كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات أفسس

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 4

الآيات:  " 4 كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ"
مقارنة مع متى 20 " 16 هَكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ»."
الاعتراض:  بحسب أفسس 1، إذا كان الله سبق واختار عدد من الناس من قبل تأسيس العالم؛ فما هو ذنب الناس التي لم تؤمن إذًا؟ وفي نفس الوقت المسيح، بحسب متى 20؛ يقول أن الدعوة هي لكثيرين، والاختيار لقليلين؛ فهذا يناقض فكرة سابق الاختيار؛ أو يصور الله كأنه يعبث بمشاعر الناس، بأنه يدعو الجميع أو الأكثرية؛ لكنه حدد أنه سوف يرسل الكثير منهم للجحيم، لأنه عين من بداية الخلق، من سيؤمن ومن سيكفر ؟
الرد:  إن الكتاب المقدس يبرز خطين متوازيين بخصوص قدر الإنسان:
الأول: هو خط الإرادة الحرة التي وهبها الله للبشر في الاختيارات الروحية والأدبية.
والثاني: هو معرفة الله من قبل تأسيس العالم بما سيختار كل إنسان خلقه الله.
إن المهم إدراكه في هذا الموضوع هو، أن الله خلق الزمن ووضع الإنسان فيه (تكوين 1: 14)؛ أما الله فهو فوق الزمن، وعنده الماضي كالحاضر كالمستقبل، مكشوف تمامًا أمامه. الشيء الذي يصعب على الإنسان المحدود فهمه هو، أن سابق معرفة الله، لا تجعل الإنسان مسيَّرًا، ولا تقيد الإنسان في ممارسة الإرادة الحرة التي وهبها الله للبشر. وممكن أن نلخص تلك القضية بعدة نقاط:
1- إن الله أتاح نعمة النجاة من الجحيم لجميع البشر؛ كما أكد الوحي عنه: " 4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" 1 تيموثاوس 2. فهو لا يُضل إناس ويهدي إناس أخرين يريد إهدائهم. لكنه يريد أن جميع البشر يخلصون؛ لكن في نفس الوقت، اعطاهم إرادة حرة ليختاروا؛ وبدوره يتدخل في مصير الشعوب والحكومات والأنظمة دائمًا، ليوفر لكل إنسان الفرصة ليختار. لكي يكون كل إنسان في اليوم الآخر بلا عذر، كما يعد الله ويؤكد (رومية 1: 20  و2: 1).
2- إن الله وضع شروط لنيل تلك العطية، وهي من خلال المخلِّص يسوع المسيح؛ كما يكمل نص 1 تيموثاوس 2، ويقول: "5  لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،". فكثيرًا ما نهمش شروط الله للنجاة من الجحيم، ونعيش في خيال شروطنا نحن للنجاة. فيقول إناس أحيانًا؛ ماذا عن الإنسان الصالح، هل يمكن أن يكون مصيره جهنم؟ الجواب هو: ممكن؛ فلكي أنجو من الموت الأبدي، يجب أن أعرف ما هي شروط الله لذلك، وليس شروطي أنا. للتشبيه سأذكر مثال: وقف حسن على باب أحد المسارح السينمائية؛ وبدأ يراقب من يدخل المسرح؛ فلفت انتباهه أن مراقب الداخلين لم يدخل رجل صالح معروف ومشهود له في المدينة؛ وبعدها بلحظات أدخل نفس المراقب رجل شرير أيضًا معروف في المدينة. فتعجب حسن، وشعر بانزعاج من الأمر وشعر بعدم العدل. فمشكلة حسن، هي أنه ظن أن دخول المسرح معتمد على أخلاق الشخص؛ أما شروط دخول المسرح بالنسبة لإدارة المسرح، فهي حصول الزوار على تذكرة صالحة المفعول للعرض؛ وليست معتمدة على أخلاق الإنسان. طبعًا بعدما يدخل الزائر للمسرح، يوجد في الداخل قوانين؛ إذا لم يلتزم بها الزائر، سيطرد من المسرح.
فنحن نعمل نفس الشيء مع قضية المصير الأبدي، نطرح نظرياتنا للدخول للجنة، وننسى أن الموضوع مرتبط بشروط الله لدخول الجنة وليس شروطنا؛ وهي قبول يده الممتدة لنا من خلال كفارة المسيح. لأن ثمن الدخول لا يستطيع أن يدفعه أي إنسان، مهما كان صالحًا؛ كما قال الوحي قبل المسيح بحوالي 1000 عام: "7 الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ (ولا يستطيع أن يقدم لله كفارة عنه) 8 وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ، فَغَلِقَتْ إِلَى الدَّهْرِ....15 إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي (أي أن النبوة تقول، أن الله سيفدينا من يد الجحيم)" مزمور 49.
3- إن الله اختار فقط الذين استجابوا للشروط التي وضعها الله. وهو يعرف من هم هؤلاء من قبل تأسيس العالم؛ لكن كما قلنا، هذا لا يؤثر على حريتهم الكاملة للاختيار.
إذا بالرغم من أن الوحي يقول: "18 مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ" أعمال 15؛ لقد أعطى الله جميع البشر الفرصة للنجاة من الموت الأبدي؛ وأعطاهم أيضًا الحرية الكاملة ليختاروا كفارة المسيح، أو يرفضوها. فاختار الله جميع أولئك الذين لبوا شروطه، وقبلوا كفارة المسيح التي بذلت لأجلهم. وعلم من هم الذين سيلبوا شروطة، من قبل تأسيس العالم؛ وهذا لا يتعارض إطلاقًا مع إرادتهم الحرة الموهوبة لهم.

