طبيعة الله كمخلص - يغير حياة البشر
إن الله بحسب صفاته في الكتاب المقدس، هو الذي يسعى ليرد الإنسان. هذه هي طبيعته كمخلص، وهي أعظم بكثير من شخصية الله كما يظنها البعض، كإله غضوب ينتظر لكي يسخط الإنسان عندما يخطئ. فأيهما أمجد لله، أن يسخط الإنسان عندما يخطئ؟ أم أن يلاحقه، يحبه، يصبر عليه، لكي يغيرقلبه ويغير حياته؟
إن هذه طبيعة الله كمخلص في كل الكتاب المقدس، حتى آلاف السنين قبل تجلي الله في المسيح؛ كما قال أشعياء قبل المسيح ب 800 عام، "أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ." أشعياء 43: 11. في جميع الديانات، يحاول الإنسان أن يغير نفسه ليرضي الله، أما في المسيحية، فالله يدعو الإنسان بأن يسمح له بأن يغيره، أي أن المسيحية هي تسليم الإنسان ليد الله المغيرة. وهذا في ذروة المجد لله، تواضع الله ليس عيب بحسب وجهة نظر الكتاب المقدس، بل يعبر عن حبة للإنسان وسيطرته على الأمور. أيهما أعظم ملك متعظم على عرشه وعلى شعبه؟ أو ملك يدور في شوارع البلد كل يوم، ليكون مع شعبه، بوداعه وحب واحترام. الأول يمتلك ويستعبد الناس، والثاني يمتلك قلوب الناس؛ فأيهما أعظم؟ لذلك لا يسعى الله في الكتاب المقدس للغة التهديد والوعيد، وجهنم، والعذاب، ليلفت انتباه الإنسان. فإن كان الله هكذا، يكون فاقد السيطرة على الإنسان؛ ومهزوز الشخصية، بحيث أنه يحاول إثبات سلطانه بالتهديد والقمع. أما إله الكتاب المقدس، وهو إله حوار وإقناع، وذلك يظهر سيطرته التامة للبشر، وسعيه لامتلاك قلوب البشر، وليس الامتلاك البشر؛ لأنه مالكهم، ولا يحتاج لأن يثبت هذا. بل سعيه الدؤؤب المستمر من نحو البشر، هو لتغيير حياتهم ومصيرهم الأبدي.
باسم ادرنلي