كنيسة بلا جدران

قالوا أن المسيح نبي، فلماذا تقولون إله؟

السؤال مأخوذ من عدة نصوص من الإنجيل؛ مثلا عندما أقام المسيح الشاب الميت، الابن الوحيد لأرملة من نايين: "16 فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ" لوقا 7.
أيضًا نرى أيضًا حتى تلميذين من تلاميذ المسيح السبعين، يقولان: "19 ... فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ" لوقا 24.
فتلميذاه يقولان عنه أنه "إنسانًا نبيًا"، لماذا يدعي المسيحيون اليوم أنه الله؟؟
للرد على هذا التساؤل المنطقي، نذكر نقطتين:
أولا: المسيحيون لا ينكرون أن المسيح كان إنسانًا؛ وكإنسان، كان أيضًا نبيًا. لكن نقطة الاختلاف هي أنهم لا يؤمنون أنه فقط إنسان أو نبي، بل هو أيضًا أقنوم الله الابن المتجلي للبشر المعادل في اللاهوت لله الآب. تأنَّس لكي يُظهر للبشر الصورة الكاملة للإنسان الذي يريد الله أن يصوره للبشر، لكي يتبعوا سنته. فوحي الكتاب المقدس، يرفض رفضًا تامًا تبعية سنة الأنبياء؛ لذلك لن تر أي نبي من الأنبياء الحقيقيون طلب من المؤمنين بأن يتبعوا سنته، أو يتبعوه، أو حتى أن يؤمنوا به. كانت رسالة الأنبياء الحقيقيون أن يؤمن، يتبع، يطيع، البشر فقط الله دون أي شريك. لذلك تجلى الله بذاته للبشر، لكي يظهر لهم الصورة الكاملة للإنسان الذي يريده الله؛  فتجلى في شخص المسيح، ليتبع الناس صورة المسيح كإنسان كامل؛ وفي نفس الوقت، يكونوا تابعين لسنة الله شخصيًا، وليس لسنة بشر؛ لأن الله لا يشرك مجده مع أحد: " مَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ" (أشعياء 42: 8).
ثانيًا: رأي الوحي يحدد من المسيح، وليس رأي الناس: 
هل الذي يبت في حقيقة شخصية المسيح هو قول الناس عن المسيح، أم قول الوحي عنه؟؟؟ 
نحب أن نذكر السائل، بأن الناس أيضًا قالت عن المسيح أنه: "أكول شريب خمر، محب للعشارين والزواني" (متى 11: 19  ولوقا 7: 34)؛ وقالت أيضًا أنه مُختل العقل (مرقس 3: 21)؛ وأنه مُضل للناس (متى 27: 63)؛ وأنه سامري وبه شيطان (يوحنا 8: 48)؛ وأنه ببعلزبول يخرج شياطين (مرقس 3: 22)...قالوا ثم قالوا ثم قالوا!!! 
فلن يقبل أي إنسان مسيحي أو مسلم هذه الأوصاف عن المسيح؛ فالذي يحدد حقيقة شخصية المسيح، هو قول الوحي وليس قول الناس. 
لذلك سأورد لك أخي القارئ رأي الوحي عن من هو المسيح؛ وسأخص بالذكر شاهدًا واحدًا، وهو استعراض الوحي لمعنى قول المسيح عن الله أبوه، كالتالي: 
"18 فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ" يوحنا 5.
لذلك نقول إن رأي الوحي هو الذي يبت في حقيقة شخصية المسيح، أو كما يسميه بعض اللاهوتيين "قول الراوي"، وليس قول الناس. والوحي هنا يؤكد أن معنى كناية ابن الله الذي استخدمها المسيح عن ذاته، تعني أنه معادلاً لله الآب، ولذلك أراد الفريسيون أن يقتلوه؛ وهذا شاهدًا كافيًا عن من هو المسيح – معادلا لله

 

 

باسم ادرلني

4966 مشاهدة