باسم أدرنلي

2: 8 - 9

الآيات:  " 8  لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9 لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ."

مقارنة مع يوحنا 5 " 28  لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ."

الاعتراض   :إن المسيح هنا يعلم هنا أن نجاة المؤمن من الجحيم معتمدة على أعماله؛ وفي آية أفسس 2، خلاصه ليس معتمد على أعماله، بل على نعمة الله؛ أليست تلك الآيات متضاربة مع بعضها البعض؟

الرد:   إن آية أفسس 2، غير مناقضة لتعاليم المسيح؛ فالمسيح أيضًا علم عن الخلاص بالإيمان؛ مثل الآية التي قبل آية يوحنا 5، ببضعة آيات: " 24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ."؛ فالاثنين، الإيمان والأعمال، يكملان أحدهما الآخر. المسيح يتكلم عن نيل المؤمن للخلاص المبني على الإيمان بعمله على الصليب لأجله؛ وبعد أن يختار المؤمن أن يدخل باب الخلاص، يوجد من المسيح له أعمال صالحة أعدها لكي يعملها، كما يتابع الوحي في نفس أفسس 2  أعلاه، ويقول: " 10 لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا."  فآية أفسس أعلاه، مأخوذه خارج سياقها، إن باب الخلاص الذي أدخله بالنعمة وبالإيمان، يجب أن يقودني للسلوك بالأعمال الصالحة التي أعدها لي المسيح، لأعملها.  فإذا بعدما نال المؤمن الخلاص، تمرد على الله، وعاش حياة الخطية ورفض أن يطيعه في الأعمال التي أعدها له؛ يوجد هنا رأيين؛ الأول: إما أن يفقد المؤمن خلاصه الذي وهبه اياه المسيح بالإيمان.  والثاني: هو أو أن يكون المؤمن لم ينل الخلاص بدايةً، بل كان إيمانه بالمسيح مجرد قناعة فكرية وشعور؛ وغير مؤيد بسكنى الروح القدس فيه. لكن في الحالتين، من المستحيل أن يكمل المؤمن الطريق مع المسيح، دون أن يطيعه في الأعمال الصالحة التي أعدها له لكي يسلك فيها؛ كما يوضح الوحي أيضًا: "19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20 وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟" يعقوب 2.  فإيمان بدون أعمال هو إيمان نظري؛ ومطابق لإيمان الشيطان بالله؛ فالشيطان يؤمن بالله، وهو موحد، لكن سلوكه وقلبه جامج وبعيد عنه.  كذلك كل إنسان يؤمن بحقيقة أن المسيح مات لأجل البشر، لكن لا يقبل عمل المسيح في حياته الخاصة ليغيره، سيهلك؛ وسوف لا يفيده إيمانه النظري والفكري بالمسيح أبدًا.

