كنيسة بلا جدران

هل الله يبغض الأشرار؟

بعض الناس تؤمن بأن الله يحب فقط الصالحين والأتقياء؛ لكنه يبغض الظالمين والأشرار!! إن هذه لصفة بشرية وليست إلهية؛ ومهينة في حق الله.  وحتى لو طبقنا هذه الصفة الناقصة على أب بشري في تعامله مع ابنه، أيضًا تُظهر إهانة في حقه.  تخيل الابن اصبح مشاغب وظالم لاخته لمدة اسبوعين على التوالي؛ فناداه الأب، وقال له: "أنا الآن أبغضك"؛ وبعدها أصبح الولد صالح ومُطيع؛ فناداه وقال له: "أنا الآن أحبك".  إن هذه صفة ناقصة ساقطة حتى في حق أي أب أرضي؛ فكيف تُنسب الله؟؟  كذلك في علم النفس بخصوص التربية، يعلمون أن الآباء أنه يجب أن يؤكدوا على محبتهم لأولادهم باستمرار، مهما عملوا؛ فكيف ينسب البعض تلك الصفة الناقصة لله؟ إن محبته الله ثابتة غير متغير، فهو لا يتقلب بمشاعره كالبشر.
إن الوحي الإلهي يصور الله بأنه إله محب للبشر محبة كاملة ثابته لا تتغير؛ بغض النظر عن تصرفاتهم. فهو يبغض أفعال الظالمين والأشرار؛ يبغض الخطية والشر؛ لكنه يحب الأشرار؛ يطلب توبتهم، يلاحقهم حتى يتوبوا، ويسلموا أنفهسم ليد الله المُحبَّة الرحيمة والمغيرة. فيُغيِّر حياتهم ومصيرهم الأبدي.  لذلك خلص الله البشر، خلال كفارة المسيح؛ وهم أشرار؛ ليس وهم صالحين: "8 وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" رومية 5. فهذه الآية تقول أن الله أظهر محبته للبشر، حتى وهم خطاة وأشرار، أي قبل أن يتغيروا ويصبحوا صالحين؛  قدم لهم الله فداء المسيح والحياة.  إذًا محبة الله للبشر كاملة ثابتة لا تتغير؛ وهي محبة مغيِّرة ومُخلِّصة للبشر. فمحبة الله هي محبة أبدية ثابتة غير مشروطة: "3  ... َمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُك، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَك الرَّحْمَةَ" إرميا 33.

باسم ادرنلي

6104 مشاهدة