كنيسة بلا جدران

الله قادر على كل شيء، لكن لا يعمل كل شيء!!

أحيانًا يقول الكثير من النقاد:
* الله يقدر أن يغفر خطايانا بدون الصليب.
* إذًا الصليب ليست له ضرورة للغفران.
المشكلة في هذا المنطق هي، أن المبدأ الأول لا يقود إلى الثاني !!
هل الله قادر على غفران خطايانا بدون الصليب؟
الإجابة على هذا السؤال هي نعم، الله قادر على غفران خطايانا بدون الصليب.  من الخطأ الفادح أن نقول أن الله غير قادر على أي شيء؛ فهو قادر على كل شيء.  لكن المشكلة هنا هي أن فِعلْ أي كائن عاقل، لا يعتمد على قدرته فقط بل على أرادته أيضًا.  فمثلاً أنا قادر أن أقتل، لكن هذا لا يعني أني قتلت، أو أني قاتل؛ أو إنّي سأقتُل.  فلكي أكون قاتلاً، يجب أن تجتمع قدرتي مع إرادتي.  إذا من الخطأ أن نقول أن الله غير قادر، مثلاً أن يكذب أو يخطئ ... إلخ؛ الله قادر أن يُخطئ، لكنه لا يخطئ، لأن هذا لا يتفق مع إرادته وطبيعته. 
إذًا الافتراض الخاطئ في هذ المنطق يقول، أنه بما أن الله قادر على غفران خطايا الإنسان بدون موت المسيح، إذا لا داعي لموت المسيح والصليب.  وفي هذا المنطق يفرض عليك السائل، كما قلنا، أن أعمال الله مبنية فقط على قدرته؛ فهذا خطأٌ فادح، فأعمال الله أو أعمال أي كائن عاقل، مبنية على قدرته وإرادته معًا.  وإلا، نستطيع أن نطبق هذا المنطق المُضل على كل شيء: 
أولا يستطيع الله أن يخلص الإنسان، بدون إرسال أنبياء؟ أو كتب مقدسة؟ أو معجزات؟ فبالتالي لا نحتاج أن نؤمن بالأنبياء، ولا بالكتب، ولا بالمعجزات؛ إلى أخره من الافتراضات المُضلة التي تجرد الله من إرادته.
وأما عندما نتكلم عن تجلي الله في جسد بشرية المسيح، فيستخدم المعترضون المنطق المعاكس تمامًا.  فنفس الذين يقولون لك أن الله لا يحتاج إلى الصليب، بناءً على قدرته فقط؛ يعترفون لك بأن الله قادر أن يتجلى في شخص المسيح، لكنه لا يمكن أن يفعل هذا أبدًا؛ وهي الفلسفة المناقضة تمامًا للفلسفة الأولى!!!

 

 

باسم ادرلني

5172 مشاهدة