ألا تفترض عبارة "إلى هذا اليوم"، أن الكتاب عاشو مئات السنين بعد الحدث!؟
تعريف عبارة "إلى هذا اليوم":
إن تعريف هذه العبارة المستخدمة في كتاب العهد القديم تعني، أنه من وقت حدوث الحدث إلى وقت تدوينه، ذلك المكان أو التسمية أو الحالة، لا زالت قائمة.
هل تعني أنها لا زالت قائمة إلى وقت ما بعد تدوينه أم لا؟
الحقيقة الاحتمالين واردين، ممكن أن تكون الحالة لا زالت قائمة بعد تدوينه، حتى إلى وقتنا هذا؛ مثل:
"33 فَدَعَاهَا «شِبْعَةَ»، لِذلِكَ اسْمُ الْمَدِينَةِ بِئْرُ سَبْعٍ إِلَى هذَا الْيَوْمِ" تكوين 26.
واسم المدينة بئر سبع، لا يزال قائمًا أيضًا ليومنا هذا؛ أي منذ حوالي 4000 سنة إلى الآن.
وقد تكون الحالة قد انتهت منذ تدوينها إلى الآن؛ مثل:
"27 وَجَعَلَهُمْ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مُحْتَطِبِي حَطَبٍ وَمُسْتَقِي مَاءٍ لِلْجَمَاعَةِ وَلِمَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ" يشوع 9
فطبعًا سكان جبع (القريبة التي خلف مخيم قلنديا)، لا يحتطبون حطبًا إلى يومنا هذا! فانتهت الحالة.
ما هي الفترة الزمنية بين الحدث، وتدوينه بعبارة "إلى وقتنا هذا"؟
وهذا السؤال هو بيت القصيد؛ الجواب هو أنه ممكن أن يتكلم الكتاب عن فترة كبيرة جدًا، كأسفار موسى الخمسة مثلا (تكوين، خروج، لاويين، العدد وتثنية)، التي تنقل كل الأحداث من الخلق وآدم إلى وحي موسى والقضاة الذين أعطوا وحي معه. وهي فترة تقارب 2500 سنة. ممكن أن الكاتب يتكلم عن فترة كانت قبله، لكنها أقل من حالة موسى، كصموئيل النبي كاتب سفر القضاة.
أو ممكن أن تكون الفترة منذ حدوث الحدث إلى تدوينه فترة في نفس حياة المُوحى له؛ فتعنى أنه دونه لاحقًا في حياته:
"9 وَنَصَبَ يَشُوعُ اثْنَيْ عَشَرَ حَجَرًا فِي وَسَطِ الأُرْدُنِّ تَحْتَ مَوْقِفِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ. وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ" يشوع 4
فنعرف من سفر يشوع نفسه، أن يشوع كتبه في أواخر حياته:
"26 وَكَتَبَ يَشُوعُ هذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ. وَأَخَذَ حَجَرًا كَبِيرًا وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ مَقْدِسِ الرَّبِّ" يشوع 24
لذلك عبارة "إلى يومنا هذا" تعني في معظم النصوص لاحقًا، أنها فترة بين 10-30 سنة، اي في نفس حياة الكاتب. ونرى هذه العبارة مثلا تحمل فترة 23 سنة، من الحدث إلى العبارة، في سفر إرميا:
"3 مِنَ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ عَشَرَةَ لِيُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ، هذِهِ الثَّلاَثِ وَالْعِشْرِينَ سَنَةً..." إرميا 25
باسم أدرنلي
القدس - 6/ 4/ 2025