هل المسيحيون يدعون غير المسيحيين لاعتناق المسيحية؟
إن الدعوة في المسيحية هي ليس للديانة المسيحية؛ بل دعوة لمعرفة شخص، وهو المسيح يسوع. لقد أتى لكي يُرجع محبة الله بعدما سقطت من هذا العالم. دعانا أن نحب الله من كل قلوبنا، وكل أنفسنا، وكل قوتنا؛ وأيضًا علمنا أنه إذا كنت أحب الله فعلاً محبة حقيقية، يجب علي أن أحب الإنسان الذي خلقه الله، مهما كان عرقه، خلفيته، وحالته العلاقاتية، قريب أم عدو.
إن جميع ديانات العالم مبنية على محاولات الإنسان للوصول إلى الله، لكن المسيح جسَّد مبادرة الله ذاته للوصول إلى الإنسان، التي أظهرها من خلالها محبته وفداءه للبشر من خلال الصليب والقيامة. ممكن أن يختبر الإنسان صدق وعود الله، الذي قال:
" 13 وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ." إرميا 29.
لماذا لا تصلي أخي الزائر وتقيم أدعية مستمرة لله بأن يكشف لك الحقيقة، هل المسيح فعلا الطريق والمخلص الوحيد، أم يوجد طريق آخر. إذا طلبت من الله من كل قلبك بشكل منفتح، غير متحيز، سيجيبك لا محالة؛ لأنه موجود، ويريد لك الأفضل. لكن يجب أن تطلب بإيمان، لأنه مكتوب:
" 6 وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ." عبرانيين 11.
من الطبيعي أن يحاول أي إنسان يؤمن بوجود الله أن يرضي الله ويحاول الوصول إليه؛ لكن الآية تؤكد على أن الله حي، حقيقي، ويستجيب عندما ندعوه. لذلك أعلن الله لنا في الإنجيل أن الإنسان لا يحتاج لدين، هو يحتاج لمنقذ ينقذه من عواقب خطاياه. وهي أبعد بكثير مما يظن، ولا يمكن حلها بأعمال صالحة، صلاة، زكاة، صوم...إلخ. بل يحتاج لمنقذ ينقذه من طبيعته الخاطئة، ويعطيه براءة من الذنب؛ ويتوسط بينه وبين الله، لكي يكون مقبولا لديه.
باسم ادرنلي