عناية من أول السنة إلى آخرها
إن الله يريد أن يغمرنا بعنايته الإلهية من أول السنة إلى آخرها. وإرادته هي أن نتمتع في تلك العناية للسنة القادمة كما وعد شعبه في القديم قائلاً:
" 10 لأن الأرض التي أنت داخلٌ إليها لكي تمتلكها ليست مثل أرض مصر التي خَرَجْت منها حيث كنت تزرع زرعك وتسقيه برجلك كبستان بقول. 11 بل الأرض التي أنتم عابرون إليها لكي تمتلكوها هي أرضُ جبال وبقاع. من مطر السماء تشرب ماء. 12 أرضُ يعتني بها الرب إلهك. عينا الرب إلهك عليها دائمًا من أول السنة إلى آخرها." تثنية 11
إن الأرض القديمة، أرض مصر، التي ترمز لحياتنا القديمة، خلصك منها الله، فيها كنت "تزرع زرعك وتسقيه برجلك"، أي كنت تعمل في تلك الأرض من أجل نفسك وبقوتك البشرية في الجسد. لكن الأرض التي أدخلك الرب إليها لتمتلكها، تشرب من مطر السماء، أي من مياه الروح القدس التي تحرك كل شيء، دون بذل مجهود جسدي إضافي منك. وتكون في عناية الرب الإلهية من أول السنة إلى آخرها.
إن أرض الموعد في القديم، والتي سماها الرب في الكثير من المرات بـ "راحة الرب" (مزمور 95: 11 وعبرانيين 3: 11 و4: 3 و5)، ترمز في العهد الجديد إلى الحياة الجديدة مع المسيح. في تلك الحياة الجديدة مع المسيح، الله يريد أن يعتني في كل أمور حياتنا من أول السنة إلى آخرها. إن أهم شيء يجب أن نصلي فيه للسنة المقبلة هو أن ندعو المسيح لكي يهتم ويسيِّر كل أمور حياتنا بقيادة وسلطان تام له في هذه السنة المقبلة كلها.
لكن السؤال هو:
كيف نتمتع في العناية الإلهية للسنة المقبلة بكاملها؟
نتمتع في تلك العناية الإلهية عندما نعيش حياة الامتلاء بالروح القدس، وطلب إرادة الله في كل شيء، في خططنا وأعمالنا، أفكارنا وأقوالنا.
إن أهم العوائق للتمتع بالعناية الإلهية هي الانشغال بماذا نفعل للرب. إن هذا لا ينبغي أن يكون موضوع انشغال وتساؤل وقلق المؤمن، بل الانشغال بالعلاقة مع الله والتلذذ به. فعندما ننجح في العلاقة مع الله، يستطيع الله أن يتمم مشيئته وعمله في حياتنا، وعندها "..مسرة الرب بيده تنجح" (أشعياء 53: 10). وعندما نركز على "ماذا نفعل"، بدلاً من "العلاقة والتلذذ بالله" نفشل في العلاقة مع الله ونكون، بالنسبة لله، فاشلين في كل أمور حياتنا لأن يدنا هي التي تعمل العمل في حياتنا وليست يد الله.
لذلك قال الله:
"لأن الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله." رومية 8: 14.
هذا لا يعني أن المؤمنين الذين لا ينقادون بروح الله هم ليسوا أبناء الله. هم لا زالوا أبناء لله، لكنهم يحرمون أنفسهم من التمتع بالعناية الإلهية والأبوية لله، وذلك لأن يده ليست هي التي تعمل في حياتهم بل أيديهم.
ابتدئ بقضاء وقت كبير مع الرب في السنة القادمة، كرس وقت كبير للصلاة والتعبد لله. اقضي وقت أقل في الخدمة ووقت أكبر مع الرب. والنتيجة هي أنك ستبتدئ ترى عمل أعظم ومؤثر أكثر للروح القدس في حياتك، بيتك وخدماتك.
نعم هذا هو الطريق للتمتُّع في تلك العناية الإلهية من أوّل السنة المقبلة إلى آخرها.
وعندها ستكون بركتكم بدلاً من "كل عام وأنتم بخير"، "أنتم بخير كل العام".
باسم أدرنلي