باسم أدرنلي

2: 14-16

الآيات: "14 لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ 15 أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا، 16 وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ."
مقارنة مع متى 5 "17 لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ"
الاعتراض: كيف يقول في آية افسس 2 "مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا"، ويقول في متى 5، أنه لم يأت لينقض الناموس، بل ليكمل! أليست الآيتان متناقضتان؟
الرد: يبدو لي أن المعترض هنا يسيء فهم معنى الناموس في متى 5؛ ويسيء فهم سياق آيات أفسس 2 أعلاه. سأرد على اعتراضه، ومن ثم سأشرح بعض النقاط التي ستعطينا فهم أوسع. لقد أساء الناقض فهم آيات أفسس 2؛ الآيات لا تتكلم عن إبطال الناموس. سياق الآية هو معاداة اليهود للأمم وانتفاخهم عليهم، بظنهم أنهم أعظم منهم. لذلك آيات أفسس تخبرنا بأن المسيح من خلال فدائه وفتحه الباب للأمم، أصبح الأمم مثلهم مثل اليهود تمامًا. فأنهى افتخار اليهود بفوقيتهم على الأمم، من خلال الناموس.

من خلال آيات أفسس 2 أعلاه، نرى كيف المسيح قد حقق عدة أمور من خلال فداءه وخلاصه للبشر:
* خلاصة مقدم لليهود والأمم سيان: حيث نجد عبارة تتكرر مرتين، تؤكد على المساواة بين اليهود والأمم: "جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا" في عدد 14؛ أيضًا "في جَسَدٍ وَاحِدٍ" في عدد 16. فهو لم يساوي بين اليهود والأمم فحسب، بل جعلهم في نفس العائلة الواحدة.
* إنهاء العداوة بين اليهود والأمم: "14 .. وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ 15 أَيِ الْعَدَاوَةَ .." أي أزال العداوة المزمنة بين اليهود والأمم؛ وأصبحوا الاثنين واحد بالمسيح.
* تثبيت السلام بين اليهود والأمم: "14 لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا... 16 وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ..". نلاحظ هنا، أن المسيح لم يأتي ليمنح السلام لأبتاعه فحسب؛ بل ليكون هو سلامنا. لذلك تقول الآية "هو سلامنا"؛ أي من له المسيح، له السلام الحقيقي، ومن ليس له المسيح، ليس له السلام.
* مبطلا مصدر فخر اليهود على الأمم (وهنا يكمُن الرد على المعترض): المسيح أبطل مصدر فخر اليهود على الأمم، وهو عهد شريعة موسى! فالله وضع الناموس لكي يجعل اليهود يشعرون بالعجز والانكسار والحاجة لمنقذ، أي المسيح؛ وليس للافتخار. فأصبح اليهود يفتخرون على الأمم، بدلا من الانسحاق والخجل، لأنهم ولا مرة استطاعوا أن يطيعوا الناموس بشكل كامل. ولم يكونوا أبدًا نورًا للأمم، كما أمرهم الرب أن يكونوا! وهذا نراه بوضوح من وصف بطرس الرسول لعهد الناموس:
"10 فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ (عهد الناموس) عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟" أعمال 15.

