ماذا عن قول "انا قلت انكم آلهة"؟
من جهة قول المسيح: "أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟"؛ في نص يوحنا 10:
"34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟"
مقتبسًا إياها من مزمور 82 "6 أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ"
فالمسيح أراد أن يُذكر الفريسيين بالمبادئ الإلهية التي يعلمها الكتاب منذ الخلق. وهي أن الله لم يتشبه بالبشر بتجليه في شخص المسيح؛ بل هو خلق البشر على شبهه في الأصل، أي العكس تمامًا:
"27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" تكوين 1.
وهذا هو أعلى تقويم في الوجود – ذات الله عز وجل. لذلك عندما يؤمن الإنسان بالمسيح كمنقذ، يعود ويكون مشترك بالطبيعة الإلهية، كما كان قبل سقوط آدم. كما يقول الوحي:
"4 اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ." 2 بطرس 1.
قصد المسيح مما قاله، أن يقدم مفارقة بين إيمان اليهود في القديم، وبين حقيقة من هو. فاليهود الذين استقبلوا كلمة الله المكتوبة فقط، أي الوصايا، دعوا "آلهة"؛ وتفسيرها بحسب المزمور نفسه هو: "وأبناء العلي كلكهم" (أي مشتركين بطبيعة الله كأبناء؛ " 4 ....شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ.."، من 2 بطرس 1)؛ فكم بالحري كلمة الله الأزلي النازل من السماء بذاته شخصيًا، ألا يكون الله الابن ذاته، الذي خلق بواسطته كل شيء، وهو أقنوم الكلمة الإلهي الأزلي؟؟
"1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ... 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ (أي خلق)، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ... 14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." يوحنا 1.
وهذا نفسه اقنوم الكلمة، الذي خُلق البشر على صورته في الأصل. حيث يؤكد الكتاب على أن أقنوم الابن الذي تجلى في المسيح، هو صورة الله غير المنظور:
"15 اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ... " كولوسي 1.
ويؤكد أننا خلقنا بحسب صورته في الأصل:
"27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ (أي حسب صورة المسيح خلقه). ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" تكوين 1.
لذلك الأدق أن يُقال هو ليس أن الله تجلى في جسد بشري مثلنا؛ بل في الله الأصل، خلق البشر على صورته؛ فعندما تجلى لهم بالجسد البشري، أظهر جانب من حقيقة ذاته، صورة أقنوم الابن الأزلي الذي خلقنا على صورته، وليس أن الله تشبه بالبشر!!
إذا تفسير المسيح نفسه لما قاله هو، من نفس نص يوحنا 10:
"34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ (في مزمور 82: 6) 35 إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ (أي وصايا الله) وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ (أي المسيح، كلمة الله الأزلي) أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟"
باسم ادرلني