كنيسة بلا جدران

ما هو الحبل بلا دنس؟؟

يتسائل الكثير من النقاد عن قضية حمل القديسة العذراء مريم، بواسطة الروح القدس، كما ينقل الوحي:
"35 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." لوقا 1.
فكي تمت تلك العملية بالضبط؟؟ هل الله اتخذ صاحبة وهي مريم، اي عاشرها، كما يتهم القرآن المسيحيين؟؟ أم هل تمت قضية الحبل بطريقة أخرى؟؟ 
طالما القضية من بدايتها لنهايتها معجزية، لذلك ممكن أن نقترح ثلاث احتمالات لما حدث بدلا من واحد (في الحالة الطبيعية)، ونناقش كل واحد منها على حدى:
أولا: أن يكون الله قد أوجد حيوانًا مانويًا وأخصب به بويضة مريم البشرية.
ثانيًا: أن يكون الله أنشأ الإخصاب لبويضة مريم، بطريقة معجزية بدون حيوان مانوي، أي بطريقة إلهية تختلف عن البشر.
ثالثًا: أن يكون الله أوجد جنينًا كاملا في رحمها، ليس له أي علاقة ببويضتها، بل كل الجنين من تأنس الله بقوة الروح القدس.
إن كلام الاحتمال الأول والثاني اللذان يحتمان اشتراك مريم جسدًا في طبيعة المسيح (بواسطة بويضتها)، أي إعطاء المسيح الحِمض النووي (DNA)؛ ويستنتجون هذا من آيات تؤكد أن المسيح اشترك في طبيعتنا في كل شيء، ما عدى الخطية. مثل: "17 مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ..." عبرانيين 2؛ وأنه تشارك مع البشر في كل شيء، من ضمنها اللحم والدم: "14 فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا..." عبرانيين 2.  مما يفترض أن حبله كان أيضًا مثل البشر. 
لكن هذا الموقف يواجه مشاكل تفسيرية؛ كيف يشترك المسيح ببويضة مريم العذراء ويأخذ جانب من الحِمض النووي لها، دون أن يحمل طبيعة الإنسان الخاطئة؟؟؟
لحل تلك المشكلة، قررت الكنيسة الكاثوليكية أن تجعل السيدة العذراء خالية من الطبيعة الخاطئة التي ورثها البشر من آدم (الذي أقرته الكنيسة الكاثوليكية بشكل نهائي سنة 1854 م)؛ وقرروا فيه أن مريم العذراء بقدرة إلهية قد تطهرت من الطبيعة الخاطئة وهي في رحم امها القديسة حنة؛ وهذه العملية يسمونها (Immaculate Conception or Disambiguation – في الانسايكلوبيديا الكاثوليكية). لكن هذا غير موضح في الكتاب المقدس!! الذي يؤكد أن جميع البشر خطاة (رومية 3: 23)؛ ومن ضمنهم مريم، أنها أعلنت خلاصها مثل باقي البشر (لوقا 1: 47). 

فكيف نقدر أن نبني إيماننا على نظريات ليس لها أساس كتابي؟؟ وجدير بالذكر أيضًا أن الكنائس الشرقية مثل الروم الارثوذكس والأقباط، يرفضون هذا التعليم بشدة!!
لذلك أنا شخصيًا أرجح الاحتمال الثالث، وهو أن الله أوجد الجنين في رحم القديسة العذراء مريم، دون اشتراك بويضتها بل هو جنين مقدس كاملا متجليًا من الله بقدرة الروح القدس.  فكما يؤكد العلم لا اختلاط بين دم الجنين ودم الأم، لذلك عندما يدعو الكتاب دم المسيح، أنه دم الله: "28... لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ" أعمال 20.  هذا يعني أن كل الجنين الذي وضع في رحمها، هو بوضع إلهي مقدس، دون الاشتراك في الحمض النووي لمريم، وإلا فكيف يكون الدم المختلط بينها وبين الله، دم الله؟؟؟ 
لذلك يتكلم الوحي عن دم المسيح المعروف سابقًا قبل تأسيس العالم:
"19 بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،" 1 بطرس 1؛ لاحظ هنا أن دم المسيح معروف قبل خلق البشر!! ويتكلم أيضًا عن ذلك الدم أنه أظهر في الأيام الأخيرة لأجلنا، فكيف يكون دم مشترك بين مريم والله وموجود قبل خلق مريم، وأنه فقط أظهر للبشر في الفداء؟؟  بل هو تجلي إلهي بجنين منه كامل، في رحم السيدة العذراء المباركة، دون اي علاقة بشرية إخصابية. بل حبل بلا دنس ولا عيب، بمعجزة إلهية وضعت الجنين الإلهي المعد من قبل تأسيس العالم لخلاص البشر.

 

 

باسم ادرلني

6253 مشاهدة