أساس الثالوث في الخلق:
نرى حقيقة مُعجزة منذ بداية الخلق، وهو أن أركان الخليقة الأساسية التي خلقها الله، ثلاثية: الزمن، السموات، والأرض. وأيضًا كل ركن من أركان الخليقة، هو ثلاثي:
الزمن: فيه ثلاثة أركان (1) ماضي (2) حاضر (3) ومستقبل.
السموات: فيها ثلاث سموات بحسب الوحي (1) سماء الطيور، أي الطبقة الغازية المحيطة بالأرض
(2) الفضاء، (3) وعالم الله (عالم الأرواح) (راجع 2 كورنثوس 12: 2).
المادة: وتكمن في ثلاثة أشكال: (1) جماد (2) سائل (3) وغاز.
وهذا ليس بغريب، فهو يعكس طبيعة الله الواحد المثلث الأقانيم، كما أظهره الله في وحيه في أول ثلاثية من الآيات في الكتاب!!!! الله الآب في أول آية؛ الله الروح القدس في الآية الثانية، والله الكلمة في الآية الثالثة:
"1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ." سفر التكوين 1.
فنلاحظ هنا أنه من بداية الخلق ومن أول ثلاث آيات!! يذكر أن الله خلق السموات والأرض، بعدها يذكر "روح الله"، وبعدها يقول: "قال الله"، أي يذكر "كلمة الله". لذلك هو إله واحد مثلث الأقانيم: الله، روحه، وكلمته.
جدير بالذكر هنا، أن قضية "قال الله" يعترض عليها البعض، فيقولون أنها ليست دليل كافٍ، لهذا الاستنتاج. لكن هذا الاستنتاج هو غير مبني على هذه الآية فقط، بل من آيات أخرى، مثل:
"6 بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ، وَبِنَسَمَةِ فِيهِ (وبالعبري: "بروح فَمِهِ") كُلُّ جُنُودِهَا" مزمور 33 (نفس ما ذكر في سفر التكوين تمامًا).
فمن ناحية منطقية، لو كان الله غير مثلث الأقانيم، لماذا حدد أقانيمه الثلاثة من بداية وحيه، وقبل المسيحية بحوالي 4000 سنة؟؟ فنرى أنه كان مشترك في الخلق، الله، روحه وكلمته؛ وهؤلاء الثلاثة هم واحد، وهو الله إلوهيم الجامع، اسمه يهوه الخالق. ونرى كيف الوحي حدد في العهد الجديد دور أقنوم الكلمة، أي المسيح أو الابن، حيث قال:
"1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ... (ويعود يكرر ما ورد في بداية سفر التكوين!!) 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ (أي كل شيء بأقنوم الكلمة قد خلق). 4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،... (وأكد أن ذلك الأقنوم الذي به خلق كل شيء، وهو الله بحسب الآية 1، تأنس للبشر) 14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." يوحنا 1.
وقضية خلق الكون بأقنوم الكلمة، يؤكده وحي العهد الجديد بكل وضوح في عدة أماكن، منها:
"(عن المسيح) 14 الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.... 16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ" كولوسي 1.
باسم ادرلني