الآيات: "(عن الملائكة) 14 أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ."
مقارنة مع متى 22 " 30 لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزوجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ."
ومع لوقا 24 " (قول المسيح بعد القيامة) 39 اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي."
الاعتراض: كيف سنصبح مثل ملائكة الله في القيامة، بحسب متى؛ لكن عندنا أجساد مادية، بحسب لوقا؛ في نفس الوقت، الملائكة هي أرواح وليست أجساد، بحسب عبرانيين؟
الرد: إن جميع اللغات السامية، تعتمد على التشبيه كأحد الأعمدة الأساسية في الوصف اللغوي والبلاغي. وفي أي تشبيه، يوجد مُشبَّه، مُشبَّه به، ووجه الشبه. لقد شبهنا المسيح البشر بالملائكة؛ وكان وجه الشبه واضح؛ وهو أنه في القيامة سوف لا يكون هناك تزاوج وتكاثر كالأرض. فبحسب قواعد البلاغة والتشبيه، لا يحق لنا أن نسقط على التشبيه، ما لم يعطه القائل في أوجه الشبه. فعندما نشبه شخص بالقوة كالأسد؛ لا يحق لنا أن نسقط على التشبيه أنه مفترس كالأسد أيضًا؛ فهذا لم يلزم وجه الشبه الذي طرحه القائل في التشبيه. أيضًا قول المسيح "فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزوجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ"، يشمل عدم وجود أي علاقة جنسية في السماء، بخلاف ما تظن بعض الديانات. لأن الله لم يؤسس متعة العلاقة الجنسية للذة الإنسان بدايةً، أو ليسيء الإنسان استخدامها ويجعلها هدف للذته، بدلا أن تكون وسيلة للتكاثر، كما أسسها الله قبل سقوط آدم. وبما أنه لا يوجد تزاوج وتكاثر نسلي في السماء، إذا لا يوجد علاقة جنسية بين الرجال والنساء في الملكوت. طبعًا هذا ليس قمعًا للذة الإنسان، لكن عملية إسترجاع الإنسان للتغيير الذي سيحدث على ملذاته، بعدما يلبس الجسد السماوي الكامل المخلوق بالبر وقداسة الحق: "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ." 1 كورنثوس 2: 9.
باسم ادرنلي
الآيات: " 10 لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ"
الاعتراض: إذا كان المسيح كامل وخال من أي خطية كما يدعي المسيحيون، فكيف تقول الآية أن المسيح أصبح كاملاً بالآلام؟
الرد: إن الآية هنا لا تتكلم عن كماله من حيث شخصيته وحقيقة من هو؛ فهو كإنسان كامل وخالٍ من أي خطية وأي عيب؛ وهذا يوضحه الوحي بدقة: "21 لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" 2 كورنثوس 5؛ و"5 وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ" 1 يوحنا 3 و"22 الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ" 1 بطرس 2. لكن الكتاب في الآية أعلاه، يتكلم عن اكتمال مهمته التي أتى لأجلها، فهي شملت موته على الصليب؛ وهذا أكمله وأعلن على الصليب أنه أكمل (يوحنا 19: 30). أيضًا شمل الخلاص نزوله إلى الهاوية في الأيام التي كان فيها في القبر، وكرازته للموتى هناك لإنقاذهم منه (أفسس 4: 9 و1 بطرس 3: 19-20 و4: 6)؛ وذاق عذاب حِمِلْ خطايا كل البشر، لكي يتمم خلاصهم؛ لأن خلاص المسيح افتدى كل نفس أتت على الأرض، من آدم إلى أخر نفس ستكون. فهو كامل، لكن كان يجب أن يتمم خطة الخلاص؛ مثل الله عندما تمم خطة الخلق في اليوم السادس؛ فهذا لا يعني أنه لم يكن كاملاً من قبل.
لمزيد من الاطلاع، راجع تعليقنا على أفسس 4: 9.
باسم ادرنلي
الآيات: " 14 فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15 وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ."
مقارنة مع تثنية 32 "39 اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ، وَإِنِّي أَشْفِي، وَلَيْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ."
وأيضًا أيوب 12 " 10 الَّذِي بِيَدِهِ نَفَسُ كُلِّ حَيٍّ وَرُوحُ كُلِّ الْبَشَرِ"
الاعتراض: هل إبليس معه سلطان الموت؟ أم الله له سلطان الموت؟ كما نرى بوضح أن الله وحده يميت ويحيي في تثنية 32، وأيضًا في أيوب في يده كل الحياة، بشر وغيرهم؟؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيات، عندما يصف الكتاب المقدس أن لإبليس سلطان الموت، لا يقصد الوحي أنه هو الذي يقرر متى يموت البشر؛ بل الله وحده الذي يقرر متى يموت أي شيء حي في الخليقة؛ سواء كان إنسان، أم كائنات أم نباتات (هذا ما تقوله آية أيوب 12). لذلك لا يوجد أي تناقض بين الآيات، فالله هو الذي يميت ويحيي؛ كما في تثنية؛ وبيده روح البشر وأنفس الكائنات، كما في أيوب.
أما من جهة أن لإبليس سلطان الموت، فتفسيره الدقيق هو أن الموت دخل للعالم بواسطة الخطية (تكوين 3: 19)؛ لذلك يصف الوحي الموت بأنه شوكة الخطية: " 56 أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ..." ( 1 كورنثوس 15). وبما أن إبليس هو الذي أدخل الخطية لهذا العالم، وهي شوكة الموت؛ فهو يسيطر على الناس بالخطية والموت؛ لذلك يسميه الكتاب قتال للناس منذ بدء الخليقة: " 44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (يوحنا 8). إذا إبليس قتال للناس، لذلك يصفه الكتاب بأن له سلطان الموت، لأنه مسيطر على الناس بواسطة لعنة الخطية عن طريق الكذب والخداع؛ وتمييل قلوبهم للهلاك. أما المسيح فعندما مات على الصليب، ونزع تسلط الخطية عن الذين قبلوا كفارته، أصبح لا سلطان للموت عليهم. لأنه لا تسلط للعنة الخطية على المؤمنين بالمسيح، لأنه حرَّرهم أيضًا من الخوف من الموت؛ وأكد لهم أنهم أحياء به، حيث قال لهم: "19... إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ." يوحنا 14. وبهذا أباد المسيح بموت الصليب، إبليس وسلطته على أولاد الله المفديين بدم المسيح؛ وأعتقلهم وأكد لهم بأن له مفاتيح الهاوية الموت: "18 وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ." رؤيا 1.
