عن إنجيل برنابا المزعوم
يقول الدكتور جورج سايل العلامة الإنجليزي [في ترجمته الإنجليزية للقرآن] أنه وجد نسخة من إنجيل برنابا المزور، باللغة الأسبانية؛ مكتوبة بواسطة شخص يُدعى مصطفى العرندي يقول أنه ترجمها عن الأصل الإيطالي. لكن من المعروف أن الأناجيل التي كتبها أتباع المسيح، كتبت باللغة اليونانية وليس الإيطالية.
وتأكد من معظم الباحثين، أنه إنجيل مزيف، لما فيه من مشاكل عديدة، منها:
مشاكل جغرافية:
فمن هذا الكتاب واضح جدًا، أن كاتبه لم ير بلاد فلسطين ولا مرة في حياته. ففي الفصل 20، يقول: "وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في المركب مسافرًا إلى الناصرة!!!" فالناصرة على جبل يبعد حوالي 31 كم عن أقرب شاطئ لطبريا، كيف يصل لها بالقارب!!!
في الفصل 63، على أن الحوت قذف يونان على مقربة من نينوي!! كيف؟؟ نينوى تقع في الشمال الغربي للعراق، وتبعد عن ساحل البحر المتوسط حوالي 800 كم، فإما أن يكون الحوت قد قذف يونان كقذيفة صاروخية، أم يكون الكاتب الأوروبي، لا يعرف الكثير عن جغرافية المنطقة!!! أيضًا في نفس الفصل، لقد خلط الكاتب المكان الذي هرب يونان إليه، بدلا من ترشيش (جنوب إسبانيا)؛ قال طرسوس، هي في تركيا، والمسافة بينهم أكثر من 4600 كم !!!!
مشاكل تاريخية:
لقد ذكر أن الحاكم الذي حكم على زمن ولادة المسيح، كان بيلاطس!! وهذا خطأ تاريخي، بل كان هيرودس؛ بيلاطس حكم في السنوات 26-36 م، وصلب المسيح كان حوالي سنة 30 ميلادي، أي في منتصف فترة حكمه!!
الفصل 99، ولما خلى يسوع بكهف في البرية في تيرو (على ساحل لبنان) وهو كان في بيت صيدا الجليل، على مقربة من الأردن؛ دعى الاثنين والسبعين، والاثني عشر.
نجد أيضًا في "الموسوعة العربية الميسرة" تحت إشراف الأستاذ العلامة محمد شفيق غربال، واشتراك الكثيرين من رجال الفكر والقلم منهم: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور إبراهيم مدكور، والدكتور زكي نجيب محفوظ، والدكتور محمد مصطفى حلمي، والدكتورة سهير القلماوي، والدكتور حسن الساعاتي وغيرهم. وقد صدرت بالقاهرة سنة 1965 عن دار القلم للطباعة والنشر. في صفحة (354) منها، ورد الآتي: "إنجيل برنابا كتاب مزيف وضعه أوربي في القرن 15؛ ويخطئ بوصف من هو المسيح، فيصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح، وإنما جاء مبشرا بمحمد الذي سيكون هو المسيح!! ". أيضًا يؤكد جميع المؤرخين المسلمين أنه لم يؤجد أي إنجيل تحت اسم برنابا على مر كل العصور، وذلك حتى آخر القرن الرابع عشر الميلادي؛ حيث يجمع كبار المفكرين المسلمين، أن إنجيل المسيحيين هو الإنجيل المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا.
نجد هذا في المواجع التالية:
مروج الذهب لأبي الحسن المسعودي الجزء 1 صفحة 161.
البداية والنهاية للإمام عماد الدين الجزء الثاني صفحة 100.
القول الإبريزي للعلامة أحمد المقريزي صفحة 18.
التاريخ الكامل لأبن الأثير الجزء الأول صفحة 128.