كنيسة بلا جدران

ما الذي يبرهن أن المقبوض عليه هو يسوع؟

سنحصر الرد على السؤال فقط على الأدلة التي تبرهن أن المقبوض عليه هو يسوع وليس غيره. حيث تدعي جزء من اساطير الاستبدال الإسلامية (أسميها أساطير، لأنه لا وجود لها ولا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، بل هي من نسيج خيال بعض المفسرين، أي ادعاءات بشر!!)، أن شبه المسيح وضع على رجل آخر قبل القبض عليه!!
(1) كما قلنا سوف لا نعتبر تعرُّف يهوذا على المسيح دليلا، باعتبار أنه ممكن أن يكون ألقي شبهه على رجل آخر؛ فبعدما دل يهوذا اليهود عليه؛ استل أحد التلاميذ سيفه، وقطع أذن أحد الجنود؛ فقال الوحي أن يسوع: " َلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا" لوقا 22: 51. من سيشفي أذن شخص بعد أن قُطعت غير يسوع؟؟ وحتى لو قلت أن الملقى شبه المسيح عليه شفاها، لأن الله أراد خداعهم (مع أن الله ليس خداع ولا مكار في كتابنا)، سنقع في مأزق أكبر؛ وهو كيف يستطيع أحد الحواريون أن يعمل معجزة، ونبي المسلمين محمد عليه السلام، لم يصنع أي معجزة؟؟ وإذا قلت أن يهوذا الذي ألقي شبه المسيح عليه شفاها؛ سنقع بمشكلة أكبر، كيف يقدر رجل شرير أن يصنع معجزة!!
(2) بعد قطع بطرس أذن عبد رئيس الكهنة: "11 فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: «اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟" يوحنا 18. المسيح هنا يؤكد أن سيشرب الكأس التي حاول بطرس أن يمنعه من شربها، وهي الموت. وهذا يبرهن أيضًا أن الذي صلى في بستان جتسماني قبل القبض عليه، هو نفس المقبوض عليه لأنه يستخدم نفس الكلمة عن الموت والألم "الكأس": "42 يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ" متى 26 (راجع أيضًا  مرقس 14: 36؛ لوقا 22: 42). فكيف يكون هذا الكلام لرجل آخر غير المسيح ؟؟!!
(3) " 48  فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! 49 كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ وَلَمْ تُمْسِكُونِي! وَلكِنْ لِكَيْ تُكْمَلَ الْكُتُبُ" مرقس 14. هذا القول يؤكد أن المقبوض عليه هو المسيح، لأنه هو الذي كان يعلم في الهيكل وليس تلاميذه، كما يؤكد الإنجيل.
(4) " 64  قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ»." متى 26.  وهي استشهاد بأن المسيح هو الله، لأن الكهنة علموا جيدًا النص الذي استشهد به المسيح عن نفسه مسميًا نفسه بابن الإنسان. والوحيد الذي أورد هذا المصطلح من الأنبياء هو دانيال، متنبِّئًا عن موته ولاهوته، حيث قال: 
"13 كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ 14  فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ." دانيال 7.  لأجل ذلك شق رئيس الكهنة ثيابه وقال "65 ... قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ.." متى 26. ولا حاجة للتعقيب على هذه النصوص الواضحة!!
(5) إن مرقس يضيف جزئية مهمة في محاكمة يسوع، وهو سؤال الكهنة: 
"61... فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ 62 فَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ.." هنا نرى أن المسيح يقول جهارًا أمرين، الأول أنه ابن الله، والثاني أنه المسيح المنتظر. أليس هذا دليلا كافيًا ليبرهن أن المقبوض عليه هو يسوع المسيح ؟؟؟؟
(6) عندما وقف يسوع أمام بيلاطس، وسأله "35 .. مَاذَا فَعَلْتَ؟ 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا" يوحنا 18. هنا يعلن المسيح أن عنده مملكة ليست من هذا العالم، ويسمي المؤمنين بخدامه!! هل رجل آخر، مهما كان صديقًا أم عدوًا للمسيح، يقدر أن يقول هذه الكلمات!!؟؟

 

 

باسم ادرلني

2871 مشاهدة