كنيسة بلا جدران

وماذا عن القول "النفس التي تخطئ هي تموت" ؟

إن النص أعلاه مأخوذ من حزقيال ١٨؛ ولا يتكلم عن فداء نفس الإنسان أبدًا، بل يصف فيه الله عهد شريعة موسى بالمقارنة مع العهد الجديد الذي سيتحقق بفداء المسيح. فيعقب عن افتقاد ذنب الآباء بالأبناء؛ المأخوذ من شريعة موسى، والوصية الثانية من الوصايا العشر: “لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ (عن التماثيل والصور)، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،" خروج ٢٠. والسبب في هذا هو محاولة الله توليد شعب مقدس له، لا يستهون فيها الآباء في تربية أولادهم في الإيمان والحق. وهي لا تتكلم عن الخطية الأصلية أبدًا، بل عن موضوع آخر، وهو وجوب حمل الأبناء لنتائج خطية الآباء (وليس لخطية الآباء نفسها)؛ وذلك لسببين

الأول: لأنه يقول "الجيل الثالث والرابع"؛ أما الخطية الأصلية، اي خطية آدم، هي ولادة الإنسان في الخطية والموت، وفقدان آدم وذريته للخلود في الجنة بعدما أخطأ آدم، وهي ليست للجيل الثالث والرابع، بل لجميع نسل آدم

الثاني: هو سياق النص المأخوذ منه، والذي يتكلم في الأصحاح الذي قبله، حزقيال ١٧، عن دينونة الله لشعبه، وسبيه إلى بابل، بسبب خطية الآباء؛ والذي عانى منه الأبناء لمدة حوالي ٧٠ عامًا من الذل والسبي؛ فما ذنبهم لتلك المعاناه؟

في الأعداد ١-٤، يقول أنه سوف لا يعمل بهذا النظام فيما بعد. من ٥-٩، الله يصف صفات الإنسان البار، والذي سيحييه الله بسبب تغيير حياته ويرد سبيه. ١٠-١٨؛ يتكلم عن الأب الذي يفعل الشر يموت، لكن إذا رأى ابنه أعمال أبيه ولم يفعلها لا يموت ولا يحمل نتائج خطايا أبيه، بل حياة يحيى. بعدها يطرح الله تذمر الشعب من هذا القانون، ويقول لهم الله أنه سينهي هذا القانون، ويبدأ في عدم سماحه بأن يتعذب الإولاد بسبب خطية آبائهم: " 19 [وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20 اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. ". الأعداد٢١-٢٢؛ بعدها يبتدئ يقدم المبدأ الإلهي للخطية، والتي تؤكد على الحاجة إلى العهد الجديد، وهي كالآتي: إذا كان الإنسان شرير، وتاب، الله سوف لا يحسب له جميع خطاياه السالفة. والعدد ٢٣، الله يؤكد أن ذروة فرحه، هي برجوع وتوبة الإنسان: "٢٣ هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ . ويتابع مبدأ العهد الجديد، أنه إذا الإنسان البار، رجع عن بره، سوف لا يحسب له أي عمل صالح عمله: " ٢٤ وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْمًا وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ، أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا". وهذا المبدأ السائد في كل العالم، فإذا عمل الإنسان كل حياته ما هو صالح، وفي لحظة ضعف ارتكب جريمة، سوف لا تمحي له العدالة، تلك الجريمة بناء على أعماله الصالحة؛ وهذا طبعًأ ينسف ضلالة ميزان الأعمال الصالحة والطالحة في اليوم الآخر.

باسم ادرنلي

10365 مشاهدة