضًا ينسب له وحي العهد الجديد صفة عدم التغيير كالله:
"8 يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" العبرانيين 13.
نرى من الآية السابقة حقيقة ساعقة؛ الوحي يعلن ثبات الرب يسوع المسيح وعدم تغييره: في الماضي، في الحاضر وإلى الأبد!!
إذا كل اعتراضات المعترض غير صحيحة:
* نعم الله تجلى في جسد بشرية المسيح؛ لكن هذا لا يعني الله أصبح إنسان أو هو إنسان! فالله روح.
* والمسيح أيضًا هو الله وهو إنسان أيضًا، لا تضارب بين إنسانيته ولاهوته.
* المسيح أيضًا كلي العلم، وثابت لا يتغير من البدء إلى الأبد.

باسم أدرنلي

14: 1 - 3

الآيات:  " 1 وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ 2 وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي الْعِيدِ لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ». 3 وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ"

مقارنة مع يوحنا 12 " 1 ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 2 فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. 3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ"

الاعتراض الأول:  هل كسرت مريم قارورة الطيب، قبل الفصح بيومين، كما في مرقس؛ أم قبل الفصح بستة أيام، كما في يوحنا؟

الرد:  إن النص في يوحنا لا يقول أن مريم كسرت قارورة الطيب قبل عيد الفصح بستة أيام؛ بل تقول أن المسيح كان يعلم أن اليهود أرادوا أم يمسكوه، في آخر عدد من الأصحاح الذي قبله "57 وَكَانَ أَيْضاً رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا أَمْراً أَنَّهُ إِنْ عَرَفَ أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ فَلْيَدُلَّ عَلَيْهِ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ."؛ فذهب يسوع إلى بيت عنيا، لأنه كان يعرف وقت ساعة صلبه جيدًا، ويعلم أنها لم تات بعد (راجع يوحنا 7: 30  و8: 20  و13: 1). وفيما هو هناك، أي قبل الفصح بيومين، كما يقول مرقس، كسرت مريم قارورة الطيب هناك. إذا لا تعارض بين البشيرين؛ مرقس حدد متى كسرت مريم قارورة الطيب؛ لكن يوحنا لم يحدد. لكنه فقط يقول أنه قبل عيد الفصح بستة أيام، ذهب إلى بيت عنيا.

الاعتراض الثاني:  هل حدث هذا في بيت سمعان الأبرص، كما في مرقس؛ أم في بيت لعازر، كما في يوحنا؟

الرد: إن النص في يوحنا لا يقل أن مريم كسرت قارورة الطيب في بيت لعازر؛ بل بالعكس، يؤكد على أنه ليس في بيت لعازر؛ حيث يقول: "أَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ"؛ من هذه العبارة نتأكد على أنه لم يكن في بيت لعازر؛ فلو كان، سيقول الكتاب أنه كان في بيت لعازر؛ وسوف لا يقل أنه أحد المتكئين معه. حيث أنه في الشرق، معروف أنك عندما تزور بيت كرجل، يجب أن يكون صاحب البيت الرجل هناك، ولا داعي لذكر وجوده. لكن واضح من النص أيضًا، أنه على الأرجع سمعان الأبرص، وهو فريسي (لوقا 7: 36)؛ كان كما يبدو ذات قرابة من لعازر؛ لأن مرثا أخته كانت تخدمهم هناك.

الاعتراض الثالث:  هل سكبت مريم قارورة الطيب على رأس يسوع، كما في مرقس؛ أم على قدمية، كما في يوحنا؟

الرد:  إن يوحنا لم يقل أن مريم سكبت قارورة الطيب على قدمية؛ بل قال أنها "َدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا"؛ فلم يقل أنها سكبت الطيب على رجليه. فمعروف أن الطيب والدهن يوضح على الرأس؛ فسكبت مريم الطيب على رأس المسيح، ومن يداها الممتلئين بالطيب، ابتدأت تدهن بهما قدميه وتسمحهما بشعرها.

الاعتراض الرابع:  كيف يكون أن الرؤساء، اتفقوا أن يمسكوا المسيح ويقتلوه ليس في العيد؛ لكن نرى أن اعتقال المسيح وقتله وصلبه كان في العيد، ومن المعلوم أن اليهود لا يجيزوا فعل شيء حتى فعل الخير في السبت والاعياد، كما صرحت الاناجيل؛ أليس هذا تناقض كبير؟

الرد:  إنهم لم يقرروا عدم قتله في العيد، لكن "تشاوروا" (كما في متى 26: 4-5)؛ أي أن هذا كان اقتراحًا فقط. فمن جهة، نرى من خلال الأناجيل أن القبض عليه كان قبل العيد في الليل. أما من جهة أخرى فنرى تناقض كلامهم، فهذه ليست المرة الأولى التي يفضح الكتاب ريائهم وتخبطهم؛ فعندما وضع خائنه يهوذا الفضة في الهيكل، قالو لا يجوز، هذا ثم دم (متى 27: 6)؛ أما الدم نفسه فيجوز!!! أو عندما أتو بالهيرودسيين ليجربوا المسيح، والتجربة كانت هل يجوز أن تُدفع جزية لقيصر؛ حتى إذا قال "أدفعوا"، كانوا سيتهمونه بالخيانة ضد الوطن والدعوة إلى تأييد سلطات الاحتلال الروماني (متى 22: 17)؛ أما وقت الصليب، فأعلنوا بكل تبجح ورياء: "ليس لنا ملك إلا قيصر" (يوحنا 19: 3)؛ ولم يحسبوا هذا عمالة لسلطات الاحتلال. فهكذا الأشرار دائمًا يكونون، كل أفعالهم متخبطة متضاربة؛ كما يصفهم الوحي المقدس تمامًا، ويقول: " 4 لَيْسَ كَذَلِكَ الأَشْرَارُ لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ." مزمور 1.

باسم أدرنلي

14: 12

الآيات: " 12  وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟»"

مقارنة مع يوحنا 13 "1  أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى. 2 فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ"

الاعتراض:  إن مرقس يقول أن المسيح في أول أيام الفطير (ايضًا متى 26: 17)، أي أول أيام الفصح، صنع العشاء الأخير؛ أما في يوحنا يقول أنه قبل عيد الفصح، صنع العشاء الأخير مع التلاميذ؛ هناك تناقض بينهما ؟

الرد: إن التوراة تعلم أنه: "5  فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ (قبل حلول الغروب) فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً." لاويين 23. إن عيد الفصح يبدأ في اليوم الخامس عشر، والذي فيه يكون محفل مقدس؛ وأما في اليوم الذي قبله، اليوم الرابع عشر، يقوم الكهنة بتقديم ذبيحة الفصح. أما عامة الشعب، تعلم تقاليد اليهود أنه في فجر اليوم الرابع عشر، أي حوالي 12 ساعة قبل غروب اليوم الرابع عشر (والذي به يبدأ عيد الفصح باليوم الـ 15)؛ يجب عليهم تنقية جميع المأكولات التي تحتوي على الخميرة، ويسمى بيوم الخمير (يوم ها خومتس). ومن ناحية عملية، يبدأ الناس بتناول الفطير منذ ذلك اليوم، لأنه منذ فجر ذلك اليوم يتخلصون من أي خبز فيه خمير (المشناه؛ صحيفة الفصح، الفصل الأول). لذلك مرقس ومتى لم يتناقضا مع يوحنا؛ حيث قالا أنه في أول يوم الفطير، ويعني يوم الـ 14 من الشهر؛ أما يوحنا فيقول "قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ" وهذا صحيح، يوم الـ 14 من شهر نيسان العبري، هو اليوم الذي قبل عيد الفصح، وفيه يبدأون بتناول الفطير. ويوضح هذه الحقيقة الوحي من خلال لوقا، حيث يقول: "7وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ." أي اليوم الـ 14، بحسب الآية من لاويين 23: 5، الله يأمر أنه قبل انتهاء اليوم الرابع عشر، تذبح ذبيحة الفصح. بكلمات أخرى، يثبت حقيقة أن المسيح اجتمع مع التلاميذ يوم الـ 14، وهو بداية يوم الفطير، وبضعة ساعات قبل دخول عيد الفصح في الخامس عشر من نيسان  (الذي يبدأ بغروب اليوم الرابع عشر من نيسان).

باسم أدرنلي

14: 13

الآيات:  " 13 فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اتْبَعَاهُ."

مقارنة مع متى 26 "17 وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 18 فَقَالَ: «ﭐذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19 فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ."

أيضًا لوقا 22 " 7 وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ. 8 فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «ﭐذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ»."

الاعتراض: يوجد تناقض بين الثلاثة، متى يقول أن التلاميذ أعدوا وجبة الفصح؛ ولوقا ومرقس يقول أنه فقط إثنين منهم أعداها؟
الرد: لا يوجد أي تناقض إطلاقًا بين البشيرين؛ متى يقول التلاميذ أعدوا للفصح دون أن يفصل من منهم أعد؛ ولوقا يفصل لنا من الضبط أعده؛ ومرقس يفصل أنه فقط إثنين منهم أعداه، لا يذكر من. فعندما يُعِد ولدان العشاء، من عائلة مكونة من سبعة أولاد؛ ممكن أن يروي الأبوين الحدث ويقولان: "لقد أعد لنا الأولاد اليوم العشاء" وممكن أن يقولان بتفصيل أكثر: "لقد أعد لنا اليوم فلان وفلان، من أولادنا العشاء" أو "قد أعد أثنان من أبنائها العشاء اليوم". لا يوجد أي تناقض بين الروايات. لقد قصد الوحي أن يركز، من خلال متى، على قضية تناول المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه، "أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي"؛ لأنها كتبت لليهود، حيث كان هذا إجراء معروفة لديهم لتبرز شخصية المسيح كرابي (كمعلم)؛ فأبرز الوحي أن هذه الوجبة أيضًا ستكون بمثابة احتفال معروف عند المعليمن؛ إحتفال تخرج (بالعبري: تيكيس سيوم)؛ لأنهاء فترة تعليمهم وتدريبهم معه.

باسم أدرنلي

14: 30

الآيات:  " 30  فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ."

مقارنة مع لوقا 22 " 34  فَقَالَ:  أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي... 39 وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ."