باسم أدرنلي
الآيات: " 17 مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18 لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ"
أيضًا عبرانيين 4 "15 لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ"
الاعتراض: هل المسيح كان يقدر أن يخطئ؟ خاصة أن الآية تقول أنه ينبغي أن يشبه أخوته، أي البشر، في كل شيء؛ وأيضًا الآية الثانية تقول أنه مجرب مثلنا ؟؟؟
الرد: إن قسم من المفسرين يؤمنون بأن المسيح لم يقدر أن يخطئ، لأن الله لا يقدر أن يخطئ؛ لكني لا أتفق مع هذا الادعاء. إن الله يقدر أن يُخطئ والمسيح أيضًا يقدر أن يخطئ، لكنه يختلف عنا؛ لأننا خطاة، والخطية ننجذب لها من داخلنا، وليس فقط من خارجنا؛ كما يقول الوحي: "14 وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ" يعقوب 1. أي أن المسيح جرب مثلنا، وكان يقدر أن يخطئ، لكنه لم يخطئ؛ كما تؤكد آية عبرانيين 4؛ الفرق بيننا وبينه، هو أننا ننجذب للخطية من داخلنا، بسبب طبيعتنا الخاطئة؛ وهو يجرب من الخطية فقط من الخارج.
تفسير موسع:
أما بخصوص هل الله يقدر أن يخطئ، يجب أن ننتبه إلى أمرين هامين:
الأول، الله قادر على كل شيء: من الخطأ الفادح أن نقول أن الله غير قادر على أي شيء، فهو قادر على كل شيء. فالمشكلة التي لا يميزها كثيرين، هي أن فِعلْ أي كائن عاقل لا يعتمد على قدرته فقط؛ بل على أرادته أيضًا. فمثلاً أنا قادر أن أقتل، لكن هذا لا يعني أني قتلت، أو أني قاتل؛ أو إنّي سأقتُل. فلكي أكون قاتلاً، يجب أن تجتمع قدرتي مع إرادتي. إذا من الخطأ أن نقول أن الله غير قادر، مثلاً أن يكذب أو يخطئ...إلخ؛ الله قادر أن يُخطئ، لكنه لا يخطئ، لأن هذا لا يتفق مع إرادته وطبيعته.
كثير من النقاد يخطئون بعدم فهم هذه النقطة ويحاولون أن يقولوا "الله قادر أن يغفر خطايا البشر بدون صليب؛ فلماذا إذًا أرسل المسيح ليموت على الصليب؟" إن هذا الافتراض خاطئ جدًا؛ لأن هذا المنطق يقول، أنه بما أن الله قادر على غفران خطايا الإنسان بدون موت المسيح، إذا لا داعي لموت المسيح والصليب. وفي هذا المنطق يفرض عليك السائل، كما قلنا، أن أعمال الله مبنية فقط على قدرته؛ فهذا خطأٌ فادح، فأعمال الله أو أعمال أي كائن عاقل، مبنية على قدرته وإرادته معًا. وإلا، نستطيع أن نطبق هذا المنطق المُضل على كل شيء:
أولا يستطيع الله أن يخلص الإنسان، بدون إرسال أنبياء؟ أو كتب مقدسة؟ أو معجزات؟ فبالتالي لا نحتاج أن نؤمن بالأنبياء، ولا بالكتب، ولا بالمعجزات!!! إلى أخره من الافتراضات المُضلة التي تجرد الله من إرادته. وأما عندما نتكلم عن تجلي الله في جسد بشرية المسيح، فيستخدم نفس المعترضون المنطق المعاكس تمامًا. فنفس الذين يقولون لك أن الله لا يحتاج إلى الصليب، بناءً على قدرته فقط؛ يعترفون لك بأن الله قادر أن يتجلى في شخص المسيح، لكنه لا يمكن أن يفعل هذا أبدًا؛ وهي الفلسفة المناقضة تمامًا للفلسفة الأولى.
الثاني، لا يقدر أن ينكر نفسه: الكثير من اللاهوتيين الذي يؤمنون أن الله لا يقدر أن يخطئ، يعتمدون على آية 2 تيموثاوس 1 " 13 إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ." المشكلة هي أننا لا نقدر أن نبني تعليم يتضارب مع آيات تؤكد على أن الله قادر على كل شيء، من آية واحدة فقط.
لكن فما هو تفسير الآية إذًا؟
إن عبارة "لا يقدر" في لغتنا البشرية تحمل معنيين:
الأول، لا يقدر بناء على قصور إمكانياته: ولكي نفسرها، سنأخذ مثال شخص يطلب مني أن أعيره مبلغ 10 مليون دينار؛ فأقول له "لا أقدر". لا أقدر هنا، مبنية على قصور إمكانياتي؛ أي أني لو بعت كل ما فوقي وتحتي، لا أقدر أن أدبر له مبلغ هائل كهذا.
الثاني، لا يقدر بناء على طبيعته: ولكي نفسرها، سنأخذ مثال شخر ملتوي، يطلب من شخص تقي، يعمل في دائرة حكومية، أن يزور لك ورقة معينة؛ ويقول لك "لا أقدر أن أفعل هذا"، هنا لا يقصد بتلك العبارة أن قاصر على فعل هذا، بل لا يقدر بناء على طبيعته الصالحة؛ وحتى لو هدَّدته بالقتل، سوف لا يفعل هذا؛ لأنه شخص صالح وتقي.
إذا قول الوحي عن الله في الآية السابقة، " لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ" هو عدم قدرة بناء على طبيعته، وليس بناء على قصور إمكانياته، فالله طبعًا قادر على أن ينكر نفسه؛ لكنه لا يقدر أن يفعل أي شيء يتضارب مع صفاته، أو ينكر من هو؛ بناء على طبيعته الكاملة والصالحة.
باسم أدرنلي
الآيات: " 7 الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ "
مقارنة مع لوقا 22 "42... يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ."
الاعتراض الأول: ألا تناقض عبارة "وسُمع له من أجل تقواه"؛ مع قصة الصليب؛ حيث تبرز أن الله في الحقيقة لم يسمع لصلاة المسيح، بل جعله يصلب؛ خاصة أن المسيح طلب من أن يجيز الآب عنه الصلب؟
الرد: إن الكتاب لم يقل أن الآب سيخلصه من الموت، بل قال أنه قادر أن يخلصه من الموت؛ لكنه اختار الله أن يجتاز المسيح الموت، لكي يخلص العالم من الموت الأبدي. فالمسيح أطاع حتى الموت (فيلبي 2: 8)؛ وفي الليلة الأخيرة تضرع للآب والآب سمع له. طبعًا كونه سمع له، هذا لا يعني أنه سينقذه من موت الصليب؛ لأن هذا هو السبب الذي نزل المسيح لأجله؛ إنما تعني أن الآب استجاب لصلاته، التي ختمها المسيح بعبارة: "وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ" لوقا 22. فاستجاب الآب لتلك الصلاة، وأحل إرادته في حياة المسيح؛ وهي أن يموت لأجل خطايا العالم، وهكذا تم الخلاص لجميع البشر.
