كنيسة بلا جدران

ما هو المميز ببعث المسيح من الموت، عن إقامة لعازر وآخرين من الموت؟

عندما نتلكم عن القيامة بحسب كل نصوص العهد الجديد، نتكلم عن الحالة النهائية، أي القيامة بالجسد السماوي الذي لا يمرض ولا يموت، بل يبقى خالدًا إلى الأبد، أي القيامة النهائية. وبهذا كان المسيح بكر من الأموات، أي الذي فتح الباب لهذه النعمة للبشر، حيث يقول الوحي:
"18 وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ." كولوسي 1.
"5 وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ" رؤيا 1.
فيونان وأليعازر وابن أرملة نايين وأخرين جميعًا إعيد أحيائهم بجسدهم الترابي ذاته. لذلك لم ينجيهم ذلك من الموت، فماتوا جميعًا بعد حين. أما عندما نتكلم عن قيامة المسيح، نتكلم عن قيامته بجسد سماوي لا يسود عليه الموت فيما بعد، لذلك يقول الوحي:
"9 عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ (بخلاف جميع من أعيد إحيائهم بذكر الناقد)" رومية 6.
وطبعًا كعادة الوحي الموضحة، فكما نرى هو لا يترك ذاته دون برهان هذه الأمور الهامة بشكل قاطع، كما يتبين من الآية السابقة.
أيضًا نرى كيف كان جسد المسيح بعد القيامة يخترق الجدران والعالم المادي!! فهو جسد لا تحده المادة، لذلك ظهر المسيح للتلاميذ والأبواب مغلقة مرتين:
"19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ!....26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ:  سَلاَمٌ لَكُمْ! " يوحنا 20.
ففيما يظن الإنسان أن عالم الأرواح والسماء، كأنه عالم خيالي؛ يتبين من هذه الآيات أنه هو العالم الحقيقي، وعالمنا المادي هو الذي يبدو كالسراب والخيال أمامه!!! مجدًا لاسم الرب العظيم.
باسم ادرنلي

2300 مشاهدة