الآيات: "8 فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ 9 الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ"
مقارنة مع 2 بطرس 3 "7 وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ."
أيضًا رؤيا 20 " 14 وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي".
الاعتراض: هل سيدان الخطاة في جهنم الآن، كما تقول آية 2 تسالونيكي؛ أم فيما بعد في اليوم الآخر، كما تقول آيات 2 بطرس ورؤيا؟
الرد: إن آية 2 تسالونيكي لا تقول أن الذين لم يقبلوا خلاص المسيح، سيلقون في جهنم حال موتهم وحالاً سيهلكون؛ بل تقول أنهم سيعاقبون بهلاك أبدي، عند ظهور وجه الرب يسوع المسيح. لكن الآية لا تفصل حتى أنهم سيهلكون حالا بعد مجيء المسيح أم لا؛ بل ببساطة عندما يجيء. وهذا توضحه باقي الآيات، ولا تناقضه. فآية 2 بطرس تربط هلاك الأشرار، بزوال الأرض؛ وآية رؤيا تتكلم عن دينونة الأشرار في البحيرة المتقدة بنار وكبريت؛ لكن بعدها تمامًا يقول الوحي: " 1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ." رؤيا 21. وهذا تمامًا ما تقوله آيات 2 بطرس؛ لكن لا توضحه آية 2 تسالونيكي؛ حيث لا تحدد متى بعد ظهور المسيح سيدان الأشرار. إذًا لا تناقض إطلاقًا بين الآيات.
باسم ادرنلي
الآيات: " 12 لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اسْمُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِيكُمْ، وَأَنْتُمْ فِيهِ، بِنِعْمَةِ إِلهِنَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ"
أيضًا أعمال 2 "39 لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا "
الاعتراض: هل الرب هو الإله الذى هو الله أبو يسوع المسيح، كما في أعمال؟؟ أم الرب هو يسوع المسيح ذاته، كما في تسالونيكي ؟!!
الرد: إن الوحدة بين الأقانيم الثلاثة للإله الواحد، لا تتضارب مع وحدانية الله. ولكي نفهم الثالوث الإلهي، يساعدنا جدًا إذا نظرنا إلى الثالوث البشري المخلوق على صورة الله. فالإنسان هو روح، نفس، وجسد. النفس تقود مصير الإنسان الأرضي والأبدي؛ لكن مع وجود ثلاث أقانيم للإنسان، تقدر أن تتعامل مع جسد الإنسان كالإنسان ذاته، وتقدر أن تتعامل مع نفس وفكر ومشاعر الإنسان كالإنسان ذاته أيضًا، بالرغم من أن أقنوم الجسد يختلف دوره عن أقنوم النفس!! وفي نفس الوقت، هذا لا يعني أنه يوجد إنسانين أو ثلاثة، بل إنسان واحد مثلث الأقانيم، روح، نفس وجسد. فالكتاب يؤكد أن توحيد الله الواحد، يأت من خلال ربوبية المسيح، وأي إنسان لا يعتبر المسيح رب على حياته، لا يقدر أن يُوَحِّد الله توحيد حقيقي: "6 لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ" 1 كورنثوس 8.
إذا بحسب الآية، لنا رب واحد هو يسوع المسيح، ونحن به نعرف ونعبد ونوحِّد الله الواحد.
تفسير موسع:
إن الله واحد مثلث الأقانيم، الآب والابن والروح القدس. الآب هو الله، الابن هو الله، والروح القدس هو الله. دور الآب يختلف عن دور الابن، كذلك دور الروح القدس، لكن الله واحد. للثالوث وجه مرئي للبشر، وهذا الوجه هو أقنوم الابن، هو الذراع التنفيذي والإعلان الكامل الظاهر للذات الإلهية. ولكي نفهم أكثر هذه النقطة في الثالوث، ممكن أن ننظر إلى الإنسان المخلوق على صورة الله: "27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" تكوين 1؛ فالإنسان، بحسب 1 تسالونيكي 5: 23، هو مثلث الأقانيم أيضًا؛ روح ونفس وجسد (النفس مثلثة أيضًا، وهي الشعور والفكر والإرادة، وهي عبارة عن من أنت، أي شخصيتك، ذاتك وفكرك). فعندما يرون الناس جسدي يقولون هذا أنا؛ وروحي هي أنا أيضًا، وكذلك نفسي هي أنا. لكن نفسي هي ليست جسدي، وجسدي هو ليس روحي، ونفسي هي ليست روحي. فالجسد له دوره في الحركة والتنفيذ والتعبير عن روح ونفس الإنسان؛ والروح لها دورها في جذب الإنسان للرجوع والاقتران بالله، والنفس لها دورها في قيادة مصير الإنسان الأرضي والأبدي؛ لكن طبعًا الإنسان واحد وليس ثلاثة، كذالك الله واحد لكنه مثلث الأقانيم. فكل أقنوم له عمله ودوره، لكنه مرتبط ومعتمد على الأقنوم الآخر؛ فعندما أفكر، نفسي تفكر، لكن ليست نفسي التي تكتب، بل جسدي. فكل أقنوم من أقانيمي له دوره، وهو مرتبط بالأقنوم الآخر بشكل لا يمكن فصله؛ أي أن الثالوث الإلهي هو الصمد؛ وهو تعبير اقتبسه المسلمون عن الطقوس السريانية، التي استخدمت تعبير "الصمد" عن الله، لتظهر جانب من طبيعة المثلث الأقانيم، الذي لا يمكن انفصال أقانيمه عن بعضها البعض ("الصمد" تعني في الطقوس السريانية تعني المتعدد المتماسك، الذي لا يمكن فصله عن بعضه البعض).
باسم ادرنلي
الآيات: " 11 وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،"
مقارنة مع 1 تيموثاوس 2 " 4 (الله) الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ."
الاعتراض: كيف يرسل الله للناس عمل الضلال في 1 تسالونيكي؛ وفي نفس الوقت، يريد أن جميع الناس يخلصون!! ألا يوجد تناقض بين الآيتين؟
الرد: إن المعترض وضع الآية خارجة عن سياقها؛ فسياق الآية يتكلم عن النبي الكذاب الذي سيأتي قبيل مجيء الرب؛ والذي سيخدع البشر بقوات وعجائب: " 9 الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، 10 وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا." فيتكلم الوحي عن مجموعة من الناس، وهم الهالكين؛ ويصفهم بأنهم لم يقبلوا ويحبوا الحق حتى يخلصوا؛ أي أنهم هم الرافضين وطالبين الضلال، وليس أن الرب رافضهم أو سيضلهم. فعبارة "سيرسل إليهم الله عمل الضلال" تعني ببساطة أن الله سيسمح بأن يأتي الشيطان متجسدًا في نبي كذاب في أواخر الأيام؛ ليخدع هؤلاء الناس، الذين رفضوا الحق وسروا بالاثم. فليس الله الذي سيضلهم، بل هم طلبوا الضلال؛ والله فقط سمح بضلالهم، لأنه أعطاهم إرادة روحية حرة، ليختاروا؛ كما يقول الوحي في مكان آخر: " 28 وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ." رومية 1.
باسم أدرنلي