الاعتراض الثاني: ألا تفترض عبارة "أيام جسده" أن المسيح بعدما قام، لم يقم بالجسد؛ وكان الجسد معه فقط لغاية موته على الصليب؟
الرد: إن الآية تتكلم ببساطة عن فترة عيشه في حالة الإخلاء من سلطانه الإلهي فقط؛ أي عيشه في إطار الضعف البشري وفي جسد مثل جسدنا، لكن بلا خطية؛ ولا تقول أن قيامته لم تكن في الجسد. فالأناجيل أكدت على أن قيامة المسيح كانت في الجسد؛ حيث قال المسيح للتلاميذ بعد القيامة: " 39 .. اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي" لوقا 24. لكن في نفس الوقت، الوحي أكد أن القيامة لا تكون في أجساد من لحم ودم، بل في أجساد سماوية: "48 كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. 49 وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ." (1 كورنثوس 15). إذا المسيح قام بجسد سماوي، وليس كجسد آدم قبل السقوط. وفيه ربما ستكون لنا قدرة لاختراق الحواجز المادية؛ لأننا نرى من النصوص أن المسيح اخترق جدران الغرفة؛ حيث دخل للتلاميذ مرتين والأبواب مغلقة (يوحنا 20: 19-29.
شرح موسع:
في سياق سفر العبرانيين؛ يجب أن نعرف أن هذا السفر أيضًا، قد عمق مفهوم آلام أقنوم الابن، ليس فقط من خلال تجسده وعذابه على الصليب كما صور جميع العهد الجديد؛ لكن في هذا النص أعلاه، يبرز أن آلامه كانت قائمة كل أيام تجسده وعيشه في هذا العالم الشرير. وفي أواخر سفر العبرانيين، يبرز أن آلامه كانت مرارًا وتكرارًا منذ إنشاء العالم: " 26 فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ." عبرانيين 9. فعندما قرر آدم أن يتمرد على الله، تألم؛ وعندما قتل قايين أخاه، تألم؛ وعندما أباد الله الأرض بالطوفان، أيضًا تألم؛ وعندما تضطهد كنيسته الآن وإلى الدهر الآتي، أيضًا يتألم (راجع تعليقنا تحت كولوسي 2: 24)؛ فآلام أقنوم الابن، كانت قائمة منذ إنشاء العالم.
باسم أدرنلي
الآيات: " 4 لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5 وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6 وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. "
أيضًا عبرانيين 10 " 26 فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، 27 بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. 28 مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. 29 فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ 30 فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». 31 مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!"
الاعتراض: هل هذه الآيات تعلم أنه ممكن للمؤمن أن يفقد خلاصه؟
الرد: إن وصف الوحي في الايات، يؤكد على أنه لا يتكلم عن مؤمنين ولدوا من الله فعلا. وذلك لعدة أسباب:
أولا، التعابير هي ليست تعابير تتكلم عن مؤمنين: يستخدم الوحي في عبرانيين 6، أربع عبارات تظهر قرب فئة من الناس من الإيمان؛ لكنه لا يستخدم التعابير المعهودة التي يستخدمها عادة للمؤمنين؛ مما يؤكد على أن الوحي لا يتكلم هنا عن أناس كانوا مؤمنين فعلاً. فكلمة "استنيروا" تختلف عن كلمة آمنوا؛ وعبارة "ذاقوا الموهبة السماوية"؛ تختلف عن أكلوا، أو صاروا جزءً من جسد المسيح؛ كما قال: "54 من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أدبيةٌ وأنا أقيمة في اليوم الأخير." يوحنا 6؛ فيوجد فرق بين من ذاق وأكل؛ كما يوجد فرق بين من قاس الملابس وبين من اشتراها، ولبسها؛ كما دعانا الوحي لأن نلبس المسيح (رومية 13: 14). أيضًا عبارة "َذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي"، يوجد فرق بين تذوق كلمة الله، وبين اختبار قوتها في حياتنا. وأيضًا عبارة "وصاروا شركاء الروح القدس" وهي تختلف عن حقيقة أن المؤمن يصبح هيكل للروح القدس، مما يؤكد أن الشركة الواردة في الآية، تتكلم عن شراكة من الخارج. وأيضًا في عبرانيين 10، من عبارة "أخذنا معرفة الحق" وهي تختلف عن قبلنا الحق وعشناه.
ثانيًا، عمل الروح القدس، يعمل في غير المؤمنين: إن عمل الروح القدس لا يبدأ مع الإنسان فقط بعدما يؤمن؛ بل يبدأ بالتعامل مع البشر قبل الإيمان، ليحثهم على التوبة وقبول المسيح. وأحيانًا، يجعلهم يذوقون المسيح، ومعرفة الله؛ وكما نرى من عبرانيين 6، ربما يجعلهم يذوقون كلمة الله، ومعجزات من الدهر الآتي. لكن مع هذا أحيانًا يقسي الناس قلوبهم؛ ويرفضوا نعمة الله التي أجزلها للبشر بيسوع المسيح. هؤلاء ليس لهم عذر، لأنهم لم يرفضوا عن عدم إدراك، بل عن إدراك كامل، ومعرفة تامة بأن المسيح هو المخلص الوحيد؛ ومع هذا يرفضوه ويحتقروه. لذلك يصفهم الوحي في عبرانيين 10: " مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ". إذا المؤمن الحقيقي لا يفقد خلاصة أبدًا؛ لكن السؤال الهام هنا هو:
كيف سنعرف من هو مؤمن حقيقي، ومن ليس مؤمنًا حقيقيًا؟
بما أن الوحي يؤكد أن الله وحده القادر أن يعرف هذا، وليس نحن: " 19 ... يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَه...." 2 تيموثاوس 2؛ خاصة أن الوحي أيضًا يتكلم عن بعض المؤمنين الحقيقيين المُخَلَّصِين، الذين سلوكهم تمامًا مثل سلوك أهل العالم (1 كورنثوس 3: 3)، مما يجعل حكمنا أكثر صعوبة. فلأننا لا نعلم من هو مؤمن حقيقي، لنعلمه أنه سوف لا يفقد خلاصة؛ ولا نعلم من ليس مؤمنًا حقيقيًا؛ لكي نعلمه أنه يمكن أن يفقد "خلاصة"؛ بحسب رأيي الخاص، من الأصح أن نعلم أن المؤمن ممكن أن يفقد خلاصة، لكي يأخذ غير المؤمن قرار لقبول المسيح؛ ولكي يأخذ المؤمنون الحقيقيون حياة الإيمان بجدية ولا يتهاونون مع الخطية. كما تتعامل وزارة الصحة تمامًا مع وبأ منتشر على جزء من الناس؛ فلأنهم لا يعلمون مَنْ مصاب ومن غير مصاب؛ عادةً يأخذون إجراءات الوقاية والعلاج لكل الناس؛ لتشمل الحماية جميعهم، من ذلك الوبأ.
