كنيسة بلا جدران

هل كلمة "الرب" في الكتاب تعني "الله" أم مجرد "سيد" ؟؟

إن الكلمة في اليونانية المستخدمة في العهد الجديد لـ "رب" أو "الرب" هي "كيريوس"؛ وتعني من ناحية لغوية، "سيد"، ولا تعني بالضرورة الله. لكن استخدام كلمة "الرب" في العهد الجديد، توحدت في مجملها فقط إمَّا لشخصية المسيح أم لله. حيث تكررت في العهد الجديد حوالي 750 مرة، منها حوالي 20 مرة فقط، بمعنى سيد؛ والباقي استخدمت كما قلنا إما للمسيح، أو لله. فيما يلي لمحة عن استخداماتها: 
استخدامها بمعنى الله:
"20 وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ...22 وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:...24 فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ" متى 1...إلخ.
كلمة "الرب" في الآيات، المتكررة ثلاث مرات، تتكلم عن الله في العهد القديم، وهناك أمثلة كثيرة أخرى جدًا، أذكر فقط منها ما ورد في أول اصحاحين من متى (1: 20  و2: 13  و2: 15  و2: 19).
استخدامها للدلالة عن المسيح:
"8 فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ! " لوقا 5....إلخ. 
استخدامها بمعنى سيد، موجهة لبشر:
بعض المرات القليلة جدًا في العهد الجديد، استخدمت كلمة "رب" بمعنى "سيد" لإكرام البشر، مثل مخاطبة رؤساء اليهود لبيلاطس، "يا سيد"، متى 27: 63. أيضًا ذكر الوحي أن سارة زوجة إبراهيم، كانت تدعوه "سيدي" (كيريوس) 1 بطرس 3: 6. حتى الوحي سمى الآلهات الوثنية لليونان بـ "أسياد" (بالجمع)، مستخدمًا نفس الكلمة، 1 كورنثوس 8: 5. أيضًا المسيح نُعت بها كإنسان، وليس كألله؛ نرى هذا من المرأة السامرية قبل أن تعرف من هو، يوحنا 4: 11....إلخ.
ربوبية المسيح تظهر من معنى السياق، وليس من كلمة "كيريوس" ذاتها، كما يطرح الناقد:
طبعًا نتفع مع الناقدين، أنه حتى لو كان عدد استخدامها ليس للدلالة على الله أو المسيح قليلا جيدًا، لا يزال هذا لا يبرهن أنها تعني "الله"، حينما قيلت عن المسيح. لكن نقول للناقدين أن الذي يجعل معناها الله عندما قيلت عن المسيح، هو معناها بحسب سياق بعض النصوص، وليس بسبب الكلمة بحد ذاتها؛ مثل: 
إعلان المسيح أن الناس سيدعونه "يا رب" يوم القيامة: 
"22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا..." متى 7.
فمن من البشر سيُدعى يا رب، يوم القيامة والحساب دون الله؟؟
التأكيد أن المسيح ليس فقط "رب"، بل الرب الوحيد، يؤكد أنه الله:
"21 لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" متى 7. 
وهنا يؤكد أن دعوة الناس للمسيح شخصيًا "يا رب"، يجب أن تعني اعتباره الرب فعلا لحياتها، وهي معادلة لإرادة الآب! مما يؤكد أنه الله، ولا فصل بينه وبين الآب؛ كما أكد المسيح وقال: "10 أَنَا وَالآبُ (بمعنى الله) وَاحِدٌ" يوحنا 10؛ وقوله " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ (أي الله)" (يوحنا 14: 9). ليس أحد من الأنبياء يقدر أن يقول: "أنا والله واحد" أو "من رآني فقد رأى الله"!!!
ذلك نرى أيضًا الوحي يؤكد أن توحيد الله في الربوبية، مرتبط بلا انفصال، باعتبار المسيح الرب الوحيد؛ وهو مرسخ في الوحي، مثل:
"6 لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ.  وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ" 1 كورنثوس 8.
دعوة المسيح بـ "رب الكل"، أليست إعلان واضح وصارخ أنه الله؟؟
"36 الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ" أعمال 10.
إذا يعتبر فقهاء العهد الجديد أن كلمة "رب" عندما قيلت عن المسيح، لا تعني سيد، بل تعني الله. وذلك ليس بسبب معناها اللغوي، بل معناها بحسب سياق الكثير من الآيات.

 

 

باسم ادرلني

11300 مشاهدة