كنيسة بلا جدران

شرح مفهوم الثالوث:

تعريف مفهوم الثالوث:
يعني أن الله واحد مثلث الأقانيم، الآب والابن والروح القدس. الآب هو الله، الابن هو الله، والروح القدس هو الله. دور الآب يختلف عن دور الابن، كذلك دور الروح القدس، لكن الله واحد. إن للثالوث وجه مرئي للبشر، وهذا الوجه هو أقنوم الابن، فهو الإعلان الكامل المرئي للذات الإلهية. هو الذي ظهر مرارًا وتكرارًا قبل المسيح في العهد القديم للكثير من الأنبياء، لكنه لم يظهر في جسد بشري من لحم ودم مثلنا، بل في جسد سماوي على صورة البشر أحيانًا. 
هل فهم الثالوث صعب؟؟
يرى البعض تعقيدًا في مفهوم الثالوث السابق؛ لكن هذا غير صحيح بل هو ليس صعب وهو في صميم طبيعة البشر والخليقة. ولكي نفهم أكثر هذه النقطة في الثالوث، ممكن أن ننظر إلى الإنسان المخلوق على صورة الله: 
"27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" تكوين 1. 
فأحد معاني الإنسان المخلوق على صورة الله، بحسب 1 تسالونيكي 5: 23، هو أن الإنسان هو مثلث الأقانيم أيضًا. له روح ونفس وجسد (النفس مثلثة أيضًا، وهي الشعور والفكر والإرادة، وهي عبارة عن من أنت، أي شخصيتك وذاتك وفكرك). فعندما يرون الناس جسدي يقولون هذا أنا؛ وروحي هي أنا أيضًا، وكذلك نفسي هي أنا. لكن نفسي هي ليست جسدي، وجسدي هو ليس روحي، ونفسي هي ليست روحي.  فالجسد له دوره في الحركة والتنفيذ والتعبير عن النفس والروح، وتنفيذ إرادتهما. والروح لها دورها في جذب الإنسان للرجوع والاقتران بالله. والنفس لها دورها في قيادة مصير الإنسان الأرضي والأبدي.  لكن طبعًا الإنسان واحد وليس ثلاثة، كذالك الله واحد لكنه مثلث الأقانيم. فإذا شبهنا الله بملك يحكم مملكة، إن مفهوم المسيحيين لمن يحكم المملكة، هو ليس ثلاث ملوك كما يدعي بعض النقاد عنهم زورًا وبهتانًا! بل يؤمن المسيحيون بأن الذي يحكم المملكة هو ملك واحد، مثلث الأقانيم؛ له روح، له نفس وله جسد. 
فهم آلية أدور الأقانيم:
إن كل أقنوم من أقانيم الإنسان له عمله ودوره، لكنه مرتبط ومعتمد على الأقنوم الآخر بلا انفصال.  فعندما أفكر نفسي تفكر، لكن ليست نفسي التي تكتب، بل جسدي. فكل أقنوم من أقانيمي له دوره، وهو مرتبط بالأقنوم الآخر بشكل لا يمكن فصله. لذلك اقر السريان المسيحيون قبل المسلمون بمئات السنين، بأن الله هو الصمد؛ أي أنه المثلث الأقانيم، لكن غير المنفصل، المتماسك، الكامل بوحدانيته الجامعة وهذا هو مفهوم الصمد في الطقوس السريانية، الإله الواحد بوحدانيته الجامعة.
رد آخر:__ لا يترجم
أولا: لا يجوز أن يحكم الإنسان على  جوهر الله، بحسب المنطق، فالله أعظم من أن يستوعبه صندوق منطق وفهم الإنسان المحدودين. 
ثانيًا: إن الثالوث هو ليس شيء بعيد عن طبيعة الإنسان؛ هو يرجع للخلق؛ الله هو الخالق، الواحد الذي لا إله غيره. فمنذ الخلق يقول الكتاب: 
" 1  فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ." سفر التكوين 1.  
نلاحظ أنه منذ الخلق، يستعرض إعجاز الكتاب المقدس الله الآب، الخالق في أول آية؛ "روح الله" في ثاني آية؛ وأقنوم الكلمة بعبارة "قال الله" في ثالث آية!! فهو إله واحد مثلث الأقانيم: الله، روحه، وكلمته (الابن – راجع يوحنا 1:1 و14). 
ثالثًا: يرجع جوهر الثالوث أيضًا إلى خلق الإنسان، مكتوب أن الله خلق الإنسان على صورته: "27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ." تكوين 1. فالإنسان مثلث الأقانيم مثل الله لكن بشكل باهت (لأنه حاشا أن يشبه بالله)؛ وهذا يساعدك أن تفهم القليل عن شخصية الله. فالإنسان، بحسب 1 تسالونيكي 5: 23، هو مثلث الأقانيم أيضًا؛ روح ونفس وجسد (النفس هي الشعور والفكر والإرادة، وهي عبارة عن من أنت، أي شخصيتك وذاتك وفكرك). فعندما يرون الناس جسدي يقولون هذا أنا؛ وروحي هي أنا أيضًا، وكذلك نفسي هي أنا. لكن نفسي هي ليست جسدي، وجسدي هو ليس روحي، ونفسي هي ليست روحي. فالجسد له دوره في الحركة والتنفيذ؛ والروح لها دورها في جذب الإنسان للرجوع والاقتران بالله، والنفس لها دورها في قيادة مصير الجسد الأرضي والأبدي؛ لكني واحد ولست ثلاثة. فكل أقنوم له عمله ودوره، لكنه مرتبط ومعتمد على الأقنوم الآخر؛ فعندما أفكر، نفسي تفكر، لكن ليست نفسي التي تكتب، بل جسدي. فكل أقنوم من أقانيمي له دوره، وهو مرتبط بالأقنوم الآخر بشكل لا يمكن فصله. كذلك أقانيم الله الاب والابن والروح القدس، فهي ليست تعقيدًا بحسب رأيي، بل بالعكس تجيب على الكثير من الأسئلة الصعبة التي لا تجد لها إجابة في آراء ومذاهب أخرى.

 

 

باسم ادرنلي

6366 مشاهدة