باسم أدرنلي
الآيات: " 3 بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. "
الاعتراض: هنا يكشف كاتب الرسالة، عن شخصية أخرى ليس لها أب أو أم، وتُشَبَّه بابن الله؛ فهل هي أعظم من المسيح إذًا، ككون المسيح له أب، وهو الله؟
الرد: إن المعترض يفترض أن ملكي صادق، هو شخصية أخرى تختلف عن أقنوم الله الابن الذي تجلى في شخص المسيح؛ وهذا الادعاء ليس له أي شيء يدعمه. فمع أن الكتاب قد أبقى شخصية ملكي صادق الذي قابل إبراهيم غامضة (في تكوين 14)؛ إلا أن النصوص تميل إلى التأكيد على أن شخصية ملكي صادق هي نفس أقنوم الله الابن الذي ظهر لإبراهيم مرارًا وتكررًا، على صورة البشر (لكن دون أن يكون له جسد من لحم ودم طبعًا). نستنتج هذا الميل من عدة أمور:
أولا: إن الله أعلن عن المسيح بالنبوة أنه سيكون كاهنًا على رتبة ملكي صادق؛ حيث تنبأ عن هذا داود في القديم؛ وطبعًا داود نفسه، لم يكن كاهن قط، ولا في أي مرة في حياته: "4 أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ" مزمور 110. وفي نفس الوقت أكد الوحي في نفس نص رسالة العبرانيين، بما لا يدع أي مجال للشك، أن هذا المزمور يتكلم عن المسيح (راجع عبرانيين 7: 17). وشهد المسيح نفسه أن هذا المزمور يتكلم عنه (راجع متى 22: 42-25 ومرقس 12: 36-37 ولوقا 20: 41-44).
ثانيًا: من خلال وصف ملكي صادق في النص، نرى أن أوصافه تتطابق مع شخص المسيح أو شخص الله ذاته، مثل " 1 لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ ... 2 ... الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ." وهاتان الصفتان هما صفتان متوحدتان لله أو للمسيح (أي أقنوم الله الابن، أو المسيح الذي تجلى به). فالكتاب يؤكد على أنه ليس أي إنسان بار (رومية 3: 10)؛ فإذًا ملك البر ليس إنسان؛ فالكتاب تنبأ عن المسيح الآتي داعيًا إياه شمس البر " 2 وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا" ملاخي 4. وقال أن المسيح سيلبس البر كالحزام: "1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ .... 5 وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقَوَيْهِ" أشعياء 11. أيضًا يؤكد الكتاب أن المسيح هو رئيس السلام "6 لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ." أشعياء 9. إذًا نفهم من هاتان الصفتان في النص، أنه لا يمكن أن يكون ملكي صادق إنسان؛ بل هو أقنوم الله الابن، ودوره هو أنه الإعلان المرئي والمسموع والتنفيذي، للذات الإلهية. كأقنوم الجسد في الثالوث البشري (روح، نفس وجسد)؛ هو الأقنوم المرئي والمسموع والتنفيذي، للذات البشرية.
ثالثًا: إن ملكي صادق بارك أبراهيم، وقدم لابراهيم خبزًا وخمرًا: "18 وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ الْعَلِيِّ. 19 وَبَارَكَهُ وَقَالَ: مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ". وهاذان الرمزان، يشيران لذبيحة نفسه التي سيقدمها، بعد هذا الزمان بنحو 2200 عام: "26 فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ" عبرانيين 9. والخبر والخمر يرمزان لجسد ودم المسيح. (لوقا 22: 19-20 و1 كورنثوس 10: 16). لذلك قال المسيح للفريسيي: "56 أبوكم إبراهيم تهلَّل بأن يرى يومي فرأى وفرح." يوحنا 8.
رابعًا: كثير من المفسرين يفهمون من عبارة " بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ." عن ملكي صادق الذي ظهر لإبراهيم، فلم يذكر الكتاب له نسل، ولا متى مات؛ وهذا مناف للكهنوت الهاروني؛ حيث فيه، لا يُقبل أي كاهن بلا سلسلة نسبه (راجع عزرا 2: 62 ونحميا 7: 64). لكن النص يتكلم هنا عن أشياء لا تنطبق على إنسان؛ مثل " لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ" هل أي إنسان ليس له بداية أيام؟ وهل ملكي صادق الذي ظهر لإبراهيم شُبه بابن الله في أي مكان في الكتاب؟؟ فملكي صادق هذا، هو الله الذي ليس بداءة أيام له ولا نهاية حياة. وذلك الأقنوم، الذي نسميه أقنوم الله الابن، هو مشبه بابن الله، وليس ابن الله بمفهومنا البشري المحدود. فلأن الله غير المحدود، استخدم لغتنا البشرية المحدودة، استخدم تعابير بشرية محدودة، ليظهر ذاته غير المحدودة. لذلك لا يجوز أن نأخذ قضية تجسد المسيح ووصفه بان الله؛ على أن الله اتخذ صاحبة وهي مريم، وأنجب منها المسيح؛ كما يظن المسلمون مثلا. فتعبير "ابن الله" هو فقط تشبيه للدلالة على أقنوم من أقانيم الله الظاهر للبشر؛ والذي تجسد لكي يظهر الله عن ملء إعلانه للبشر؛ وذلك لإرجاعهم لأحضانه الأبدية. لذلك المسيح لا يمكن فصله عن الذات الألهية، فهو والله واحد، لكنه ليس ابن الله بالمفهوم البشري أبدًا.
