طبيعة الله كمنقذ أو مُخلِّصْ؟
ماذا يعني الله مُخَلِّصْ؟
إن الله بحسب صفاته في الكتاب المقدس، هو الذي يسعى ليرد الإنسان ويغيره. هذه هي طبيعته كمنقذ أو كمُخَلِّص، وهي أعظم بكثير من شخصية الله المشوهه التي تنادي بها بعض الديانات المبتدعة، كإله غضوب ينتظر أن يخطئ الإنسان، لكي يسخطه ويعاقبه!! كأنه فاقد السيطرة على الإنسان، لذلك يلتجئ للتهديد والوعيد لكي يلفت أنظار البشر!!!! حاشا أن يكون هذا الله فعلا، فأيهما أمجد لله؛ أن يعاقب فقط الإنسان عندما يخطئ؟ أم أن يحبه، يصبر عليه، يبدادر لتغيير قلبه وحياته ومصيره، الأرضي والأبدي؟ فإدانة الإنسان هي عمل غير متميز، يقدر أن يعمله الإنسان، أكان صالحًا أم حتى مجرمًا!!! فالمجرم يقدر أن يقتل الجاني، فالله لا يتميز في هذه السمة الضيقة إطلاقًا! بل يتميز بتغيير الإنسان، فهو عمل معجزي متوحد فقط على الله، ولا يقدر أن يفعله البشر.
هذه هي طبيعة الله الدائمة:
إن هذه طبيعة الله كمخلص في كل الكتاب المقدس، آلاف السنين قبل تجسد المسيح؛ كما قال أشعياء قبل المسيح بـ 700 عام، "أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ." أشعياء 43: 11. في جميع الديانات، يحاول الإنسان أن يغير نفسه ليرضي الله! أما في المسيحية، فالله يدعو الإنسان لكي يلتجئ إليه ليغيره. أي أن الإيمان في المسيحية، يعني هي تسليم الإنسان نفسه ليد الله المغيرة. وهذا في ذروة المجد لله، تواضع الله ليس عيب بحسب وجهة نظر الكتاب المقدس، بل يعبر عن حبة للإنسان وسيطرته على الأمور. أيهما أعظم ملك متعظم على عرشه وعلى شعبه؟ أو ملك يدور في شوارع البلد كل يوم، ليكون مع شعبه، بوداعه وحب واحترام. الأول يمتلك ويستعبد الناس، والثاني يمتلك قلوب الناس؛ فأيهما أعظم؟ لذلك لا يسعى الله في الكتاب المقدس للغة التهديد والوعيد، وجهنم، والعذاب، ليلفت انتباه الإنسان. فإن كان الله هكذا، يكون فاقد السيطرة على الإنسان؛ ومهزوز الشخصية، بحيث أنه يحاول إثبات سلطانه بالتهديد والقمع. أما إله الكتاب المقدس، فهو إله حوار وإقناع يعطي الحرية الكاملة للإنسان؛ وذلك يظهر سيطرته التامة على البشر، وسعيه لامتلاك قلوب البشر، وليس الامتلاك البشر؛ لأنه مالكهم، ولا يحتاج لأن يثبت هذا.
لقد ظهرت طبيعة الله المخلص بيسوع المسيح:
لقد أظهر الله ذروة محبته وخلاصه للبشر، عن طريق المنقذ، يسوع المسيح. لقد تم هذا عن طريق موت المسيح وعبثه من الموت، لإنقاذ البشر:
"8 وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" رومية 5.
الوحي يؤكد أن المخلص هو واحد، وهو الله؛ ويؤكد في نفس الوقت، أن المسيح هو المخلص. وذلك ليبرهن لنا أنه لا فصل بين المسيح وذات الله. أيضًا يؤكد أن خلاص الله معتمد على نعمته ومبادرته، وليس على أعمال البشر وإحسانهم:
"4 وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ ¬ 5 لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ¬ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 6 الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا." تيطس 3.
باسم ادرنلي