كنيسة بلا جدران

مفهوم التوحيد في المسيحية؟

أن الذي يميز تعاليم المسيح، هي أنها تتمحور حول القلب والداخل؛ ونبدأ بالتوحيد. فبدأت وصية التوحيد عن طريق موسى (1440 سنة قبل المسيح)، حيث قال له الله: 
"4 «اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 5 فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ." تثنية 6. 
فالتوحيد الذي علمه موسى، كان مؤسسًا على محبة الله من كل القلب والكيان؛ وغير مؤسس على شهادة يطلقها الإنسان بشفاهه، وأعمال وصلاة مفروضة عليه، يعملها لأجل الله!!! فالديانة التي لا تربط التوحيد بمحبة الله من كل القلب هي خيالية وغير حقيقية. فهي كأنها تصور الله كزوج يطلب من زوجته أن تقوم بواجباته، وتقول له كلام محترم، لكن لا يهمه إذا كان قلبها مع رجل آخر!!  لذلك أي توحيد لا يكون مؤسس على محبة الله من القلب، هو مزيف وليس من الله. 
أما المسيح، فعمَّق ذلك المفهوم أكثر، وزاد عليه، حيث قدم للإنسان التطبيق العملي الذي يبرهن صحته.  فثبت وصية موسى طبعًا: 
" 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30 وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31 وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ»." مرقس 12.  
ففي الوقت الذي ثبت المسيح فيه وصية موسى عن التوحيد، الذي أساسه محبة الله من كل القلب والكيان؛ لقد أعطى للإنسان امتحان على صحة توحيده؛ وقال أن الوصية الثانية "مثلها"؛ أي التطبيق العملي لها؛ هو إن كنت موحد لله فعلا، وتحبه من كل قلبك؛ يجب أن تحب الإنسان الذي خلقه الله. وكلمة "قريبك"، عندما سألوا المسيح عن ماذا تعني؛ وضح معناها بوضوح، بقوله أنها قد تعني أيضًا إنسانًا عدوًا وذات دين آخر (راجع قصة السامري؛ لوقا 10: 29-37). أنظر ما أسمى هذه التعاليم، وما أنفعها لالتحام البشر؛ وكسر الكراهية والحواجز بينهم. فبالنسبة لله، إذا كنت موحدًا، يجب أن يكون توحيدك مؤسس على محبة الله من كل كيانك؛ وإذا كانت محبتك لله حقيقية، ستحب الإنسان المخلوق على صورة الله، كما قال: 
"20 إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟" 1 يوحنا 4.

 

 

باسم ادرلني

7514 مشاهدة