باسم أدرنلي
الآيات: " 1 وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ "
مقارنة مع عبرانيين 9 " 26 فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ."
الاعتراض: هل المسيح هو رئيس كهنة أن ذبيحة خطايا البشر؟؟
الرد: نعم عدد من النصوص توضح أن المسيح هو رئيس كهنة للمؤمنين على رتبة ملكي صادق. ففي عبرانيين 7 يقول الآب عن المسيح الابن: " 21... أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ"؛ وذلك تصديقًا لنبوة مزمور 110: 4. لكن توجد أيضًا نصوص أخرى في عبرانيين، تؤكد على أن المسيح هو ذبيحة خطايا البشر، مثل: " 28 هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ." عبرانيين 9. والجواب هو أن المسيح كان الاثنين معًا، رئيس كهنة، تقدم بذبيحة نفسه مرة واحدة لفداء خطايا البشر؛ مما يميزه عن أي كاهن آخر: " 25 وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَاراً كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. (غير دمه) 26 فَإِذْ ذَاكَ (أي المسيح) كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ." عبرانيين 9. إذًا لا تناقض إطلاقًا بين النصوص.
باسم ادرنلي
الآيات: " 3 وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «قُدْسُ الأَقْدَاسِ» "
مقارنة مع خروج 30 " 1 «وَتَصْنَعُ مَذْبَحاً لإِيقَادِ الْبَخُورِ. مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تَصْنَعُهُ.... 6 وَتَجْعَلُهُ قُدَّامَ الْحِجَابِ الَّذِي أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ. قُدَّامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ."
الاعتراض: هل مذبح البخور يجب أن يكون خلف الحجاب الثاني أي في قدس الأقداس، كما في عبرانيين؛ أم قدام الحجاب، أي خارج قدس الأقداس؛ كما في خروج 30؟
الرد: إن الناقض لا يميز بين مذبح الباخور الذي يجعلوا به الفحم دائمًا مشتعل ويضعوا عليه البخور؛ وبين المبخرة من ذهب، التي تُحمل في اليد، للتبخير أمام تابوت عهد الرب. فمذبح البخور في خروج هو من خشب السنط؛ أما المبخرة التي يتكلم عنها في عبرانيين، فهي من ذهب. ببساطة يتكلم الوحي هنا على عنصرين مختلفين؛ مذبح البخور خارج قدس الأقداس؛ والمبخرة داخل قدس الأقداس.
باسم ادرنلي
الآيات: " 3 وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «قُدْسُ الأَقْدَاسِ» 4 فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَابُوتُ الْعَهْدِ مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ."
مقارنة مع خروج 30 " 1 «وَتَصْنَعُ مَذْبَحاً لإِيقَادِ الْبَخُورِ، مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تَصْنَعُهُ...... 6 وَتَجْعَلُهُ قُدَّامَ الْحِجَابِ الَّذِي أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ. قُدَّامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ."
وأيضًا 1 ملوك 8 " 9 لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ إِلاَّ لَوْحَا الْحَجَرِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى هُنَاكَ فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ."
الاعتراض الأول: هل مائدة البخور هي داخل الحجاب، في مكان قدس الأقداس، كما في عبرانيين؛ أم قدام الحجاب، خارج قدس الأقداس، كما في خروج؟؟
الرد: إن المعترض لم يميز بين عنصرين هامين في خيمة الاجتماع؛ الأول هو مذبح البخور، وهو أمام الحجاب، خارج قدس الأقدس؛ والعنصر الثاني، هو المبخرة (المجمرة)، التي تستخدم مرة في السنة داخل قدس الأقدس. فسياق عبرانيين 9، هو يوم الكفارة، الذي فيه يدخل رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة، ليكفر عن خطاياه وخطايا الشعب. فيأخذ جمر من المذبح خارج القدس؛ ويدخل به مرة واحدة ليبخر داخل قدس الأقداس، كما يؤكد الوحي في لاويين 16، عن يوم الكفارة: "12 وَيَأْخُذُ مِلْءَ الْمَجْمَرَةِ جَمْرَ نَارٍ عَنِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَمِلْءَ رَاحَتَيْهِ بَخُورًا عَطِرًا دَقِيقًا، وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى دَاخِلِ الْحِجَابِ 13 وَيَجْعَلُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلاَ يَمُوتُ." فآية عبرانيين أعلاه، تتكم عن المبخرة التي يبخر بها داخل قدس الأقداس التي تستخدم مرة في السنة؛ وأما المعترض فيتكلم عن مذبح البخور الموجود خارج قدس الأقداس، والذي يستخدم كل السنة؛ فلا يوجد تناقض بين النصوص.
الاعتراض الثاني: هل كان في تابوت العهد ثلاث أشياء، كما في عبرانيين؛ أم فقط لوحي الوصايا (الشهادة) كما في 1 ملوك ؟
الرد: إن آية 1 ملوك (كذلك 2 أخبار 5: 10)؛ كل ما تقوله لنا، أنه لغاية وقت الملك سليمان، كان في داخل تابوت الشهادة فقط لوحا الشهادة. " 9 لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ إِلاَّ لَوْحَا الْحَجَرِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى هُنَاكَ فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." 1 ملوك 8. وهاتان الآيتان تتكلمان على وقت سليمان. فهل بقي التابوت كذلك فيه فقط لوحا الشهادة بعد حكم سليمان. في هذه القضية يجب أن نلاحظ أمرين هامين:
الأول: إن موسى أمر هارون بأن يحفظ وعاء من المن الذي أكله إسرائيل في البرية للشهادة أمام الرب: " 33 وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: خُذْ قِسْطاً وَاحِداً وَاجْعَلْ فِيهِ مِلْءَ الْعُمِرِ مَنّاً وَضَعْهُ أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحِفْظِ فِي أَجْيَالِكُمْ. 34 كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَضَعَهُ هَارُونُ أَمَامَ الشَّهَادَةِ لِلْحِفْظِ." خروج 16. وبذلك يصبح عندنا هنا لوحا الشهادة، والمن للشهادة أيضًا، ليشهدا للأجيال القادمة عن أعمال الله.
الثاني: أيضًا أمر الرب موسى بأن يحفظ عطا هارون في القدس أمام تابوت الشهادة، لكي يتذكر الشعب ويكف عن التمرد: " 10 وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلى أَمَامِ الشَّهَادَةِ لأَجْلِ الحِفْظِ عَلامَةً لِبَنِي التَّمَرُّدِ فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لا يَمُوتُوا."العدد 17؛ فيصبح عندنا لوحا الشهادة في التابوت؛ ووعاء المن وعصا هارون للشهادة، أمام التابوت.
