لماذا نعظم المسيح ؟
من الناحية الأولى، نحن لا نعظم المسيح بسبب المعجزات، بل بسبب ما أعلنه عن ذاته ونفسه؛ فعندما يقول عن نفسه أنه القيامة والحياة مثلا:
"25 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" يوحنا 11.
أيضًا قال أنه هو معطي الحياة:
"27 خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28 وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي." يوحنا 10.
وأعلن أنه هو الذي سيدين الأموات والأحياء، أي مالك يوم الدين:
" 22 لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ،" يوحنا 5.
وقال عن ذاته أن حياته مستمدة من ذاته، بخلاف جميع البشر المخلوقين:
"26 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،" يوحنا 5.
وأنه يستحق نفس الإكرام كالله الآب:
"23 لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ" روحنا 5.
وأعلن أيضًا أنه هو والله الآب واحد، هل يجرؤ أي نبي أن يقول لك أنه هو والله واحد؟؟!! (يوحنا 10: 30)؛ والذي رآه قد رأى الآب (يوحنا 14: 9)؛ وأنه لا يمكن فصله عن الذات الإلهية، فمجد المسيح يكمن في ذات الله قبل خلق العالم، كما قال!!!
"5 وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ." يوحنا 17.
لذلك لا تقدر أن تفصل بين ذات المسيح وذات الله الآب؛ فلم يتجرأ أيٌّ من الأنبياء طبعًا أن يعلن أمور كهذه عن ذاته أبدًا.
من الناحية الثانية، تعظيم المسيح بالنسبة لنا، مبنى على مقام المسيح الآن وهو في مجده؛ فنحن لا نعظمه كالمسيح الإنسان بحسب حياته في الجسد لمدة 33 عام قبل حوالي ألفي عام! بل نعظمه في مجده كأقنوم الابن الأزلي. وهذا ما يعلمنا اياه الكتاب، اننا منذ الآن لا نعرف المسيح بحسب الجسد، كما عرفناه في فترة تجسده؛ بل نعرفه كأقنوم الآب الأزلي:
"16 إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ (حسب الجسد، أي كإنسان)" 2 كورنثوس 5.
باسم ادرلني