كنيسة بلا جدران

كيف يأمر الله بقتل النساء والأطفال، ويناقض نفسه بتعاليم الإنجيل؟

للرد على هذا السؤال، نقدم عدد من النقاط العامة:
أولا: إن الفقرة التي عادة يقتبسها النقاد، هي من سفر يشوع الذي كان قبل المسيح بـ 1300 سنة، وفيها أجرى الله دينونته على مدينة أريحا، ولم تكن الفكرة آلية فتح ودماء وقمع وتوسع أو نشر دين. بل الله حدد لهم الأرض وماذا يفعلوا بالتحديد دون أن يزيدوا أن ينقصوا.
ثانيًا: إن الله مع الوقت ارتقى مع نضوج الإنسان، إلى أن جاء المسيح بتعاليمه السامية؛ فلم ينزل الله آية، وبعدها بيوم أو بشهر قام بنسخها!! هنا نتكلم عن 1300 سنة، بين يشوع والمسيح، ونرى أن تلك العملية أتت بعدما أدان وأدَّب الله شعبه في البرية، مات خلالها أكثر من 50 ألف شخص، وأهلك باقي الجيل في البرية، لعدم الإيمان.
ثالثًا: الله بين لجميع الشعوب أنه على رأس العملية التأديبية لشعوب أرض كنعان بسبب عبادتهم للأوثان ورجاساتها (راجع تثنية 18: 10- 14)؛ وذلك بالمعجزات، فشق مياه نهر الأردن، أمام جميع الشعوب، وعبر بين إسرائيل على اليابسة في وسطه؛ وبرهن أمام جميع الشعب أنه على رأس العملية. فلم يأتي يشوع ويدعي أن الله أمره أن يقاتل الكافرين، دون أي دليل واضح وضوح الشمس لشعب إسرائيل ولباقي الشعوب.
رابعًا: عندما أخطأ شعب إسرائيل، الله دانهم بنفس المعايير وحطهم أمام جميع الشعوب؛ فلم ينصرهم ظالمين ومظلومين كما تروج ديانات أخرى. وهذا يؤكد أن الله وراء العملية، ولم تكن مجرد حرب بشرية مبتدعة مثل باقي الحروب الدينية. لذلك أوصى موسى بأن يفعل نفس الشيء تمامًا باي قبيلة من شعب إسرائيل إذا عبدت الأوثان:
"13 قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ (أي يهود) وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا ... 15 فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ 16 تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاًّ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ." تثنية 13.
هذا إله قدوس فعلا، ووحيه صادق، ليس عنده تمييز أو محاباه، ما يطبقع على الوثني، يطبقه على شعبه!!
خامسًا: واضح من النصوص، أن الله ليس ضد الشعوب في أرض كنعان، لكن أتت الساعة لدينونتهم، وأتت في إطار المرحلة الثالثة لدينونة الله. (الأولى كانت دينونة الله لأرض مصر وبيت فرعون؛ الثانية كانت دينونة الله لنفس شعب إسرائيل في البرية، والثالثة كانت لشعوب أرض كنعان). والله تنبأ عن دينونتهم لعبده إبراهيم، قبل حوالي 600 عام من حدوثها؛ حيث قاله له أن شعبه سوف لا يعطى الأرض الآن، لأن ذنب شعب الأرض، لم يصل إلى ذروته بعد! فتصور أن الله صبر عليهم 600 عام لكي يتوبوا، ولم يتوبوا: 
"16 وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً»." تكوين 15.
إذا أردت أن تعرف المزيد عن هذا الموضوع، بإمكانك أن تنزل كتاب بعنوان: فتح شعب إسرائيل لأرض الموعد

 

 

باسم ادرنلي

7356 مشاهدة