كنيسة بلا جدران

هل الله أنزل ديانات؟

بحسب رؤية الكتاب المقدس، الله لم ينزل ديانات كما يظن الكثير من الناس!! بل عنده خط واحد مدروس لخلاص البشر، وهو من خلال المسيح (وليس حتى من خلال الدين المسيحي!!).  قد وعد الأنبياء به، وبحسب ما نتعلمه من كل الكتاب المقدس، أن خلاصة رسالة جميع الأنبياء هي التجهيز لمجيء المسيح كمُنقذ:
"17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا" متى 13.
وفعلا جاء وحقق وعد الله منذ سقوط آدم، كما قال الوحي: 
"15 هو يسحق رأسك (رأس الحية، الشيطان) وأنت تسحقين عقبه (أي كعب رجله، بالصليب)" تكوين 3. 
وبعده وعد إبراهيم أنه من نسله ستتبارك جميع شعوب العالم:
"3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" تكوين 12.
حتى الوحي يؤكد أن ناموس موسى كله، كان هدفه المسيح:
"10 لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" رومية 4.
لذلك كناية الديانات، اليهودية والمسيحية، هي كنايات لم يعلمها وحي الكتاب المقدس أصلا، بل وضعها البشر، حيث لا تجد الله يسمى بنفسه شعبه أو دعوته، باليهودية وبالمسيحية أبدًا. 
ففكرة إنزال عدة ديانات، حيث آخرها ينسخ (أي يبطل) أولها كما يدعي بعض المفكرون المسلمون مثلا، ليست صحيحة؛ وحتى تنسب لله التخبط والفشل (والعياذ الله)! وكأنه بدأ مشروعه الأول ولم ينجح؛ وبعدها بدأ مشروعه الثاني ولم ينجح أيضًا؛ وبعدها بدأ المشروع الديني الثالث، ونجح! هل هذا كلام يُعقل؟!
فإذا أكدنا جميعًا كيهود، مسيحيين، ومسلمين أن الله كامل، وكلي العلم، فلماذا لم يبدأ مشروع ديني واحد، ثابت، متكامل، لا يعتريه تغيير أو ظل دوران؛ إلى اليوم الآخر؟؟ وإذا كان الإنسان قد أفسد طرق الله من وقت لوقت بسبب فسادة وإثمه، أليس من المنطقي أن يرسل الله أنبياء، لكي يصلح ما أفسده الناس في نفس الدين أو الخط، دون أن يبطله، ويبدأ مشروع ديني جديد؟؟ عندما يفتح إنسان شركة أو مصنع، بعدها حدث فساد في المصنع، هل سيقوم بإغلاقه، أم بإصلاحه؟؟ فإذا قام بإغلاقه، وفتح مصنع آخر، ينتج منتوجات أخرى؛ هذا يؤكد فشله بداية، في اختيار نوعية المنتوج؛ فشله في الإدارة، فشله أيضًا في المتابعة!!! كل واحدة من هذه هي كارثة، إذا نسبت لله!!!
ففكرة تبديل ديانات أجدها شخصيًا غير منطقية أبدًا، وتنسب لله التخبط أو الفشل!! (والعياذ بالله). تخيل هذه الصورة لو كانت صحيحة عن الله؛ يبتدئ دين اسمه اليهودية يستخدمه إلى حين، ومن ثم يفشل؛ بعدها يقوم بمشروع آخر اسمه المسيحية ويفشل!! بعدها كأنه من شدة فشله (والعياذ بالله)، قرر أن يهاجر إلى الصحراء العربية (السعودية اليوم) ويترك المدينة المقدسة أورشليم؛ ويختار نبي ليس يهودي بل وثني؛ ويختار أحد أكبر المراكز لعبادة الأوثان في العالم (الكعبة، التي كان يُعبد بها حوالي 360 إله)، لتستبدل أورشليم المقدسة!!! وبحسب فحوى ادعاء بعض المفكرين المسلمون، كأن كل ما حققه "الله" في مسيره مع الإنسان لمدة نحو 4 آلاف عام = صفر!!! (أي مجموعة من الكفرة والمغضوب عليهم والضالين، يهود ومسيحيين!! وكتب محرفة أيضًا فشل في حفظها)!! أتمنى أن يراجع أولئك المفكرون هذا السيناريو جيدًا قبل أن يقبلوه؛ فهو ادعاء يصور أكبر إهانة وكارثة في حق الله عز وجل، وينسب له سوء التخطيط والتدبير!!
أعتقد أن الخط الذي سار به الله بحسب الكتاب المقدس مقنع أكثر ويليق بجلال الله. الله قبل خلق آدم جهز فداء المسيح بسبب سابق علمه باختيار آدم. وحالا بعد سقوط آدم، بشر بمجيء المسيح كالخطة الواحدة الأزلية لخلاص البشر. بعدها بدأ يمهد الطريق للمسيح باختياره لليهود ولجميع أنبياء بني إسرائيل الذين تنبأوا بمجيئه؛ مبتدئًا من وعد الله لإبراهيم، أنه بنسله ستتبارك جميع شعوب الأرض. فتحقق الوعد، وجاء المسيح لليهود، ومن ثم أفرز رسل منهم وأرسلهم لخلاص جميع الشعوب. وفعلا كما وعد الله إبراهيم حدث، فمن نسل إبراهيم تباركت كل شعوب العالم، خلال النخبة من اليهود التي حملت بشارة أنجيل خلاص المسيح.  وجميع رسل المسيح اليهود الذين اختارهم، ملأهم بمحبته لجميع الشعوب، حتى لأعدائهم؛ لذلك مات معظمهم كشهداء لأجل خلاص جميع أمم العالم. 
عمل هذا بخط واحد مدروس كامل لا عيب فيه، دون تبديل وتغيير ديانات وترقيع؛ وهذا الخط يعبر خير تعبير، عن إله كلي العلم سائر في خطة واحدة ناجحة كيف ما نظرت لها من بدايتها لنهايتها. حفظ بها جميع كتب العهد القديم الذي يقدسه اليهود والمسيحيين معًا (بالرغم من أنهم بقوا أعداء لمنتصف القرن التاسع عشر!!)؛ وحفظ جميع كتب العهد الجديد الذي يقدسه الذين تبعوا المسيح. لم تسقط كلمة واحدة من وعود كلمة الله، لأن الله كامل ومستحيل أن يسمح لأي قوة بشرية بأن تعطل أو تشوه خطته؛ المجد كل المجد لاسمه.

 

 

باسم ادرنلي

3408 مشاهدة