كنيسة بلا جدران

أيهما أصح، اليهودية أم المسيحية؟

إن السائل هنا، يفترض أن الطريق الصحيح هو دين!! وهذا خطأ، الطريق الصحيح هو شخص وليس دين، وهذا الشخص هو يسوع المسيح.
إن الله بدأ مسيره مع شعب إسرائيل، ووعد إبراهيم (قبل المسيح بحوالي 2000 عام) أن فيه ستتبارك كل شعوب الأرض:
"3 ... تَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْض" تكوين 12.
وكلمة "فيك" تعني في نسله، أي شعب إسرائيل الآتي من نسل إسحاق؛ حيث به سيستمر نسل الله المقدس بالرسالة الإلهية:
"18  فَقَالَ اللهُ: بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ." تكوين 17
لكن السؤال الهام هنا هو:

إذا وعد الله أنه سيقيم عهدًا أبديًا مع نسل إسحق (كما في الآية)؛ فأين يأتي غير اليهود في هذا العهد إذًا؟؟

إن الأمم سينضمون إلى نفس العهد هذا عن طريق دم المسيح؛ لذلك يقول عن الأمم:
"12 أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ. 13 وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ." أفسس 2.
وعبارة "بدون مسيح" تعني أن هدف الله لجميع البشر، أن يكونوا من أهل المسيح. وبهذا نقدر أن نقول أن الله لم يوجد ديانات للبشر، بل أوجد طريق واحد لبركة وخلاص البشر، وهذا الطريق هو المسيح، كما قال المسيح عن ذاته:
"6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" يوحنا 14.
والمسيح هو هدف جميع الكتب والوحي:
"39 فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي 40 وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ (لأنه هو واهب الحياة)" يوحنا 5.
والمسيح كان هدف ناموس موسى:
"4 لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" رومية 10.
لذلك بعدما يقبل الإنسان المسيح، ينضم لنفس رعوية شعب إسرائيل؛ ولا ينضم لدين آخر اسمه المسيحية!!!   إذًا الله لم ينزل ديانات كما يظن البعض، بل عنده خط واحد لخلاص البشر، وهو من خلال نفس العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم والذي تحقق بالمسيح.  فبدعة إنزال ديانات، حيث آخرها ينسخ أولها، تنسب لله التخبط والفشل (والعياذ بالله)؛ وكأنه رجل أعمال يبدأ مشروع ويفشل، ومن ثم يعمل مشروع آخر!!!  فلو كان الله كلي الحكمة والعلم وكامل، كما يصوره الكتاب المقدس؛ من المنطقي أن يسير في خط ثابت مدروس؛ دون نسخ، دون تغيير رأي، ودون تغيير وتبديل ديانات.  لذلك كناية الديانات، اليهودية والمسيحية، هي كنايات لم يعلمها وحي الكتاب المقدس أصلا، بل وضعها البشر.

باسم ادرنلي

2865 مشاهدة