التوحيد في المسيحية
كثيرًا ما نسمع مصطلح "الشرك بالله"، ويعني أن يشرك الإنسان آلهة أخرى مع الله. وفي الكثير من الأحيان نُتَّهم كمسيحيين بأننا نشرك بالله عن طريق فهمنا لطبيعة الله الواحد المثلث الأقانيم. فبالرغم من تشديدنا المستمر بأن الله واحد، لكن في ثلاثة أقانيم، مثل الإنسان الواحد الذي في ثلاثة أقانيم: الروح، النفس والجسد (١ تسالونيكي ٥: ٢٣). لا يزال المعترضين يتهمون المسيحيين بأنهم مشركون.
مصطلح "الشرك بالله" غير دقيق:
إن مصطلح "الشرك بالله" ليس دقيق، حسب تعاليم المسيح؛ وهو لا يصور الصورة الحقيقية لكل من يعبد أي إله من دون الله. فقال المسيح: "24 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." متى 6. وبالتالي، لا يوجد أصلا شيء اسمه شرك؛ فالإنسان لا يقدر أن يعبد ويقدس ربين في حياته؛ إما أن يعبد الأول أو الثاني؛ ولا يمكن أن يعبد إلهين معًا. أي لا يمكن أن يعبد الله، ويشرك معه إله آخر.
الشيطان موحِّد!! إذا ما الفرق بينه وبين المؤمن؟
" أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!" يعقوب ٢: ١٩. نعم الشيطان يؤمن بأن الله واحد، فما الفرق بينه وبين المؤمنين من البشر؟ وهذا يقودنا للنقطة الأولى في قضية التوحيد؛ وهي أن الاعتراف اللساني، أو القناعة الشخصية بوحدة الله، لا تجعل الإنسان موحدًا؛ بل سلوك الإنسان القلبي. فالله ليس كالبشر، يمكن أن نضحك عليه بالكلام؛ فالله فاحص القلوب، هل هي أمينة معه، أم لا؟ لذلك التوحيد في المسيحية، متعلق بتوحيد القلب، وليس الفم والأعمال الشعائر.
الله واحد – وحدانية في القلب:
أول ما أمر الله موسى بشريعة التوحيد، ربط ربط تام؛ محبة الإنسان لله، بالتوحيد؛ فقال:
"٤ اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. ٥ فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ." تثنية ٦.
لأن التوحيد هو توحيد القلب، يبدأ في امتلاك الله لقلب الإنسان. لذلك الوصية الأولى تعلم المؤمن بأن الله واحد؛ وتتابع الوصية لنتيجة تلك الحقيقة؛ وتكمن هذه الوحدة في كلمة "فتحب"؛ أي لذلك، الله يطلب منك أن تحبه، من كل قلبك، نفسك (والتي تشمل عواطفك، عقلك، وإرادتك)، وأيضًا من كل قوتك؛ أي أن تحبه من جميع مصادرك وأموالك ووقتك وأولادك، وكل ما لديك. فيجب أن يمتلك الله قلبك بالكامل.
وحدانية الله يشهد عنها محبة الإنسان لقريبه الإنسان:
وعندما جاء المسيح، عمق مفهوم التوحيد للإنسان؛ فساعد الإنسان ليفصح نفسه، هل يحب الله فعلا أم لا. وفيما يلي لمحة عن تعاليمه:
" ٢٨ فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ:«أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» ٢٩ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. ٣٠ وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. ٣١ وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ»." مرقس ١٢.
وهنا الامتحان الذي قدمه المسيح للإنسان هي؛ إن كنت تحب الله فعلا من كل قلبك، يجب أن تحب الإنسان الذي خلقه، أيًا كان.
وحدانية الله، يشهد عنها محبة الإنسان، لإنسان من دين آخر:
فبين المسيح لرجل الدين اليهودي، أن المحبة تشمل أيضًا الأعداء وأناس من دين آخر، كمثال السامري واليهودي المصاب الذي أورده؛ وهما أعداء، وذوو ديانات مختلفة:
" 27 فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28 فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا». 29 وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» 30 فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. 31 فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 32 وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 33 وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ 34 فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. 35 وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. 36 فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» 37 فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا»." لوقا ١٠.
