كنيسة بلا جدران

الخلق والثالوث

الله هو الخالق، الواحد الذي لا غيره، له إسم واحد فقط، "يهوة". فمنذ الخلق يقول الكتاب: " ١ فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. ٢ وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. ٣ وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ." سفر التكوين ١. إذا تلاحظي، منذ الخلق، يذكر أن الله خلق السموات والأرض، بعدها يذكر روح الله، وبعدها "قال الله" أي كلمة الله. لذلك هو إله واحد مثلث الأقانيم: الله، روحه، وكلمته.
آيات عن الثالوث

"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." متى ٢٨: ١٩. "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ." ١ كورنثوس ١٣: ١٤." ٤ فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. ٥ وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. ٦ وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ."
فكرة الثالوث

إن ا الله واحد مثلث الأقانيم، الآب والابن والروح القدس. الآب هو الله، الابن هو الله، والروح القدس هو الله. دور الآب يختلف عن دور الابن، كذلك دور الروح القدس، لكن الله واحد. إن للثالوث وجه مرئي للبشر، وهذا الوجه هو أقنوم الابن، فهو الإعلان الكامل للذات الإلهية. هو الذي ظهر مرارًا وتكرارًا قبل التجسد في فترة العهد القديم للكثير من الأنبياء، لكنه لم يظهر في جسد بشري من لحم ودم مثلنا، بل في جسد سماوي على صورة البشر أحيانًا. ولكي نفهم أكثر هذه النقطة في الثالوث، ممكن أن ننظر إلى الإنسان المخلوق على صورة الله (تكوين 1: 27)؛ فالإنسان، بحسب 1 تسالونيكي 5: 23، هو ثلاث كيانات أيضًا؛ روح ونفس وجسد (النفس مثلثة أيضًا، وهي الشعور والفكر والإرادة، وهي عبارة عن من أنت، أي شخصيتك وذاتك وفكرك). فعندما يرون الناس جسدي يقولون هذا أنا؛ وروحي هي أنا أيضًا، وكذلك نفسي هي أنا. لكن نفسي هي ليست جسدي، وجسدي هو ليس روحي، ونفسي هي ليست روحي. فالجسد له دوره في الحركة والتنفيذ؛ والروح لها دورها في جذب الإنسان للرجوع والاقتران بالله، والنفس لها دورها في قيادة مصير الجسد الأرضي والأبدي؛ لكني واحد ولست ثلاثة. فكل كيان له عمله ودوره، لكنه مرتبط ومعتمد على الكيان الآخر؛ فعندما أفكر، نفسي تفكر، لكن ليست نفسي التي تكتب، بل جسدي. فكل كيان من كياناتي الثلاثة له دوره، وهو مرتبط بالكيان الآخر بشكل لا يمكن فصله عنه. كذلك أيضًا الثالوث الإلهي؛ كل أقنوم منفرد بدوره بلا انفصال، ومشترك في نفس الذات الإلهية؛ وطبعًا شتان بين المخلوق والخالق، فالخالق ليس كشبهه شيء، لكن نحن صورة باهتة عن خالقنا، كالظل والأصل، كوننا خلقنا على صورته ومثاله.

باسم أدرنلي

6590 مشاهدة