كنيسة بلا جدران

كيف يمكن أن تتداخل إنسانية المسيح وألوهيته معًا؟

لكي نفهم تداخل إنسانية المسيح بألوهيته، يجب أن ندرك أن المسيح لم يمارس سلطانه الإلهي في حياته الخاصة على الأرض إطلاقًا (بل دوره الإلهي الكوني فقط، أي خارج دائرة حياة المسيح)؛ فكان يعيش تحت كل الضعف البشري كباقي البشر (لكن بلا خطية)؛ وكان يصنع المعجزات بسلطان الله الآب كجميع الأنبياء. لكن في نفس الوقت، نعلم أن الله تجلى به مما أعلنه عن ذاته وليس من معجزاته (أي أنه أعلن عن تجلي الله به، لكنه لم يستخدم سلطانه الإلهي).

لأنه أخلى نفسه من ممارسة سلطانه الإلهي، في حياته الخاصة (فيلبي 2: 6-9)؛ وخضع لجميع قوانين البشر من: نوم؛ تعب؛ ألم؛ بكاء؛ نمو...إلخ.  فكان ينبغي أن يصلي مثلا، لكي ينجح في دعوته ويكون الإنسان الكامل الذي يظهر مثال وطبيعة الله للبشر، فكان يجب أن يخضع لقوانين الله لجميع البشر. في نفس الوقت، كان هو الإعلان الكامل للذات الإلهية، وللصورة البشرية الكاملة التي أراد الله أن نتبع سنتها، لكي لا نتبع سنة بشر لأن هذا يعتبر شرك بالله؛ كما يؤكد الوحي المقدس: 
"1 اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2  كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3 الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي." عبرانيين 1.

 

باسم الدرلني

 

1959 مشاهدة