شرح موسع
عندما نتكلم عن الناموس، نحتاج أن نميز بين أمرين:
عهد الله مع شعب إسرائيل من خلال الناموس؛ ونصوص وحي العهد القديم ذاتها، خاصة أن المسيح يقول "الناموس والأنبياء"!!
الأول: العهد ذاته الذي قطعه الله مع موسى وشعب إسرائيل، قائلا لهم "مَلْعُونٌ مَنْ لاَ يُقِيمُ كَلِمَاتِ هذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهَا" (تثنية 27: 26). ولنفهم معنى عهد، دعنا نتخيل عقد عمل مثلا. تخيل نفسك أنك موظف نظافة تعمل في شركة، بعقد عمل معين ذات شروط وحقوق معينة. وذات يوم، صاحب الشركة قام بترقيتك، لتكون من لجنة الرؤساء المسؤولين على تطوير الشركة. طبعًا مع العمل الجديد، متوقع أن توقع على عقد عمل جديد، بشروط جديدة. لكن هذا لا يعني أن الشركة تغيرت، أو قوانينها تغيرت أو رؤيتها تغيرت. انما شروط عملك معهم تغيرت، بمكانة أكبر، مسؤوليات أعظم، وراتب أفضل. إذا العهد بين شعب إسرائيل والله من خلال ناموس الذبائح، استبدل بعهد أعظم، وأشمل – العهد الجديد بذبيحة المسيح وبعثه من الموت. إذا العهد تغير، لكن الله لم يتغير، ونصوص وحي العهد القديم لم تتغير، بل بقيت صلاحيتها كما هي. وهذا يقودنا للنقطة القادمة.
ثانيًا: إن نصوص وحي العهد القديم لم تُلغَ مع استبدال عهد الناموس بالعهد الجديد. وهذا ما قصد به المسيح بقوله: 
"17 لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" متى 5. 
فهنا بذكر المسيح عبارة "أو الأنبياء" واضح لنا أنه يقصد وحي العهد القديم ذاته، وليس العهد بين الله وشعبه خلال الناموس. وإلا كان سيذكر "الناموس" فقط، دون ذكر "الأنبياء" معه. لأنه لم يكن ولا سفر من أسفار الأنبياء موجودًا، عندما قطع الله مع موسى عهد الناموس.

طبعًا كان شعب إسرائيل قبل المسيح يفسر العهد القديم بمنظار عهد الناموس. ونحن، أتباع المسيح، نفسره الآن بمنظار العهد الجديد وأخلاقياته وشروطه. نرجع للمثال الذي تحت القسم الأول، مثل عامل النظافة يتعامل مع الشركة بإطار عقد عمله وشروطه؛ وعندما يترقى، يصبح يعمل في الشركة بحسب عقده الجديد وشروطه ومسؤولياته الجديدة.
باسم أدرنلي

4: 8

الآيات:  " 8  لِذَلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْياً وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا»."
مقارنة مع مزمور 68 " 18 صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ"
الاعتراض:  كيف يسيء بولس اقتباس آية مزمور 68؛ فالمزمور يقول " قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ"، وآية أفسس تقول، "وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا"، أليس هذا تناقض واضح؟
الرد:  إن ترجمة الفانديك، الواردة أعلاه، تقدم ترجمة حرفية للنص القديم العبري؛ وعبارة "قبلت عطايا بين الناس" تعني تمامًا "أعطيت الناس عطايا"، تمامًا كما تقول آية أفسس؛ لأن كلمة "قبلت" وفي العبري "لقاحت"، تعني حرفيًا "أن تأخذ"؛ تفسرها عبارة "بين الناس"؛ فلو كانت تعني أن الله قبل عطايا من الناس؛ لقالت "من الناس" وليس "بين الناس". لذلك ترجمات أخرى مثل الترجمة العربية المبسطة تترجم الآية بـ: "قَدْ صَعِدْتَ إلَى الأعالِي، سَبَيتَ غَنيمَةً، وَأعطَيتَ النّاسَ عَطايا" (biblegateway.com). الفرق الذي عمله الوحي في هذه الآية هنا، هو أن آية مزمور 68، تتكلم عن الله شخصيًا، وذلك بعبارة "أيها الرب الإله"؛ أما آية أفسس تنسب ما قاله الوحي عن الله في القديم، للمسيح؛ مؤكدًا بذلك أنه لا يمكن الفصل بين أقنوم الابن والآب؛ وأن أقنوم الابن هو ذراع الرب التنفيذية؛ كما قال عنه الوحي أنه: "3... حامل كل الإشياء بكلمة قدرته (أي قدرة الله)..." عبرانيين 1. وذلك ما أن أقنوم الجسد في الإنسان، هو الذراع التنفيذية والتعبيرية لأقنوما النفس والروح. إذاً لا يوجد أي أدنى تناقض بين الآيتين.

