كنيسة بلا جدران

هل ممكن أن أنال الخلاص، وبعدها أعمل ما أريد!؟

هذه فكرة خاطئة يدعيها النقاد عن المسيحية التي في مخيلتهم، فيعتبرون أنه طالما الخلاص ليس بالأعمال، إذا أقدر بعد نيل الخلاص أن أعمل ما أريد!
وللرد على هذا، نحتاج أن نميز بين نيل الخلاص، وحياة الخلاص.

أولا، نيل الخلاص:

نعم، نقطة الوصول لله في المسحية تختلف عن جميع ديانات العالم، هي نقطة البداية وليست نقطة النهاية، كباقي الديانات الوثنية. ولأنها نقطة البداية، هي مضمونة. وأنالها فقط عندما أتوب عن حياتي القديمة، وأطلب من الله أن يبرءني من آثامي ومعاصيَّ، ويمنحني حياة جديدة تعكس حياة المسيح بداخلي:
"8 لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9 لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. 10 لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." أفسس 2.
الآيات واضحة، وهي تعكس أمرين، نيل الخلاص وحياة الخلاص، نيل الخلاص في الآيتين 8 و9؛ أناله بناء على عمل المسيح الفدائي لأجلي، وذلك بإنعام الله على التائب من كل قلبه عن خطاياه، وليس باستحقاق سلوك التائب بدايةً. أي أنها مبنية على الله المانح الخلاص مجانًا للتائب من كل قلبه. وقضية التائب من كل قلبه، تقودنا للنقطة الثانية. 

الثاني، حياة الخلاص:

أما الشطر الثاني للخلاص، وهو في العدد 10 من أفسس 2 أعلاه؛ فهو أني أناله بهدف قطع عهد مع الله، أن يعمل من خلالي جميع الأعمال التي أعدها لي، لكي أطيعه من خلالها، أسلك فيها، وأتممها. فبدون تحقيق الهدف الثاني، يكون اختبار خلاصي غير مكتمل، وغير حقيقي. للتشديد على هذا النقطة، سأعيد ذكر الآيات من أفسس 2:
"8 لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9 لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. 10 لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." أفسس 2.
إذا العدد 10 يؤكد أن المسيح أعاد خلقي من جديد، لكي أطيعه في تتميم الأعمال الصالحة التي أعدها لي، لكي أتممها.
فالوحي يحذرني من التسيب واستغلال نيل الخلاص للفساد والآثام:
"13 فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ (أي فرصة لشهوات الجسد)، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً (تتميم الأعمال المذكورة أعلاه)... 16 وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. 17 لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. 18 وَلَكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. 19 وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ 20 عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ 21 حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ." غلاطية 5 
فمن الآيات السابقة، نرى أن الله طلب منا أن نترك حياة الإثم، ونمتلئ بالحياة الجديدة المليئة بثمر الروح، الثمر الرباني. 
فبعدما استعرض أعمال الجسد الأثيمة، يستعرض ثمر الروح الذي يريد أن يملأنا به الرب:
"22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ 23 وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ." غلاطية 5.
فيشدد أن المؤمن يجب أن يكون ممتلئ بجميع التسع صفات السابقة، إذا أراد أن يتبع المسيح. وهي صفات ذاتيه، يجب أن تنتج صفات سلوكية. 
لذلك أيضًا يحثنا أن نخلع كل الوقت إنساننا العتيق الفاسد (قبل الإيمان)، ونتمسك بالإنسان الجديد الصالح بعد الإيمان:
"21 إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، 22 أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23 وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، 24 وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. 25 لِذَلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ" أفسس 4.

فحياة الإيمان هي حياة طاعة في أعمال إيمان حقيقي، عامل بواسطة المحبة الإلهية التي تفيض من خلالنا للعالم:
"6 لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ" غلاطية 5.

باسم أدرنلي - القدس 08/ 04/ 2023

3557 مشاهدة