إن الكتاب المقدس هو أول من علم عن التوحيد. فبالرغم من أن الكثير من الآيات الموحاة في الكتاب المقدس مضى عليها أكثر ثلاثة آلاف عام، إلا أنها إلى هذا اليوم الأكثر دقة، والأكثر جوهرية وإصابة للهدف من كل التعاليم الأخرى؛ وهذا يقودنا إلى السؤال الأول:
ما الذي يميز تعاليم الكتاب المقدس، عن التوحيد، عن ديانات أخرى؟
إن الذي يميِّز تعاليم الكتاب المقدس عن التوحيد، هو أن الله فيه لا يتطلع فقط إلى أقوال وسلوك وشعائر الإنسان الخارجية فقط، بل أولا إلى قلب الإنسان وميوله. لذلك إن تعريف الشرك والتوحيد في الكتاب المقدس، هو عدم وضع الله أولاً في قلب وحياة الإنسان.
نعم ببساطة نستطيع أن نميز التعاليم الإلهية عن التوحيد، من التعاليم البشرية التي لا تمت لله بأي صله، عن طريق إبراز أن الإله الحقيقي دائمًا يصور نفسه كإله يعرف ما في داخل قلب الإنسان، ويهتم قبل كل شيء، بتقويم قلب الإنسان.
فالكتاب يقول: " أنت تؤمن أنَّ الله واحد، حسنًا تفعل، والشياطين يؤمنون ويقشعرون." يعقوب ٢: ١٩.
أي أن الكتاب يبرز أن الأقوال والإيمان النظري هو لا يثير اعجاب الله أبدًا، لأن الشياطين يؤمنون أنه لا إله إلا الله أيضًا. لكن قلب الشيطان جامح بعيد عن الله؛ وهنا الخط الذي يفصل بين تعاليم الإله الحقيقي من تعاليم باطلة:
هل تعليم التوحيد يواجه الإنسان مع حقيقة قلبه أم لا؟
إذا كان الجواب لا، يكون التعليم بشري، وليس لله أي صله فيه، لأن الله ليس بإنسان ليأخذ بالكلام والسلوك الفارغين، ليغفل عن قلب ودوافع الإنسان.
الكتاب يُقَدِّم صُوَر مختلفة للشرك بالله، والذي يربطها بعبادة الأوثان. منها عبادة الأوثان الحرفية، أي أن يضع الإنسان وثن ويعبده؛ أو تأتي بشكل روحي وسلوكي من جهة ميول قلب الإنسان، في أشكال عديدة، يذكر الكتاب منها:
١- التمرد والعناد:
" لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ (كعبادة الأوثان).." (1 صموئيل 15: 23).
يُقصد بالتمرد هنا، الإنسان الذي يعرف كلام الله وطريقه، لكنه يرفض الاستسلام له بل يختار بمحض إرادته أن يضع لنفسه المعايير لما هو صواب. هذا يذكرنا بإغراء الحية لحواء حيث قالت لها: "تكونان كألله عارفين الخير والشر." (تكوين 3: 5)، تصبحان كألله لكم سلطان أن تحللوا لأنفسكم ما هو صحيح وما هو غير صحيح. أي أننا ممكن أن نقول أن إغراء الحية لحواء كان أن تشرك بالله، أي أن يصبح آدم وحواء آلهة أنفسهم (عبادة الذات). لذلك يثبتها الله بصفة "العناد" التي تجعل الإنسان عابد للأوثان، لأنه كما يستبدل الإنسان الله ويلتجئ إلى الشيطان (خطية العرافة)، فهو بالعناد يعلن سلطانه وألوهيته وأنه معصوم وعلى صواب. وبذلك يحلل بنفسه ما هو حلال وما هو حرام، ما هو صواب وما هو خطأ مثل الله تمامًا. ففي اللحظة التي فيها يرفض الإنسان مثلاً موت المسيح وخلاصه وسيادته وسلطانه، يصبح إله نفسه. لأنه هو حدد لنفسه طريقًا آخر مُتمردًا على الطريق الذي أعده الله، مهما كانت صورة مذهبه الديني. لذلك ينسب الكتاب عبادة الأوثان إلى أعمال الجسد وليس إلى أعمال الشيطان، لأنها تبدأ بسيادة الجسد بدل الله (غلاطية 5: 20).
لذلك ركز المسيح على أهمية التوحيد قائلاً: " أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.." (مرقس 12: 29). لأن الوصية الأولى التي أعطاها الله لموسى، ردًا على ما فعلاه حواء وآدم، كانت: " لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.." (خروج 20: 3).