فكل ما يقوله لنا الكتاب هو أنه لغاية الملك سليمان، كان في داخل التابوت فقط لوحا الشهادة؛ لكن لا يقول لنا ماذا حدث بعد ذلك. فمثلا نعرف أن الملك آحاز غيَّر الكثير من الترتيب في الهيكل بخلاف ما رتبه سليمان؛ واستبدل المذبح الذي عمله سليمان، بمذبح مثل المذبح الوثني للملك تغلث فِلاسر ملك أشور، وزاح مذبح سليمان إلى مكان آخر: "14 وَمَذبَحُ النُّحَاسِ الَّذِي أمَامَ الرَّبِّ قَدَّمَهُ مِنْ أمَامِ الْبَيْتِ مِنْ بَيْنِ الْمَذبَحِ وَبَيْتِ الرَّبِّ، وَجَعَلَهُ عَلَى جَانِبِ الْمَذبَحِ الشِّمَالِيِّ. 15 وأمَرَ الْمَلِكُ آحَازُ أُورِيَّا الْكَاهِنَ: عَلَى الْمَذبَحِ الْعَظِيمِ (الجديد - المُستبدل) أوقِدْ مُحْرقَةَ الصَّبَاحِ وَتَقْدمَةَ الْمَسَاءِ وَمُحْرقَةَ الْمَلِكِ وَتَقْدِمَتَهُ." 2 ملوك 16. ففكرة أن تحدث تغييرات واردة جدًا؛ لذلك يخبرنا وحي العهد الجديد في عبرانيين أعلاه، أنه فيما بعد، وُضع في التابوت أيضًا وعاء المن وعصا هارون؛ كما يبدو للحفاظ عليهما ولتأدية نفس الدور – وهو للشهادة لبني إسرائيل على أعمال الله العظيمة في القديم. فلا يوجد أي تناقض في النصوص، انما تضيف آية العبرانيين جزئية هامة لما حدث بعد حكم الملك سليمان.
باسم ادرنلي
الآيات: " 6 بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. 7 ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ»."
مقارنة مع مزمور 40 " 6 بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ. 7 حِينَئِذٍ قُلْتُ: [هَئَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي 8 أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ."
الاعتراض: لماذا يستشهد كاتب العبرانيين بمزمور 40، بشكل خطأ؟
الرد: إن الآيتين تقولان نفس الشيء تمامًا؛ فعدد 6، يقول أن الله لا يسر بذبائح؛ وعدد 7 ينبئ داود بالروح عن مجيء المسيح الذي سينقذه من الشرور التي لا يقدر أن يتخلص منها (كما يقول في الأعداد 12-13). لكن من الناحية الثانية، كما سبق ووضحنا تحت تعليقات أخرى؛ إن الاقتباس نوعين؛ الأول، هو اقتباس حرفي؛ ويجب أن يأتي بداخل علامات اقتباس "" . والثاني هو الاقتباس التفسيري؛ فهذا النوع من الاقتباس، فيه يفسر ما يفهمه الكاتب من القول المقتبس؛ ولا يكون طبعًا داخل علامات اقتباس. فالوحي هنا قدم تفسيرًا وشرحًا للاقتباس. لذلك ممكن يتضمن أمور تزيد على معنى النص، لكي يفهم القارئ: كيف تمت النبوة؟ وما كان المقصود منها بالضبط؟ إذا لا خطأ في الاقتباس الوارد أعلاه، فالروح القدس الذي كتب كليهما، أراد أو يوضح لنا تتمَّته.
باسم أدرنلي
الآيات: " 11 وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ"
مقارنة مع لاويين 17 " لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ."
الاعتراض: هل الذبائح في العهد القديم تكفر عن الخطية، كما في لاويين؛ أم لا تكفر عن الخطايا، كما في عبرانيين ؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيتين؛ فآية عبرانيين تتكلم عن نزع الخطية وليس غفران الخطية؛ وهو مصطلح قدمه الوحي في رسالة رومية وغلاطية تحت شعار "البر" اي البراءة من الذنب. فيوجد فرق شاسع بين الغفران والبر (أي البراءة). إن الغفران يَثبُت ذنب الإنسان، لكنه ينال حلاً يحرره من جزاء الذنب. مثلاً إذا حُكم على إنسان بتهمة سرقة، ودفع ثمن خطيته بأنه سجن لمدة خمس سنوات؛ فبعدما يخرج من السجن تكون تلك الخطية مغفورة له؛ ولا يستطيع القانون أن يمسكه بها. لكن بالرغم من هذا، إذا قدم طلبًا للعمل في أي مكان، سوف لا يوظفه أحد على أساس ذلك الغفران، لأن الغفران لا يحرره من عار خطيته؛ أو بصيغة عبرانيين أعلاه، الغفران لا ينزع الخطية؛ فيبقى أثر الجريمة في ملفه الجنائي مدى الحياة. أما البر، فبحسب تعليم الوحي في رسالة رومية، هو البراءة من الذنب؛ وهو عندما يقف ذاك الذي اتهم في السرقة، في محكمة؛ ويتضح أنه بريء من تلك التهمة تمامًا؛ ويُحكم عليه بإخلاء السبيل لأنه بريء. وهنا يوجد فرق شاسع بين الإثنين حيث أن الثاني يكون كالذي لم يتهم في أي شيء؛ خالٍ من أي ذنب أو عيب، وبلا لوم.
إن الذبائح في العهد القديم لم تقدم للإنسان براءة من الذنوب، بل فقط غفران. ويتضح من خلال تعليم العهد الجديد سر خطير؛ وهو أن الله سوف لا يقبل أي إنسان على أساس غفران فقط، بل على أساس براءة كاملة من الذنب. لذلك جاء المسيح ومات على الصليب، لكي يمنحنا ليس فقط غفران، بل براءة (نزع للخطية). فموته منحنا غفرانًا؛ وقيامته منحتنا براءة من الذنب: "25 الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا (منحنا البراءة)" رومية 4. إذًا القضية الهامة في كفارة المسيح هي منح البراءة للإنسان، وليس فقط غفران الذي كان يمنحه الناموس. لذلك يقول الكتاب عن كفارة المسيح: "21 لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ (أي براءة)، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ" غلاطية 2. وهذه هي عظمة الإنجيل، لأنه فيه مُعلَنْ حل البراءة للإنسان: " 16 لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ... 17 لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ .." رومية 1. إذًا ذبائح الناموس لم تنزع الخطية من جذورها، أما كفارة المسيح، فمنحت الإنسان براءة من الذنب، والتي بدونها سوف لا يقبل الله الإنسان إطلاقًا؛ فلا تناقض بين الآيات.