ومع متى 26 " 34 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 35 قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ. 36 حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي"

ومع يوحنا 13 " 38 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثلاَثَ مَرَّاتٍ»"

الاعتراض الأول:  في متى26   ويوحنا 13 ولوقا  22، الوحي يقول أنه قبل أن يصيح الديك، سينكره بطرس ثلاث مرات؛ وفي مرقس؛ يقول قبل أن يصيح الديك مرتينفما الصح؟

الرد:  إن الأناجيل غير متناقدة في هذه؛ فمتى، لوقا ويوحنا، لم يحددوا كم مرة سيصيح الديك؛ فلو قالوا مثلا؛ "قبل أن يصيح الديك مرة واحدة فقط، ستنكرني ثلاث مرات"؛ عندها سيكون هناك تناقد.  أما كون متى، لوقا ويوحنا، لم يحددوا، من المقبول أن نقول أن الديك صاح مرتين، قبل أن ينكر بطرس المسيح ثلاث مرات.  فعندما أقول لشخص:  "قبل أن تغرب الشمس بنصف ساعة، سأتصل بك"؛  فممكن أن ينقل الخبر نفسه تمامًا كما قلته؛ وممكن أن يقول:  "قال لي فلان، قبل غروب الشمس سيتصل بي"؛  فكون الأول فصل، والثاني لم يفصل، هذا لا يعني أنه يوجد تناقد بين الروايتين.

الاعتراض الثاني:   جائنا من المعترض أن لوقا ويوحنا نقلا إعلام المسيح لبطرس أنه سينكره، أثناء العشاء؛ لكننا نجد اختلافاً في مرقس ومتّى، هو أن الإعلام بالإنكار، جاء بعد العشاء وبعد مغادرة الغرفة وفي الخارج بالطريق؛ أليس هذا تناقض واضح؟

الرد:   إن الأربعة بشراء يتفقون تماًمًا في طرح الأحداث؛ إن المسيح حذر بطرس من أنه سينكره في أواخر العشاء؛ بعدها سبحوا وانطلقوا إلى جبل الزيتون.  فالآيات في متى ومرقس لا تقولان إطلاقًا أنه أخبر بطرس بأنه سينكره بعد العشاء.  إن متى ومرقس كثيرًا ما يوردا وحيهما كجزئيات، فيها يقدمون قصة مقصرة، وبعدها يقدمان تفصيلاً عن جزئية من القصة التي سبقت.  فلا يستخدمان تسلسلاً زمنيًا بين الخطوط الأساسية من طرحهما، بل تسلسلاً موضوعيًا وفقهيًا. لذلك في معظم كتاباتهما يستخدمان أداة الربط "و" باليونانية "كاي" (ليس ثم كما هي مترجمة)؛ التي لا تتكلم عن تسلسل زمني.  مثلاً يقول في متى 27 "51  وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ (بعدما مات المسيح وهو على الصليب) 52  وَﭐلْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53  وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. 54  وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ»." وهو يروي ماذا حدث على الصليب، ذكر أن الكثير من أجساد القديسين خرجوا من القبور وظهروا لكثيرين، بعد قيامة المسيح (أي بعد اليوم الثالث من صلبه)؛ وبعدها يرجع ليفصل جزئية حدثت على الصليب؛ ويتكلم عن ردة فعل قائد المئة.  لذلك عندما ذكر متى ومرقس عبارة " 30 ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ"، وبعدها تكلم عن الإنكار؛ يعود الوحي بعدها ليفصل ماذا قال المسيح لبطرس؛ وبعدها يفصل أنه بعدما إعلام بطرس بالإنكار، أين في جبل الزيتون جائوا؟ - إلى  جَثْسَيْمَانِي (عدد 36).  أي أنه لا يوجد أي تناقض بين البشراء في توقيت إعلام يسوع بأن بطرس سينكره؛ قال هذا في أواخر العشاء، قبل أن ينطلقوا إلى ضيعة جثسيماني، الموجودة على سفح جبل الزيتون.

باسم أدرنلي

14: 32

الآيات: "32  وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ»."

مقارنة مع  لوقا 22  "39 وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ."

الاعتراض: يوجد تعارض بين مرقس ولوقا، مرقس يقول أن المسحي في الليلة الأخيرة ذهب لضيعة جتسماني، ولوقا يقول جبل الزيتون؟

الرد:  يبدو أن المعترض ليست له أي معلومات عن جغرافية القدس!! إن ضيعة جثسيماني هي على سفح جبل الزيتون؛ وهي ضيعة كانت معروفة كمعصرة للزيت. تمامًا مثل بلدة الطور اليوم، موجود على جبل الزيتون، فممكن أن يقول لك شخص أنه يسكن في الطور، أو يسكن في جبل الزيتون؛ فلا تعارض بين الاثنين إطلاقًا. لوقا لم يحدد أين في جبل الزيتون، ومرقس حدد الضيعة بالضبط. للأسف الكثير من النقاض، ينقلون نقضهم دون أن يقرأون النصوص جيدًا؛ فمتى ذكر جبل الزيتون وفصل أين في جبل الزيتون؛ وذكر ضيعة جثسيماني معًا:  "30  ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ .... 36  حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي" (متى 26).

باسم أدرنلي

14: 44

الآيات:  " 44  وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ وَامْضُوا بِهِ بِحِرْصٍ."

مقارنة مع متى 26  "48  وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». 49 فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ."

ومع لوقا 22 " 47 وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا - أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ - يَتَقَدَّمُهُمْ فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟"

ومع يوحنا 18 " 2  وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تلاَمِيذِهِ. 3  فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. 4  فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟»

الاعتراض:  نرى من إنجيل يوحنا، أن يهوذا كان دليلاً على الموضع الذي فيه المسيح؛ أما متى، مرقس ولوقا، فيقولوا أن يهوذا كان دليلاً على شخص المسيح؛ وجعل بينه وبين الجند علامة وهي تقبيله للمسيح ليعرفوه؛ فنرى أن يوحنا خالفهم الرأي، فذكر أن المسيح عرض نفسه دون علامة من يهوذا ودون تقبيل؛ أليست النصوص متناقضة؟
الرد:  مرة أخرى، لا يوجد تعارض بين الثلاث بشراء مع يوحنا في هذه القضية. يوحنا يروي ماذا حدث بعدما قبله يهوذا؛ لكن دون أن يذكر أنه قبله؛ وذلك لسببين:

الأول: إن يهوذا كان دليلاً على الموقع؛ حيث كما يبدو من النصوص، كان المسيح معتادًا أن يذهب لمكان معين، وهو ضيعة جثسيماني: " 39 وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًاتَلاَمِيذُهُ" لوقا 22. فلا يوجد تعارض بين دلالة يهوذا على المكان، والشخص معًا.

ثانيًا: إن يوحنا لا يقول أن يهوذا لم يقبله؛ فيوحنا يسرد لنا تفصيل غير موجود في وحي البشراء الأخرين، وهو ماذا حدث بين التقبيل وبين القبض عليه.  فهو يقفز من مجيء الجند وخدام رؤساء الكهنة (عدد 3)؛ إلى خروج المسيح لهم وسؤالهم "من تطلبون" (عدد 4). ولا يذكر أي تفصيل عن ماذا حدث بين مجيء الجند، وبينالقبض على المسيح، كباقي البشراء. لكنه يذكر لنا كيف تم القبض عليهبالتفصيل؛ في الوقت الذي لم يذكر فيه باقي البشراء تفاصيل القبض؛ ويختصرونها بعبارة واحدة، بقولهم: "فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ". إذا لا يوجد تعارض بين يوحنا وباقي البشراء في عملية القبض على المسيح؛ يوحنا فصل عملية القبض ذاتها؛ وباقي البشراء فصلوا عن الكيفية التي دل بها يهوذا عن المسيح، وكيف قبله.

باسم أدرنلي

14: 61 - 63

الآيات: "61  أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ:«أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ 62 فَقَالَ يَسُوعُ:  أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ  63 فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ:  مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟"
متى 26  "63 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ» 65 فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً:«قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ!"
لوقا 22  "69  مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ»  70 فَقَالَ الْجَمِيعُ:«أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ» 71 فَقَالُوا:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ»"
الاعتراض الأول:  عندما أجاب المسيح عن السؤال هل هو المسيح، وقال "أنا هو"؛ هذا يوضح أن المسيح نفسه لم يقل أنا الله!! بل قال أنا هو المسيح!! فلماذا تدعون أنه الله أو حتى ابن الله،  وهو لم يقل هذا عن نفسه؟
الرد:  أولا السؤال كان "أأنت المسيح ابن المبارك" ؟؟  فقال المسيح نعم أنا هو؛ اي نعم لكناية ابن المبارك، أي ابن الله؛ وقال نعم أيضًا على أنه المسيح. لكن قال المسيح أعظم من هذا، حيث أعلن أنه هو من تنبأ عنه دانيال النبي، عندما قال يسوع: " وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ".  ونرا هنا رئيس الكهنة بعد سماع هذه الجملة يشق ثيابه ويقول: "65 ... قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ.." متى 26.  
فما هي الإضافه التي أضافها المسيح فوق موافقة رئيس الكهنة على أنه المسيح ابن الله!!!!؟؟؟؟؟
في الواقع إن جميع الكهنة أمام هذا الإعلان علموا جيدًا النص الذي استشهد به المسيح عن نفسه مسميًا نفسه بابن الإنسان. والوحيد الذي أورده من الأنبياء هو دانيال متنبِّئًا عن موته ولاهوته، حيث قال:
"13 كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ (أي الله)، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ 14  فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ." دانيال 7.  لأجل ذلك شق رئيس الكهنة ثيابه وقال "قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ"!! لأن المسيح في هذه النبوءة ادعى أنه صاحب السلطان الأبدي الذي لا يزول؛ وأنه سيكون من ستتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، وذلك أمام عرش الله.
الاعتراض الثاني:  يوجد تناقض بين روايات الثلاثة من جهة رد المسيح على سؤال رئيس الكهنة، فيما إذا كان هو المسيح ابن الله.  ففي مرقس يرد المسيح بصراحة ويقول "أنا هو"؛ في متى يقول "أنت قلك"؛ أما في لوقا فيقول: " أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ"!! أليس هناك تناقض واضح بينهم؟
الرد:  لقد قمنا بالرد على هذا النوع من الاعتراضات؛ فعنما لا يذكر الراوي القول في إشارات اقتباس ""، يحق له أن يروي ما فهمه عن القول.  فكما يبدو جميعها صحيح، متى ولوقا نقلوا القول الأقرب إلى الحرفي؛ لقد قال المسيح: "أنت قلت" أو "أنتم تقولون". أما مرقس فكما يبدو، نقل القول بشكل تفسيري أو خلاصي؛ أي أن أجابة المسيح كانت بالإيجاب على سؤالهم.  بدليل أن الثلاثة يؤكدون أن جواب المسيح كان "نعم"، لأن الثلاثة ينقلون أن رئيس الكهنة شق ثيابه عندما قال المسيح هذا، مما يؤكد أن رده كان كما أكد مرقس قائلا: "أنا هو".