باسم أدرنلي

4: 9

الآيات:  " 9  وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. "
الاعتراض:  هل المسيح نزل إلى الجحيم، في الأيام التي كان فيها في القبر؟
الرد:  إن الكتاب يوضح أن المسيح في الثلاثة أيام التي كان فيها في القبر، نزل إلى أقسام الأرض السفلى؛ نحن لا نعرف ما هي الأماكن التي موجودة في أسافل الأرض، سوى منطقتين؛ الأولى منطقة انتظار الناس الأتقياء، وتسمى أيضًا حضن أبراهيم؛ والمنطقة الأخرى هي جحيم أرضي، فيه تعذب نفوس الناس الأشرار. إن هاتان المنطقتان موضحتان في القصة التي رواها المسيح في لوقا 16: 19-31. وتعبير إن المسيح نزل أولا إلى أقسام الأرض السفلى؛ يعني أن كفارة المسيح كانت لجميع البشرية، من آدم إلى آخر نفس ستطأ الأرض قبيل مجيء المسيح الثاني. فجميع النفوس التي ماتت قبل المسيح، وجدت في مكان أنتظار في قلب الأرض؛ فردوس أرضي (يسمى أيضًا بحضن إبراهيم)، وجحيم أرضي (المذكوران في لوقا 16: 19-31). وكان عند الناس الذين سيموتون إدراك أنهم سينزلون للهاوية الأرضية؛ كما قال يعقوب عندما أتاه خبر موت يوسف ابنه: " 35 فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: «إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحًا إِلَى الْهَاوِيَةِ». وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ." (تكوين 37). لكن في نفس الوقت، كان عند شعب الله في القديم رجاء أنه سيأتي مخلص، ويفدي الصالحين من الهاوية، أي أعماق الأرض: "14 (عن الأشرار) مِثْلَ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ. الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ، وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ. غَدَاةً وَصُورَتُهُمْ تَبْلَى. الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ. 15 إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي." مزمور 49.  لذلك صرخ داود بثقة وقال: "20 أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا." مزمور 71. فأتى المخلص يسوع المسيح، مات على الصليب ليقدم كفارة عن خطايا البشرية؛ ودفن في القبر؛ وفي الوقت الذي قضاه في قبره، ذهب إلى أقسام الأرض السفلى:"9 وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى." أفسس 4. فالمسيح بعدما مات بجسده البشري فقط، ذهب لعالم الموتى بروحه، وبشرهم بكفارته، وأخذ جميع الذي آمنوا به إلى الفردوس السماوي:"6 فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ لِيَحْيَوْا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ." 1 بطرس 4.  وحتى الناس التي ماتت بالطوفان، أعطاها الله فرصة بكفارة المسيح لأن تحيى في الجنة، إذا تابت: "19 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، 20 إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ." 1 بطرس 3.