باسم ادرنلي
الآيات: " 8 بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي."
مقارنة مع تكوين 12 " 5 فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ."
الاعتراض: هل كان إبراهيم لا يعلم إلى أين هو ذاهب، كما في عبرانيين؛ أم كان يعلم إلى أين هو ذاهب، كما في تكوين؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيتين، فأرض كنعان كبيرة؛ فكون إبراهيم يعرف أنه ذاهب إلى أرض كنعان، لا يناقض كونه لا يعلم إلى أين هو ذاهب فيها. وقصد الوحي من تلك العبارة هو أن إبراهيم لم يجد الأرض التي تكلم عليها الله في كنعان؛ فظل في خيام مؤقته، لأنه فهم أن الله يقصد أرض الموعد الحقيقية، وهي أورشليم السماوية، كما نرى من الآيات التي بعد آية المعترض: " 9 بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. 10 لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ."عبرانيين 11. إذًا لقد عرف إبراهيم أنه ذاهب إلى أرض كنعان؛ لكنه ظل ساكنًا بشكل مؤقت في خيام، يبحث إلى أين سيستوطن فيها؛ إلى أن فهم أن الله قصد أرض الموعد التي في السماء. فلا يوجد تناقض بين الآيات؛ لأن آية عبرانيين تفسر عن ما كان يدور في نفس إبراهيم؛ وآية تكوين، تتكلم ببساطة إلى أين ذهب إبراهيم (أي أحداث فقط)؛ فيوجد فرق شاسع بينهما.
باسم ادرنلي
الآيات: "17 بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ "
مقارنة مع يعقوب 1 " 13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً."
الاعتراض: كيف يقول يعقوب أن الله لا يجرب أحد، لكن في عبرانيين الله جرب إبراهيم؟
الرد: إن يعقوب لم يقل أن الله لا يجرب أحد بشكل عام؛ بل لقد حدد الوحي من خلال يعقوب، أن الله لا يجرب البشر بالشرور " اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ". فعندما أقول لك أن فلان لا يسوق السيارة بالليل، هذا لا يعني أنه لا يسوق إطلاقًا. فالله لا يجرب بالشرور تعني أنه لا يضع أمامك شهوة ويجربك فيها؛ الله لا يضع أمامك مبلغ من المال، ليرى هل ستسرقه أم لا؛ بل إبليس الذي يجرب الإنسان بالشرور وليس الله. لذلك طلب منها الرب أن نصلي باستمرار لكي يحفظنا من تجارب الشرير (متى 6: 13 ولوقا 11: 4) . إن الله يجرب الإنسان أو يمتحنه بالأمور الصالحة فقط؛ وهي تخص قضايا الإيمان والالتزام الروحي والسلوكي؛ وذلك لكي يبرز له مدى نجاحه وفشله، بهدف البناء والإصلاح. مثلا يصلي المؤمن ويعلن لله أنه مستعد بأن يقدم حياته له؛ وبعد ذلك يمتحنه الله بوضع أخ محتاج أمامه، طالب مساعدة بمقدار 20 دينار؛ بعدها يكتشف ذلك الشخص أنه لا يقدر حتى أن يضحي بـ 20 دينار لأجل الرب، فكيف يقدم حياته له؟؟ تارة أخرى يعلن إنسان مؤمن أمام الله بصلاته أنه سامح فلان على ما عمله نحوه؛ بعدها يمتحنه الله بوضع نفس الأخ أمامه بموقف صعب؛ لكي يبرز له أنه لم يسامحه بعد...إلخ. وكما يقول المثل العربي الشهير: "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان"، فيُظهر الله للإنسان ضعفاته، وأين يحتاج لبناء؛ ليس ليعري عوراته، بل لكي يجعله يكتشفها بنفسه، لكي يطلب من الله ليشفيه ويقوِّيه. إذا الله يجرب أو يمتحن الإنسان من نحو إيمانه وسلوكه؛ لكنَّه لا يُجرب الإنسان بالشرور، فلا يوجد أي أدنى تناقض بين الآيات.
باسم ادرنلي
الآيات: " 21 بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ"
مقارنة مع تكوين 49 " 33 وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ."
ومع تكوين 47 "31 فَقَالَ: «احْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ. فَسَجَدَ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْسِ السَّرِيرِ."
الاعتراض الأول: هل مات يعقوب وهو يبارك إبني يوسف، كما في عبرانيين؛ أم مات بعدما أوصى أولاده، كما في تكوين ؟
الرد: لا يوجد تناقض بين الآيات، فعبادة "عند موته" أي عند تقارب ساعة موته، حيث الكلمة المستخدمة هناك "وهو يحتضر" ("ابوثنسكو" في اليونانية)؛ والاحتضار أحيانًا يأخذ أيام. فلا يوجد أي تناقض بين الآيات. تكوين يرينا ماذا حدث بالتفصيل؛ وأن يعقوب بارك أبني يوسف، ومن ثم أوصى أولاده، ثم مات.
الاعتراض الثاني: هل سجد إسرائيل على رأس السرير، كما في تكوين 47؛ أم على رأس عصاه، كما في عبرانيين 11 أعلاه؟
الرد: إن الآيتين، عبرانيين 11: 21 وتكوين 47: 31 ليس لهما علاقة ببعض!! آية العبرانيين، تتكلم عن مباركة يعقوب لأبني يوسف (والمرادف لها هو تكوين 48: 11-20، وليس تكوين 47 أعلاه)، فلا يوجد أي علاقة بين الآيتين. آية العبرانيين تتكلم عن بركة يعقوب لأبني يوسف، وأما ما حدث في نص تكوين 47، هو أنه عندما طلب يعقوب من يوسف أن يدفنه مع آباءه في أرض كنعان، وليس في أرض مصر. فسجد على رأس عصاه من مرضه، ضعف جسده وثقل رأسه. ويبدأ الأصحاح 48 من تكوين، بعبارة "1 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّهُ قِيلَ لِيُوسُفَ: «هُوَذَا أَبُوكَ مَرِيضٌ»...." أي أحداث مباركة يعقوب لإبني يوسف (المذكورة في عبرانيين 11 أعلاه)، حدثت بعد مدة من تكوين 47، الذي فيه مكتوب أنه سجد على رأس عصاه.