باسم ادرنلي

14: 66 - 72

الآيات:  " 66 وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 67 فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 68 فَأَنْكَرَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» وَخَرَجَ خَارِجاً إِلَى الدِّهْلِيزِ فَصَاحَ الدِّيكُ. 69 فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضاً وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: «إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ!» 70 فَأَنْكَرَ أَيْضاً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ». 71 فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!» 72 وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى."

مقارنة مع متى 26  "69  أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70 فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71  ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72 فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!»  73  وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74 فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. 75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً."

 

ومع لوقا 22"54 فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. 55 وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَاراً فِي وَسَطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعاً جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. 56 فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِساً عِنْدَ النَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ». 57 فَأَنْكَرَهُ قَائِلاً: «لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا امْرَأَةُ!» 58 وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ وَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَنَا!» 59 وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلاً: «بِالْحَقِّ إِنَّ هَذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً». 60 فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ». وَفِي الْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ الدِّيكُ. 61 فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 62 فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً." 

ومع يوحنا 18" 15 وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16 وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. 17 فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تلاَمِيذِ هَذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا». 18 وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْراً لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ وَكَانُوا يَصْطَلُونَ وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفاً مَعَهُمْ يَصْطَلِي.... 25  وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفاً يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». 26  قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» 27 فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضاً. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ."

الاعتراض الأول: أول كل شيء، كيف يُعقل أن المسيح الذي صلى لبطرس لكي لا يفنى إيمانه، ويشدد أخوته (لوقا 22: 32)؛ وبطرس الذي قال له أعطيك مفاتيح السماء (متى 16: 17)؛ أن ينكر المسيح هكذا، ويسب ويلعن ويحلف أنه لا يعرفه!! (مرقس 14: 71)؛ هل يُعقل أن يُقدَّم ضده رواية كهذه؟

الرد:  كما قلنا سابقًا، الكتاب يعتبر عصمة الأنبياء بدعة وشرك بالله، ويؤكد الوحي مرارًا وتكرارًا أنه وحده المعصوم عن الخطأ.  وقلنا سابقًا أن الكتاب يُظهر على الأقل 17 ضعف عام عند التلاميذ؛ وهذه ليست مشكلة بالنسبة للوحي؛ الذي هدفه أصلاً أن يظهر ضعف البشر، وليس ليُألههم؛ لكي يُظهر طبيعة الله المخلصة، وكيف يتعامل مع ضعفات البشر، ويغيرهم.  ونرى ماذا حدث في حياة بطرس فيما بعد، بعد أن غيره الله، ليصبح قائدًا بحسب قلبه ومشيئته؛ ليعود المجد كل المجد لله وحده لا شريك له، وليس لبطرس أو أي نبي أو قائد آخر.  فإذا أورد الكتاب المقدس الأنبياء معصومون وكاملون، فما هو فضل الله عليهم إذًا؟ وإذا استطاعوا أن يكونوا صالحين دون معونته، فما حاجتهم إليه إذًا؟؟ وفي نفس الوقت، عندما يظهر الكتاب ضعفات البشر ويدينهم فقط؛ هذا لا يمجد الله، فحتى البشر يستطيعون أن يفعلوا هذا. أما إذا أبرز الوحي قدرة الله  لتغيير الإنسان، بعدها يكشف عن ضعف الإنسان؛ فهذا الذي يمجده ويعظمه ويعطيه الفضل في إظهار صلاح النبي. أما من جهة الآيات التي يستعرضها المعترض؛ ففي لوقا 22: 32؛ المسيح صلى لكي لا يفنى إيمان بطرس، وليس لكي لا يخطئ؛ وفعلا استجاب الله لتلك الصلاة. وجعل من بطرس أمينًا على مفاتيح ملكوت الله؛ فكان وصف الوحي دقيقًا وصادقًا، واستطاع الله أن ينجزه أخيرًا لأنه إله عظيم ومجيد. كالذي يريد أن يرمم بيت قديم؛ فإذا أورد فقط حالة البيت جاهزًا بعد الترميم؛ ماذا نتعلم عن مجد الباني أو المرمم؟؟ أما إذا رأينا حالة المبنى الرديئة والخطيرة قبل الترميم؛ ورأيناه بعد الترميم؛ عندها سندرك كم هي قدرة المرمم العظيمة.  الديانات التي تدعي عصمة الأنبياء، هي كأنها تأتي وتفتخر بصورة كاملة للنبي، دون أن تظهر فضل الله بالتدقيق في بنائه وتشكيله؛ وبالتالي لا تعطي مجدًا لله الذي شكله إطلاقًا. أما عندما يظهر لنا الوحي صورة الشخص قبل عمل الله، وإلى أين نقله الله، عندما سيتمجد الله وسيعرف البشر، أن الله هو مصدر الصلاح، ودونه لا يقدر الإنسان أن يتغير.

*  راجع أيضًا الجواب عل سؤال: ماذا يحتوي الكتاب المقدس؟ الموجود في الاعتراض الثاني، من التعليق تحت يوحنا 6: 16-17.

الاعتراض الثاني:  يوجد تناقض بخصوص، أمام مَنْ أنكر بطرس المسيح. ففي متى ومرقس، أنكره بطرس أولا أمام جارية، وثانية جارية، وثالثًا رجال؛ في لوقا، أولا جارية، ثانيًا رجل وثالثًا رجل آخر؛ وفي يوحنا، أولا جارية، ثانيًا العبيد والخدام، وثالثًا عبد رئيس الكهنة؟

الرد:  إن البشراء الأربعة يتفقون على الأول والثالث؛ الأول جارية، والثالث رجل أو رجال. أما الاختلاف فهو على الإنكار الثاني؛ ففي لوقا أمام رجل، وفي متى ومرقس أمام جارية. إن الذي يوضح الصورة جيدًا، حيث كان هناك مع بطرس، هو يوحنا الحبيب. فيقول أن بطرس في المرة الثانية أنكر المسيح أمام "الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ"، وهذا يشمل الجارية، كما ذكر متى ومرقس؛ وأيضًا يشمل ما قاله لوقا؛ حيث أنه حدد أيضًا أن بطرس أنكر المسيح أما عبد، لأنه يقول وسأله "أخر" أي رجل آخر من العبيد. فإنكار بطرس الثاني كان أمام مجموعة من العبيد والخدام، الذي سأله منهم على الأقل رجل وإمرأة. إذًا لا يوجد تناقض بين الأربعة في هذه النقطة أيضًا.

الاعتراض الثالث:  كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار حسب رواية متى ، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل الدار على رواية يوحنا؟

الرد:  إن جميع ما ورد ليس متناقضًا إطلاقًا؛ فساحة الدار، تكون في وسط الدار، وأسفل الدار (ليس على السطح طبعًا)، وداخل الدار.

الاعتراض الرابع:  فعند متى، الجارية قالت له: "وأنت كنت مع يسوع الجليلي"؛ ومرقس مثله، لكنه أبدل لفظ الجليلي بالناصري؛ وعند لوقا، قالت: "وهذا كان معه"؛  أما يوحنا فذكر أنها سألته هكذا: "ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الانسان"!! ونحن نقول طالما تتحدث الأناجيل عن حادثة واحدة، لماذا تختلف نوعية الأسئلة من إنجيل لآخر؟

الرد:  إن الأسئلة ليست متضاربة، وسبق وعقبنا على أمور مشابهه؛ أنه عندما لا ينقل الكاتب العبارة داخل علامات اقتباس " "، يعد اقتباس تفسيري، وفيه يقول الكاتب العبارة كما فهمها؛ وهو غير ملزم لأن ينقلها حرفيًا كما قيلت. فتلك العبارات: "وأنت كنت مع يسوع الجليلي" أو " وهذا كان معه" أو "وأنت كنت مع يسوع الناصري" أو "ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الانسان". فالسؤال مطابق تمامًا، ويقول: "ألست أنت من تلاميذ يسوع" بكافة تفاسيرها وتقويلاتها؛ ولا يوجد أي تناقض بينها.

الاعتراض الخامس:  في جواب بطرس للجارية التي سألته أولاً فحسب رواية متى انه قال: "لست أدري ما تقولين" ولوقا قال: "لست أعرفه يا امرأة"؛ ويوحنا أتى بلفظ لا النافية فقط؟

الرد:  مرة أخرى، هذه أخبار ليست متخالفة؛ فيبدو أن المعترص يفترض أن بطرس قال جملة واحدة فقط؛ لكن في الواقع عندما يريد أن شخص أن يقنع أحد بكلامه، لا يقول جملة واحدة فقط؛ بل عدة جمل معًا. فربما قال بطرس جميع الجمل المذكروة؛  فبما أنه لا يقول أي أحد من البشراء، أن بطرس قال جملة واحدة فقط، وهي كذا وكذا؛ لا نقدر أن نعتبر الجمل الواردة متناقضة إطلاقًا؛ لأنها لا تناقض بل تكمل أحدها الآخر.

الاعتراض السادس:  في جوابه للسؤال عند الانكار الثالث، فرواية متى ومرقس تقول أنه أنكر مع القسم واللعن قائلاً: "إني لست أعرف الرجل"؛ ورواية لوقا: "يا إنسان لست أعرف ما تقول"، وفي إنجيل يوحنا انه قال: "لست أنا"؛ أليست هذه أجوبة متضاربة؟

الرد:  مرة أخرى نعود ونؤكد على ردنا على الاعتراض الخامس؛ عندما يريد شخص أن يقنع بكلامه شخص آخر، عادة لا يقول جملة واحدة فقط. إقرأ ردي السابق.

الاعتراض السابع:  من رواية مرقس أن الرجال القيام وقت السؤال كانوا خارج الدار ويفهم من رواية لوقا أنهم كانوا في وسط الدار، لماذا؟

الرد:  لست أعرف من أين أتى المعترض بتلك المعلومات!! فمرقس يقول أنه كان "في الدار أسفل"؛ ولوقا يقول أنه كان في وسط دار رئيس الكهنة؛ اين التناقض. أنظر ردنا على الاعتراض الثالث.

