ماذا ماذا يعني أن المسيح هو ابن الله؟

أولاً: لا يعني الوحي بكناية "ابن الله" عن المسيح، أن الله اتخذ له صاحبة (وهي مريم) وتزوجها إطلاقًا.  بل تعني أن الله بروحه جسد المسيح في مريم، ليكون كما يسميه الكتاب آدم الأخير الذي يخلص البشرية من الخطية والموت، الذي ابتلي به البشر من آدم الأول. 
ثانيًا: الله بروحه جسد المسيح في جسد امرأة بشري (مريم)، ليجمع ما بين بشريته، والتجلي الإلهي به.  فرتب الله ألا يكون ابن آدم، لكيلا يحمل الطبيعة الخاطئة من آدم؛ لكي يفدي آدم ونسله من الخطية والموت. فالله تجلى في شخص المسيح لكي يقود المسيح لموت الفداء؛ وهذا معروف لديه، حتى من قبل خلق آدم.  كما يقول الكتاب عن دم المسيح أنه معروف سابقًا من قبل تأسيس العالم: 
" 18 عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ ...19 ... بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،" 1 بطرس 1.
ثالثًا: الله لم يلد ولم يولد بالمعنى البشري أبدًا، فيوجد فرق شاسع بين أن الله تجلى في شخص المسيح، وبين أن الله ولد له ولد؛ كما يدَّعي النقاد.  فمن جهة تسمية المسيح ابن الله، إنها ليست التسمية الوحيدة للمسيح؛ فالكتاب أورد الكثير من التسميات المجازية للمسيح مثل: الكرمة، الحمل، الطريق، الباب، الحق، الحياة، ابن الإنسان، ابن الله...إلخ. إن هذه الكلمات لا تؤخذ بالمعنى الحرفي أبدًا، بل بالمعنى المجازي الروحي لكل تسمية. حيث تدل كل تسمية من التسميات الواردة، عن حقيقة روحية عن المسيح. فالمسيح ليس باب، ولا حمل، ولا طريق ولا ابن الله بالمفهوم الجسدي.  ويعلم الكتاب بأن مصطلح "ابن الله" هو تشبيه فقط، بأنه أتى من الذات الإلهية؛ كما تسمي شخص "ابن فلسطين" لأنه أتى من ذات البلد؛ يسمى هكذا لأنه أتى من تجلى الله الأزلي.  فالمسيح، ككلمة الله الأزلي، حتى يوضح الكتاب أنه بلا أب وبلا أم، ومشبَّه بابن الله فقط: 
"بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ." (عبرانيين 7: 3). 
وهذا التشبيه هو كناية عن تجلي الله في جسد بشرية المسيح؛ ليخلص البشر من حكمه العادل عليهم بالموت الأبدي. لذلك هو ليس ابن الله بالمفهوم البشري المحدود، لكن في نفس الوقت، لا يمكن فصل المسيح عن الذات الإلهية؛ كما لا يمكن فصل الله عن روحه وعن كلمته الأزلي. لذلك الوحي يؤكد قصد التسمية في وحي يوحنا؛ حيث يقول:
"18 فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ" يوحنا 5.
نعم هذا ما قصده الوحي من كناية ابن الله، وهذا ما فهمه اليهود الذين سمعوا المسيح يستخدمها.
رد آخر
المسيح ليس ابن الله بالمعنى الحرفي، هو فقط مشبه بابن الله، وهذا واضح من النصوص، فيقول عنه الكتاب: 
"3  بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ." عبرانيين 7. 
فالكتاب لا يدعي أن الله اتخذ مريم صاحبة أبدًا. هي كناية على أن الله تجلى في أحشاء مريم، وجسد بروحه المسيح. لأن روح الله غير مخلوق، وليس مثل التراب الذي خلق منه آدم.  عمل هذا لكي يكفر عن خطايا البشر، والكتاب يوضح أن هذه كانت خطته قبل خلق آدم، لأنه علم أنه سيخطئ: 
"19..دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،" 1 بطرس 1.
رد آخر
إن المسيحية لا تؤمن أن الله اتخذ صاحبة، وهي مريم، وأنجب المسيح؛ لذلك فهو ابن الله. هذا خطأ شديد، فالوحي يستخدم مصطلح ابن الله، بالشكل المجازي؛ مثل ابن فلسطين، ابن غزة...إلخ. ولا يستخدمه بالمعنى الحرفي أبدًأ. وهذا يوضحه الكتاب، حيث يقول: "بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ" عبرانيين 7: 3.   والكتاب يبين أيَضًا أن جميع الذين يقبلون كفارته، يصبحون ابناء الله: "26  لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ." غلاطية 3.  فالله هو أبو الخليقة والبشر، ككونه خالق كل شيء.

 

باسم ادرلني