هل المسيحية جائت لليهود فقط، والإسلام جاء لجميع العالم؟؟
يدعي معظم المفكرين المسلمين، بأن المسيحية هي ديانة منحصرة على اليهود فقط، اما الاسلام فجاء لجميع العالم. وللرد على هذا الادعاء، نوضح أن خطة الله في المسيح هي الوصوح لجميع العالم دون أي أدنى شك. أيضًا إن كتاب العهد الجديد، يظهر أيضًا استراتيجية وصول خلاص المسيح لجميع العالم، وذلك على مرحلتين:
الأولى، هي إرسالية المسيح لليهود فقط:
نعم لقد صدق النقاد من جهة المرحلة الأولى من خطة المسيح، وهي أرساليته لليهود أولا:
"6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" متى 10 و"24 ... لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" متى 15.
فالمسيح جاء في المرحلة الأولى من خطته لليهود فقط، لكي يفرز منهم مؤمنين، يسميهم رسل؛ ليرسلهم للعالم أجمع، كما سنرى من المرحلة الثانية من خطة خلاص جميع العالم والشعوب.
الثانية وهي إرسالية تلاميذ المسيح اليهود، إلى كل العالم:
وهذا واضح من النصوص؛ فالكتاب المقدس يعلن أيضًا عن خطة خلاص المسيح لجميع العالم في المرحلة الثانية، كما أكد المسيح لتلاميذه وقال:
"19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." متى 28.
أيضًا "15 وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." مرقس 16.
فالكثير من النقاد، يركزون على المرحلة الأولى من الخطة (الإرسالية لليهود)؛ ويغيبون المرحلة الثانية من الخطة، ويقولون "المسيح قال أنه أتى فقط لليهود!!"، وهذا لا يجوز لأن فيه تزييف وتغييب لباقي سيرة المسيح، تعاليمه وأعماله.
في المقابل، هل الإسلام أتى لجميع العالم فعلا؟؟
إن الإسلام لا يصلح لجميع العالم، وذلك لعدة أسباب:
أولا، تعاليمه منحصرة بحضارة واحدة، ولغة واحدة:
اقتصرت تعاليم الإسلام على الصحراء العربية، لأنه أولا أنزل بلسان عربي وهذه مشكلة عملاقة تتصادم مع نظام الله الذي خلق الناس شعوب وقبائل ولغات، فكيف يكون ددين يمنع الناس من الصلاة بلغاتهم دين عالمي؟؟ وكيف يكون دين يمنع القرآن من أن يترجم للغات أخرى، دين عالمي؟! للهروب من المأزق، قد قام المسلمون بترجمة القرآن، وكتبوا عليه القرآن الكريم؛ لكن في الحقيقة يسمى هكذا لأنه يحتوي على النص العربي، ولا يطلق اسم القرآن الكريم على النص المترجم! والنص المترجم يسمى تفسير القرآن وليس ترجمة القرآن. ومع هذا، فقد ترجم القرآن لأقل من 50 لغة، مقابل الكتاب المقدس المترجم لأكثر من عشرة آلاف لغة؛ فايهما دين محصور وأيهما دين عالمي؟؟ لهذا السبب، تصادم الإسلام مع حضارات كثيرة ومحاها، فهو دين يقتلع الشعوب من حضاراتهم، اي يتصادم مع نظام الله الذي جعل من سكان الأرض شعوب وقبائل ذات لغات مختلفة. أما المسيحية فهي التي حافظت على حضارات الدول: مثل السريانية، الآرامية، القبطية.. إلخ. والتي لولا المسيحية لاندثرت. فعندما تنظر للمسلمين في الصين مثلا، تجد جامعهم مثل جامع في السعودية، عليه نقشات آيات بالعربية؛ يصلون في العربية. أي بكلمات أخرى، لا يوجد لحضارتهم الصينية أي مكان في الإسلام، وهذا معاكس لنظام الله. أما المسيحية، فنمت على تراب الحضارات وإبداعها وافتدتها، لكي تمجد الله كما خلقها. فكنيسة العراق عراقية، بملامحها، طقوسها، لاهوتها. كذلك الكنيسة القبطية، والحبشية، وكذلك كنيسة روما هي رومانية بكل نبضاتها وكيانها .... إلخ.
ثانيًا، تعاليمه منحصرة على مناخ الصحراء العربية:
إن الكثير من أحكام القرآن ليست لجميع دول العالم، وهذا يشمل عمودين من أعمدة الإسلام الخمسة، أي 40% من الإسلام: الصلاة والصيام. فمواعيد الصلاة مثلا، الفجر والغروب؛ وأحكام الصلاة مثل عدم قبول الله لصلاة الفجر حال أشراق الشمس .. إلخ؛ لم توضع للدول شمال أوروبا مثلا؛ حيث يوجد في أقصاها 3-4 شهور ليل (بلا فجر) و 3-4 شهور نهار (بلا غروب)؛ فيضطر المسلمون لترقيع السنة النبوية لتتوافق مع هذه البقع الجغرافية؟؟ كيف يصوم الناس في السعودية مثلا 16 ساعة، وبعض دول شمال أوروبا 20 ساعة؟؟ أي الإنصاف والمنطق في هذا؟! أيضًا كيف يكون قد جاء لجميع العالم، وهو لا يتيح للشعوب بأن يصلوا بلغاتهم؛ ولا تصلح فيه مواعيد الشروق والغروب في كل الدول بنفس المقدار والتوقيت!!
باسم ادرنلي