باسم أدرنلي

15: 2 - 5

الآيات:  " 2 فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَ: «أَنْتَ تَقُولُ». 3  وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4 فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!» 5 فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ"

مقارنة مع يوحنا 18 "33 ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» 35 أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». 37 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِ. 38 قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هَذَا خَرَجَ أَيْضاً إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً."

الاعتراض:  في هذه الحادثة نجد مرقس (وأيضًا متى)، يؤكد أن كل ما قاله المسيح لبيلاطس هو: "أنت تقول"؛  ويصرح بأن بيلاطس حاول بعد ذلك أن يتحدث مع المسيح أو يناقشه فلم يجبه المسيح ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً.  وهذا ما يذكره أيضًا مرقس؛ أما يوحنا فقد أورد حديثاً طويلاً يرد به المسيح على الوالي ويناقشه ، ويتحدث فيه عن مملكته؛ أليست هاتان قصتان مختلفتان تمامًا؟

الرد:  إن جميع ما أورده مرقس لا يناقض يوحنا إطلاقًا؛ فيوحنا يقدم تفصيلاً أكثر عن الحوار الذي دار بين المسيح وبيلاطس.  مرقس يختصر أخر الحوار بآية 2 فقط؛ وقول المسيح "أنت تقول"؛ الموجودة في يوحنا 37 عندما سأله بيلاطس "أفأنت ملك"؛ فأجباه يسوع وقال "أنت تقول..".  أي أن الأعداد 33-36 من يوحنا، هي حوار ما قبل العدد 2 من مرقس.  فبعض المعترضين يفهمون من عبارة: فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ" التي في مرقس 5؛ أنها تتناقض مع الحوار الذي دار بين يسوع وبيلاطس في يوحنا 18. لكن إذا انتبهنا للعدد 3 من مرقس، فنجد أنه ينقل المشهد من نهاية حوار التعارف الذي دار بين المسيح وبيلاطس، إلى شكاية اليهود ضده (عدد 3)؛ وبعدها ينقل الحوار الثاني المختص بشكايتهم، الذي لا ينقله يوحنا؛ فيبدي فيه بيلاطس تعجبًا بأن المسيح كأنه راضٍ على شكاياتهم (مرقس 5)؛ وبالتالي راضٍ على حكم الموت، دون أن يدافع عن نفسه.  فجميع ما ينقله يوحنا إلى منتصف عدد 38، هو موجود فقط في عدد 2 من مرقس.  فلا يوجد أي تناقض بين البشيرين، لكن هما مكملان أحدهم للآخر، يوحنا نقل حوار التعارف بين بيلاطس والمسيح، ومرقس ينقل آخره في العدد 2؛ الموازي للعدد 37 من يوحنا.  ومرقس ينقل ردة فعل المسيح على شكاية اليهود ضده بالصمت؛ ويوحنا لا يوردها.

باسم أدرنلي

15: 16 - 18

الآيات:  " 16 فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ. 17 وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ 18 وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 19 وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ"

مقارنة مع متى 27  " 27 فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28 فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29 وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30 وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ."

ومع لوقا 23 " 11 فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ."

الاعتراض الأول:  في متى ومرقس، الذين استهزأوا بالمسيح وألبسوه اللباس كانوا جند بيلاطس لا هيرودس؛ لكن يُعلم من كلام لوقا خلاف ذلك، فإن هيرودس هو الذي ألبسه ثياباً لامعة؛ أليس هذا تناقض واضح؟

الرد:  إن جميع ما ورد صحيح؛ المسيح أولاً مثل أمام بيلاطس؛ وعندما عرف أنه جليلي، حوله لهيرودس؛ لأنه هو المسؤول عن منطقة الجليل: "7 وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ" لوقا 23.  لكن كما في آية لوقا أعلاه، هيرودس عاد وأرجع المسيح إلى بيلاطس؛ وبعدها، عندما حكموا عليه، هزئوا منه؛ وألبسوه ثيابًا ملكيًا. إذًا لا تناقض بين الآيات أعلاه.

الاعتراض الثاني:  إن متى يقول أن عسكر الولي بيلاطس ألبسوا المسيح رداءً قرمزيًا (أي عِنابي غامق)؛ أما مرقس يقول أنهم ألبسوا المسيح أرجوانًا (أي بنفسجي غامق)؛ أليس اللونين مختلفين عن بعضهما البعض؟

الرد:  أنه لمعروف عند رداء الملوك القدماء، كانوا يستخدمون اللونين؛ الأرجواني والقرمزي. فممكن أن يكون الرداء مزيج ما بين القرمزي والأرجواني؛ أي أن الثوب فيه اللونين؛ وليس لون واحد فقط؛ فلا تناقض بين الروايتين إطلاقًا؛ وخاصة أن اللونين قريبين جدًا من بعضهم البعض.

الاعتراض الثالث:   في متى يقول عروه ثم ألبسوه؛ أما في مرقس، فألبسوه دون أن يعروه؟؟

الرد:  إن مرقس لم يذكر أنهم عروه، لكن هذا غير متناقد؛ فعندما يقول أنهم ألبسوه فوق ثيابه، عندما يكون هناك تناقد. فعندما تلبس ملابسك، وأمك تريد أن تروي ماذا حدث؛ فتقول أمك مثلاً أنك أزلت ملابسك، وبعدها لبست ملابس أخرى؛ أو ربما تقول والدتك أنك لبست فقط؛ لكن هذا لا يعني أنك لم تتعرى أولاً. إذا لا تناقد بين الروايتين.

الاعتراض الرابع:   في متى يقول أنهم جثوا له مستهزئين، ثم بصقوا عليه؛ أما مرقس فناقضه، جاعلا البصق أولاً ثم السجود له؟؟

الرد:  في هذه أيضًا لا يوجد تناقض؛ فمتى ومرقس معًا استخدما أداة العطف "و" باليونانية "كاي"؛ فلم يضعا أي ترتيب زمني لما فعلوا؛ وأيضًا استخدما الفعل الماضي المستمر؛ اي أنه يفهم من الفقرة أن مجموعة من الجنود كانت تضربة تبصق عليه، وتسجد له، وبنفس الوقت. فلا تناقض إطلاقًا بين الروايتين.

باسم أدرنلي

15: 21

الآيات:  " 21 فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ."

مقارنة مع متى 27 " 32 وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً اسْمُهُ سِمْعَانُ فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ."

ومع لوقا 23 "25 فَأَطْلَقَ لَهُمُ الَّذِي طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْلٍ الَّذِي طَلَبُوهُ وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ. 26وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ رَجُلاً قَيْرَوَانِيّاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ"

ومع يوحنا 19 "16 فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ، فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. 17 فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»"

الاعتراض:  إن متى ومرقس ولوقا، يقولوا أنهم سخروا سمعان القيراوني ليحمل صليب المسيح؛ أما يوحنا فيقول أن المسيح خرج وهو حامل صليبه إلى الجلجثة؛ ألا تناقض رواية يوحنا الثلث أناجيل الأخرى بشكل واضح ؟

الرد:  إن تسخير سمعان القيرواني ليحمل صليب المسيح، لا يعني إطلاقًا أن المسيح لم يحمل صليبه بنفسه.  بل كل إنسان محكوم عليه بِحُكم الصلب على زمن الرومان، كان مُلزم أن يحمل صليبه بنفسه. لكن كان الرومان في ذلك الوقت أحيانًا، يسخرون رجل احتياط لكي يساعد المحكوم عليه، بحمل صليبه. وذلك لأن المحكوم عليه بالصلب، بسبب عذابه وضعف جسده، يقصد في حمل صليبه أحيانًا؛ والجنود لا يحبون أن يتسبب هذا في حدوث أي تأخير في عمليه الصلب؛ لأنها ممكن أن تكون مرتبطة بالشغب في وسط الشعب (راجع متى 27: 24).  لكن كان الرجل المسخر، يحمل الصليب مثلاً خمس دقائق عن المحكوم عليه؛ ثم يعود المحكوم عليه ويحمل صليبه مرة أخرى.  فبكل بساطة تسخير سمعان القيرواني، لا يعني أنه هو الذي حمل صليب المسيح؛ فمؤكد أنه ساعده بعض الشيء، لكن كان يجب على المحكوم أن يحمل صليبه بنفسه.  لذلك يؤكد يوحنا أن المسيح حمل صليبه إلى الموضع الذي يقال له الجلجثة؛ وهذا صحيح مئة بالمئة؛ لكن في نفس الوقت قد سخروا سمعان القيرواني، لكي يساعده عندما كان يقصر، إلى حين أن يرجع ويحمل يسوع صليبه من جديد؛ فلا تناقض بين الروايات. جدير بالذكر أيضًا، أن إنجيل يوحنا يُسمى يوحنا اللاهوتي؛ حيث أن وحيه يصور لاهوت الأحداث التي حدثت، وليس الأحداث نفسها كهدف. فأراد أن يصور لنا أن المسيح بحمله صليبه للجلجثة، حمل عار خطيتنا عنا؛ لذلك يجب أن نكون مستعدين أن نحتمل العار والظلم والاضطهاد لأجل اسمه وإنجيله؛ كما يقول الوحي أيضًا: "12 لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ 13 فَلْنَخْرُجْ إِذًا إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ" عبرانيين 13.

باسم أدرنلي

15: 21-24

الآيات:  "21 فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ 22 وَجَاءُوا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ «جُلْجُثَةَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ «جُمْجُمَةٍ» 23 وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 24 وَلَمَّا صَلَبُوهُ ..."

الاعتراض: إن الباحثين يؤكدون على أن مرقس هو من أوائل الأناجيل التي كتبت؛ وهو يؤكد أن المصلوب هو سمعان القيرواني، وليس المسيح!! فالهاء في كلمة "صلبوه" في العدد 24، تعود لسمعان وليس للمسيح؛ بعدها ابتدع متى، لوقا ويوحنا، فكرة صلب المسيح.

