كنيسة بلا جدران

لماذا لعن المسيح شجرة التين، وهو يعلم أنه ليس موسم التين؟

من جهة شجرة التين، نعم مؤكد أن المسيح يعلم أنه ليس موسم التين، وهذا يوضحه الوحي الكتابي نفسه، فلم يكتشف النقاد شيء خفي عن الوحي!! حيث يقول الوحي ذاته: 
"13 ... فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، <<لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ>>" مرقس 11. 
فعندما يوضح لنا الوحي أنه لم يكن موسم التين، هذا يعني الذي عمله المسيح، له معانٍ ودلالات أخرى. خاصة عندما المسيح ذاته يستشهد في مثل التينة، ويوضح من خلالها علامات مجيئه الثاني، حيث قال للتلاميذ بعد الحدث بأقل من أسبوع:
"32 فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ" متى 24.
لذلك نحن نعلم أن شجرة التين لها معنيين نبويين، هما:
أولا، ترمز لعمل الإنسان:
إن ورق التين يعبر عن عمل الإنسان لكي يرضي الله ويكسي عورة خطيته. نرى هذا مما فعلاه آدم وحواء بعد السقوط، باستخدام أوراق التين لكي يغطيا عورتاهما (تكوين 3: 7).  لكن الله رفض عملهما، وقام بصنع أقمصة من جلد، وألبسهما اياهم (عدد 21)؛ وصنع الأقمصة من جلد، يفترض أن الله عمل ذبيحة حيوانية لكي يصنع الأقمصة؛ حيث تقول الآية "صنع" وليس "خلق". وكان هذا يرمز لناموس الذبائح الآتي بعد هذا الحدث بأكثر من ألفي عام، على يد النبي موسى، كإجراء مؤقت يأخر دينونة الله. فعندما لعن المسيح التينة، أعلن بهذا أنه لن يقبل بعد الله الآب، منذ تلك اللحظة، أي عمل بشري أو أي ذبيحة حيوانية لمغفرة الخطايا، سوى عمل فداء المسيح على الصليب. 
ثانيًا، يرمز لشعب إسرائيل:
ويرمز ايضًا التين لشعب إسرائيل (إرميا 24: 1-10). فالمسيح أعلن أنه كما أنه من المستحيل أن تحمل شجرة التين في موسم الربيع، هكذا لا يمكن أن يأتي شعب إسرائيل بأي ثمر، إلا من خلال قبول كفارة المسيح، التي كان مزمعًا أن يقدمها لنا بعد تلك الحادثة بأقل من أسبوع. فلعن المسيح للتينة، أتى كعمل دلالي، يدل نبويًا على رفض اليهود للمسيح؛ حيث ستتحول هذه الشجرة الخضراء إلى يابسة؛ وسيطرد اليهود من أرضهم ومن أورشليم، وسيؤول بهم رفضهم وعنادهم إلى الجفاف وإلى مزيد من الشتات والضياع والشقاء، ودمار الهيكل وأورشليم. وهذا تحقق فعلا مع اليهود عبر كل تاريخهم!! فكل شيء حدث مع المسيح، له مغزى إلهي أزلي. وأشار المسيح إلى اقتراب موعد مجيئه الثاني، بأن شجرة التين هذه التي لعنها وتشتت بين الأمم ودُمرت رموزها الأربعة (كالهيكل، الكهنوت، أورشليم والسنهدرين)، سترى غصنها طري مرة أخرى (عكس اليبوسة)؛ وتخرج ورقًا (وليس ثمرًا). كإشارة إلى أن الله سيجمع اليهود مرة أخرى في الديار المقدسة؛ بصورة تبدو مثمرة، لكن سنرى فيها فقط الورق دون الثمر. حيث سيتجمع اليهود في أرضهم القديمة، دون أن يصنعوا ثمرًا، أي دون أن يقبلوا مسيحهم بعد، حيث قال:
"32 فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌى 33 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ" متى 24.
لكن سيأتي يوم، ويدرك فيه اليهود أن يسوع الذي صلب قبل ألفي عام، وبعث حيًا من الموت؛ هو مسيحهم المنتظر؛ حينها سيخلص اليهود، وعندها فقط سيثمرون لله وسيؤول إيمانهم لخلاص العالم كله:
"26 وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ الْمُنْقِذُ وَيَرُدُّ الْفُجُورَ عَنْ يَعْقُوبَ" رومية 11.
"7 هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ" رؤيا 1.

 

 

باسم ادرلني

4218 مشاهدة