باسم أدرنلي

4: 26

الآيات:  " 26  اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ "
مقارنة مع يعقوب 1  " 19 إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ  20 لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ"
الاعتراض:  هل الكتاب يسمح للإنسان أن يغضب، كما في أفسس؛ أم يمنعه من أن يغضب، كما في يعقوب؟
الرد:  لا يوجد أي تناقض بين الآيتين، فآية أفسس أعلاه تقول: "اغضبوا ولا تخطئوا" أي أن النهي هنا على ليس على الغضب؛ بل على الخطأ القولي، الفكري، أو الفعلي؛ كنتيجة للغضب. وآية يعقوب تقول "مبطئين في الغضب" وليس مثلا "غير غاضبين"؛ فلا تناقض إطلاقًا بين الآيتين. إن الله الذي خلقنا، هو وضع فينا الشعور الذي نشعر به بحسب طبيعتنا بشكل تلقائي؛ مثل الخوف، الفرح والغضب... فلا يمكن أن يطلب الله من الإنسان أن لا يغضب، وفي نفس الوقت، يضع شعور الغضب فيه. لذلك للإنسان القرار أن يخطئ أم لا، وحتى لو كان غضبان. إن آية يعقوب تفسر لنا ما المقصود من عبارة "لا تخطئوا" التي في أفسس؛ فتقول: "مُبطئًا في الغضب"، وتعني أن الإنسان المؤمن يجب أن يسلِّم غضبه في يد الله؛ ولا يسمح لردوده البشرية أن تسيطر على تصرفاته كنتيجة لغضبه؛ وتخرج منه ردود سريعة لا يتمجد الله فيها.  فعندما نبطئ في ردود أفعالنا، ونسمح لله بأن يستخدم الغضب لمجده، فيتحول لطاقة صالحة، بدلا من طاقة مدمرة. إذًا الآيتان لا تنهيا عن الغضب، الأولى تقول اغضبوا ولا تخطئوا؛ والثانية تقول "مبطئًا في الغضب؛ ومن ثم تفسرها بالقول، "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله"؛ أي أن الغضب إذا لم نسلمه لله، وينقاد بردود الفعل البشرية المحضة، لا يمكن أن يخدم الله ويمجده أبدًا. وعندنا أمثلة كتابية كثيرة، منها حنة التي كانت دُرتها فنِنَّة تُعَيِّرها دائمًا لأنها عاقر؛ فسلمت غضبها لله، وتحول الغضب لطاقة مقدسة تجسدت بانسكابها بالصلوات أمام الله؛ أدى هذا لاستجابة الله لها، وإلى مجيء ابنها صموئيل النبي الذي كان من أعظم أنبياء وقضاة إسرائيل؛ وأيضًا أعطاها الله خمسة أولاد غيره؛ فسلمت المرارة والغضب في يد الله مما أدى إلى مجده؛ لأن غضب الإنسان غير المُسَلَّمْ لله، لا يمجده (1 صموئيل 1: 6-20  و2: 21).

باسم أدرنلي

4: 29

الآيات:   " 29 لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ."
مقارنة مع متى 23 " 33 أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟"
الاعتراض:  ألا تعتبر كلمة "الحيات"، التي قالها المسيح في متى، شتيمة للفريسيين؛ بخلاف "جهال" (كما ورد تحت تعليق متى 23: 17-19)؛ حيث لا يوجد فيها موضوعية، كما تدَّعون؛ ومخالفة لقول أفسس تمامًا، لأنها كلمة رديَّة؟
الرد:  للإجابة على هذا النقد، يجب أن نبرز أمرين:
أولاً:  إن المسيح بهذا التعبير أراد أن يوضح لهم، أنه بينما يظنون أنهم أولاد إبراهيم؛ وكشعب، أولاد الله؛ في الحقيقة هم أولاد إبليس.  لأنهم لا يتبعون الله أبدًا، بل يتبعون شهوات وتعاليم إبليس؛ كما وضح الوحي في أنجيل يوحنا 8 " 39 أَجَابُوا:  أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.  هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ... 42 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ.  لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي... 44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا...". فمصطلح:  "أولاد الأفاعي"  هو كناية على أن قادة اليهود على زمن المسيح، ضلوا، وأصبحوا يخدمون إبليس، بدلاً من الله (راجع رؤيا 12: 9  و20: 2).
ثانيًا:  يحق للمسيح ما لا يحق لنا، من جهة الحكم والدينونة؛ فالكتاب يعلم أن المسيح سيدين الأموات والأحياء (يوحنا 5: 22)؛ حيث قال قبل الفقرة من يوحنا 8  أعلاه، هذه الكلمات:  " 16 وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ، لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي"  يوحنا 8.  فكون المسيح قال هذه الكلمات، لا يعني أني كإنسان أستطيع أن أقولها؛ لأنه لا يحق لي أن أحكم على الشخص، لكن يحق لي أن أحكم فقط على القول أو الفعل، بحسب كلمة الله؛ أما المسيح، فله الحق أن يدين، لأنه هو المعين من الله ليدين الأموات والأحياء (راجع متى 25: 31-46).