الرد: للرد على هذا الادعاء السخيف، سنقدم البراهين فقط من بشارة مرقس، التي تبرهن بشكل قاطع، أن المسيح مات وبعث من الموت. لعل النقاد يدركون مدى شمولية الوحي الإلهي؛ وهي كما يلي:
أولا: تأكيد يسوع على صلبه وبعثه من الموت في مرقس، 4 مرات مرات قبل موته!!!
"31 وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ." مرقس 8.
وعندما قبح الكلام في أعين بطرس، وبخه المسيح وانتهر الشيطان الذي أوحى له بفكرة رفض الصلب!! أي أن رفض موت المسيح، هي فكرة شيطانية، بحسب رأي المسيح:
"(بعد قول الآية أعلاه) 32 وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. 33 فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»" مرقس 8.
وفي مرقس 9، عاد وأكد على هذه الحقيقة مرة أخرى لتلاميذه:
"31 لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ»"
وأيضًا في مرقس 10:
"34 فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ".
"27 وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ 28 وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ»" مرقس 14.
في هذه الآية نرى أن المسيح يؤكد على موته وبعثه من الموت في صورة أخرى، باستخدام عبارة، "أضرب الراعي"، لموته، وكلمة "قيامي" طبعًا لقيامته أو بعثه من الموت!!

ثانيًا: التأكيد من مرقس بأن دم يسوع سيسفك، أي يموت، لأجل البشر:
"24 وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ" مرقس 14.

ثالثًا: التأكيد على أن الذي قبض عليه وصلب، هو المسيح وليس آخر:
لقد أكد تسليمه للخطاة، في الليلة الأخيرة:
"41 ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُوَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ." مرقس 14. لغة عربية بسيطة، "يسلم لأيدي الخطاة"!! يعني يسلم هو ذاته، وليس شبيه به!!
عندما سأله الكهنة، هل أنت المسيح وهل أنت ابن الله، أجاب نعم:
"61... فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62 فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ» 63 فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟" مرقس 14.
"20 وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ" مرقس 15.
فنرى أيضًا أنه في ساعة موته، حل كسوفًا للشمس على الأرض، وعندما أسلم الروح، انشق حجاب الهيكل، فأدرك الحاضرين أن علامات إلهية سماوية معجزية، حدثت في هذه الساعة:
"33 وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ..... 37 فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 38 وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. 39 وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!»" مرقس 15.

رابعًا: التأكيد على صلبه وبعثه من الموت، بعد قيامته:
وذلك أولا من قول الملاك للنساء:
"6  فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ." مرقس 16.
هل هناك أوضع من هذا الدليل؟؟ فلملاك يحدد في الآية للنساء: من الذي صلب؟ الجواب: يسوع الناصري. ويؤكد ماذا حدث له بعد الصلب؟ الجواب: فهو ليس موجود في القبر، لأنه قد قام !!!
وأيضًا تأكيد هذا من يسوع نفسه، بعد بعثه من الموت:
"14 أَخِيرًا ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ (وليس قد استبدل!!)" مرقس 16.
باسم ادرنلي

15: 24 - 25

الآيات: "24 وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟ 25 وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ."

مقارنة مع يوحنا 19 " 14 وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ». 15 فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ». 16 فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. "

الاعتراض: إن مرقس يقول أن المسيح صلب الساعة الثالثة؛ أما يوحنا يقول أن بيلاطس أسلمه ليصلب الساعة السادسة، أي بعد بثلاث ساعات من صلبه!! أليس هذا تناقض صارخ؟

الرد: إن مرقس يستخدم التوقيت العبري، ويوحنا يستخدم التوقيت الروماني. فالساعات في التوقيت العبري، تبدأ من شروق الشمس؛ أي حوالي السادسة صباحًا. فالساعة بين 6-7 صباحًا، تدعى الساعة الواحدة؛ 7-8 الساعة الثانية؛ 8-9؛ الساعة الثالثة، التي تكلم عنها مرقس. أما يوحنا الذي استخدم التوقيت الروماني، الذي فيه يبدأ العد من منتصف الليل؛ فتكون الساعة السادسة مثل توقيتنا اليوم تقريبًا، حوالي 6 صباحًا. أي أن بيلاطس أسلمه لهم ليصلب الساعة السادسة صباحًا؛ وإلى أن أخذوه، وحمَّلوه الصليب وعذبوه، ووصلوا به إلى الجلجثة، أخذهم بضع ساعات. فوصلوا إلى الجلجثة نحو الساعة الثالثة صباحًا (أي 9 صباحًا بحسب التوقيت الروماني، وهو مشابه لوقتنا اليوم). وفي الساعة الثالثة بحسب التوقيت اليهودي (أي 9 صباحًأ)، بدأت إجراءات الصلب؛ حيث أن مرقس لا يقول أنه كان معلق على الصليب الساعة الثالثة؛ بل ربما أخذهم من ساعة لساعتين ليعلقوه على الصليب. جدير بالذكر أيضًا أن اليوم العبري يبدأ من غروب اليوم السابق؛ فيوم الجمعة، يبدأ من غروب يوم الخميس إلى غروب يوم الجمعة..إلخ. أما اليوم الروماني فيبدأ من منتصف الليل؛ حوالي الساعة 12 ليلاً، مثل اليوم القانوني في كل العالم اليوم.

باسم أدرنلي

15: 26

الآيات:  "26 وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوباً «مَلِكُ الْيَهُودِ" 

مقارنة مع  لوقا23  " 36 وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُود"37 وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ."   ويوحنا 19  " 19 وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِوَكَانَ مَكْتُوباً: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ"

الاعتراض: بالنسبة للعنوان الذي كتب فوق رأس المسيح، لماذا كل واحد من الأناجيل، يقول شيء مختلف؟

الرد:  إن وجود قراءة غير متطابقة، لا يعني أنه يوجد أختلاف، وذلك لسببين:

الأول:  كما يقول الوحي في لوقا: "وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُود"؛ فممكن أن يكون العنوان مختلف بعض الشيء، من لغة إلى أخرى؛ من اللغات الثلاثةفممكن أن يحمل العنوان في اللاتيني، وهي لغة الدولة الرسمية، عبارة  "يسوع الناصري" لأسباب تنظيمية في الجيش، ليعرفوا الجثة لمن، وأين تدفنولم تكن تلك العبارة مكتوبة في اللغات الأخرى مثلا.

الثاني: ممكن أن يكون كل بشير قد نقل جزء من النص المكتوب، وهو: "هذا هو يسوع الناصري، ملك اليهود"؛ وكل بشير نقل الجزء الهام منه، والذي كان متمحورًا حول عبارة "ملك اليهود".

باسم أدرنلي

15: 36

الآيات:  " 36 فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلأَ إِسْفِنْجَةً خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ قَائِلاً: «ﭐتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ!»"

مقارنة مع متى 27 " 48 وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلَأَهَا خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. 49 وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ»."

الاعتراض:  كيف نرى في مرقس، أن نفس الشخص الذي أعطاه الخل، قال: "اتركوا لنر هل يأتي إيليا لينزله"؛ أما في متى، فأشخاص آخرين قالوها؟

الرد:  مرة أخرى وكما عقبنا على ردود سابقة، إن الإضافة على الخبر، هي ليست تناقض معه. فالكتاب لم يقل أن الذي أعطاه الإسفنجة ظل صامتًا مثلا؛ بل لم يقل شيء آخر عنه، وهذا لا يعني أنه لم يقل شيء؛ أو لم يردد أقوال الناس حوله. أما أناس آخرين فقالوا: "لنز هل يأتي إيليا يخلصه"؛ ويبدو أن الذي أعطى المسيح الاسفنجة، شدد على تلك الفكرة هو أيضًا، وقال مثلهم؛ لكن البشير متى لم يذكر هذا؛ لكن ليس هناك تناقض إطلاقًا بين الروايتين.

باسم أدرنلي

15: 39

الآيات:  " 39  وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ"

مقارنة مع متى 27  " 54 وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ." 

ومع لوقا 23  " 47  فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً"

الاعتراض:  لماذا ينقل كل من متى، مرقس ولوقا، عبارات متضاربة؟

الردلا إن العبارات المنقولة هي ليست متضاربة؛ فالذي يعتبرها متضاربة، يفترض أن قائد المئة قال جملة واحدة فقط لا غير، ويفترض أن العبارات متناقضة، وليست متكاملة.  لكن عندما يندهش أي إنسان عادة يتكلم ويتكلم ولا يسكت؛ فبالتأكيد لم يقل جملة واحدة فقط كما يفترض المعترضون؛ بل قال على الأقل جملتين: "أن المسيح هو حقًا ابن الله"  و "بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا".  فضلا عن أن أصول الاقتباس، تنص على أنه عندما لا يضع الكاتب القول في ضمن إشارات اقتباس ""، هو غير ملزن بأن ينقله حرفيًا.

باسم أدرنلي

15: 43 - 47

الآيات:  "43  جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ مُشِيرٌ شَرِيفٌ وَكَانَ هُوَ أَيْضاً مُنْتَظِراً مَلَكُوتَ اللَّهِ فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. 44  فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعاً. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» 45  وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. 46  فَاشْتَرَى كَتَّاناً فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتاً فِي صَخْرَةٍ وَدَحْرَجَ حَجَراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. 47  وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ."

مقارنة مع أعمال 13 " 27  لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هَذَا. وَأَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ الَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ تَمَّمُوهَا إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. 28 وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ. 29  وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ."

الاعتراض: بحسب أية أعمال 13، الذين دفنوه هم الذين قتلوه؛ وهذا خطأ فادح؛ فبحسب لوقا 23، لقد دفنه رجل صالح اسمه يوسف؛ أليس هذا تضارب في القصص؟

الرد:  إن هذا الاعتراض غير صحيح، فآية أعمال 13  تتكلم بشكل عام عن ماذا حدث؛ ولا تفصل من الذي حكم وقتل ودفن، المسيح؛ بل تقول بشكل عام: "السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءهُمْ" وهي عبارة تشمل حتى تلاميذ المسيح.  فالهدف من سياق النص، هو ليس إبراز من قتله أو دفنه؛ بل تأكيد أن كل ما حدث، قد تمم نبوات الأنبياء الذين سبقوا وكتبوا ماذا سيحدث للمسيح، في مجيئه الأول والثاني.  مثل أشعياء 53، حيث قال: "8 مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9  وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ."  فلم يقصد الوحي في أعمال 13، أن يبرز من الذي دفن المسيح؛ بل حقيقة أن الله صادق في نبواته التي تنبأ بها عن المسيح، قبل مجيئه بأكثر من 800 عام.

