العقيدة والقناعات
ما يحمي المسيحية من جهة العقيدة، هو أن النصوص متتابعة ومتتالية؛ لا يمكن أن تفسر بطرق مختلفة. فالعقيدة، هي مُلزمة وواحدة لجميع المسيحيين. والعقيدة تبنى فقط على مجموعة واضحة من الآيات. لذلك، حتى لو قرأ الكتاب المقدس بلغات مختلفة، فهو يفسر نفسه بنفسه من جهة العقيدة، ولا يمكن أن يخطئ القارئ بفهم ما يقرأه من ناحية عقائدية أبدًا. لكن يوجد في المسيحية أيضًا قناعات مختلفة من شخص لآخر خارجة عن إطار العقيدة. فالقناعات تتشكل عندما تكون هناك آية واحدة تتكلم عن موضوع معين، وغير موضحة من باقي الآيات؛ ممكن أن نستخرج منها قناعة فقط، يتبناها البعض، دون آخرين، وتكون غير ملزمة للجميع. وهذا ليس خيال أو فتوى كما يفعل مبتدعي الديانات!! الله ليس عنده فتاوى، بل كل كلامه واضح وضوح الشمس. لذلك تكلم الوحي في وحي رومية 14 مثلا، حيث قال:
"2 وَاحِدٌ يُؤْمِنُ أَنْ يَأْكُلَ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَمَّا الضَّعِيفُ فَيَأْكُلُ بُقُولاً. 3 لاَ يَزْدَرِ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لاَ يَأْكُلُ، وَلاَ يَدِنْ مَنْ لاَ يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ، لأَنَّ اللهَ قَبِلَهُ ...5 وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْمًا دُونَ يَوْمٍ، وَآخَرُ يَعْتَبِرُ كُلَّ يَوْمٍ. فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ: 6 الَّذِي يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي لاَ يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ لاَ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي يَأْكُلُ، فَلِلرَّبِّ يَأْكُلُ لأَنَّهُ يَشْكُرُ اللهَ. وَالَّذِي لاَ يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لاَ يَأْكُلُ وَيَشْكُرُ اللهَ."
في الآيات السابقة المجيدة، يعلم الوحي أن الله في بعض الأمور غير الجوهرية، لا يهمه ماذا تفعل؛ بل لماذا تفعل ما تفعله (ما هو الدافع؟ أو النية؟). يهمه قلبك، هل تفعل ما تفعل لأجل الرب، أم لا؟ لذلك، لقد أعطى الرب في الكتاب المقدس، المساحة للآراء المختلفة في بعض الأمور التي ليست في جوهر العقيدة. أما عقيدة جميع المسيحيين، فهي واحدة بدون أي بلبلة أو تقلقل أو تخبط، لذلك تجد المسيحيين من أكثر الشعوب التي تعمها الوحدة، النجاح، والسلام، في العالم كله.
باسم ادرنلي