هل مطلوب من الإنسان أن يعتنق المسيحية؟؟
إن الله لم يدعو البشر إلى أية ديانة؛ ولا إلى اليهودية ولا إلى المسيحية؛ فكناية يهودي، أول ما ظهرت في السبي البابلي، أي حوالي 800 سنة بعد موسى؛ وكناية مسيحي لأتباع المسيح، أول ما استخدمت في أنطاكية (أعمال 11: 26)؛ والمجتمع دعاهم هكذا ليس هم الذين دعوا أنفسهم؛ فكلا الديانتين اليهودية والمسيحية هي تسميات بشر. نرى أيضًا حتى المسيح لم يدعُ أتباعه لديانة مسيحية أبدًا.
الله لم يوجد ديانات، لكنه أوجد طريق واحد:
منذ سقوط آدم من الجنة، عيَّن الله طريقًا واحدًا لإنقاذ الإنسان من الخطية والجحيم، وهذا الطريق هو المسيح؛ فحال سقوط آدم في الخطية، قال له عن الحية إبليس:
"15 فأصع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها؛ هو يسحق رأسك (أي المسيح سيسحق رأس الحية، إبليس)، وأنت تسحقين عقبه (أي أن الحية ستتمكن من سحق كعب رجله، في الصليب)." تكوين 3.
فسار الله في خط واحد واضح ومدروس، في كل مسيره مع الإنسان في نفس الخط. فكان المسيح الهدف لكل عمل عمله الله من خلال الأنبياء؛ لأن الهدف هو المسيح لإنقاذ البشر، وليس الهدف الدين.
* فالمسيح هو هدف ناموس موسى: "4 لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" رومية 10.
والمسيح هو هدف كل الكتب والوحي الإلهي: "39 فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي 40 وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" يوحنا 5.
* والمسيح هو حتى هدف كل الخليقة: "15 الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.... 16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى ... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." كولوسي 1
* المسيح هدف رسالة جميع الأنبياء: "17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا" متى 13.
جاء المسيح ليحرر البشر من خدمة الدين لخدمة الله:
عندما جاء المسيح، جاء ليحرر البشر من خدمة الدين؛ حيث رأينا على مر العصور عندما يوضع الدين في المركز، يصبح الإنسان ضحية في سبيل الدين أو المذهب، هذا ما قاله المسيح للفريسيين:
"27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ." مرقس 2.
وكأنه يقول لهم، أنتم تظلمون الإنسان لكي تحافظوا على الدين، إن الإنسان هو صميم موضوع واهتمام الله، وليس الدين. ورأينا هذا في الكنيسة في العصور الوسطى؛ عندما وضعت الكنيسة "المسيحية" في المركز؛ أصبح يُضحَّى بالفرد لأجل الدين. فنحن ندعو إلى تبعية شخص حي، وهو المسيح؛ وليس دين ميت. وعندما نتبع المسيح، يصبح الله في المركز. وعندما يُوضع الله في المركز، يُكرِم الإنسان.
إذًا مطلوب من الإنسان ليس ان يعتنق المسيحية، بل أن يتبع المسيح الحي؛ هذا هو الطريق إلى الحياة، لأنه قال:
"6... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" يوحنا 14.
فلم يقل المسيح المسيحية هي الطريق، بل هو الطريق والحق والحياة. كذلك رأينا عبر التاريخ لجميع تابعي المذاهب: مثل النازية، الشيوعية وغيرها. هذا ما نراه في الإسلام السياسي اليوم، يضع الإسلام في المركز وليس الله؛ وفي هذه الحالة، يُصَفَّى الفرد في سبيل الدين. لذلك تسمع شعارات تروج: نصرة الإسلام، الدفاع عن الإسلام، تقوية الإسلام، نشر الإسلام ... إلخ، وماذا عن الله؟ إذا أحب الإنسان الله، ألا يحب أخاه الإنسان؟ ويضع الإنسانية فوق أي نظام؟ لكن عندما يحب الإنسان دينه، ويضعه في المركز، يرفض أي إنسان يختلف عنه، وبالتالي يصبح الدين هو الهدف، وليس الله والإنسان. فيتحول الدين إلى لعنة على البشرية بدلا من نعمة!!
باسم ادرنلي