لكن من الناحية الأخرى، إن الذي أورده الوحي في مرقس 15،  وهو متطابق مع متى 27: 57-61   و لوقا 23: 50-53  ويوحنا 19: 38-42،  يُظهر أن يوسف طلب من بيلاطس أن يعطيه جسد المسيح؛ وقام بدفنه، هو ونيقوديموس مع مريم المجدلية ومريم أم يوسي (مرقس 15: 47). لكن من القصة نرى جانب آخر وهو أن جميع هذا قد تم كما يبدو بمصاحبة الجنود الرومان، وذلك لعدة أسباب واضحة. منها مثلا يبرز الوحي أن جسد يسوع كان تحت سلطة الحكومة الرومانية؛ لذلك تقدم يوسف بالطلب من بيلاطس، إعطائه جسد المسيح. وهذا لا يعني أن الجنود، بعدما أعطوا جسد المسيح ليوسف، اختفوا في وقت الدفن.  بل بالعكس، وجود أربعة أشخاص فقط وقت الدفن، يبرهن أن الدفن كان محاط بقوات رومانية وربما بعض مراقبين من  قادة اليهود؛ لذلك لا زال باقي التلاميذ خائفين من حضور الدفن.  وإلا، فأبسط العادات الشرقية توجب على الأحباء والتلاميذ (وعددهم حوالي 120 بحسب أعمال 1: 15)؛ أن يحضروا دفن الشخص العزيز عليهم.  لذلك كما يبدو أيضًا، كانت عملية الدفن محاطة بالقوات الرومانية وممثلين من قادة اليهود؛ لذلك يجب أن نعتبر أيضًا أنهم كانوا شركاء في الدفن. ووضع الكهنة حراس منهم على قبر المسيح في الغداة، للتأكد من عدم سرقة جسد المسيح (متى 27: 62-66).

باسم أدرنلي

16: 1

الآيات:  "1 وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ"

مقارنة مع لوقا 23" 55  وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ. 56  فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطاً وَأَطْيَاباً. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ."

الاعتراض:  إن مرقس يقول أن النساء اشترين الحنوط بعد انتهاء يوم السبت؛ أما لوقا، فيقول أن النساء اشترين الحنوط قبل السبت؛ أليس هذا تناقض؟

الرد:  لا لا يوجد أي تناقض بين الروايتين؛ فكان هناك نساء كثيرات مذكورات في إنجيل لوقا، أردن أن يأتين بحنوطٍ إلى القبر ليدهنَّ جسد المسيح بها. فمنهن: مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب، وسالومه، ويونَّا، ونساء أخريات. فلوقا يقول أن عدد من النساء هيئن حنوط قبل السبت، ولم يحدد من.  ومرقس يقول أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة؛ أشترين الحنوط بعد انتهاء السبت. فلا تناقض بين الروايتين؛ حيث أن لوقا لم يسمى أيًا من أولئك النسوة الثلاثة، بأنهن هيأن أطيابًا قبل السبت؛ فلوقا قد سمى مثلاً مريم المجدلية ومريم إم يعقوب (لوقا 24: 10)؛ فلماذا لم يسمي اسمهن هنا ممن هيأوا الحنوط قبل حلول السبت؟؟ وهذا يبرهن أنه كان يتكلم عن ما سماه لوقا في نفس العدد "وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ"؛ أي أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة؛ هيأوا حنوطًا بعد مضي السبت؛ والباقيات معهن، هيأن الحنوط قبل السبت؛ فلا تناقض بين الروايتين أبدًا.

باسم أدرنلي

16: 2 - 11

الآيات: "1 وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2 وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» 4  فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً. 5 وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ فَانْدَهَشْنَ. 6 فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7 لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». 8 فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. 9 وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10 فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11 فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا."

مقارنة مع متى 28: 1-10  ولوقا 24: 1-13  ويوحنا 20: 1-18.

تلخيص أحداث قبل وبعد طلوع شمس يوم الأحد لقيامة المسيح:
قبل مجيء أي من النساء، نزل ملاك الرب ودحرج الحجر عن القبر أمام الحراس الذين أقامهم الكهنة لحراسة القبر؛ وقام المسيح من الأموات. بعدها أتت مريم المجدلية لتنظر القبر باكرًا والظلام لا يزال قائم؛ فرأت الحجر مرفوعًا، فركضت وأخبرت بطرس ويوحنا ولم تقابل أي من الملائكة بعد.  بعدها ذهب بطرس ويوحنا إلى القبر، فوجدا الحجر مدحرجًا والقبر فارغًا؛  بعدها ذهب التلميذان إلى بيتهما. وكانت لا زالت مريم المجدلية واقفة عند القبر، فقابلت أحد الملائكة، وبعدها قابل المسيح مريم، وقال لها أنه سيصعد للآب.  بعدها أخبرت مريم المجدلية باقي النساء؛ فذهبت مريم المجدلية مع مريم أم يعقوب وسالومه وبعض النساء مرة أخرى للقبر، وكانت قد طلعت الشمس؛ وكانت باقي النساء يتسائلن سرًا بينهن من سيدحرج لهم الحجر، إذ لم تخبرهنَّ مريم المجدلية أن الحجر قد دُحرج وأنها تقابلت مع الرب.  بعدها رأو القبر فارغًا، وفيه ملاكين، تكلم أحد الملائكة مع مريم المجدلية ومريم أم يعقوب؛ وطلب منهنَّ أن يخبرن التلاميذ أن المسيح سيسبقهم إلى الجليل؛ فأخبرت مريم المجدلية ومريم إم يعقوب باقي التلاميذ بهذا. وفيما كنَّ النساء ذاهبات لتخبرن باقي التلاميذ بما حدث، إذ قوم من حراس قبر المسيح، أتوا لرؤساء الكهنة وأخبروهم بدحرجة الحجر، وقيامة يسوع من الأموات.
 
