كنيسة بلا جدران

شخصية الله الطاهرة في الكتاب المقدس

طاهر في محبته للبشر، وحتى للخطاة:
نجد الوحي يشدد على إحسان الله لجميع الناس، وحتى للخطاة:
"45 لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ" متى 5
"1 قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا.." حزقيال 33
"9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ... 14 اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ" مزمور 145.
طبعًا هذا لا يعني أنه لن يأتي يوم، يجازي فيه الرب الخطاة بالموت الأبدي؛ لكن وهم على الأرض، يؤكد الوحي أنه لهم رجاء، والله قادر أن يخلصهم من شرهم وفسادهم، إذا تابوا وقبلوا المسيح كمنقذ شخصي لهم.

طاهر في مشيئته الصالحة للبشر:
"17 الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ" مزمور 145
وهذا يعني أنه حاشا لله أن يكون ضارًا؛ وحتى عندما يعاقب الإنسان، يفعل هذا لمنفعته فقط. فمهما ازداد شر الإنسان، يظل الله يبغض أعماله الشريرة، ويحبه؛ لذلك يتتبعه، ويبكته على شره بروحه القدوس، حتى يتوب ويرجع إليه تائبًا، ليغير حياته ويشفيه من شره.

طاهر في طبيعته المخلصة للبشر:
طبيعة الله المخلصة، تعني أنه متفاعل مع المؤمنين، ويريد أن يكون مشترك في تغيير البشر. وليس كالديانات الوثنية، التي فيها الله المبتعد، مفترض أنه ينتظرك أن تغير نفسك، ليمتحنك ويرى إذا كنت جيد أم لا، لعله يقبلك. فلا يقدم للإنسان أي شيء، سوى الوعد والوعيد، الرشوة والترهيب في جهنم والنار والعذاب. أما الله في الكتاب المقدس، فيريد أن يطهر الإنسان بنفسه، لأنه الله الحقيقي:
"4 أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ" هوشع 14
"6 هأَنَذَا أَضَعُ عَلَيْهَا رِفَادَةً (صحة) وَعِلاَجًا، وَأَشْفِيهِمْ وَأُعْلِنُ لَهُمْ كَثْرَةَ السَّلاَمِ وَالأَمَانَةِ" إرميا 33
"11 أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ" أشعياء 43
"25 وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ" حزقيال 36
نرى من الآيات، الله لا يغفر الذنب فقط، بل طبيعته المخلصة تجعله يعمل بنفسه على تطهير داخل قلب الإنسان، فكره، وحياته. هو يشترك في تغيير الإنسان الذي سلم حياته له!!

طاهر في تطبيق نفس معايير العدالة، على النبي وعلى أصغر مؤمن:
لا يمكن أن يكون الله عادلاً؛ وفي نفس الوقت، عنده قانون مزدوج!! وذلك لأن شخصية الله طاهرة في الكتاب المقدس. لذلك لا نراه في الكتاب المقدس يسمح لأي من الأنبياء، الكهنة، والملوك، بأن يخطئوا دون أن يحاسبهم على ذلك. وأيضًا لم يعط الله الأنبياء أي امتيازات قانونية دون غيرهم من عامة الشعب!! فلم يسمح لنبي أن يتزوج بأكثر نساء، ويسمح لباقي المؤمنين بأن يتزوجوا أقل مثلا!!! بل كان الأنبياء دائمًا سواسية تحت القانون الواحد الموحد لجميع المؤمنين. فعندما اشتهى داود زوجة أحد رجاله فتاة اسمها بتشبع، وتزوجها؛ لم ينزل عليه "الله" آية يحللها له طبعًا!!! بل عامله مثل باقي الشعب، وأرسل له ناثان النبي، وقال له أنت زاني، وأنت قاتل، وسوف لا يفارق السيف بيتك (2 صموئيل 12: 7-10). وأنزل الله على بيت داود خمس ضربات قاسية موجهة كعقاب من الله له؛ وفضحه أمام جميع الشعب. وليس هذا فقط، بل بعد تلك الحادثة بقرابة ألف عام، عندما قدم الوحي نسل المسيح في العهد الجديد، قال: "وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا...(أي من زوجة أوريا!!)" (متى 1: 6).  أي أن الله لا زال مصممًا، بعد ألف عام من الحدث، أن بتشبع ليست زوجته وليست من حقة، بل هي زوجة أوريا الحثي (وبالرغم من أن أوريا شخص غريب من تركيا - بنو حث). هذا إله طاهر، مقدس، كامل، لا يسكت على الباطل؛ ولا يضع أحد فوق القانون، الملك والنبي مثل أدنى إنسان؛ فلا يتخاذل الله (والعياذ بالله) مع أي إنسان، مهما كان. الجميع تحت قانونه الكامل الواحد الموحد للجميع. يا له من إله طاهر لا يرضى على الخطأ أبدًا، مهما كان المخطئ شخص "عظيم". 

الله طاهر، فلا يقبل الطبقية، كل البشر سواسية:
الله يؤكد أن جميع الناس مثل بعضهم البعض، متساوين بالإنسانية والمقامات. فالنبي، كالكاهن، كالملك، وكأصغر إنسان. قال المسيح لتلاميذه:
"26 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ" لوقا 22
فلا يوجد عنده امتيازات ومقامات؛ لا يميز النبي فوق أصحابه؛ ولا يميز المهاجرين عن الأنصار.... وكل هذه الطبقية البشرية للديانات المبتدعة، بل الجميع واحد أمامه. أما المتقدمين كالأنبياء، فعليهم ثقل بأن يخدموا الرعية، ويغسلوا أرجلها، كما فعل المسيح (يوحنا 13: 1-15).

باسم أدرنلي

2538 مشاهدة