كيف يعد موسى كاتب أسفار التوراة، وهو يذكر موته في نهايته؟
هناك ثلاث ملاحظات هامة من جهة أسفار موسى الخمسة:
أولا: إن أسفار التوراة نفسها، تؤكد أن الله أمر موسى بكتابتها. وهذا ليس خيال، الأسفار نفسها تؤكد هذا:
"14 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ»" خروج 17.
"27 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي بِحَسَبِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ" خروج 34.
ثانيًا: لكن وحي أسفار موسى نفسه، يوضح أن تلاميذ موسى أيضًا كتبوا أجزاء معينة منها؛ وهذا ليس خيال، فهو أيضًا واضح من نصوص نفس أسفار موسى الخمسة، حيث أن موسى نفسه أمرهم بأن يكتبوا جزء منها أيضًا:
"19 فَالآنَ اكْتُبُوا لأَنْفُسِكُمْ هذَا النَّشِيدَ، وَعَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِيَّاهُ. ضَعْهُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِكَيْ يَكُونَ لِي هذَا النَّشِيدُ شَاهِدًا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ" تثنية 31.
وهو هنا يخاطب القضاة الذين ملأهم الله بالروح التي على موسى، ويقول الوحي أنهم تنبأوا:
"24 فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَأَوْقَفَهُمْ حَوَالَيِ الْخَيْمَةِ 25 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا" العدد 11.
وهؤلاء نعم مخولين لكتابة وحي، بحسب تعليمات الموحى له – موسى. لذلك لا يوجد مشكلة في كتابتهم لخبر موت موسى.
ثالثًا: أيضًا الوحي يؤكد أن أسفار شريعة موسى (أسفار التوراة) كانت مكتوبة بشكل كامل، وموجودة حالا بعد موت موسى؛ فكان في يدي يشوع، وهذا يبرهن أنه لم يكتب فيما بعد، وذلك أيضًا من النصوص في أولا صفحة من وحي يشوع نفسه، بما كلمه الله:
"8 لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ" يشوع 1.
لذلك هؤلاء القضاة الذين وضع الله عليهم من الروح التي على موسى، هم مخولين بكتابة وحي، طبعًا بحسب تعليمات المُحى له، وهو النبي موسى. فلا يوجد مشكلة في كتابة خبر موت موسى بعد موته.
باسم أدرنلي