الاعتراض الأول:  ألا يوجد هناك تضارب حول من كان عند القبر من النساء؟
الرد:  من جهة من الذي ذهب إلى القبر من النساء:
في متى، الذي ذهب إلى القبر:  "مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى"
في مرقس: "مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ"
في لوقا:   "مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ"؛
أما يوحنا: "أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي".  فيروي زيارة مريم المجدلية للقبر، قبل مجيء النساء للقبر بعدها.
فجميع ما ذكر ليس متضارب، متى يتكلم عن مريم ومريم الأخرى؛ مرقس يحدد من هي مريم الأخرى؛ ويقول مريم أم يعقوب، ويذكر أيضًا سالومة.  لوقا ذكر مريم المجدلية ومريم أم يعقوب، ويوَنًا ونساء أخريات؛ فالتقرير الجزئي، لا يناقد التقرير المفصل أبدًا.  أما يوحنا، فيركز على وجود مريم المجدلية، قبل مجيء باقي النساء؛ أي يذكر حدث آخر كليًا، وهو ما الذي حدث مع مريم المجدلية قبل مجيء باقي النساء الذي يذكره الوحي في باقي الأناجيل.  فزيارة مريم المجدلية للقبر لوحدها أولاً، هي ليس من نسيج الخيال، بل هذا ما يؤكده الوحي في مرقس بوضوح؛ أن مريم المجدلية كانت أول من جاء للقبر والظلام لا يزال باقٍ، بعدها دعت الباقين وجاءت مع باقي النساء إذ طلعت الشمس:
" 9 وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10 فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ." مرقس 16.
فالبشير يوحنا يركز على لقاء مريم المجدلية مع المسيح، لكي يظهر نعمة الله المغيرة لتلك الإنسانة الضائعة التي أخرج المسيح منها سبعة شياطين؛ وتغييرها إلى المرأة المحبوبة المباركة، التي أظهر المسيح نفسه لها، قبل أن يظهر لتلاميذه. فالتقرير الجزئي ليس خطأ، ولا يناقض التقرير المفصل.
الاعتراض الثاني:  لماذا يقول الوحي في متى ومرقس، أنه نزل ملاك واحد؛ وفي لوقا ويوحنا، كان هناك ملاكين؟
الرد:  متى ومرقس يقولان أنه كان هناك ملاك عند القبر؛ لوقا ويوحنا يقولان ملاكين؛ لكن مرة أخرى، لم يقل البشيرين متى ومرقس: "ملاك واحد" أو "ملاك واحد فقط"، بل "ملاك" "شابًا"؛ مما لا يعطي أي تناقض مع لوقا ويوحنا؛ فقولهم  "ملاك"، لا ينفي وجود ملاك آخر أو حتى أكثر من ملاكين.  فعندما تدخل غرفة فيها عشرة أشخاص، وتقول:  "وكان هناك رجل متقدم في العمر"؛ هذا لا يعني أنه كان هناك الرجل وحده؛ إلا إذا قلت، وكان هناك رجل واحد فقط؛ عندها سينفي وجود غيره؛ وهذا لم يقله متى ومرقس.
الاعتراض الثالث:  لماذا متى وحده ذكر قضية الزلزلة، وهروب الجنود؟
الرد:  من الواضح أن الوحي من خلال متى، ركز على قول المسيح بأنه سوف لا تعطى آية لهذا الشعب، إلا آية يونان النبي؛ فكان الوحيد الذي ذكرها! وذكرها مرتين (متى  12: 39  و 16: 4).  فأراد الوحي أن يبرز أن المسيح قد حقق وعده لهم؛ بأنه أراهم بعثه من الموت بالقيامة، كما أعاد الله إحياء يونان من جوف الحوت والهاوية.  فكان الفريسيين، من خلال الجنود، أول من اطلع على القيامة (راجع متى 28: 1-4  و11-15 ؛ أيضًا راجع الرد على الاعتراض الرابع، من التعليق الذي تحت متى 12: 39-40).
الاعتراض الرابع: متى يذكر أن الملاك أتى ودحرج الحجر في وجود النسوة "1... جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. 2 وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3 وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4  فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5 فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ.."؛ لكن باقي البشراء يذكرون أن الحجر كان مدحرج عندما أتت النساء!!  أليس هذا تضارب واضح؟؟
الرد: إن رواية متى، لا تقول أن الملاك قد دحرج الحجر في وجود النسوة أبدًا؛ بل ببساطة، بوحي الله، يروي متى ما حدث قبل مجيء النساء، ووصف منظر الملاك "3 وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ".  وهذا أسلوب متى، فهو أحيانًا في وحيه، يتجاوز التسلسل الزمني، ويذكر أحداث حدثت قبل وبعد الحدث.  وأوضح مثال على هذا هو ذكره قيامة القديسين بعد قيامة المسيح، بينما كان المسيح لا يزال مُعلق على الصليب!! "50 فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ 51 وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، 52 وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53 وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ." متى 27. فيذكر أحداث حدثت بعد قيامة المسيح، والمسيح بعده مُعلق على الصليب!! لكن جدير بالذكر أيضًا، أن متى يحدد توقيت تبليغ الحراس لرؤساء الكهنة عن الملاك والزلزال، أنه كان في نفس توقيت ذهاب النسوة لإخبار التلاميذ بما حدث. وهذا منطقي جدًا، لأنه لا بد للحراس وقادتهم العسكريين، من انتظار طلوع الفجر، لكي يخبروا رؤساء الكهنة بما حدث. فيكون أن الملاك قد دحرج الحجر قبل مجيء النساء؛ والحراس أخبروا الرؤساء، في نفس وقت ذهاب النساء لإخبار التلاميذ: "11 وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ" متى 28.
الاعتراض الخامس:  إن متى يذكر أن المريمات جئن لتنظرن القبر؛ أما لوقا يقول أنهن جئن لكي يدهَنَّ جسد المسيح بالحنوط؛ فأيٌّ من الروايتين صحيحة؟
الرد:  أحيانًا يبدو أن الكثير من المعترضين لا يفكرون أبدًا!!! عندما أقول أني ذهبت لزيارة مريض؛ وأقول أني ذهبت لكي أحضر لذات المريض ملابس؛ ألا ينفع أن أكون فعلت الاثنين معًا؟؟ النساء جئن لينظرن القبر (أي ليبحثن عن القبر)، لكي يدهنَّ جسد المسيح بالحنوط؛ لا يوجد أي تناقض بينهما.
الاعتراض السادس:  من جهة زمن مجيء النسوة إلى القبر؛ متى يقول عند الفجر؛ ومرقس يقول أنهن أتين بعد طلوع الشمس؛ وبحسب يوحنا كان الظلام باقٍ؛ فأيُّ بشير ممكن أن نصدق؟
الرد:  لكي نرد على هذا الاعتراض يجب أن نعتبر بعض الأمور الهامة؛ وهي كما يلي:
أولا:  الكثير من النقاد، خاصة المسلمين منهم، يفترضون أن الفجر المذكور في العهد الجديد، هو مثل فجر المسلمين؛ وهو يبعد عن الشروق حوالي ساعة وعشرين دقيقة. إن هذا الافتراض خاطئ؛ ففجر اليهود هو ببساطة فترة قبيل شروق الشمس؛ أي الفترة الانتقالية التي تنقل الأرض فيها من الظلمة إلى النور؛ وهي لا تتعدى العشرين دقيقة.
ثانيًا:  إن متى لم يحدد متى جئن النساء إلى القبر، بل فقط يقول "1 وبَعْدَ السَّبْتِ عِنْدَ فَجْرِ"؛ أي في تلك الفترة الانتقالية من الظلمة إلى النور، التي تتباعد إلى حوالي 20 دقيقة، كما قلنا. ولوقا حدد متى في الفجر، فقال "1.. أَوَّلَ الْفَجْرِ"؛ أي قبل طلوع الشمس.
ثالثًا:  يبقى عندنا أن مرقس يقول " إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ"، وتعني حال طلوع الشمس؛ ويوحنا يقول " وَالظّلاَمُ بَاقٍ" وهذا يوافق لوقا بقوله "أول الفجر"؛ فكيف نجمع بين يوحنا ولوقا؛ مع مرقس؟  في الحقيقة يوحنا يقدم تفاصيلاً دقيقة تفسر لنا هذا؛ ويقول أمورًا لم يرويها باقي البشراء. هو يروي لنا أن مريم المجدلية كانت أول من جاء إلى القبر والظللام لا يزال قائم؛ ورأت أن الحجر مرفوع عن القبر؛ فركضت وأخبرت بطرس ويوحنا عن هذا؛ ومن ثم جاء بطرس للقبر مع يوحنا ووجدوا أن المسيح ليس هناك. وبعد ذلك كما يتبين من نفس يوحنا، أخبرت مريم باقي التلاميذ والنساء (يوحنا 20: 18)؛ بعدها جائت باقي النساء إلى القبر.  فمؤكد إن عملية الرجوع إلى القدس، ومناداة بطرس، ومجيء بطرس مع يوحنا؛ وبعدها دعوة باقي النساء، أخذ أكثر من 20 دقيقة، أي تكون الشمس قد أشرقت. أي أنه بعد هذه العملية، عندما رأت النساء الملاكين، كانت الشمس قد أشرقت.  وهذا يتماشا تمامًا مع مرقس؛ فلا تناقض أبدًا بين يوحنا وباقي البشراء؛ لأن جميعهم يقولون بشكل مباشر وغير مباشر، أنه عند لقاء النساء مع الملاكين، كانت الشمس قد طلعت.  لكن في نفس الوقت، هذا لا يعارض حقيقة أن مجيء مريم المجدلية وحدها للقبر لأول مرة، كان قبل طلوع الشمس. وهذا ما يؤكده أيضًا مرقس؛ حيث يقول: "9  وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10 فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11 فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا. (بعدها جائت النساء النائحات على موته، إلى القبر)" (مرقس 16).  أي أن مريم المجدلية جائت قبل طلوع الشمس (كما في يوحنا)، في أول الفجر (كما في لوقا)؛ لكن عندما رأت النساء الملاكين، كانت الشمس قد بدأت بالإشراق (كما يقول مرقس)؛ فلا تناقض بينهم في تلك الرواية أبدًا.
الاعتراض السابع:  بحسب الرد السابق، لقد افترضتَ أن مريم المجدلية كانت أول من جاء إلى القبر، ورأت الحجر مدحرجًا، ورجعت وأخبرت بطرس ويوحنا كما ادعيت؛ فكيف يقول مرقس أن مريم المجدلية كانت مع باقي النساء تتسائل من سيدحرج الحجر عن القبر "3 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟" مرقس 16؛ فكيف تتسائل مريم المجدلية عن من سيدحرج الحجر، وهي تعلم أنه مدحرج؟ ولماذا لم تخبر النساء أن الحجر مدحرج؟
الرد:  لهذا الاعتراض يوجد تفسيرين؛
الأول: بالرغم من أن مريم وجدت الحجر مدحرجًا عندما زارت القبر أول الكل، وأخبرت بطرس ويوحنا بهذا؛ لكن هذا لا يعني أنها كانت متأكدة من هذا، ومتأكدة فعلا أن جسد المسيح قد أُخِذ من القبر.  يجب أن لا ننسى أنها أتت مرة واحدة إلى القبر والظلام باقٍ، وها هي ترجع له، لثاني مرة. ولم ترى شيئًا معهودًا، لكن شيء أغرب من الخيال، وبعيد عن التصديق. لذلك من المؤكد أنها شكت أنها ربما لم تأت للقبر الصحيح، ولا زالت تظن أنها، وباقي النساء، ستحتجن لمن يدحرج لهن الحجر. فلا تناقض أيضًا في هذه.
الثاني: وهو المرجع، أن باقي النساء كن يتسائلن من سيدحرج لهن الحجر سرًا بينهن، وليس مريم المجدلية؛ حيث الآية توضح أن بعض النساء تسائلن بينهنَّ ولم يتسائلن هذا أمام جميع النساء: "3 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟".  أما مريم المجدلية فلم تقل لهنَّ أن الحجر مدحرج، ربما لئلا يخِفن ويتراجَعْنَ عن زيارة القبر!!
الاعتراض الثامن:  إن متى يقول أنه بعدما رأت النسوة القبر فارغًا، كلمهُنَّ الملاك، وطلب منهُنَّ أن يُخبرنَ الرسل. لكن يوحنا يناقضه، حيث يقول أن النساء ذهبن وأخبرْنَ الرسل؛ وبعدما جاء الرسل للقبر (بطرس ويوحنا)، عندها فقط كلم الملاك مريم المجدلية (يوحنا 20: 13)؛ أليس هذا تناقض واضح؛ فمتى يقول أن الملاك كلم النساء قبلما أخبروا الرسل، ويوحنا بعد؟
الرد:  إن ما يرويه متى، لا يناقض يوحنا إطلاقًا؛ فمتى يروي أن الملاك ظهر للنساء وحثهم لأن يخبروا الرسل، وهذا صحيح؛ لكن كما يبدو المعترض هنا، يعتبر إخبار مريم المجدلية بطرس ويوحنا في أول ذهاب لها للقبر، هو نفس طلب الملاك إخبار التلاميذ بهذا. لكن هذا خطأ، حتى بحسب إنجيل يوحنا نفسه. فكما قلنا في الرد على الاعتراض الخامس، ذهبت مريم المجدلية أولا إلى القبر، ووجدت الحجر مدحرج، وأخبرت بطرس ويوحنا، دون أن يطلب منها الملاك هذا، وقبل أن ظهر لها. وبعد ذلك، عندما رأت الملاك مع باقي النسوة، طلب منهنَّ إخبار التلاميذ بذلك؛ وذلك بحسب إنجيل يوحنا نفسه أيضًا: " 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». 18 فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا." يوحنا 20.  إذا أيضًا يوحنا يبرز لنا أن أن عملية طلب إخبار الرسل، كانت بنفس الترتيب؛ وإخبار بطرس ويوحنا، هو شيء آخر أتى كمبادرة خاصة من المجدلية قبل أن تقابل الملاك والمسيح.
جدير بالذكر أيضًا، أن يوحنا لا يذكر قضية إخبار التلاميذ، بنفس الطريقة التي يذكرها باقي البشراء؛ لكنه يركز فقط على دور مريم المجدلية الخاص في هذه العملية، والحوار الخاص الذي دار معها ومع الملاك والمسيح؛ وهذا لا يتضارب إطلاقًا مع ما رواه باقي البشراء؛ بل العكس، يضيف إليهم تفاصيل ثمينة جدًا، ترينا صورة أوضح.
الاعتراض التاسع:   إن متى يقول أن الملاك كلم امرأتين؛ مريم المجدلية ومريم الأخرى، في صيغة المثني "واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه.."؛ أما مرقس فيقول أن الملاك كلم عدد أكبر من النساء وفي صيغة الجمع "لكن اذهبنَ.."!! أليس هذا تناقض واضح؟
الرد:  إن المعترض يفترض أن اللغة اليونانية فيها صيغة المثنى كالعربية!! هذا ليس صحيح، في اللغة الأصلية وهي اليونانية، الملاك في متى يكلم مريم المجدلية ومريم الأخرى بصيغة الجمع وليس بالمثنى؛ لأنه لا يوجد مثنى في اليونانية، وهي لغة المخطوطات الأصلية للوحي. فكما قلنا سابقًا، متى يحدد من بالضبط كلم الملاك عندما أتت النسوة للقبر، ومرقس ولوقا، لم يحددا؛ فالتقرير العام المختصر، لا يعارض التقرير المفصل.
الاعتراض العاشر:   إن الملاك قال للنساء أن المسيح سوف يسبقهم إلى الجليل ليراهم هناك مع التلاميذ (متى: 28: 7 ومرقس 16: 7)؛ لكن في نفس الأصحاح، لاقاهن يسوع بنفسه في أورشليم وليس في الجليل، عشية يوم قيامته (يوحنا 20: 19)؛ فإذا كان الإنجيل وحيٌ من عند الله، لماذا يناقض المسيح هنا كلام الملاك، ويظهر للنساء والتلاميذ؛ قبلما يظهر لهم في الجليل، كما قال الملاك؟
الرد:  إن الملاك لم يقل للنساء أن المسيح سوف لا يظهر لهن أو لأيٍّ من التلاميذ في أورشليم؛ بل قال لهن خطته، وأرادهنَّ أن يشاركنها مع تلاميذه، أنه يريد أن يلتقي بهم جميعًا في الجليل؛ لأنه سيمضي 40 يومًأ، من قيامته لصعوده إلى السماء.  فخطته كانت أن يقابل المسيح جمهور المؤمنين به في الجليل، ويؤكد على تعاليمه وتوصياته الأخيرة لهم قبل صعوده للسماء؛ وأن يشارك معهم خطته لنشر إنجيله؛ ومن ثم يرجعهم إلى أورشليم، حيث يجب أن يمكثوا هناك حوالي 10 أيام، بعد صعوده؛ لكي يمتلئوا من الروح القدس؛ وينطلقوا بقوة الله ومعجزاته، لتحقيق خطة المسيح لخلاص العالم أجمع.  وفعلا لاقاهم المسيح في الجليل كما قال (راجع يوحنا 21: 1).

