كنيسة بلا جدران

كيف نال المؤمنين عطية الروح القدس

بعد سقوط الإنسان:
كما رأينا في عنوان "أقنوم روح الله في العهد القديم"، لقد قرر الله أن ينزع روحه من السكنى في الإنسان بسبب زيغانه، وخطيته (تكوين 6: 3). فمنذ ذلك الوقت، بدأ الله عملية رد الإنسان عن طبيعته الخاطئة؛ لكي ينقيه من سطوة الخطية، ليرجع ويسكن فيه بروحه القدوس. فبدأ يسكن في عدد قليل من رجال الله في العهد القديم. كان هذا لكي يظهر مجده ويعمل فيهم ومن خلالهم، كما رأينا. 
وعد العهد الجديد في العهد القديم:
واستمر الله في محاولاته لإرجاع سكنى روحه في الإنسان؛ فوعد الله في العهد القديم (حوالي 600 سنة قبل المسيح)، بأن سيأتي يوم، يضع الله شريعته في قلوب جميع المؤمنين، وسيسكن المسيح الوعد، في عدة جوانب منها:
1) إن هذا ما وضحه المسيح في النصوص، حيث أعلن لنا الوحي عن أقوال المسيح:
" 39  قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ (أي لم يكن المسيح قد مات وقام بعد، راجع يوحنا 17: 1)." يوحنا 7.
2) لقد علم المسيح أيضًا عن أقنوم الروح القدس؛ أنه سيعلمهم كل شيء، ويذكرهم بتعاليمه: 
"26  وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ." يوحنا 14.
3) إن الروح القدس أيضًا سيرشد المؤمنين إلى كل الحق، ويرشدنا بأمور العالم المتغيرة الآتية، من جيل إلى جيل. فأتباع المسيح لا يحتاجون إلى فتاوى وترقيع لدينهم، كما فعل اليهود بعد المسيح، لكي يتواكبوا مع مستجدات العصر. بل الله ذاته شخصيًا سيرشدهم خلال روحه، لما يريدهم أن يعملوه، كنتيجة للمتغيرات المستجدة حولهم:
"13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ." يوحنا 16.
4) يكمل المسيح أيضًا معلنًا أن دور الروح القدس هو أن يمجد المسيح، ويملأ المؤمنين به: 
" 14 (المسيح الذي يتكلم) ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" يوحنا 16.
5) فبعدما مات المسيح وقام، أظهر نفسه للتلاميذ أربعين يومًا؛ ثم صعد إلى السماء في اليوم الأربعين، وبعدها أرسل الروح القدس لهم ولنا كما وعد تمامًا: 
"33   وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا (أي الروح) الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ." أعمال 2.
6) أيضًا نزول الروح القدس لم يكن مجرد خيال شعر به التلاميذ دون أي دليل. بل كان مقترنًا بالمعجزة الساحقة التي لا يقدر أحد أن ينكرها. وهي أن جميع الذين حل عليهم الروح القدس، بدأوا يكلمون المجتمع حولهم، بلغات لم يعرفوها من قبل؛ شاهدين من خلالها ببشارة الإنجيل!!!
"4 وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا... 7 فَبُهِتَ الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟ 8 فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا؟" أعمال 2!!!
ما أمجد عمل الله الذي لا يمكن أن ينكره أحد، حتى الكفار!!! 
7) إن هذه المعجزة كانت تتمة لوعد المسيح للتلاميذ، قبل أن يصعد للسماء:
"17 وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَة (أي لغات جديدة)" مرقس 16.
فالمسيح صدق في كل كلمة قالها وعملها وعلمها، له كل المجد!!!

 

باسم ادرنلي

 

 

باسم ادرنلي

4382 مشاهدة