كنيسة بلا جدران

ويعبُرُ في بَحْرِ الضِيق

"11 وَيَعْبُرُ فِي بَحْرِ الضِّيقِ (أي يُعَبِّرهُم الله في الضيق) وَيَضْرِبُ اللُّجَجَ فِي الْبَحْرِ وَتَجِفُّ كُلُّ أَعْمَاقِ النَّهْرِ وَتُخْفَضُ كِبْريَاءُ أشُّورَ ويَزُولُ قَضِيبُ مِصْرَ. 12 وأقَوِّيهِمْ بِالرَّبِّ فَيَسْلُكُونَ بِاسْمِهِ يَقُولُ الرَّبُّ." زكريا 10

إن جزء هام من خطة الله لشعبه هو أن يعبروا في بحر التجارب والضيقات، لكن في وسط هذه الضيقات، سيحدث أمرين:

الأول: سيُظهر الله قدرته ومجده على جميع التجارب والضيقات. سيوقف الله أمواج بحر التجارب، وسيجفف مياه النيل وسيزيل الحكم من مصر ويكسر أشور (اللذان يرمزا للتحرير من العبودية الجسدية والروحية)، وذلك لكي يُظهر الله محبته وخلاصه وأمانته مع شعبه.

الثاني: بعدها يظهر هدف الله النهائي من وراء الضيق وهو لكي "يقوِّيهم بالرب"، أي سيجعلهم يسلكون فيما بعد بحسب إرادته، مُرْتَوين منه، ملتصقين به، ومعتمدين عليه في كل شيء؛ لكي يتمجد الله في النهاية في كل شيء نفعله في ربنا يسوع المسيح.

بكلمات أخرى، عندما نمر في ضيق يجب أن نعلم أن لله أجنده واضحة من وراء هذا الضيق تشمل نقطة واحدة فقط، وهي أن نخرج مشابهين أكثر لصورة المسيح. هذا ما يوضحه لنا الكتاب في رومية 8: 28-39. لهذا السبب قال لنا الكتاب: " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ،" (يعقوب 1: 2)، لأن الهدف الوحيد، والقصد المجيد لله من وراء الضيقات هو أن نشابه المسيح أكثر.

يوجد ثلاثة أنواع ضيقات:
(1) ضيق بسبب طاعتنا لله، ويسمى أيضًا اضطهاد.
(2) وضيق عام يجري على الناس سواء كانوا أشرار أم أبرار، مثل الحرب، الكوارث الطبيعية الضيقات الاقتصادية ... إلخ.
(3) ضيق بسبب ابتعادنا عن الله وعدم طاعتنا لكلامه.

عندما نقع في ضيق بسبب عدم طاعتنا لله (الفئة 3)، ماذا يجب أن نفعل ؟

يجب أن نعطي الله الفرصة لافتداء الضيق:
فيجب أن يكون هدفنا عندما نمر في ضيق من هذا النوع، هو أن يفتدي الله هذا الضيق من ضيق بسبب عدم طاعة الله (3)، إلى ضيق بسبب طاعة الله (1). إن آدم تألم بسبب تمرده على الله، وأما المسيح (آدم الأخير) فقد افتدى آلام آدم الأول وتألم بسبب طاعته لله. لقد افتدى عرق جبين آدم الأول، أي ناموس الأعمال، بدمائه التي سالت على جبينه كنتيجة لطاعته لله.
هذا ما يفعله الله في حياة المؤمن، إن الله لا يُنهي الألم، لكنه يفتديه من ألم بسبب الابتعاد عن الله، لألم بسبب طاعة الله لأجل خلاص هذا العالم. إلى أن يأتي يوم فيه لا يكون صراخ ولا ألم؛ أي يوم الفداء التام للألم (رؤيا 21: 4).

ولكي نحقق هذا افتداء الضيق، يجب أن نطبق مفتاحين بروح الصلاة:

الروح المنكسرة والشكر: أي الاعتراف بالخطأ، ففي وسط الألم كنتيجة لعدم طاعة كلام الله، الله لا يقبل منَّا أي شيء نقدمه سوى الروح المُنكسرة، وهذا ما قاله داود عندما أخطأ لله (مزمور 51: 16-17). ذُكِرَ الشكر هنا لأننا بدون الروح المنكسرة لا نقدر أن نشكر الله والآخرين من القلب.

التركيز أولاً أن يتصوُّر المسيح فينا، وليس على حل المشكلة أو انتهاء الضيق: من الطبيعي لأي شخص يمر في ضيق أن يركز كل طاقته وتفكيره على انتهاء الألم والضيق. لكن يجب أن نعرف أن هدف الله هو ليس إنهاء الضيق كأولوية بل تغييرنا لنشابه صورة المسيح أكثر، ولهذا يجب أن نتحد مع الله في هذه الرغبة كهدف أول؛ عندها سننتصر على الضيق ونعطي الفرصة لله لافتدائه ليصبح ألم بحسب مشيئة الله، " لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً." (2 كورنثوس 7: 10).

بعدما يفتدي الله الضيق سيستخدمه الله لمجده وذلك ليكون سبب تعزية وخلاص للآخرين كما يقول:
" 3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4 الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ. " 2 كورنثوس 1.

باسم أدرنلي

5380 مشاهدة