باسم ادرنلي
الآيات: " 32 وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ"
الاعتراض: لماذا يذكر الوحي رجال الإيمان من أمثال باراق وشمشون، مثلا؛ ويقارنهم بداود، موسى ويوسف؟
الرد: إن آية عبرانيين تتكلم عن الإيمان لهؤلاء الشخصيات؛ وفيها المهم هو ليس بداية حياتهم، انما نهايتها، وهذا يوضحه الكتاب في نفس رسالة العبرانيين 13 "7 اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ". فنرى مثلا في باراق ضعف من جهة ثقته بنفسه؛ لكن من الناحية الثانية، نرى أنه لا يمانع أن تأخذ المجد امرأة بدلاً منه، فالمهم بالنسبة له كان، أن ينتصر شعب الرب ويتمجد الله. لذلك حتى النص في قضاة 5، يكرمه في أنشودة دبورة: "12 اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ! اسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي وَتَكَلَّمِي بِنَشِيدٍ! قُمْ يَا بَارَاقُ وَاسْبِ سَبْيَكَ، يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ". أيضًا شمشون انحرف عن دعوة الله واستخدم مسحته وقوته لذاته وليس لشعب الرب؛ لكن في نهاية حياته، تمكن الله المخلص من أن يعيد له شعوره بالمسؤولية تجاه خطة الله وشعب الرب (قضاة 16).
شرح موسع:
من جهة شخصيات رجال ونساء الله، في الكتاب المقدس، نرى ثلاثة أعمده أساسية يركز عليها الكتاب؛ إذا فهمناها، فهمنا الجزء الأكبر من الكتاب المقدس:
العمود الأول؛ وهو ضعفات رجال ونساء الله: لكي يبرز أن الله وحده المعصوم عن الخطية. ولكي يبرز أيضًا أن البشر يحتاجون إلى إنسان مُخَلِّص؛ وذلك المخلص يجب أن يكون الله ذاته المتجلي في بشر. لذلك نرى أيضًا أن المسيح كان الإنسان الوحيد الذي لم يخطئ، واستطاع أن يرجع السرور لقلب الله الآب.
العمود الثاني؛ كيف تعامل الله مع ضعفاتهم: وهذا الركن من أهم أركان الكتاب المقدس، والذي فيه نرى طبيعة الله ومحبته، وصبره على البشر. هدف هذا الركن هو يبرز قداسة وكمال الله، ليتمجد فقط الله وحده لا شريك له. فنرى ردة فعل الله مثلا على زنى وقتل داود، كيف أن الله قدوس، فلم يتنازل الله عن الحق؛ وأنزل عقوبة شديدة على بيت داود؛ ونرى أيضًا شيئًا مذهلاً، وهو أنه حتى بعد هذه الحادثة بألف عام، في نسل المسيح، أن الله لا زال مُصِر على أن المرأة التي أخذها داود، ليست من حقة، فيقول: "6 وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا (زوجها الذي أخذها منه داود)" متى 1.
العمود الثالث؛ وهو قدرة الله على تغيير الإنسان: وفيها نرى أيضًا مجد الله الذي يكمن في إبراز هدفه من إظهار ضعفات البشر. وهو لكي يرينا الله قدرته المخلصة القادرة على تغيير الإنسان.
فالله ليس إله ينتظر الإنسان ليخطئ لكي يعقبه!!
وأيضًا ليس هو إله يطلب من الإنسان ليتغير لكي يرضه؛ وهو واقف من بعيد يراقبه!!
بل هو إله يريد أن يكون دائمًا مشترك في تغيير الإنسان؛ لأنه أب مُحب ومُخلِّص للبشر. وأنا أشبه هذا الركن مثل مهندس متخصص بترميم المباني القديمة؛ فعادةً يأخذ صور في كل مراحل الترميم؛ لكي يريك كيف كانت البناية من قبل الترميم؛ وكيف أصبحت بعدما رممها. فبدون إظهار صورتها المأساوية السابقة، سوف لا تدرك مهارته وإبداعه. هذا ما يقدمه الكتاب المقدس في هذا الركن خلال إظهار ضعفات رجال ونساء الله؛ ومن ثم إظهار محبة وصبر وقدرة الله على تغييرهم. نرى مثلا كيف تعامل الله مع ضعف إبراهيم، الذي جعله يكذب مريتن؛ لأنه كان خائف على نفسه من أن يموت. لكن في نهاية حياته، نرى كيف أصبح إبراهيم بنعمة الله، مستعدًا لأن يقدم إسحق ابنه لله؛ والذي كان بالنسبة له في تلك المرحلة، أعز من نفسه وحياته (تكوين 12 و20 و22).
باسم ادرنلي
الآيات: " 17 فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ."
الاعتراض: لماذا لم تقبل توبة عيسو، خاصة أنه طلبها بدموع!! ألا يتعارض هذا مع رحمة الله؟؟
الرد: إن النص لا يتكلم عن قبول الله لتوبة عيسو من جهة غفران خطيته؛ فالله بالتأكيد قد قبل توبة عيسو. لكن النص يتكلم عن استرجاع عيسو لحق البكورية، فلم يقبل الله أن يرجعه له، بسبب احتقاره لبكوريته. إذًا توبة عيسو من الخطية مقبولة بالتأكيد، والنص لم يتكلم عنها؛ انما تكلم عن استرجاع البكورية (وهو امتيازه كأول ذكر – وهو عادة أن يكون له ضعف الميراث، والممثل الشرعي لأبيه). فالقضية الهامة التي يجب أن ندركها هي، أنه أحيانًا توجد نتائج للخطية نضطر أن نتعايش معها. مثلا شخص يتهاون في السياقة من حيث السرعة؛ يحذره الأخوة مرة وعشرة، ولا يسمع. وذات يوم يعمل حادث يؤول إلى موت ابنه؛ بعدها يتوب إلى الله، ويسامحه الله على استهتاره. لكن توبته سوف لا تُرجع ابنه، فأحيانًا نضطر أن نعيش مع حمل نتائج الخطية، ليس ذنب الخطية نفسها. لكن مع هذا، فالله وعد أن يعوضنا عن ما نخسره، إذا كنا نعبده ونطلبه من كل قلوبنا، ليغير حياتنا؛ حيث قال: "25 وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ، الْغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالْقَمَصُ، جَيْشِي الْعَظِيمُ الَّذِي أَرْسَلْتُهُ عَلَيْكُمْ" يوئيل 2.
باسم ادرنلي