الآيات: " 16 لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخاً مَحْبُوباً، وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِلَيْكَ فِي الْجَسَدِ وَالرَّبِّ جَمِيعاً!"
الاعتراض: كيف يطلب بولس من العبد أنسيمس أن يرجع لسيده؟ ألا يشجع هذا العبودية؟
الرد: إن ادعاء المعترض غير صحيح كليًا، بل يميل بولس لحث فليمون بأن لا يجعل أنسيمس فيما بعد عبد، بل بالعكس أن يعامله كأخ؛ وهذا واضح من النص: " لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخاً مَحْبُوباً". وكأنه يعاتبه بأنه قبل أن يهرب، كان يعامله كعبد؛ وفيه يقدم له توبيخ مبطن بخصوص هذا. لكن من الناحية الأخرى، العهد الجديد لا يشجع على العبودية، لكنه في نفس الوقت، لا يدعو العبيد إلى الحرب من أجل التحرر من عبوديتهم؛ وأن لا يعيشوا مكتئبين بسبب عبوديتهم؛ بل يحثهم ليدركوا أن لله قصد صالح من وراء عبوديتهم. لكن في نفس الوقت، الوحي يدعوهم بأن يثقوا بالله في مصيرهم ووضعهم؛ فإذا فتح الله لهم باب للتحرر، ليأخذوه؛ وإن لم يفتح لهم الفرصة لذلك، فليعلموا أنهم في عبوديتهم أحرار في الرب: " 20 اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا. 21 دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرّاً فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِيِّ. 22 لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ." 1 كورنثوس 7.
باسم أدرنلي