كنيسة بلا جدران

لماذا تجلى الله في شخص المسيح؟

للجواب على هذا السؤال يجب أن نرجع إلى بداية الخلق؛ عندما خلق الله آدم، أوصاه قائلاً:
"17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ»." تكوين 2
فأخذ آدم من الشجرة، ودخل الموت على حياته، الموت الجسدي (بعدما كان خالدًا في الجنة):
"19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" تكوين 3.
وبحسب صفات الله في الكتاب المقدس، الله هو إله قانون لذلك لا يمكن أن يكسر قانونه الروحي الذي وضعه لآدم أبدًا مهما كلف الأمر، لأنه إله كامل. فعندما يضح الله قانون خلقي، يعرف أبعاده وعواقبه، فلا يتراجع فيه ولا ينسخه أبدًا.  لذلك رتب الله أن يأتي إنسان (ليس من نسل آدم، لكيلا يكون حاملاً لطبيعة آدم الخاطئة)، ويكون بلا خطية. لذلك تجلى الله بروحه في شخص بشرية المسيح، لكي يحمل نتائج خطية آدم وذريته، ويأخذ الموت على نفسه بدلا من موت البشر في خطاياهم.
فمات المسيح على الصليب؛ وبعد موته لم يكن ممكنًا أن يُمسك من الموت، لأنه خال من أي خطية، الكبائر والصغائر، قبل البعثة وبعدها.  لذلك بُعث حيًا من قبره وانتصر المسيح على أعظم مشكلتين أدخلهما آدم للبشرية؛ وهما الخطية والموت، لذلك يقول الوحي عنه:
" 24  اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ (أي لم يكن ممكنا أن يمسك المسيح من الموت، لأنه خالي من أي خطية)." أعمال 2.  
فانتصر المسيح على الخطية بتقديمه نفسه الخالية من أي خطية بيوم الأضحى العالمي، للتكفير عن خطايا البشرية؛ لأن حكم الله في آدم ونسله يجب أن يجري، وهو الموت.   وانتصر على الموت، الذي جلبه آدم، ببعثه حيًا منه:
"14... لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15  وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ." عبرانيين 2. لذلك قال لأتباعه: "14...أني أنا حيٌ، فأنتم ستحيون" يوحنا 19.
هذه هي قصة الخلاص بأقصى درجات الاختصار.

باسم ادرنلي

3647 مشاهدة