٢- محبة المال والأمور الدنيوية:
قال المسيح: " لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ". (متى 6: 24).
جدير بالذكر أن كلمة "يخدم" تعني "أن يكون مستعبدًا لـ"، سيدين أو ربَّين. أي بكلمات أخرى أنه لا يقدر الإنسان أن يعيش لإلهين أو تحت سلطان إلهين، الله والمال. فالكثير من الناس يغتصبون، يكذبون، يُجَرِّحون، يسرقون، يزورون، ينصبون، وربما يقتلون، لكي يحصلوا على المال. وبعد سنين من هذا النمط من الحياة، يبنون بناية يكتبون عليها: "هذا من فضل ربِّي" أو "الملك لله". نعم إنَّ هذا صحيحًا، إن كل هذه الأموال من فضل رَبَّهم، الذي هو المال والذات أو إبليس. أمَّا إله إبراهيم الحقيقي، فهو بريء من كل درهم وُضع على بناية كهذه. لذلك يقول الكتاب:
" 9 وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ، 10 لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." (١ تيموثاوس 6).
٣- الطمع:
الكتاب يصور أيضًا أن الطمع هو عبادة أوثان، والطمع هو أيضًا أتجاه قلبي في الإنسان يجعله يعيش لنفسه، يراه الله ويحذرنا منه، كما يقول الوحي:
" فَأَمِيتُوا اعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ." (كولوسي 3: 5).
" فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.” أفسس ٥: ٥.
٤- حياة اللّهو والشّراهة في ملذات الأطعمة والمشروبات:
يحذر الكتاب المؤمنين بالمسيح بأن لا يكونوا عبدة أوثان مثل الشعب في القديم، وبحسب تفسير الوحي الدقيق للأحداث، يحدد أن مشكلة الشعب كانت ليست عبادة الأوثان والشرك بالله بدايةً، لكن عدم وضع الله أولاً مما أدى إلى استبداله بالأوثان فيما بعد. وهذا بدأ بتفضيل اللهو والأكل، على العيش والتكريس القلبي لله:
" 7 فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ." (1 كورنثوس 10). لذلك يعود ليُؤكِّد على هذه القضية لخلاصة تلك الفقرة في عدد 14 بقوله: " لِذَلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ".
وفي مكان ثانٍ في الكتاب يقول الوحي كيف أن سلوك بعض المؤمنين بملذات وشهوات الجسد، جعل إلههم بطنهم (الفجع في الأكل)، حتى قاد البعض منهم إلى الارتداد عن الإيمان بالمسيح، وبالتالي للهلاك:
" الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلَهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ." (فيلبي 3: 19).
٥- الاستمرار في حياة الفتور:
وهنا أريد أن أقدم تحذيرًا لنا كمؤمنين عن كيف تبدأ حياة الشرك بالله وعبادة الأوثان؟
تبدأ بحياة الفتور الروحي، أي عدم وضع الله أولاً، لذلك يحثنا الكتاب على أن نكون دائمًا:
" غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ." (رومية 12: 11).
نعم أحبائي، ما أعظم إلهنا المبارك، وما أمجد وحيه المقدس العملي، الدقيق والمُصيب؛ فتوحيد الله مرتبط بمحبة الله من كل الكيان؛ وإذا اعدى شخص أنه يحب الله، يواجهه الله بامتحان آخر وهو، هل يحب أم يبغض الإنسان أخاه الإنسان الذي خلقه الله، مهما كان، عدو أم قريب ؟ لأن الله دائمًا بوحيه الإلهي يعرف كيف يمسك الإنسان " من اليد التي توجعه"؛ عندما يواجه الإنسان بالعناد، محبة المال، الملذات، الطمع والفتور؛ كعبادة أوثان؛ إنه فعلاً كلام الإله الحقيقي. الإله الذي لا يأخذ بالكلام "الفاضي" مثل البشر، بشعارات يقولونها، وشعائر يقومون بها، ليرضى على عبادة البشر النافلة له. بل الإله الحقيقي هو فاحص القلوب، هل هي قلوب تضع الرب أولا في حياتها أم لا؟ واهتمامه الأول أن يغير قلب الإنسان، ليعبده من خلال المخلص يسوع المسيح.