كنيسة بلا جدران

ما هو مصير الناس التي ماتت قبل المسيح؟

إن كفارة المسيح كانت لجميع البشرية، من آدم إلى آخر نفس ستطأ الأرض قبيل مجيء المسيح الثاني. جميع النفوس التي ماتت قبل المسيح، مكثت في مكان انتظار في قلب الأرض؛ فردوس أرضي (يسمى أيضًا بحضن إبراهيم)، وجحيم أرضي:
"22 فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، 23 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ" لوقا 16.
لكن كيف نعلم أن النص يتكلم عن فردوس وجحيم أرضيان؟؟ 
أي ما الذي يبرهن أن الذين ماتوا قبل المسيح، مكثوا في قلب الأرض؟؟
نعلم هذا من نصوص كثيرة في العهد القديم، حيث نرى من خلالها أنه كان عند الناس إدراك واضح أن الذين سيموتون، سينزلون للهاوية الأرضية. كما قال يعقوب عندما أتاه خبر موت يوسف ابنه: 
"35 فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: «إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحًا إِلَى الْهَاوِيَةِ». وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ." (تكوين 37). لاحظ كلمة "أنزل"، أي إلى الأرض.
وهذا نراه من خلال نصوص كثير أوضح:
"16 مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِ أَرْجَفْتُ الأُمَمَ عِنْدَ إِنْزَالِي إِيَّاهُ إِلَى الْهَاوِيَةِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ، فَتَتَعَزَّى فِي الأَرْضِ السُّفْلَى كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ، مُخْتَارُ لُبْنَانَ وَخِيَارُهُ كُلُّ شَارِبَةٍ مَاءً" حزقيال 31.
وهنا بوضوح يتكلم عن الهاوية، أنها في الأرض السفلى.
لكن في نفس الوقت، كان عند شعب الله في القديم رجاء أنه سيأتي مُنقذ، ويفدي الصالحين من الهاوية، أي من أعماق الأرض والموت: 
"14 (عن الأشرار) مِثْلَ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ. الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ، وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ. غَدَاةً وَصُورَتُهُمْ تَبْلَى. الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ. 15 إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي." مزمور 49. 
لذلك أعلن داود بروح النبوة بثقة وإيمان، عن الله ذاته الذي سيأتي ويصعدهم من الهاوية، أي من أعمال الأرض: 
"20 أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا." مزمور 71. 
فأتى المُخلِّص يسوع المسيح، مات على الصليب ليقدم كفارة عن خطايا البشرية ودُفن في القبر؛ وفي الوقت الذي قضاه في قبره، ذهب إلى الهاوية، أي أقسام الأرض السفلى:
"9 وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى." أفسس 4. 
فالمسيح بعدما مات بجسده البشري فقط، ذهب لعالم الموتى بروحه، وبشرهم بكفارته، وأخذ جميع الذي آمنوا به إلى الفردوس السماوي:
"6 فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ لِيَحْيَوْا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ." 1 بطرس 4.  
وحتى الناس التي ماتت بالطوفان، أعطاها الله فرصة بكفارة المسيح لأن تحيى في الجنة نفوسهم، إذا تابت: 
"19 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، 20 إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ." 1 بطرس 3.

 

 

باسم ادرلني

7665 مشاهدة