الم يتكلم العهد الجديد عن شخصية "النبي" الذي سيأتي بعد المسيح؟
الكثير من النقاد بتحليلهم لنص إنجيل يوحنا 1، يرون أن هناك شخصية "النبي" التي ستأتي بعد المسيح:
"19 وهذه شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاويين يسألونه: "من أنت؟" 20 فاعترف ولم ينكر، بل أكد قائلاً: "لست أنا المسيح"، 21 فسألوه: ماذا إذن؟ هل أنت إيليا؟ قال: لست إياه، أوَ "النبي أنت؟" فأجاب: "لا"، 22 فقالوا: "فمن أنت لنحمل الجواب إلى الذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟"" يوحنا 1.
يستنتجون من النص أنه يبين أن اليهود كانوا ينتظرون ثلاثة أعيان، وهم المسيح ثم إيليا ثم "النبي"؟؟ المسيح أتى وإيليا أتى وهو يوحنا المعمدان (متى 11: 14)، ولكن أين النبي؟؟؟ فيقترحون أن ذلك النبي الذي ذكر بعد المسيح وأيليا، هو محمد ص نبي المسلمين.
الجواب:
إن اليهود الذين قالوا هذا، لم يعرفوا أن المسيح، و"النبي" هما نفس الشخصية. وذلك للأسباب التالية:
أولا: المقصود بكلمة "النبي" (مع ألـ التعريف)، بحسب جميع المفسرين، هو النبي الذي تكلم عنه موسى في تثنية:
"15 يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ" تثنية 18.
ثانيًا: قسم من اليهود الأتقياء (يدعون الأسينيين)، قبل قرنين من مجيء المسيح، عرفوا أن المسيح هو النبي الذي تلكم عنه موسى، فلقد وجد في مخطوطات قمران تفسيرهم للنص بأن ان النبي الذي تكلم عنه موسى سيكون المسيح (Testimonia, 4Q175، أي المغارة الرابعة، مخطوطة رقم 175).
ثالثًا: جميع تلاميذ المسيح عرفوا أن النبي الذي تكلم عنه موسى هو المسيح:
بطرس: "22 فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ.....26 إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ" أعمال 3.
يوحنا: "40 فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ (من المسيح) قَالُوا: هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ." يوحنا 7.
فيلبُّس: "45 فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ " يوحنا 1.
إذا لاحظنا هنا في الآيات، أنهم يقولون أن المسيح هو "النبي"، مع "ألـ" التعريف، وأراد الوحي إبراز حقيقة أنهم فهموا من أعماله وأقواله أنه هو النبي الذي تكلم عنه موسى.
رابعًا: أيضًا المسيح نفسه شهد أنه النبي الذي تكلَّم عنه موسى:
"لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي." يوحنا 5: 46
ونحن نعرف أن موسى لم يتنبأ عن المسيح بأي نص، سوى تثنية 18.
"27 ثُمَّ ابْتَدَأَ (يسوع) مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.... 44 وَقَالَ لَهُمْ: هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ." لوقا 24.
فنعلم أنه لم يُكتب عن المسيح شيء في ناموس موسى، سوى نبوئة تثنية 18: 15.
إذًا شخصية "النبي" المذكورة في نص يوحنا 1، تتكلم عن نفس شخص المسيح، وليس نبي آخر.
وإذا أردت أن تطلع على كتيب مفصل عن هذا الموضوع، بإمكانك أن تكبس هنا
باسم أدرنلي