باسم ادرنلي

16: 15

الآيات:  " 15 وَقَالَ لَهُمُ: ﭐذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا."
مقارنةً مع متى 16 " 20 حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ."
ومع متى 10 " 5 هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ."
الاعتراض الأول:  لماذا أوصى المسيحالتلاميذ بأن لا يقولوا لأحد أنه هو المسيح، في متى 16؟!!  وبعدها في مرقس 16، أوصاهم بأن يبشروا بالإنجيل لجميع الأمم؟
الرد:  إن التفسير يوضح بالأناجيل، بأنه في جميع الفترة التي كانت قبل موته وقيامته، كانت عنده رسالة؛ وهي أن يبشر بملكوت الله، وليفدي البشر من لعنة الخطية والموت. لذلك لم يرد أن يعرف الناس أنه هو المسيح قبل قيامته؛ كما أكد لهم في الأصحاح الذي يليه (17) " 9  وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً:  لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ."  فالمسيح لا يريد تشويش الجموع التي تتبعه بالآلاف؛ والتي لم تكن تفهم لماذا جاء؛ فما كانوا يفهموه عن المسيح، هو أنه سيكون ملك ويحررهم من الاحتلال؛ لذلك في أحد الأوقات عندما رأوا عظمته وأعماله، حاولوا أن يتوجوه ملكًا، فهرب منهم (يوحنا 6: 14-15)؛ وهكذا كان جميع الأنبياء في الكتاب، فالأنبياء التي تطلب مجد من الناس وزعامة، هي حتمًا أنبياء كذبة.  لكن بعد القيامة، كما في الآية الثانية، أرسل المسيح التلاميذ لكي يبشروا به لجميع العالم؛ فكانت عنده خطة مدروسة، كل من أركانها له وقته المحدد؛ كما وضع الكتاب عنه في موضع أخر: "3  فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4 لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً.  إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ. 5  لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. 6 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ." يوحنا 7.
الاعتراض الثاني:  لماذا أوصى المسيح التلاميذ في متى 10، أن لا يبشروا الأمم والسامريين، بل أرسلهم فقط لليهود؛ وفي مرقس 16، أوصاهم أن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها!!!؟؟ فهل المسيح غير رأيه ؟
الرد:  إن الله لم ينزل الديانة اليهودية، وبعدها أبطلها وأنزل المسيحية، كما يظن البعض!!   في الحقيقة، الله لم ينزل أي ديانة، بل الله أوجد طريقًا واحدًا لإرجاع ذرية آدم إليه، وهذا الطريق اسمه المسيح المخلص.  الله منذ البد كان عنده خط واضح وواحد لإرجاع الإنسان؛ فبدأ مع ذرية مفرزة له من آدم، لكي يستخدمها ليرد العالم أجمع إليه؛ حيث وعد إبراهيم بأن فيه تتبارك جميع قبائل الأرض:  " 2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً 3   وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ.  وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" تكوين 12.  فالله بدأ عمله مع رجال الله؛ وعمل منهم له شعب؛ ومن هذا الشعب جاء المسيح؛ بشرهم بأنه هو غاية وهدف ناموس موسى وهو المخلص المُنتظر؛ واختار أناس منهم، أي من اليهود؛ ومن ثم أرسلهم ليأتوا بالنور والخلاص لكل الأمم.  فواضح من الكتاب أنه للمسيح كانت خطة من جزئين:
الجزء الأول: جاء فقط لليهود (متى 15: 24  ويوحنا 1: 11)، لكي يدعوهم للتوبة ويختار منهم رسل (كما رأينا أعلاه في متى 10).
الجزء الثاني: أن يرسل الرسل اليهود الذين اختارهم، للعالم أجمع (كما نرى من آية متى 28).  
وهذا ما نراه من الآيات أعلاه؛ إن المعترض أورد الجزء الأول من الخطة (دعوة اليهود)، واعتبره متناقض من الجزء الثاني من الخطة (إرسال تلاميذه اليهود ليصلوا لكل الأمم)؛ وهذا منطق مغلوط على كل المستويات.
إن هذا يعطي إنسان اليوم، ثقة بالله التي كانت ولا زالت عنده خطة واحدة مدروسة لخلاص البشر.  فهو لم ينزل الدين اليهودي، وبعد أن فشل ذلك الدين، أنزل دين آخر!!  وأيضًا لم يستخدم الله دين معين إلى حين، وبعدها أنزل دين آخر في وقت لاحق!!   أي خرافة هذه؟؟  
فإذا كان الله يعرف ما يفعله ويعرف المستقبل وكامل، يجب أن تكون له خطة واحدة، مستمرة ثابتة وناجحة.  لذلك حتى الأمم التي أتت للإيمان بالمسيح، فهي انضمت لشجرة شعب إسرائيل، أي لخطة شعب الله نفسها؛ ولم يكن لها أي خط (أو دين) منفصل لوحده (رومية 11: 17-21).  أما الفقه الديني الإسلامي، فيؤمن بأن الله أنزل ديانات، ونسخها (أي أبطلها) بالإسلام؛ وكأنها تتهم الله بأنه لم ينجز شيء منذ خلق آدم إلى الإسلام، سوى كتب محرفة، ومجموعة من الكفرة والضالين؛ لذلك اضطر بأن يبدأ من الصفر، بنبي وثني ليس من اليهود، وبمكان مختلف عن أورشليم!!  وبكتاب مختلف عن الكتب السابقة (التي أيضًا فشل الله في حفظها)؛  وبدين جديد اسمه الإسلام، ليكون الدين المقبول له.  إن هذه الرواية تنسب إلى الله الفشل والتخبط، ووضع خطتين فشلتا ولم تنجحا، وكأنه لم يدرسهما بدقة، قبل أن يطبقهما على مر العصور!!!
لا يا أخي العزيز، بل الله كلي العلم الحكمة، فأوجد طريقًا واحدًا للخلاص؛ بدأ في شعب مفرز له، ليكون بركة وخلاص لجميع الأمم.  فجاء المسيح، دعا اليهود للتوبة وقبول يد الله الممتدة لهم بخلاص المسيح؛ استجاب قسم صغير منهم لتلك الدعوة، ومن ثم أرسل الذين استجابوا ليكونوا بركة لجميع الأمم.  وفعلا جميع رسل المسيح كانوا من اليهود، ومات معظمهم شهداء، لكي تصل بشارة المسيح لجميع الأمم؛ فحقق الله وعده لإبراهيم الأوحد؛ في خط واحد ووحيد – خط المسيح المُخلِّص.

باسم ادرنلي

16: 18

الآيات:  "18 يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ"
الاعتراض:  لماذا لا يشرب المسيحيون سمًا مميتًا أمام جميع الناس، ويبرهنوا للعالم صدق قول المسيح  في الآية، بأن السم لا يميتهم؛ فيؤمن الجميع بالمسيحية؟
الرد:  إن الآية طبعًا لا تعني أن يشرب الإنسان المؤمن سمًا مميتًا ليبرهن صحة كلام الله، لأن الله لا يحتاج لإنسان لكي يبرره أو يبرهن مدى صحة كلامه، لأنه هو الله الذي يعطي المصداقية المُطلقة والوجود لكل شيء في الخليقة.  بل تعني أنه إذا حاول شخص أن يغدر إنسان مؤمن بالمسيح، ووضع له سما في الطعام مثلا، الله سيحميه منه ولا يميته.  ويفسر هذا التساؤل الوحي المقدس، من خلال تعليم المسيح لنا في التجربة التي في البرية؛ عندما قال له الشيطان: "6 .. إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ 7  قَالَ لَهُ يَسُوعُ:  مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ" متى 4.   فالمعنى واضح من النص السابق، إذا قفز المسيح من تلقاء نفسه لكي يبرهن صدق أقوال الله، يكون مخطئًا بتجربة الرب، أي بامتحان مدى صحة كلامه.  بناءً عليه، إذا شرب المؤمن السم من تلقاء ذاته، كما يقترح الناقد، ليثبت صدق قول الله؛ يكون مُجرِّبًا للرب!  فيكون في هذا، أنه يضع الله وكلامه تحت امتحان البشر لاختبار مدى صحته.   فالله لا يحتاج لبرهان ومساعدة البشر، ليبرهنوا مصداقيته!!  فهذه خطية من الكبائر.  لذلك اقتراح الناقد بأن يشرب المؤمن سمًا مميتًا من تلقاء ذاته ليبرهن صحة كلام المسيح، لا يتوافق مع تعاليم المسيح ذاتها، بل يتضارب معها.

باسم ارنلي