باسم ادرنلي

5: 22

الآيات:  "22 أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ"
الاعتراض:  هل يعقل أن يجبر الله المرأة بالخضوع لرجلها كما تخضع للرب!؟ ألا يعني هذا أن الرجل هو إله المرأة، طالما يتكلم على نفس نمط الخضوع!!؟
الرد:  الاية بالتأكيد لا تحث المرأة لاعتبار زوجها إلهها، إن هذا لكلام فارغ. فعندما يطلب منك إلهك كمسلم أن تطيع الله والرسول، هل هذا يعني أن الرسول هو إلهك كألله، طالما أنت مطالب بأن تطيعه بنفس الطاعة لله؟ بحسب رأيك كمسلم، بالتأكيد لا. نفس الشيء نراه هنا، لذلك للرد على هذا الادعاء، نقول:
أولا، خضوع ناتج عن طاعة وصايا الرب: 
الآية بكل بساطة تحث المرأة على أن لا يكون خضوعها لرجلها مرتبط بمدى استحقاق الزوج، بل بناء على خضوع المرأة للرب، أي لوصية الرب. فهناك آية أخرى تفسر هذا المعنى وتكمله، هي:
"18 أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ" كولوسي 3.
فعبارة "كما يليق في الرب"، تفسر عبارة "كما للرب"، أي خضوعًا ناتجًا عن احترام وإكرام الرب. فكل من يقرر أن يعيش لأجل الرب (رومية 14: 8)، يختار بشكل طوعي أن يطيع وصاياه.
ثانيًا، جميع الحقوق متبادلة:
إن جميع الحقوق التي تتكلم عن المرأة والرجل متبادلة تمامًا، لا يطلب من طرف حق دون الآخر، لأنهما متساويان في القيمة والحقوق " لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غلاطية 3: 28). وتتعزز هذه الفكرة، عندما نرى أن كل وصية يطلبها من الرجل، يطلب مقابلها شيء موازٍ من المرأة:
"22 أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ... 25 أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا (أي يطالب الرجل بأن يحب زوجته، ويكون مستعدًا للموت لأجلها، وهي وصية أعظم وأصعب!!!)" أفسس 5
"2 .. لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا (ليس كما في الإسلام، قد يكون للمرأة ربع زوج، وللرجل أربع نساء!!) 3 لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ 4 لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ 5 لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ.." 1 كورنثوس 7.
ثالثًا، الحق يُعطى ولا يُؤخذ: 
نرى من الآيات السابقة، أن الله يوجه الخطاب لكل طرف على حدا، يحثه فيه أن يعطي الحق للطرف الآخر، ولا يتمحور حول حقه. فيطلب من المرأة مثلا أن تخضع للرجل؛ ولا يقول للرجل أنت قوَّامٌ على المرأة، أي لا يعلم الرجل كيف يأخذ حقه من المرأة!!! هذه ليست لغة كتاب مقدس، وليس لغة الله إطلاقًا. فكل طرف يطالبه الله بأن يعطي الحق بشكل طوعي للطرف الآخر دون أن يطالب الآخر في حقه. وهذا النهج يحتاج لإيمان وثقة بالله، يأتي كنتيجة لإنكار الذات والأنانية والتمحور حول ما هو أفضل للآخر! لذلك هذه التعاليم صعبة جدًا على الإنسان الطبيعي. لأنه يتعود أن يعيش حياته على مبدأ "أنا مستعد أن أقدم شيء، إذا ربحت شيء في المقابل من الآخر". هذا هو مبدأ العالم الفاسد مع جميع مذاهبه المبتدعة. لكن مبادئ الله، كلها مبنية على محبة الآخر، محبة مضحية متمحورة حول إسعاد الطرف الآخر قبل ذاتها.
باسم أدرنلي